أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فريد حداد - أبناء المعارضة السورية في الخارج مآلات ومقومات















المزيد.....

أبناء المعارضة السورية في الخارج مآلات ومقومات


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 07:27
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يعيش في شمال القارة الأمريكية حوالي 300 مليون انسان . أول عامل تشابه فيما بينهم هو انهم جميعاً مهاجرين , ويتمايزوا في هذا التشابه بتوقيت الهجرة , فهذا وصل للتو الى العالم الجديد , وذاك كان والده أو جده هو المهاجر . يوحدهم جميعاً الأمل في بناء مستقبل زاهر لأولادهم , أساسه التعليم , والعمل , والحرية , وترميم وصون الكرامة المهدورة بهذه النسبة أو تلك , حسب بلد ( المنشأ ) . الحاضنة التي تحضن الجميع , مجتمع مدني علماني , مبني على أسس المساواة والعدل , بضمانة دستور ديمقراطي - لايكرس اي حزب قائداً للدولة والمجتمع – ودولة المواطنة والقانون .

في كل البلدان الديمقراطية , ومنها دول أميركا الشمالية , تعمل المجموعات المختلفة على تنظيم نفسها في أحزاب , ونقابات , وجمعيات , وغيرها من منظمات المجتمع المدني , للعمل على تحقيق مصالحها , تلك المصالح التي لاتنتهي أو تبدأ عند المصالح الأقتصادية فقط , بل تتعداها الى كل مجالات النشاط الأنساني الهادف الى الحفاظ على شروط حياة جيدة , عل كوكبنا , وتطوير تلك الشروط الى الأفضل , لنا وللأجيال القادمة .

يُعتبر الصوت الأنتخابي في البلدان الديمقراطية من أهم أدوات الضغط التي تستعملها المجموعات المختلفة على الحكومة لأجبارها على سن القوانين والتشريعات التي تخدم أهدافها , وهذا مايسمى ( باللوبيات ) وكثيراً مانسمع في اجهزة الإعلام العربية عن اللوبي اليهودي فقط في الولايات المتحدة . وكأن الحكومات الجاهلة التي تقف وراء ذلك الإعلام لايعرفون كيف تسير الأمور في النظم الديمقراطية , أو كأنهم يقصدون ذلك التجاهل , بهدف إقناع المواطن العربي بأن عجز الأنظمة عن تطوير حياته وتحرير أرضه المحتلة ناجم عن السيطرة الأسرائيلية على الدول القوية والكبيرة في العالم , التي تستهدف بدورها تلك النظم ( التقدمية الثورية ) , وبالتالي فما على المواطن الا الصبر والتضحية بكل مايملك لصالح أولئك الحكام الصامدين .

تحتل اللوبيات الأثنية حيزاً هاماً ضمن مجموع اللوبيات الموجودة , ومن خلالها تنشط الأقليات المهاجرة لتنظيم صفوفها واعطاء قوة لصوتها الأنتخابي , قوة تدخل في معادلات توازن القوى السياسية الداخلية , حيث يطمح اصحابها لأن يكون لهم تأثير على السياسة الخارجية للدولة بما يخدم مصالح دولهم الأم .

وبالعودة الى موضوعنا نقول بأنه من حق أي مواطن يعيش في الدول الديمقراطية , و يدفع ضريبة دخله السنوي , أن يعمل على تشكيل لوبي , أو ان يشارك في دعم لوبي قائم , و يطالب حكومته باتخاذ موقف من قضية ما , أو اتباع سياسة معينة حيال قضية مطروحة . وهذا لايعني أبداً , أن هذا المواطن يجب ان يكون على توافق مع المسئول الذي يخاطبه , أو يؤمن بمبادئه , كما لايعتبر المواطن ان ذلك المسئول انساناً كاملاً ومنزهاً وقائداً الى الأبد , كما ان من واجبات المسئول أن ينصت الى المواطن ويستمع الى رأيه , ويعمل بموجبه عندما يكون لهذا الرأي تأييد واسع بين الناس والا فان الأنتخابات قادمة . فالمواطن في تلك المعادلة هو السيد , والوزير أو الرئيس هو خادم لشعبه , وليس كما يفهم عملاء النظام السوري الصغار , بأن المواطن يستجدي الوزير. الحاكم هو الذي يستجدي صوت المواطن الأنتخابي . !!!!

في هذه البلدان الديمقراطية , تعيش جالية سورية كبيرة , تركت الوطن مّرغمة بسب الأحتلال الأستبدادي لسورية الوطن , واحتلاله لحياتهم الخاصة حتى , ورحلت بعيداً تبحث عن وطن جديد , يحصل فيه المواطن على لقمة عيش نظيفة , ليست ملوثة بانتهاك الكرامة ,و محصّلة بعرق الجبين , وليست منّة من ( القائد ) الملهم .

أصبح السوريون في الخارج مواطنين كاملي الحقوق , بالوقت الذي كانوا فيه في وطنهم رعايا من دون حقوق , الا ماسمح به الطغاة كمكرُمة , وأصبح من حقهم ان يخاطبوا رؤساء الدول التي يعيشون بها , بالوقت الذي لم يكونوا قادرين على مخاطبة رئيس بلديتهم . وأصبح من حقهم أن يطالبوا حكومات الدول الغربية التي يعيشون بها , بأن لاتُعمى عيونهم عن انتهاك حقوق الإنسان السوري , بتلك الأجزاء من سورية التي يقدمها لهم ولشركاتهم, كرشوة , نظام الأستبداد في سورية , ليستثمروها .

إن أبناء المعارضة السورية في الخارج , الذين هُجّروا من ديارهم , وديارهم ترفض أن تهجر أفئدتهم , يدركون تمام الإدراك أن الديمقراطية في بلادنا لاتتوافق مع مصالح الغرب , ويدركوا أن الحكومات الغربية المتعاقبة , كانت على مدار 60 عاماً خلت , ومازالت حتى الآن , الداعم الرئيسي لأنظمة الأستبداد في العالم الثالث ككل ومنه عالمنا العربي , ولا أدل على ذلك , أكثر من تصريحات المسئولين الأمريكيين , عندما يتحدثوا عن نقاط الخلاف مع النظام السوري ويحددوه ب: العلاقة مع إيران , التدخل في لبنان , التدخل في العراق , المفاوضات مع اسرائيل , والملف النووي . أما قمع المواطن السوري , وخرق المعاهدات الدولية المتعلقة بذات الشأن والمُوقع عليها من قِبل النظام نفسه . فذلك لايعني أحداً في حكومات الغرب . كما يدركون بأن التغيير الديمقراطي في الوطن لن يكون الا بيد ابناءه , كما لن يكون الا تغييراً بالوسائل السلمية .

ولكن مايدركوه أيضاً , بان الغرب ليس كتلة واحدة صماء متجانسة , بل هو ان صح التعبير " مغارب " كثيرة. تتفاعل وتتصارع وتتنافس , وهي في حالة حركة دائمة , تعمل كلها على خدمة مصلحة بلادها , كل غرب منهم كما يرتأي تلك المصلحة .

فمنه غرب جورج بوش وما يمثله من غرب عدواني منغلق على عقائد رجعية ومتخلفة , هذا الغرب الذي يسعى كل حكام العالم الثالث الديكتاتوريين وفي مقدمتهم حكام بلادنا لأسترضائه والأستعداد لخدمته , بمقابل كسب الحماية .

وهناك غرب القانون وقيم الحضارة والفن والأدب ومراكز البحوث العلمية والصناعية , والجامعات , ومنظمات المجتمع المدني , هذا الغرب الذي يقف الى جانب حقوق الأنسان وحريته وكرامته بغض النظر عن لونه أو جنسه أو خلفيته الوطنية والثقافية , هذا الغرب الذي كان له دوراً حاسماً في إيصال شخص مثل باراك أوباما حامل القيم الإنسانية النبيلة الى البيت الأبيض . هذا الغرب هو الذي يسعى أبناء المعارضة السورية الديمقراطية في الخارج لإيصال صوت شعبنا المنادي للحرية اليه , لكسب موقف هذا الغرب الى جانب قضيتنا . كذلك فهناك غرب المافيات , والأتجار بالسوق السوداء ( بترول – سلاح ) وبالمخدرات والرقيق الأبيض , هذا الغرب هو من يربط حكامنا معه أفضل العلاقات وهو من يستعين به للوساطة بينهم وبين الغرب الأول .

وما يدركه ابناء المعارضة السورية في الخارج أكثر من أي شيء آخر , أنهم أصبحوا مواطنين كاملي الحقوق في بلدانهم , وانهم عازمون على الأستفادة من حقوقهم تلك التي أعطتهم اياها القوانين , لوضعها في خدمة قضية الحرية لشعبهم السوري , شاء من شاء , وأبى من أبى .



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية وضرورة بناء مؤسساتها الإعلامية
- رأي في تعليق أخوان سورية لمعارضتهم للنظام , ومبرراته
- سورية , أمريكا , بين الماضي والحاضر
- من تدمر المؤسس الى صيدنايا الوريث رحلة مستمرة طالما استمر ال ...
- هل حقاً سيعيد أولمرت الجولان الى سورية بحصوله على السلام ؟
- لابد للمعارضة الديمقراطية من بناء تحالفاتها الدولية وتجاوز أ ...
- الخطوة الأخيرة في رحلة الألف ميل للأستبداد في سورية
- من المسؤول عن موجات الغلاء المتلاحقة في بلادنا
- هل سيكون الوطن ثمناً للحفاظ على النظام وانقاذ رؤوسه القتلة ؟ ...
- مهمة الوطنيين الأولى دحر العدوان وبناء الدولة
- هل من سر وراء
- عندما يغضب الزنادقة على اهانة المقدسات
- طريق التصالح مع الشعب
- من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟
- الفصول الأخيرة من عمر الطغيان
- أعلان دمشق .. خطوة بالأتجاه الصحيح
- من خلال مقابلته مع ( دير شبيغل ) الألمانية قراءة في فكر بشار ...
- مدينتي يبرود و - نِعم الحركة التصحيحية -
- حول عودة المنفيين الى ارض الوطن
- مورفين جديد يُحقن في الجسد السوري المنهك, بحقنة المؤتمر القط ...


المزيد.....




- ما هي استراتيجية الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة؟
- رومانيا: فوز مفاجئ للمرشح المؤيد لأوروبا في الانتخابات الرئا ...
- تعديل قانون الإيجار في مصر: هل هناك توازن بين حق المالك ووضع ...
- بولندا على صفيح ساخن: انتخابات رئاسية في ظل تهديدات روسية وأ ...
- طفل أمريكي أصبح أول إنسان في العالم يتلقى علاجا جينيا مخصصا ...
- لحظات إسرائيل الأخيرة ومعركة -الدقيقة 90-
- هل السيارات الكهربائية حل جذري لتغير المناخ؟
- الدويري: المقاومة تعتمد حرب العصابات ولم ترفع الراية البيضاء ...
- ناد رياضي وحديقة للمستوطنين فوق أرض فلسطينية بالقدس
- حسن آل ثاني.. قطري يساهم في تغيير مفهوم اليوغا بالعالم العرب ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فريد حداد - أبناء المعارضة السورية في الخارج مآلات ومقومات