أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد حداد - سورية , أمريكا , بين الماضي والحاضر















المزيد.....

سورية , أمريكا , بين الماضي والحاضر


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 06:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صورة من سورية الخمسينات : في حقبة الخمسينات من القرن الماضي , كان على الرئيس الراحل شكري القوتلي أن يعتذر أمام البرلمان السوري لأستخدام زوجته آنذاك لسيارة الرئاسة التي هي ملك للدولة في أعمال خاصة بعد أنتهاء الدوام الرسمي . وقدم من جيبه الخاص مبلغ 5 ليرات سورية لخزينة الدولة ثمناً للمحروقات التي استهلكتها السيارة في حينها . أتى ذلك بعد انتقادات حادة تعرض لها في جلسة اليوم السابق للأعتذار من عدد من البرلمانيين كانوا قد شاهدوا الحدث .

صورة من أمريكا الخمسينات : في يوم من عام 1955 , وفي مدينة مونتغمري بولاية اولاباما الأمريكية , أضطر سائق حافلة ركاب للتوقف واستدعاء رجال الشرطة , بسبب ان إمرأة سوداء تدعى روزا باركس , رفضت ان تُخلي مقعدها في الصفوف الأمامية من الحافلة والمخصصة للبيض والعودة الى الكراسي الخلفية المخصصة للسود, وما كان من الشرطة الا أن اعتقلوا المرأة بتهمة مخالفة القوانين .

حدث في سورية الستينات : أنقلاب عسكري في 8 آذار 1963 وأعلان قانون الطوارئ وحالة الأحكام العرفية , نجم عنها حل البرلمان , وتعليق الدستور, وحل الأحزاب , وأغلاق الصحف . وكل ذلك تم تحت يافطة تدمير " أعداء " الشعب و حماية " الثورة " . ولهدف بناء المجتمع العربي الأشتراكي الموحد .

صور في أمريكا الستينات : توفيراً لجهد الموظفين , وضعت الكثير من الفنادق والمطاعم يافطات على مداخلها تقول ( ممنوع دخول السود والكلاب ) . وبعضها كان يقول ( ممنوع دخول السود ) , فقط .

سورية في السنة الثامنة من القرن الواحد والعشرين أي بعد 45 عاماً على سيادة قانون الطوارئ , يُصدر وريثها مرسوماً جمهورياً لتحصين القتلة في أجهزته الأمنية بمنع تقديمهم الى المحاكم في حال ارتكابهم جرماً بحق أحد المواطنين أثناء قيامهم بعملهم الا بموافقة القيادة العامة للجيش . كما كان قد أصدر وسيستمر في إصدار مراسيم لتمكين أفراد عائلته من نهب الأقتصاد الوطني ( الهاتف الخليوي والمناطق الحرة وغيره ) ولايكلف نفسه عناء اصدار مراسيم لنهب البترول والآثار وغيرها فتلك تُنهب من باطن الأرض فوراً قبل أن تصبح " داخل " الأقتصاد .
وبنفس الوقت يُمنع أغلب أبناء الشعب السوري من شغل مقاعد في الوظائف العامة أو الجيش , وتُصبح حكراً على أعضاء حزب النظام , لابل يُمنع الكثير من ابناء الشعب السوري من دخول البلاد برمتها وتُمنع جوازات السفر عنهم وعن أولادهم الذين أصبحوا بحكم ولادتهم في الخارج وعدم حصولهم على وثائقهم المدنية , غير سوريين .

أمريكا في السنة الثامنة من القرن الواحد والعشرين أي بعد 53 عاماً, من رفض السيدة روزا باركس , لإخلاء مقعدها للرجل الأبيض وتعود الى مقاعد السود . أخلى الرجل الأبيض المتعصب جورج بوش الأبن (. بموجب القانون) . مقعده في الصف الأول من الولايات المتحدة الأمريكية برمتها, لرجل أسود ونصف مسلم أيضاً , ليعود هو وتعصبه للصفوف الخلفية في المجتمع الأمريكي , وليتصدر الرجل الأسود الحافلة الأمريكية كلها .

***************

يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية فأراً صغيراً يُدعى ( بالفأر السوري ) , وتعود تسمية هذا الفأر بالسوري, لأنه حسب زعم العالمين , كان أول دخول له الى أمريكا مع شحنات القمح التي كانت أمريكا تستوردها من سورية في الأربعينات من القرن العشرين .
لايوجد اية دراسة حكومية سورية شفافة وصادقة عن وضع القطاعات الأقتصادية المختلفة في سورية , ولكن مانسمع في الأخبار أن رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة قد تبرع العام الماضي لدى زيارة بشار الأسد للإمارات بكمية كبيرة من القمح للشعب السوري . هذا يعني أنه بعد 45 سنة على بناء" الأشتراكية" في سورية " وتمليك " الأرض لمن يعمل بها , فسورية لاتُنتج غذائها . بعد أن كانت مصدرة للغذاء في الأربعينات

خلاصة القول . في سورية الغير محكومة من نظام أستبدادي عائلي , يوجد ديمقراطية , وعدالة , وتكافؤ فرص , وكرامة محفوظة للمواطن , ودولة مؤسسات , وازدهار أقتصادي ( نسبي طبعاً ) . الأستبداد في سورية غير أتجاه التطور . فبدلاً من أن تكون سورية دولة منافسة مثلاً على صعيد التعليم , والأنتاج الزراعي , أو الصناعي , ومستوى الصحة العامة . أصبحت منافسة في فنون التعذيب , وعدد السجناء السياسيين فيها , كما أصبحت منافسة في تفاهة وسخافة التهم التي توجه الى المعارضيين السلميين الديمقراطيين, فلن يُقال بعد اليوم أحكام قرقوشية , بل سيقولون أحكام أسدية . ومنافسة في قلة عدد المواطنين الذين يستخدمون الأنترنت , ولو كان هناك دراسات أمينة صادرة عن الجهات الحكومية أو لو تمكنت أية جهة مستقلة من اجراء دراسات ميدانية بحرية , لرأينا ان سورية في عهد الحكم العائلي صارت منافسة في عدد الوفيات بين الأطفال والنساء الحوامل , ونسبة الأمية , ومنافسة في زيادة نسبة الجريمة .

السر البسيط الذي يقف وراء التحولات الكبيرة في دول العالم في الإتجاه الإيجابي او السلبي , هو وجود نظام ديمقراطي تعددي , أم نظام إستبدادي فردي .

سيسأل سائل ببراءة أو بعدمها, إ ن كان المجتمع الذي يُجبر راكب أسود على العودة الى الكراسي الخلفية في حافلة ركاب مجتمع ديمقراطي ؟ والجواب الحتمي لهذا هو نعم . فالنتائج واضحة بعد 50 سنة ولاتحتاج الىبرهان . ماذا فعلت الديمقراطية بالمجتمع الأمريكي , وماذا فعل الأستبداد بالمجتمع السوري .

فالديمقراطية ليست النظام الذي يضع قطعة من الحلوى في فم كل مواطن , بل هي النظام الذي يُتيح طرق مشروعة وقانونية للمظلوم , ليواجه ظالمه , ويطالب بحقوقه , لترسيخ مزيدا من العدالة في أرض الوطن . وإن عُممت الديمقراطية لتصبح نظام عالمي ( أي نظام يحكم العلاقات الدولية , كما يحكم العلاقات الداخلية الآن بين القوى الإجتماعية في الدول الديمقراطية ) , فانها ستفتح أفاقاً أمام الدول الصغيرة والمظلومة للنضال السلمي من أجل مزيد من العدالة على مستوى كوكبنا برمته .
فهل لنا في سورية أن نعود لإحياء تراثنا الديمقراطي الحضاري التعددي , ونبدأ بالغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية , اللذان أبدا للأستبداد في بلادنا ؟؟؟؟؟؟؟؟



#فريد_حداد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تدمر المؤسس الى صيدنايا الوريث رحلة مستمرة طالما استمر ال ...
- هل حقاً سيعيد أولمرت الجولان الى سورية بحصوله على السلام ؟
- لابد للمعارضة الديمقراطية من بناء تحالفاتها الدولية وتجاوز أ ...
- الخطوة الأخيرة في رحلة الألف ميل للأستبداد في سورية
- من المسؤول عن موجات الغلاء المتلاحقة في بلادنا
- هل سيكون الوطن ثمناً للحفاظ على النظام وانقاذ رؤوسه القتلة ؟ ...
- مهمة الوطنيين الأولى دحر العدوان وبناء الدولة
- هل من سر وراء
- عندما يغضب الزنادقة على اهانة المقدسات
- طريق التصالح مع الشعب
- من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟
- الفصول الأخيرة من عمر الطغيان
- أعلان دمشق .. خطوة بالأتجاه الصحيح
- من خلال مقابلته مع ( دير شبيغل ) الألمانية قراءة في فكر بشار ...
- مدينتي يبرود و - نِعم الحركة التصحيحية -
- حول عودة المنفيين الى ارض الوطن
- مورفين جديد يُحقن في الجسد السوري المنهك, بحقنة المؤتمر القط ...
- زمن الأستحقاقات
- زراعة الياسمين في سورية , مشمولة برعاية قانون الطوارئ
- هل سورية مستعدة للسلام مع اسرائيل ؟


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد حداد - سورية , أمريكا , بين الماضي والحاضر