أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد حداد - هل سيكون الوطن ثمناً للحفاظ على النظام وانقاذ رؤوسه القتلة ؟؟؟؟؟؟















المزيد.....

هل سيكون الوطن ثمناً للحفاظ على النظام وانقاذ رؤوسه القتلة ؟؟؟؟؟؟


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازال النظام السوري , يعيش ظروف عزلته الدولية والعربية , ناهيك عن عزلته الداخلية المزمنة , كنتيجة طبيعية لسياساته الأجرامية , المُعتمِدة على مبدأ تصدير الرعب والقتل , في سبيل تحقيق مصالح مافياوية لرؤوس النظام , أو لأقناع أصحاب القرار الدوليين بامكانياته الخاصة , ومواهبه المتميزة , في خلق المشاكل و قدرته على اطفائها , طمعاً في العودة الى تكليفهم له , في دور أقليمي , يحقق ايضاً من خلاله مزيداً من المكاسب لمافياته , وضمانة دولية لأستمراره .

وفي ظل أمعان النظام السوري بممارسته لذاته , في القتل والأرهاب , وعرض خدماته على من يطلبها في سوق الأرهاب الدولي .( تنسيقه مع الأمريكان في التحقيق مع مشتبه بهم كما حدث مع ماهر عرار ) . وفي ظل التمنع الأمريكي عن أعادة تكليفه بما كان مُكلفاً به , من تمزيق لمنظمات المقاومة الفلسطينية , وضبط المجتمع اللبناني لمنع قيامته على أسس ديمقراطية . يأتي قرار مجلس الأمن رقم 1757 لأقرار المحكمة الدولية , لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريري ورفاقه , تعبيراً عن توافق الكبار في العالم على محاسبة الصغير( الذي تجاوز حدوده المرسومة له , ومدد لأميل لحود , وأغتال الحريري . فظن مع وهم وراثته " للحكمة والشجاعة وقيادة الأمة " أنه مخول أن يفعل ما يحلو له ) , وليس توافقا على أحقاق الحق وتطبيق العدل . وعلى الرغم من ترحيبنا بتشكيل المحكمة الدولية لأنها ستنال من مجرمين . الا انه لابد لنا من ان ننوه الى ان هناك طريق آخرلتطبيق العدالة , يبدأ , بمحاسبة من أعطى الضوء الأخضر للنظام السوري بالدخول الى لبنان في حزيران 1975 , ويمر بكل من ساهم في تغذية النزاعات الداخلية اللبنانية , وحرض فريق على فريق , بهدف أضعاف الجميع , لتسهيل السيطرة على الكل , وصولاً للمسئول عن آخر عمل أرهابي يتعرض له لبنان , مهما صغر حجمه .

ان اقتصار محاسبة المجرمين على أغتيال الشهيد الحريري ورفاقه , أمام المحكمة الدولية , لن تكون نتائجها على سورية ولبنان , بأفضل من نتائج محاكمة صدام حسين على العراق . فجريمة صدام الكبرى التي لم يحاكم عليها , كانت جريمة أغتصاب وطن , وتدميره ثم تسليمه للغزاة . اما جريمة قتل مواطنيه في الدجيل أو غيرها , فهي تفصيل , من ضمن تفاصيل جريمته الكبرى تلك .

هكذا أيضاً يجب أن يكون قتل الحريري , وكمال جنبلاط , وجورج حاوي , وسمير القصير, وجبران التويني , وسليم اللوزي , والشيخ محمد معشوق الخزنوي , وصلاح الدين البيطار, والدكتور محمد فاضل , كما غيرهم وغيرهم الكثير الكثير , كما تل الزعتر , وطرابلس , وصيدا , وحماة , وتدمر , جميعها , تفاصيل للجريمة الكبرى التي هي جريمة أغتصاب وطن وتدميره . هذا ما يجب أن يُحاسبوا عليه .

يواجه النظام السوري خطر مواجهة المحكمة الدولية , ومثول رؤوسه أمامها , بالعمل على ثلاثة محاور .

الأول : تشديد قبضة القمع داخل المجتمع السوري , تحسبا لأي تحرك شعبي يطيح بالفساد القائم . يتجلى تشديد القمع , باعتقال نشطاء المجتمع المدني , ومحاكمتهم بتهم خُلبية , أمام محاكم مسخرة . فقط لأثارة الخوف في نفوس الآخرين . متجاهلين عن جهل , بان صورة القمع الذي مارسه الوالد في السبعينات والثمانينات , لم يعد ممكناً أستنساخها في القرن الواحد والعشرين , فكل الظروف أختلفت عما كانت من قبل . ولم يبق الا تشكيل ذلك الرابط بين المجتمع ونشطائه , ليصبح النظام في خبر كان .

والثاني : وهو المحور اللبناني , حيث تعمل أجهزة التخريب المخابراتية بنشاط على أعادة أشعال الحرب الأهلية , وشيوع الفوضى , مما يخلق فرص جديدة للنظام للقضاء على الخصوم , وخاصة من يقف وراء تشكيل المحكمة الدولية , وأعادة بناء سلطة أستبدادية في لبنان , تسهل العودة لهيمنة " الأشقاء " . وفي هذا واحد من أوهام النظام حيث يحاول ان يكرر نسخة 1975 التي لن تتكرر , وهذا السلوك العدواني بدوره , يدفع الأخوة في لبنان شيئاً فشيئاً باتجاه القبول في تدويل قضيتهم كشر أهون من شر الأستمرار في قتلهم واحداً وراء الآخر على يد " الأشقاء حماة الثورة وبناة الأشتراكية "

والمحور الثالث , وهو السعي الحثيث للحصول على الدعم الأسرائيلي , من خلال الدعوات المتكررة الصادرة عن رموز النظام السوري لأجراء مفاوضات السلام , عسى أن يمّكن هذا الدعم , النظام , من أعادة بناء الجسور مع العالم الغربي . وهذا المسعى يسير بشكل حثيث عبر قنوات مباشرة ووسطاء سوريين , وعرب , ودوليين , وتصريحات المسئولين السوريين والأسرائيليين , واضحة وجلية الأهداف لكل عين بصيرة .

ان مخاطر سياسة النظام السوري على كلٍ من سورية ولبنان , تكمن في السعي الحثيث للنظام لتدمير القوى الحية الديمقراطية في كلا المجتمعين , في نفس الوقت الذي يتم فيه الأنفتاح على الأسرائيليين تحت مسمى السلام . فالبلاد التي يتحكم فيها ثلاث عائلات باقتصادها , وتجدد لقاهرها وسالبها بنسبة 97.64% , ويُحاكم خيرة ابنائها بتهمة أضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة . هي بلاد ضعيفة المناعة وغير جاهزة لبناء سلام عادل مع أعدائها , تعيد لأبنائها حقوقهم المسلوبة , وما يتم في ظل ميزان قوى مختل, بحجم الأختلال القائم بين سورية واسرائيل , هو مسعى للأستسلام , وتسليم البلاد للأعداء , في مقابل حماية النظام الحاكم , ورؤوسه , من مقصلة المحكمة الدولية .
انها طريقة جديدة لتسليم البلاد للأعداء , مختلفة عن طريقة صدام حسين , ولكن , تشاطرها المضمون .

أن المهام الملقاة على عاتق القوى الوطنية والديمقراطية في كلٍ من سورية ولبنان , لهي مهام جسيمة وخطيرة , لأنها مهام الحفاظ على الأستقلال الوطني , وبناء نظام وطني ديمقراطي في سورية , كما بناء دولة موحدة وقوية في لبنان لكل ابنائه , دولة يخضع فيها الجميع لقانونها , وتختفي الشراذم والميليشيات والطائفية , ويتساوى فيها الجميع أمام القانون . دولة مدنية وعصرية , تكون قادرة بابنائها على لجم أي تدخل خارجي في شئونها . وهذا ما يستوجب ويستدعي, تعميق التعاون والتحالف بين الشعبين الشقيقين في سورية ولبنان , وقواهما الديمقراطية . فالخصم واحد , وهو النظام الأستبدادي الفاسد في سورية , المستعد لكل عمل في سبيل الحفاظ على هيمنته . والعدو واحد وهو دولة العدوان" اسرائيل " في فلسطين . والتي أيضاً لاتتحقق هيمنتها في المنطقة الا عبر تخلفنا وتفككنا وضعفنا .



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة الوطنيين الأولى دحر العدوان وبناء الدولة
- هل من سر وراء
- عندما يغضب الزنادقة على اهانة المقدسات
- طريق التصالح مع الشعب
- من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟
- الفصول الأخيرة من عمر الطغيان
- أعلان دمشق .. خطوة بالأتجاه الصحيح
- من خلال مقابلته مع ( دير شبيغل ) الألمانية قراءة في فكر بشار ...
- مدينتي يبرود و - نِعم الحركة التصحيحية -
- حول عودة المنفيين الى ارض الوطن
- مورفين جديد يُحقن في الجسد السوري المنهك, بحقنة المؤتمر القط ...
- زمن الأستحقاقات
- زراعة الياسمين في سورية , مشمولة برعاية قانون الطوارئ
- هل سورية مستعدة للسلام مع اسرائيل ؟
- بناء نظام وطني ديمقراطي شرط لازم لانهاء التعذيب في السجون ال ...
- اينعت ثمار الأستبداد
- هل السياسة الخارجية السورية وطنية ؟وهل كانت تقدمية ؟
- لقاء وحوار مع المناضل رياض الترك في مونتريال - كندا
- ما بين اعادة الأراضي ...والأصلاح ! مسيرة أستبداد وضياع للأوط ...
- خياران للأنظمة العربية.. لا ثالث لهما


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد حداد - هل سيكون الوطن ثمناً للحفاظ على النظام وانقاذ رؤوسه القتلة ؟؟؟؟؟؟