أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد حداد - المعارضة السورية وضرورة بناء مؤسساتها الإعلامية














المزيد.....

المعارضة السورية وضرورة بناء مؤسساتها الإعلامية


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوصف الإعلام بشكل عام , والصحافة منه بشكل خاص , في الدول الديمقراطية بالسلطة الرابعة . بعد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية , لِما له من تأثير كبير على عقول الناس , وعلى توجيه الرأي العام , ودور فاعل في مراقبة السلطات الثلاث السابقة عليه , وأولها السلطة التنفيذية , لِما لها من قابلية شديدة للفساد وامكانية أكبر للإفساد .

لذلك فان الإعلام, هو الساحة العمومية التي يتم في رحابها التعبير عن الأفكار والآراء , كما نشرها , وتبادلها , وتلاقحها . كما هو الساحة التي يتم عبرها نقل الخبر والمعلومة والدعاية التجارية والأعمال الفنية , وكل ما يشكل موضوع اهتمام من قِبل جموع الناس . فكثرة الموضوعات المطروحة في الساحة الإعلامية , من حيث تعدد أنواعها ومن حيث تعدد ألوان الموضوع الواحد , تعكس مدى تطور الشعب ومدى الحرية التي يعيش فيها . ولذلك فان شعباً لايمتلك إعلاماً حراً هو شعب ليس حر . فحقه في التفكير والتعبير والنقل , مُصادر لصالح القوة التي تحتل تلك الساحة العمومية .

وحرية الإعلام لاتعني بالطبع الفوضى والشتائم , كما لاتعني كشف أسرار الدولة والتخاطب مع العدو أو الترويج له كما يدعي محتلوا الإعلام السوري حالياً ,( الذين صادروا صفة الوطنية لأنفسهم كما صادروا أجهزة الإعلام , وأصبح الشعب مشكوكاً في وطنيته , وعليه ان يجهد نفسه في إثباتها بأسلوب هم من يحدده ). بل تعني وجود قانون, ينظم , ويضمن , حق كل فرد , أو جماعة , في التعبير عن أفكارها , وآرائها , ونشرها في كل الأتجاهات , الداخلية , والخارجية , مستعملة في ذلك كل أو بعض وسائل الإعلام المقروءة , أو المسموعة , أو المرئية . المتاحة أو التي سيتيحها التطور العلمي والتكنولوجي . مع عدم التعرض لكرامات الآخرين وعقائدهم الدينية , أوالدنيوية . والمعّرفة أيضا وبدقة من قِبل القانون نفسه .

وعندما نتحدث عن حق التعبير والنشر , فهذا لايعني ان على كل وسيلة إعلام موجودة أن تكون مؤهلة لنشر كل من يريد ما يريد . فالمنطق يقول , أن لاأحد مسئول عن نشر أفكار الغير وأرائهم , الا اذا كانت أداته , أداةً تجارية وتلك مسألة أخرى , ولكن الحق في التعبير والنشر يعني, أن تكون السبل القانونية متاحة , لكل من يريد أن يخاطب العموم , أن يفعل . وتبقى مسألة الإمكانية المادية مسألة خاصة بالطرف المعني .

لقد كان إحتلال الساحة الإعلامية في سورية , من أولى المهام التي نفذها إنقلابيو 8 آذار 1963 , وما زال هذا الإحتلال جاثماً حتى يومنا هذا على كاهل الإعلام والإعلاميين , وبأبشع الصور . وبدلاً من أن تشكل الساحة الإعلامية المجال الرحب لكل مكونات المجتمع السياسية والمدنية للتعبير عن الأفكار والسياسات والآراء, شكلت أداةً للنظام لحقن أفكاره الملوثة في عقول الناس . وبدلاً من تبادل الآراء عبره , تحول الى أداة للتعميم ونشر الأوامر . وبدلاً من أن يكون سلطة رابعة لمراقبة وفضح الفاسدين , أصبح أداة من أدوات الفساد لتلميع صورته وتحويل صورة اللصوص , نهابّي ثروة الوطن , الى صورة وطنيين متفانين في خدمةالأمة , وليحول المجرمون القتلة الذين يوقعون بالسر على تفاهمات مع الدول العدوة ويتنازلوا عن أراضي الوطن المحتلة , في سبيل كسب دعم تلك الدول للحفاظ على النظام , الى قادة أفذاذ يستحقون ان تفديهم الجماهير بارواحها ودمائها . وبدلاً من نقل الخبر الصحيح والمعلومة المفيدة , أصبح أداة لنشر الأكاذيب والتضليل , وتشويه الذوق العام , وادعاء الأنتصارات الوهمية .

لقد غدا الإعلام السوري بواقعه الراهن , جزء لايتجزأ من منظومة النظام الإستبدادي الفاسد والمفسد , كما غدا استحالة إصلاحه , جزء من استحالة إصلاح النظام نفسه , وبالتالي فإن بناء مؤسسة إعلامية ديمقراطية , يتواجد فيها الجميع , بمن فيهم ممثلي السلطة الحاكمة , أصبح مهمة ملحة يقع على المعارضة الديمقراطية مسئولية القيام بها , وهذا مايعطي لمشروع بناء قناة الكرامة الفضائية المؤيدة لمبادئ إعلان دمشق أهمية أستثنائية , كمشروع يطمح القائمون عليه في ان يكون ساحة تعبير لجميع السوريين . فهل ستنجح تلك الفضائية في كسر جدار العزل الذي يسّور فيه النظام رجالاته , وتجبرهم على الجلوس مع الآخر ومحاورته على الهواء مباشرة ؟؟؟ أم أنها على الأقل ستظهرهم بانهم ابناء سلطة لاتجيد الا القمع والقتل والإرهاب , وأخشى ما يخشوه هو الحوار ؟؟ .



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في تعليق أخوان سورية لمعارضتهم للنظام , ومبرراته
- سورية , أمريكا , بين الماضي والحاضر
- من تدمر المؤسس الى صيدنايا الوريث رحلة مستمرة طالما استمر ال ...
- هل حقاً سيعيد أولمرت الجولان الى سورية بحصوله على السلام ؟
- لابد للمعارضة الديمقراطية من بناء تحالفاتها الدولية وتجاوز أ ...
- الخطوة الأخيرة في رحلة الألف ميل للأستبداد في سورية
- من المسؤول عن موجات الغلاء المتلاحقة في بلادنا
- هل سيكون الوطن ثمناً للحفاظ على النظام وانقاذ رؤوسه القتلة ؟ ...
- مهمة الوطنيين الأولى دحر العدوان وبناء الدولة
- هل من سر وراء
- عندما يغضب الزنادقة على اهانة المقدسات
- طريق التصالح مع الشعب
- من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟
- الفصول الأخيرة من عمر الطغيان
- أعلان دمشق .. خطوة بالأتجاه الصحيح
- من خلال مقابلته مع ( دير شبيغل ) الألمانية قراءة في فكر بشار ...
- مدينتي يبرود و - نِعم الحركة التصحيحية -
- حول عودة المنفيين الى ارض الوطن
- مورفين جديد يُحقن في الجسد السوري المنهك, بحقنة المؤتمر القط ...
- زمن الأستحقاقات


المزيد.....




- سلطنة عُمان تعتمد هذه الاستراتيجية لجذب السياح في المستقبل
- أعمق ضربات في باكستان منذ أكثر من 50 عامًا.. مراسل CNN يفصّل ...
- الهند وباكستان.. من يتفوق بالقوة التقليدية والنووية؟
- بالأرقام.. ما هي قدرة باكستان أمام الهند مع التهديد بالرد؟
- باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية
- السجن يعزز شعبية إمام أوغلو: عمدة اسطنبول يتفوق على أردوغان ...
- باكستان تُعلن ارتفاع حصيلة الضربة الهندية إلى 26 قتيلاً وتتو ...
- رسالة من البابا فرنسيس في مقابلة لم تنشر في حياته
- تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد والأسباب مجهولة
- الشرطة الهندية: قصف باكستاني يتسبب بمقتل 10 أشخاص على خط الت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد حداد - المعارضة السورية وضرورة بناء مؤسساتها الإعلامية