أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - علماني مسلم... أين هو الخطأ ...؟















المزيد.....

علماني مسلم... أين هو الخطأ ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 08:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل الأديان السماوية والوضعية تتضمن تعاليم عبادية وأخري ( معاملاتية ) ومابينهما الإيمان ..؟ التعاليم العبادية تترجم في الإسلام بالصلاة وقوفاً وسجوداً وركوعاً وترداداً لآيات وأدعية وتلاوة القرآن وصوم رمضان وشعائر الحج إلى من استطاع سبيلا والزكاة والالتزام بثوب قصير ( دشداشة) وحف الشارب وإرخاءاللحى ... وأما كل ما يتعلق بشؤون الحياة الأخرى من معاملات بيع وشراء وحقوق الأسرة وحقوق المرأة ومكانة الرجل المسيطر وقانون العقوبات هي مايصنف بالعلاقات ( المعاملاتية ) والشرع الإسلامي نظّم كلا التعاليم العبادية والمعاملاتية بآيات وأحاديث وأضاف رجال الدين قاعدة آمرة للحفاظ على تلك النصوص وفق قاعدة فقهية تأمر ( أن لا اجتهاد في مورد النص ) ثم جاء في متن بعض القواعد الفقهية الكلية مثل .. ( تبدل الأحكام بتبدل الأزمان ) و ( الضرورات تبيح المحظورات ) و( ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام ) وأكد الفقه أن المنع من الاجتهاد في مورد النص هو حصراً بالنصوص العبادية ... وان بعض القواعد الفقهية الكلية جاءت تأييداً لجواز الاجتهاد في النصوص المعاملاتية والتي تتبدل بتبدل الأزمان ... وكان الخليفة عمر بن الخطاب السبّاق في الاجتهاد في متن النص المعاملاتي .. عندما اجتهد وألغى سهم المؤلفة قلوبهم مخالفاً للنص القرآني ، وأوقف حد السرقة على المحتاج ، ثمّ عطّله في عام المجاعة ، وعطّل التعزير بالجلد على شرب الخمر في الحروب ، خالف السنّة في تقسيم الغنائم فلم يوزع الأرض الخصبة على الفاتحين ، وقتل الجماعة بالواحد مخالفاً قاعدة المساواة في القصاص – مستخدماً عقله في التحليل والتعليل ، ولم يقف عند ظاهر النص مطبقاً روح الإسلام وجوهره من أن العدل غاية النص وأن مخالفة النص من أجل العدل ، أصح في ميزان الإسلام الصحيح في مجافاة العدل بالتزام النص )
فالعلمانية تعتبر العبادات شأن خاص بكل فرد وأما المعاملات هي من الأمور الهامة والعامة ولذلك تطالب بإبعاد الدين بشقه الأول عن الدولة والسياسة لأنه شأن خاص بكل فرد ، وأما ما يخص بالمعاملات والتي تهم المجموع في مسيرة الحياة من علم وثقافة واقتصاد وعلاقات اجتماعية فهذه لا دينية لأنها لاتمت للعبادات بصلة بل هي في حقيقتها مدنية حركية قابلة للتبدل والتغيير ، فالمرأة في بداية الإسلام لم تكن سوى أنثى خادمة للأسرة نهاراً وللمتعة الجنسية ليلاً وكعبدة ذليلة للذكر وقوامته وساهم الإسلام في إذلالها ونقص في عقلها ودينها ونصف إرث ’ وتضرب إذا نشزت ، ولا ولاية لها .... وآداة تكاثر ... تناكحوا تكاثروا أباهي بكم الأمم ...؟ هذا عندما كان الفرد يمثل سيفاً وكثرة السيوف تشكل قوةً ضاربة ... ولكن بتبدل الأزمان وانغلاق العقل العربي المسلم في متاهات الأساطير والتوكل القدري والخضوع السلفي صارت الكثرة السيفية وبالاً وتخلفاً وضعفاً أمام التقدم التكنلوجي الغربي .. ومع ذلك بقيت المرأة خزان تناسل عشوائي وزيادة مرعبة في السكان وتزايد في نسبة الفقر والمجاعات في معظم الدول العربية والإسلامية العاجزة عن تأمين وتوفير رغيف الخبز للمواطن برغم غزارة المياه والأراضي الخصبة ، وما يسري على المرأة من ظلم وإجحاف يسري على كل مواطن ذكر كان أم أنثى في ظل تمسك الدينيين بزمام أمور المعاملات وتجميدها في نفق الماضي المهتريء .. فالعلمانية لصيقة بالإسلام بالنسبة للمعاملات ويحكمها العقل لا النقل ولصالح الإنسان الذي هو روح الله والذي سجد له الملائكة سوى إبليس الذي رفض والأكثرية تسأل : كيف لمخلوق رفض أمر الخالق ..؟ هذا المخلوق الإنسان أنزل القرأن لخدمته في شؤونه الحياتية واستثناءً خدم الرسول في زواجه من زينب بنت جحش وعلى حساب تحريم مؤسسة التبني الإنسانية ؟ والقرآن في أول آية خاطب الرسول باقرأ ... والسؤال من الذي يقرأ ..؟ إما قارئ مفكر وبوعي عقل مبدع ... أو مردد يتلو مايرى دون أن يعي ويفهم وخاصة من هم غير عرب ويجهلون لغته كما كانت جارتنا الألبانية التركية تحفظ جزئي عمة وتبارك غيباً وتتلوه بشكل مقلد ( مضحك) دون أن تفهم أية كلمة ...والله خلق الإنسان بعقل مفكر وليس بجامد كما عمد السلفيون إلى تجميده ومحاربة المعتزلة الذين نادوا بتنزيه العقل ونعمة التفكير الذي خص به الخالق الإنسان عن بقية مخلوقاته ليسأل ويناقش ويحاور ويحلل .. ومن هنا فالمسلم العلماني وباستخدام عقله المثقف سيعمل من أجل كرامة الإنسان كإنسان في كل زمان ومكان والاعتراف بالأخر وترسيخ حريته في التعبير عن رأيه ومعتقده وهو ما ذهب إليه الكاتب سهيل احمد بهجت بقوله : إن العلمانية لا شأن لها بما يتعلق ببحث الإنسان عن المطلق و المثالية، لأن وظيفتها ببساطة هي إيجاد حيز الحرية المطلوب للعقل في التكيف مع المستجد من الأشياء و الظروف المحيطة بالإنسان، فالعلمانية جاءت كارتقاء طبيعي و كأحد خيارين لا ثالث لهما، فإما البقاء في إطار المجتمعات المغلقة و التقليدية أو التقدم باتجاه التطور و العقلانية و منظومة الحقوق الفردية، بالتالي لا طريق ثالث .. (انتهى) وأقرب مثال حالياً هو حزب العدالة التركي الذي تبنى الكثير من الأفكار والمبادئ العلمانية كما يقول الكاتب العفيف الأخضر في مقاله الأخير المنشور في الحوار : كما فعل حزب العدالة والتنمية التركي الذي لم يعد من الممكن سياسياً وسوسيولوجياً تصنيفه في الإسلام السياسي الذي تجاوزه بتحقيق 3 انتقالات حاسمة: انتقال من الشريعة إلى القانون الوضعي بإلغاء عقوبة الإعدام والزنا وإعطاء المسلم الحق في تغيير دينه؛ والانتقال من الجهاد، لتحرير فلسطين، إلى فاعل متحمس للسلام العربي الإسرائيلي؛ وأخيراً الانتقال من وسواس وحدة الأمة بما هي"جسد واحد" إلى بداية اعتراف واعدة بالأقليات بدءاً بالأقلية الكردية بإنشاء تليفزيون يبث بالكردية وتعليم اللغة والأدب الكرديين لأول مرة في الجامعة. وهكذا انتقل حزب أوردوغان من الإسلام السياسي، المتموقع في أقصى يمين المسرح السياسي، إلى وسط اليمين، الوحيد المقبول اليوم سياسياً. –( انتهى) إذاً العلمانيين المسلمين هم من يعتمد عليهم في علمنة الإسلام لصالح الإنسان والعمل على رقيه وحضارته .. وان هذا الإنجاز ليس بالأمر السهل بل هو صراع ونضال طويل وصعب لأنه صراع فكري سلمي والعصر بمعطياته العلمية وبالأخص الفضائيات التي هي بالحقيقة مرآة عاكسة وفاضحة لكل زيف بالصوت والصورة وهي أيضاًرؤية المفكر العفيف الأخضر في مقاله المذكور أعلاه ، وأنقل بعض ماجاء فيه : ثورة الاتصالات تحمل لشباب ونساء مجتمعات الإسلام السياسي المغلقة تثقيفاً ذاتياً مضاداً للثقافة الشرعية المفروضة عليهم، وإعلاماً مضاداً للإعلام الإسلامي الرسمي الفاقد للمصداقية. وهكذا أطاحت بالتعليم والإعلام اللذين أراد بهما الإسلام السياسي تطويع الوعي الجمعي لسيطرته الإيديولوجية. ثورة الاتصالات جعلت بكل بساطة بقاء المجتمعات المغلقة على الحداثة وتيارات العولمة استحالة في القرن الحادي والعشرين. إذ انها جعلت البشرية تعيش في بيت من زجاج لا تخفي فيه خافية عن عين قناة سي إن إن والانترنت ... ثورة الاتصالات تقدم للشعوب التي يحكمها الإسلام السياسي صورة عن الحقبة التاريخية التي تعيش فيها تختلف راديكالياً عن نظام الإسلام السياسي التي ترزح تحته : عالم النقاش الحر والمتعارض بلا محرمات، عالم علماني يتعايش فيه الفردي، الخاص والكوني في سلام، عالم النسبية والشك اللذين لا يتساكنان تحت سقف واحد مع هذيان الحقيقة المطلقة واليقين الأعمى الملازمين لفقه الإسلام السياسي، عالم الفرد، الصانع لقيمه والمقرر لمصيره في الحياة اليومية بنفسه، والمتصرف بحرية في جسده بما هو كلٌ لا انفصام له، بين جسم بشري خبيث وروح إلهي طاهر، كما هو في شرائع الإسلام السياسي؛ عالم الفرد المالك لرأسه يفكر به كيف شاء،... (انتهى)
علماني في وسط إسلامي وهو ميدان نضاله ، كيف له أن يمزق رداءه الإسلامي ليقنع المسلمين بأفكاره العلمانية ، ان للواقع مبرراته وللإقناع وسيلته وأخيراً أي رسالة علمانية كانت أم غير علمانية وبالأسلوب الحضاري هو إقناع وليس إلزام ولا عبودية في العلمانية ...؟





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارق بين القتل والموت سيف مشرع ...؟
- حتى حركة فتح لم تكن فتحاً للمرأة الفلسطينية...
- لا نعادي الأديان بل كل مايعيق حرية وتقدم الإنسان في كل زمان ...
- الحوار العلماني إحترام وإفهام وليس إرغام ...؟
- العلمانية تعترف بالأخر وتحترم الأديان وبالحوار ...المتمدن .. ...
- صبراً يالبنى ورفقاً بمحاميات غزة ..؟
- هل يمكن تطبيق الديمقراطية في البلاد العربية والإسلامية ...؟
- ما بين حجاب الرأس وحجب المؤخرة .. صبراً يالبنى ...؟
- المقومات الأخلاقية سابقة للأديان ..؟
- ديكتاتورية العربان وديمقراطية ولاية الفقيه ...؟
- العلمانية وقوانين الأحوال الشخصية ...؟
- الدكتور الشعيبي يبيح السؤال في الحوار ومطلق الحسين متسائلاً. ...
- الدكتور الشعيبي يبيح السؤال في الحوار ومطلق الحسين متسائلاً. ...
- متى كان للديمقراطية مكان في الحكومات الإسلامية ..؟
- العلمانية حلٌ إنساني و حضاري لشعوب الدول النامية ...؟
- شكراً أستاذ فؤاد النمري .. وللبروليتاريا ...؟
- الدكتور الشعيبي يتجاوز حجر العقل ويبيح السؤال في الحوار ...؟
- أوباما والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ...؟
- أوباما الحرية والعلمانية...؟
- العلمانية قطار الحضارة السريع ...؟


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - علماني مسلم... أين هو الخطأ ...؟