جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 05:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التفاوض ليس فوضى انما وسيلة قديمة بقدم الانسان للتوصل الى التفاهم بين ابناء البشر في مختلف النواحي سواء كانت سياسية , اجتماعية او اقتصادية و الحقيقة ان حياة الانسان نفسها كلها مفاوضات في البيت و خارج البيت ابتداءا بالولادة و الزواج و انتهاءا بالموت . عادة ما تكون المفاوضات بين طرفين ولكن المفاوضات العصرية قد تكون بين اطراف متعددة في وقت واحد.
المفاوضات السياسة هي معاهدة لاجل لسلام و الصلح مهمة بين احزاب دولة واحدة او بين الدول لتفادي الحروب و المشاكل ولا يمكن الاستغناء عن المفاوضات الاجتماعية ايضا لان حياة الانسان اجتماعية تعني الاحتكاك مع البعض فهي مملوءة بالمشاكل و تضارب المصالح بين الزملاء والجيران اما المفاوضات الاقتصادية فهي مساومة تجارية لعقد صفقة او لتسهيل و تسوية عملية البيع و الشراء. طرف في حاجة الى بضاعة او خدمات طرف اخر مقابل مال, بضاعة او خدمات اخرى يتمكن من تقديمها الطرف الاول و لتسهيل عملية التنقل هذه دخلت العملة الى حياة الانسان.
و المشكلة الكبيرة هي اننا لحد الان لم نفهم معنى المفاوضات و لماذا نتفاوض. دعني اضرب مثل من التجارة : لنفرض انت في حاجة الى سيارة قديمة بسعر معقول وانا لدي سيارتك المحبوبة و اريد ابيعها لانني في حاجة الى مال و لنفرض ان قيمة سيارتي ليست اكثر من 30000 دولار و لكني اجعلك تدفع 50000 دولار و لربما تعتقد باني كنت ناجحا في المساومة لاني ربحت 20000 دولار او بعبارة ادق غشيتك بهذا المبلغ و لكن التاجر الذكي يعرف بانه اذا غشك فانت ترفض التعامل معه بالمستقبل لانك لست غبيا و سرعان ما تكتشف الغش لا يهم اذا كان ذلك بعداسبوع , شهر او سنة و لو عرف زبون واحد فقط اني غشاش فسوف ينتقل الخبر بسرعة الصاروخ خاصة في عصر الانترنيت و الموبايل و الفضائيات ليشوه سمعتي الى ابد الآبدين و كل سمعة تلطخت بالطين صعب تنظيفها ان لم يمكن مستحيلا كما رأينا كيف افلست شركات كثيرة في العالم.
المفاوضة و المساومة الذكية عادلة شفافة تتسم ببعد النظر تأخذ بنظر الاعتبار مصلحة الطرف الآخر و تحاول تفهمه اذا كانت تنوي الاستمرار بالتعامل مع الآخرين في المستقبل . المفاوض العادل يتمتع بثقة الجميع يفضل الربح في الاخرة على الاولى وهو الفائز الاول في مسابقة ركض المسافات الطويلة. و السؤال هو لماذا لم نتعلم قواعد المفاوضات ام لازلنا اطفال انانيين اصبنا بقصر النظر؟
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟