أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - رغم إنها متوقعة وبائسة














المزيد.....

رغم إنها متوقعة وبائسة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاربعاء الدامي لم ينثر جثثا متفحمة ويهدم بنايات شاهقة ولم يكشف ثغرات أمنية واسعة وغفلات كبيرة وتفاؤل استعراضي بل كشف ذلك اليوم الدموي أيضا عدم وجود ادارة حقيقية للأزمات تستطيع إدارة المواقف الساخنة ولكي يغطي المسؤولون على فشلهم في مواكبة الحدث وادارته راحوا يوجهون نقدهم لوسائل الاعلام لأنها قامت بعملها وهو نقل الخبر وبسرعة مع كل المعلومات الممكن توفرها وليس ذنبا للإعلامي إنه وصل الى موقع الجريمة قبل المسؤول الامني كما إنه ليس ذنبا للإعلامي إنه كان شاهدا على هول الفجيعة ومرت أمام عينيه جثث وأشلاء الضحايا واستمع لأنين المصابين وتجول بين البيوت المتهاوية والسيارات المحترقة، بل هي أخطاء المسؤول الكبير الذي لم يصل الى موقع الكارثة.
غضب المسؤولين توجه مباشرة الى وسائل الاعلام وكأن الكارثة ما كانت لتقع لولا وجود مراسلي التلفزة والصحف ووكالات الانباء، وكأن الوزارتين السياديتين لم تحترقا لولا بث صورهما، وكأن الضحايا لم يقتلوا أو يجرحوا لولا إن الشاشات نقلت صورهم، لكن يبدو إن المسؤولين السياسيين والامنيين لا يجدون من يصبون غضبهم عليه غير وسائل الاعلام، فالمسؤولون يتحدثون عن أطراف داخلية وخارجية لكن لا أحد يجرؤ على نطق الحرف الاول من إسم أي طرف كان ولأنهم لا يريدون محاكمة أحد من القيادات الامنية أو السياسية ولا يستطيعون عقد جلسة طارئة للبرلمان ولا الظهور في موقع الحدث فإن أفضل شيء يفعلونه هو شتم وسائل الاعلام وتحميلها المسؤولية.
القادة الامنيون والسياسيون يتحملون مسؤولية ما حدث ليس لإنهم أرتكبوا الجريمة ولكن لأن أكثر من واحد منهم قال إنها جريمة متوقعة ومع ذلك لم يفعل شيئا لمنع وقوعها ولم يسأله شركاؤه في السلطة عن سبب عدم منعها، وأكثر من مسؤول وصف جريمة الاربعاء والجرائم التي سبقتها بأنها بائسة أو تافهة ومع ذلك لم يستبق تفكير الاجهزة الامنية تفكير أولئك التافهين والبائسين الذين يدبرون العمليات الارهابية ويتحول زمام المبادرة الى الاجهزة الامنية بدل أن تكون في موقع الدفاع عن النفس وتعميم الاتهامات بعبارات فضفاضة.
أخطأ أكثر من مسؤول خلال تعامله مع كارثة الاربعاء حينما أعتبر إن المؤسسة الامنية ملكا شخصيا له وانتقادها هو محاولة للنيل من شخصه، وتناسى إن هذه المؤسسة هي جزء من الدولة العراقية وهي ملك الشعب العراقي ويصرف عليها من المال العام ومنتسبي هذه المؤسسة هم من ابناء الشعب، ويحق لهذا الشعب وقياداته ونخبه ان يوجه اللوم والعتب والنقد الى أبنائه ومؤسساته ويطالبها باليقظة والحزم، على المسؤول ان ينتبه قبل انزلاق قدميه الى حالة الدمج بين شخصه ومؤسسات الدولة، أو أن ينزلق الى اعتبار نفسه وصيا على الشعب والناطق الاوحد بأسمه ومثلما تمتع المسؤول بالنصر عليه أن يتحمل مسؤولية اعلان النصر المبكر وحالات الفشل.
رغم إنها متوقعة وبائسة تلك الجريمة (حسب قول المسؤولين) إلا إن المؤسسات كانت مرتبكة ومن التصريحات يتبين إن القلق على المواقع والمستقبل الشخصي كان أكبر من الشعور بألم الناس وبخسائر الدولة.
رغم إنها متوقعة وبائسة لم تتغير العبارات المكررة التي تعقب كل كارثة وكان الاجدى توفير مبررات وتفاصيل غير متوقعة ولا بائسة، العراقيون بحاجة الى تفسير يتجاوز المهاترات وأدلة تثبت الاتهامات، فالعراقيون شعب بلغ سن الرشد وشاب شعره من هول ما رآه وحان الوقت ليعرف الجلاد ويقتص منه قبل مرور ثلاثين عاما وقدوم دولة أخرى لتقتص للضحايا.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد سوداوي
- جيش المعتقلين المرعب
- العنف العبثي..رسائل أوباما
- أطراف خارجية..أطراف داخلية
- نداءات بلا صدى
- عداء لافت
- الانتخابات..الضرب تحت الحزام
- الدولة والاحزاب
- مذبحة عادية
- لعبة الرقابة
- قائمة بالحساب
- العراق والكويت..دوران مستمر
- زعماء وكتل
- أزمة مياه..أزمة وطن
- رد الحكومة على التدخلات الخارجية
- حلول بسيطة ونوايا معقدة
- تجاهل الخطر
- الانسحاب.. تأويلات متطرفة
- حرائق بايدن
- المهمة تذهب في إتجاه مختلف


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - رغم إنها متوقعة وبائسة