أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - أوراق الجهوية 1 الجهوية وقطيعة الفكر السياسي














المزيد.....

أوراق الجهوية 1 الجهوية وقطيعة الفكر السياسي


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن لجهويي التفكير أن يطالبوا بقطيعة مع شكل سائد من التفكير المركزي المتشدد. وبسبب النتائج المدمرة للتشدد المركزي طيلة نصف القرن الماضي، ليس فقط على الجهات والمناطق "غير النافعة"، بل على القدرات والكفايات والمنجزات. بل على النخب المركزية نفسها. وعلى الآفاق والآمال المختزنة في النفوس. وبالتالي على الصورة المتشكلة في الأذهان حول البلد في الحال والمآل. بسبب ذلك كله، من المنطقي القول بالقطيعة مع التشدد المركزي.
فالشكل التنظيمي له أثر حاسم على مردودية العمل المبذول. فالنخب والطبقة السياسية ليست من النذالة ولا من الخبث، لكنها تجد نفسها أمام جمود وقلة عطاء بل أمام الجدار. بلا مخرج من الطريق المسدود. بل هناك تراكم يجري بالكيفية غير المجدية. فيؤدي الجهد ليس إلى إنجاز الخطوات الملموسة نحو العصر والديمقراطية والتنمية وكرامة الجميع. بل يؤدي الجهد إلى الاحتقان في وجه الجدار. فأفراد الطبقة السياسية يركضون نحو العاصمة للتسابق على المواقع. وما دامت المؤسسات محكومة بقواعد منطقية ما بين الكم والنوع. فالعاصمة لا يمكنها تلبية الانتظارات الوافدة عليها من ابن كرير وأحفير وأمزميز وتنغير....
والطبقة السياسية ورثت ذهنية عن ماضي المجتمع المحلي. ثم شكلت لنفسها منهجية بناء على العقلانية السياسية الخاصة بالاستعمار الفرنسي. هذا الاستعمار الذي دبر لمجتمعه ثورة ديمقراطية أولا، قبل أن تكون ممركزة حول العاصمة. ولما استسلم المجتمع الفرنسي لمحورية العاصمة باريس تجمعت الثورة في أعين الفرنسيين في شخصيات دانتون وروبيسبيير حيث الخطابة والشعارية ثم التفت حول بطولة نابليون...ونسيت الجمعية التأسيسية(الكونستيتيويانت) والميثاق (الكونفونسيون) والكتابة الإدارية (الديريكتوار) لتجد المركزية نفسها متقلصة في عبادة شخص نابليون. الذي استطاع أن يسجل اللامعقول في النظام السياسي الفرنسي، حيث كتبت في العملة عبارة الجمهورية الفرنسية والأمبراطور نابليون على نفس القطع المعدنية النقدية.
نظام المركزية والتحلـُّق حول العاصمة أفرز انكسارات متعددة في النظام السياسي. بحيث انتكست الجمهورية خمس مرات، بسب اللاتوازن ما بين المركز وبين المناطق المنسية أو المهمشة. وقد جاء الوقت للمراجعة الشاملة لحصيلة الثورة الفرنسية. فبعد الشعارية وبعد الحروب. لم تتمكن لا الجمهورية ولا الملكية العائدة من إلغاء العبودية العنصرية الأوربية للأفارقة في المستعمرات قرابة 60 سنة بعد إعلان حقوق الإنسان والمواطن. فقد كانت الثورة الفرنسية للأوربيين فقط. في توازن حربي دائم. ثارة ضد أنجلترا (1799-1815) وبعدها ضد ألمانيا (1870-1914-1939)، وعلى طول وعرض إيطاليا واسبانيا وروسيا ومصر وفلسطين...
أما الأب سييس الذي لخص للثورة مطالبها في كتابه الشهير "الفئة الثالثة" (Le Tiers-Etat) والذي تمكن من البقاء حيا وأفلت من المقصلة حتى ساهم في تسليم السلطة للشاب نابليون، فلم يلتفت إلى شخصه الرأي العام العالمي. ولا الشاعر الشاب اليعقوبي سان جوست...الذي لم يفلت من المقصلة.
إن الذين يكرهون أنفسهم عبر المجد الفرنكوفوني، استعمالا لغويا يوميا واستهلاكا معيشيا يجدون أنفسهم غرباء وسط شعبهم. لكنهم يتشبثون بالثمتيلية الدائمة لهذا الشعب المرمي في المناطق والمنسي أمازيغيته وعربيته وفقره وكفاءاته.
إن القطيعة مع نصف قرن من الاجترار المركزوي على ثنائيات الشيخ والمريد والتلقين والتلقي والعاصمة والمناطق، بعد آخر لمد الديمقراطية وتمطيط السلطات حتى لا تثقل على أهل العاصمة.
إن القول بالرأسمالية ممكن إذا فتحت الرأسمالية الطرق والإدارات والأعمال والأوراش أمام مالكي الكفاءات والأموال والمشاريع في المناطق. أما الانكفاء في العاصمة، فيثقل العمل ويعقد المساطر والحال أننا بعد 50 سنة من الاستقلال لم نصل بعد 50 مليون نسمة. أليس العبث أن تجد دولة نفسها عاجزة عن توفير العيش الكريم لأقل من 50 مليون نسمة. في الوقت الذي نسمع فيه أن دولة أخرى تتمكن من إخراج 200 مليون نسمة من عتبة الفقر نحو الأفضل في أقل من خمس سنوات. ألديهم وزير من بشر ولدينا وزير من ورق أو من حجر؟





#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق الجهوية في المغرب
- دردشة مع سمبريرو
- من أجل الجسور الواصلة
- الطبقات المتوسطة وانتخاب الغرف المهنية؟
- في عرض البحر السلطة والمخدرات والقتل
- العدالة والتنمية ومكتسبات الشمال؟
- من السياسات العمومية إلى دور العمال في الأقاليم المغربية
- ما هذا الانحطاط في الإدارة الترابية بشمال المغرب؟
- تحت الظل الثقيل لمتابعة العقيد القدافي للصحافة المغربية أمام ...
- الانتخابات أرقام وشكليات أم بوصلة؟
- لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة
- المغرب هل تحبل الظرفية باضطراب اجتماعي في الشهور المقبلة
- ماكينة الانتخابات في المغرب عطب في صناعة النخب
- انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!
- ميلاد -الحركة الوصولية- الليبرالية
- امتحانات الشباب والنخب: العقل أم -النقل-؟
- بركان سياسي ينفجر في النيبال
- الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة
- الخطأ الجسيم لحزب الهمة في الظرفية الانتخابية
- 38 سنة من حكم القهر


المزيد.....




- لماذا يصعُب فهم شدّة صراع -اليوم التالي- لحرب غزة رغم توافق ...
- Umidigi تطلق هاتفا مصفحا بمواصفات مميزة
- علماء: الدورات الشمسية ترتبط بعدم الاستقرار المغناطيسي بالقر ...
- روسيا تصنع جيلا جديدا من القوارب السريعة لوزارة الطوارئ
- البرلمان الروسي بصدد إعداد مشروع قانون يمنع استخدام صوت المو ...
- 4 ألوان تجذب البعوض ينبغي تجنبها في الصيف
- جزيئات صغيرة في الحمض النووي تمكن العلماء من تغيير جنس الأجن ...
- قتلى جراء الفيضانات في أرمينيا والجيش الروسي يرسل قوات لمواج ...
- لجنة تحقيق إسرائيلية في هجمات 7 أكتوبر.. لماذا الآن؟
- طبيب إسرائيلي يكشف: أنقذت حياة السنوار قبل 20 عاما


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - أوراق الجهوية 1 الجهوية وقطيعة الفكر السياسي