|
بازار منصب - الرئيس - العراقي
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هنالك قليلٌ من النقاش " العلني " في الاوساط السياسية العراقية ، حول منصب " رئيس الجمهورية " ، والكثير من المباحثات وتبادل الآراء " خلف الكواليس " والابواب المُغلقة . تَوّجُهٌ واضح لدى الكثيرين ، يدعو ان يكون هنالك رئيس واحد ونائبٌ واحد للرئيس ، وليس مَجلس رئاسة كما هو الآن . دعواتٌ عديدة بدأت بأصواتٍ خافتة في البداية وتتصاعد اليوم وسوف تعلو أكثر خلال الاشهر القادمة قبل الانتخابات ، بصدد ان يكون رئيس الجمهورية " عربياً سُنياً " . المسألة معقدة ومُتشابكة وتتعلق بشكل النظام وصلاحيات الرئيس ونائبه وصلاحيات رئيس الوزراء ، وقبل ذلك لها علاقة مُباشرة ب " نظام المحاصصة " والاسلوب التوافقي الذي سارت عليهِ العملية السياسية بِرمتها بعد 2003 . وإذا نجحت المساعي المبذولة من عدة جهات ، بحرمان " الكرد " من منصب رئيس الجمهورية ، فأن ذلك سيؤثر مباشرة على التوازنات والتفاهمات الموجودة على ساحة اقليم كردستان ، وستُخْلط الاوراق من جديد لإيجاد معادلات تُرضي الاطراف المتنافسة . إذن هنالك بوادر ، لِطَي صفحة المرحلة السابقة 2003 – 2009 ، وظهرتْ منذ الان صراعات علنية وخَفية بين مُختَلف الكتل السياسية ، أما من اجل المُحافظة على المواقع والمُكتسبات وتثبيتها وتوسيعها ، بالنسبة للأحزاب المُتنفذة في السلطة الحالية ، أو فَرض تغيير وشروط جديدة بالنسسبة الى القوى الموجودة خارج السلطة الفعلية . وهذهِ كلها كما يبدو ، جزءٌ من " اللعبة الديمقراطية " التي لازال معظمنا لا يفهمها ولا يُجيد لعبها ! - على الرغم من ( إدِعاء ) الاطراف التي تصيح بأعلى صوتها ، بأنها ضد " المُحاصصة اللعينة " ، فإنها من الناحية العملية ، عندما تَلح ان يكون الرئيس " عربياً سنياً " ، فإنها تُبْقي نفسها ضمن هذه الدائرة " اللعينة " ! لأنها تقترح ضِمناً ان يكون رئيس مجلس النواب " كردياً " و يبقى رئيس الوزراء " عربياً شيعياً " ، اي انها فقط تُبّدل المواقع والادوار . - المسألة الجوهرية ، في المرحلة القادمة ، هي [ نظام الحُكم ] ، فإذا بَقِيَ برلمانياً ، فأن رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء ونوابه ، يُختارون مِنْ قِبَل البرلمان ، وِفق التوازنات التي ستتحكم في المجلس بعد الانتخابات المُقبلة ، وستبقى صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة ، وسيبقى رئيس الوزراء هو السلطة التنفيذية الأهم والذي يُمثل الأغلبية في البرلمان . أما إذا تقرر ان يُنتخب رئيس الجمهورية مباشرةً مِنْ قِبل الشعب ، فأنه حتماً سيحوز على صلاحيات اوسع ولن تكون سلطة مجلس النواب عليهِ كبيرة . - عواصم الجِوار العربي ، تَعُجُ ب " مُرّشحي " الرئاسة ، فهذه عمان ودمشق والقاهرة ، تحتضن المهاجرين والمهجرين ، وحتى بعض الذين ذهبوا بمزاجهم ورغبتهم ، يطمحون في المنصب الكبير . تركيا وايران والسعودية ايضاً ، لها دورٌ مهم في المزاد الرئاسي العراقي ! بحيث لم يَعُد إختيار الرئيس ، شأناً عراقياً خالصاً ، بل أقليمياً بإمتياز . - لو إستطاع دُعاة التغيير ، ان يُبدلوا المواد الدستورية المتعلقة بمنصب الرئيس وصلاحياته ، قبل الانتخابات القادمة ، من خلال تمرير التعديلات الدستورية بأية طريقةٍ من الطرق ، حتى تصبح صلاحياته حقيقية ومهمة ويُنتخَب من قبل الشعب مباشرة ( وهو أمرٌ صعب للغاية في الواقع ) ، فأن الرجل القوي الان اي " نوري المالكي " سيكون ألأكثر حظاً في الحصول على المنصب . تنافسهُ بالطبع شخصيات اخرى مثل " عادل عبد المهدي " وغيره . - هنالك شُبه إتفاقٍ واسع ، على بقاء " النظام البرلماني " الحالي ، ولكن هذا لا يعني ان تبقى المُحاصصات وتوزيع المناصب السيادية على نفس النمط المعمول به حتى الان . لأنهُ حسب الكثير من التوقعات ، فأن تغييراً سوف يحصل على الخارطة السياسية العراقية بعد الانتخابات العامة ، لعل من أبرز ملامحهِ ، ( في حالة نجاح القوى والاحزاب والحركات القومية العربية والبعثية والاسلامية ، في التحالف والإتفاق على المُشتَركات ) ، هو زيادة تأثير " السُنة " على مُجمل الوضع السياسي في البلد ، مُقارنةً بالأعوام السابقة . وربما يكون من تداعيات الحالة الجديدة ، إستحواذهم على منصب " رئيس الجمهورية " بالإتفاق مع حزب الدعوة واحزابٍ اخرى . اعتقد ان تخلي " طارق الهاشمي " قبل أشهر ، عن قيادتهِ للحزب الاسلامي العراقي ، وعزمهِ على الدخول في الإنتخابات بقائمةٍ مستقلة ، ليسَ بعيداً عن ( طموحهِ ) في منصب الرئاسة ، لاسيما انه كما يبدو ، يحظى بتأييد ودعم تركيا واطراف عربية . - التحالف الكردستاني من جانبهِ ، لن يتخلى بسهولة عن المنصب الرئاسي ، وسيحاول بشتى الوسائل المُتاحة ان يحتفظ " جلال الطالباني " بالمنصب للأعوام الاربعة القادمة . وعلى الرغم من ان الساحة السياسية العراقية في الآونة الاخيرة " مُتحركة " وقابلة للكثير من التغييرات ، الا انه ليس من المستحيل ان ينجح التحالف الكردستاني وبالتنسيق مع الاطراف الفاعلة الاخرى ، في إبقاء الطالباني رئيساً للفترة المُقبلة ، خصوصاً انه يتمتع ولو بالحد الادنى من القبول من معظم الاطراف المحلية والاقليمية .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شخصيات عراقية مؤثرة (1)
-
حذاري من المؤتمرات المشبوهة !
-
نظرةٌ على اللوحة السياسية في العراق
-
آفاق زيارة المالكي الى اقليم كردستان
-
ألسواح الأمريكان والجُغرافيا الحدودية !
-
الحَمير والإنتخابات الأفغانية !
-
إضاءة على إنتخابات أقليم كردستان العراق
-
إنتخابات اقليم كردستان ، قوائم الأثرياء تحصل على اصواتٍ أكثر
-
الكويت مَدْعُوة للتصرف بحِكمة
-
ضوءٌ على شخصية : رائد فهمي !
-
مَزارُ صدام المُبارَك !
-
ضوءٌ على شخصية : علي بابان !
-
هذا ال... ليس غريباً عليَّ ولكن !
-
جَوٌ أغْبر يَلُف العراق !
-
على هامش إنتخابات أقليم كردستان (2)
-
القِيَم الإجتماعية ودورها في نشر الفساد
-
بعض ملامح المرحلة المُقبلة في العراق
-
على هامش أنتخابات اقليم كردستان
-
- التياغ الصدغي - يتوسط بين الحدباء والمتآخية !
-
مستشفياتنا ومستشفياتهم
المزيد.....
-
سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي
...
-
مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي
...
-
بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
-
النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
-
نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
-
الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار
...
-
ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
-
بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن
...
-
روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
-
أطعمة تضر المفاصل
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|