أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ضوءٌ على شخصية : علي بابان !















المزيد.....

ضوءٌ على شخصية : علي بابان !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزير التخطيط والتعاون الإنمائي العراقي " علي غالب بابان " ، ليس شخصية عادية في الوسط السياسي العراقي . فعلى الرغم من انه دَخلَ مُعتَرك العملية السياسية بإعتبارهِ وزيراً ، من بوابة المُحاصصة ، وإستقال من الوزارة عن طريق المُحاصصة ايضاً " الطائفية والسياسية " ، الإ انه الوحيد الذي تَّمردَ ( على حِزبهِ وطائفتهِ ) وعاد الى الحكومة طوعاً . فمن بين كل وزراء جبهة التوافق والتيار الصدري وحزب الفضيلة الذين إستقالوا وتَخّلوا عن مناصبهم الوزارية في ظروفٍ صعبة ، كان بابان الإستثناء الوحيد الذي سُرعان ما إبتعد عن حزبه ، الحزب الإسلامي العراقي الذي له علاقة به منذ حوالي ثلاثين عاماً ، وفّضَل ان يستأنف عمله الوزاري بدعمٍ وتشجيع من رئيس الوزراء نوري المالكي !
- الغالبية العظمى من العراقيين لم يكونوا يعرفون " علي بابان " قبل 2003 ، شأن الكثير من السياسيين الذين برزوا بعد التغيير . فما عدا القادة الكُرد ومحمد باقر الحكيم وقادة الحزب الشيوعي العراقي وأياد علاوي وبعض قيادات حزب الدعوة وبعض الشخصيات المستقلة ، لم يكن " السياسيين البارزين على الساحة الان " معروفين على نطاقٍ واسع ، لان معظمهم كانوا ضمن الخط الثاني او الثالث سواءاً كانوا في الداخل او الخارج .
- " علي بابان " ومنذ ظهورهِ في الإعلام المرئي قبل سنوات ، شَّد إنتباه المُشاهدين وانا منهم ، بصوتهِ الجهوري وبوضوح مخارج الكلمات ، وبلغتهِ الفصحى السهلة بدون حذلقة .وإنسيابية حديثهِ ، هذا من ناحية الشكل ،أما من ناحية المُحتوى والمضمون ، فَقِلة من السياسيين مَنْ يستطيع مجاراته في إقناع المُشاهد والمُستمع ، بوجهة النظر التي يطرحها ، بإسلوبٍ منطقي بعيد عن الفذلكة . انهُ من الوزراء القِلة النادرين الذين " يقولون شيئا " !
- الطيف الذي يتناوله " علي بابان " في طروحاتهِ وأحاديثهِ ومُقابلاتهِ ، يتراوح بين السياسة النقدية والمالية ، والثروة المائية ، والإحصاء السكاني ، والخطة الخمسية ، وطريقة التعامل مع الملف النفطي ، وضرورة تحويل الشعب العراقي من مجتمع مُستهلِك الى مجتمع منْتِج ، وتقليص الوظائف المُعتمدة على الحكومة ...اي كل ما يهم وما يمس اوسع الجماهير وحاضرها ومستقبلها .
- لوزير التخطيط والتعاون الإنمائي ، ملاحظات على السياسة النقدية التي ينتهجها البنك المركزي العراقي ، وطالما حذر من تداعياتها . وكان من اوائل الذين إنتقدوا إعتماد ميزانية البلد على النفط فقط ودعا بإصرار الى تنويع مصادر الدخل عن طريق تطوير الزراعة والصناعة والسياحة . وبصراحتهِ وجرأتهِ صرحَ مراراً بضرورة تقليص عدد الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي العام ، بطريقةٍ مدروسة وتحويلهم تدريجياً الى القطاع الخاص بعد إعادة الروح له وتنشيطه ودعمهِ ، بحيث تنخفض الميزانية التشغيلية وترتفع الميزانية الإستثمارية . " علي بابان " لا يتردد ولا يتعب من تسليط الضوء على " مشكلة المياه " ويعتبرها بأنها أهم كثيراً من كافة الملفات الاخرى ، نظراً لإهمال الحكومات المتعاقبة منذ اكثر من ثلاثة عقود ، لمصالح العراق الحيوية وعدم عقد اي إتفاق حقيقي او معاهدات تحمي تلك المصالح وِفقاً للقوانين والاعراف الدولية ،والإكتفاء ب " تفاهمات " لا قيمةَ قانونية مُلزمة لها وخصوصاً مع تركيا ، ويذكر مثالاً عن مصر التي نجحت دبلوماسيتها منذ سنين ، في عقد معاهدات وإتفاقيات مع عشرة بلدان متشاطئة معها في نهر النيل ، تحفظ حقوق مصر كاملة في المياه بعيداً عن كل الإعتبارات . بينما ينهج الساسة العراقيون " حتى بعد 2003 " الى تسييس موضوع المياه بطريقةٍ فجة ، فيذهب مسؤولٌ الى ايران ويحصل على " وعد " بإطلاق المياه من المنابع الايرانية ، ويعتبر ذلك نصراً ، ويسافر آخر الى تركيا ويعطونهُ " وعداً " بإهداءه عدداً من الامتار المكعبة في الثانية ، ويعدُ ذلك إنجازاً يريد إستثمار نتائجه إنتخابياً ! وتركيا وايران وحتى سوريا ، اوشكوا على خنق العراق عطشاً من خلال السدود الكبيرة العديدة التي اقاموها ، خلافاً لكل المواثيق الدولية ، ولكن بصمتٍ متواطؤ من حكومة البعث الفاشية السابقة والتي كانت مشغولةً بإضطهاد الشعب والحروب المتواصلة .
يزور " علي بابان " اربيل ويجتمع مع قادة حكومة اقليم كردستان ، ثم الى كركوك ومحافظات اخرى ، ليشرح عن كثب أهمية إجراء إحصاء سكاني ، ويطمئن المكونات بأنه لا غايات سياسية من هذا الاحصاء . ويعطي رأيه بالسياسة النفطية وإقتراحاته بتطوير هذا القطاع .يعكف مع كادر الوزارة وبالتعاون مع الجهات الاخرى في وضع مسودة الخطة الخمسية الطموحة .
- استطيع القول ، بالمجمل أن " علي بابان " من الوزراء الكفوئين الذين أثبتوا جدارتهم من خلال التصدي للمسؤولية في هذا الزمن الصعب ، زمن إعادة تشكيل الدولة العراقية من جديد ، وخصوصاً ، ان " إقناع " الآخرين من وزراء ومسؤولين بأهمية وزارة التخطيط من كافة الجوانب، لم يكن أمراً سهلاً !
- نقطة الضعف التي ربما تؤثر سلباً على المستقبل السياسي للسيد " علي بابان " ، هي نفسها وياللمفارقة نقطة القوة لديهِ ، الا وهي " دعم رئيس الوزراء نوري المالكي " لهُ !فبالنسبة الى بابان ، لم يكن من الممكن عودته الى الحكومة لولا موافقة وتشجيع رئيس الوزراء ووقوفه ضد ضغوطات جبهة التوافق والحزب الاسلامي وحتى ضد الحلول الوسطية التي إقترحها رئيس الجمهورية حينها ،وبالنسبة الى نوري المالكي وفق الحسابات المحلية العراقية الطائفية المُركبة ، فأن ( عودة ) علي بابان الى الوزارة بالضد من رغبة جبهة التوافق والحزب الاسلامي ، كانت فوزاً مُتعدد الأوجه للمالكي . فمن ناحية كانت كسراً للحصار المفروض على الحكومة ، وايضاً كسباً لشخصيةٍ " سنية وكردية " في نفس الوقت ! إذ سيستطيع المالكي ان يقول لمنافسيه انه بدأ مشروعاً بعيداً عن التقسيمات المذهبية والقومية ، وخير دليلٍ على ذلك هو تَمَسُكهِ ب " علي غالب بابان " !فمن جانب ، هو صحيح كردي الاصل ، لكنهُ بغدادي النشأة ، ويقف على مسافةٍ من الطروحات الكردستانية ، وهو ما يوافق هوى المالكي ! ومن جانبٍ آخر ، بابان قريبٌ من الاوساط السنية منذ عقود ، ومُحافظٌ إجتماعياً ، وهو ما يُلائم المالكي ايضاً !
نوري المالكي لهُ " مشروعه " الذي تتوضح ملامحه تدريجياً ، وهو يتأرجح بين حكومةٍ مركزيةٍ قوية وإستثمارٍ طويل الأمد لمظلومية الشيعة ، ومن ضمن مشروعهِ " إستخدام " أوراقٍ سنية وكردية عديدة ، منها " علي بابان " في الأيام القادمة قبل الانتخابات العامة .
أعتقد ان مواصفات مثل تلك التي يمتلكها السيد " علي بابان " خصوصاً بعد إنفصالهِ عن الحزب الاسلامي العراقي وإنتهاجهِ خطاً مُستَقِلاً ، كانت تؤهلهُ ان يلعب دوراً أكبر كثيراً في المرحلة المُقبلة ، لو كانت الظروف العامة تسمح ببروز شخصيات عامة مستقلة كفؤوة ، بعيدة عن التقسيمات القسرية . ولكن للأسف ، فأن بابان كما يبدو سيبقى في " ظل " نوري المالكي ولن يستطيع الخروج من الشرنقة التي وِضِعَ فيها . فقوة بابان سَتُجّيَر لنوري المالكي في الانتخابات القادمة . وسيخسر العراق مشروعَ قائدٍ مُحْتَمل !





#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ال... ليس غريباً عليَّ ولكن !
- جَوٌ أغْبر يَلُف العراق !
- على هامش إنتخابات أقليم كردستان (2)
- القِيَم الإجتماعية ودورها في نشر الفساد
- بعض ملامح المرحلة المُقبلة في العراق
- على هامش أنتخابات اقليم كردستان
- - التياغ الصدغي - يتوسط بين الحدباء والمتآخية !
- مستشفياتنا ومستشفياتهم
- إنتخابات اقليم كردستان .. آراء وتكهنات
- الى ربي ... عّزَ وجَل !
- اثيل النجيفي .. يتحّرش !
- عُمر البشير .. ووزير التجارة العراقي !
- الحدباء والمتآخية .. الخيرُ والشر !
- أخطاء المالكي في الألف يوم الاولى من حكمهِ !
- هل ينسحب الامريكان من الموصل نهاية حزيران ؟
- الحكومة المحلية الجديدة في نينوى
- دولة اللاقانون في كربلاء !
- عَرَب / كُرد
- حذاري من الصحوات
- كشف المصالح المالية .. إحراج !


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ضوءٌ على شخصية : علي بابان !