الحدباء والمتآخية .. الخيرُ والشر !

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 09:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

هل حقاً ان " قائمة الحدباء الوطنية " تُمثل كُل الخير ، و" قائمة نينوى المتآخية " تُعّبر عن الشر كُله ؟ سؤالٌ وجيه ، الجواب عليهِ يستوجب الملاحظات التالية :
- في معظم المدن التي جرت فيها إنتخابات مجالس المحافظات ، حدثت إعتراضات على كيفية توزيع المناصب الاربعة او الخمس الاساسية . وفي الديوانية والنجف وكربلاء والحلة ، وصلت الخلافات الى حد المُقاطعة . وفي كل هذه المحافظات ، كانت الصراعات بين مُختلف الكتل والاحزاب على [ كمية ] السلطة المُتاحة الى هذا الطرف او ذاك ، فمثلاً يُعْرَض منصب النائب الثاني للمحافظ على حزبٍ حائز على اربعة مقاعد من مجموع ثمانية وعشرون مقعداً ، فربما يرفض الحزب ذلك و" يرى " بأنه يستحق منصباً أعلى . وهكذا . بينما الذي جرى في الموصل مُختلفٌ عن ذلك تماماً . حيث لم يُعْرض او يُقتَرح اي منصب من المناصب الخمسة على " قائمة نينوى المتآخية " ، وتم تجاهل كتلة كبيرة تُمثل ثُلث مقاعد مجلس محافظة نينوى . اي ان الخلاف في محافظة نينوى هو خلافٌ [ نوعي ] وليسَ كمياً مثل باقي المحافظات . انه ببساطة " إقصاءٌ " جدي لقائمة نينوى المتآخية بمقاعدها الاثني عشر والتي تُمثل ثلث اهالي المحافظة !
- في مجلس محافظة نينوى السابق ، والذي كان " التحالف الكردستاني " مسيطراً عليه بعد إنتخابات 2005 ، حيث ان القوميين العرب والبعثيين والوهابيين ، إمتنعوا عن الإشتراك في تلك الإنتخابات ، لم يلجأ التحالف الكردستاني الى [ إحتكار ] السلطة في الكرد فقط او حتى في اعضاء قائمتهِ الإنتخابية فقط ، بل ان محافِظَيْ نبنوى خلال السنوات السابقة لم يكونا كرديين ولا عضوين في احزاب التحالف الكردستاني ، بل كانا مُسْتقلَين ، وكذلك رئيسي مجلس المحافظة لم يكونا كرديين ايضاً . ربما كان المحافظ او رئيس مجلس المحافظة السابقَين يميلان الى سياسة قائمة التحالف الكردستاني أحياناً ، وهو شيء طبيعي ، لان القائمة هي التي صوتت في صالح إختيارهم لهذه المناصب ، ولم يكن من المعقول ان تختار قائمة التحالف حينها ، مُحافظاً قومياً مُتطرفاً شوفينياً او بعثياً حاقداً او وهابياً تكفيرياً . رئيس مجلس المحافظة الاسبق ، قُدِم الى القضاء بتهمة الفساد المالي والاداري ، وحُكِم يالسجن سبعة سنوات " وهو الان في السجن منذ اكثر من سنتين " ، لم تتدخل الحكومة المحلية في نينوى في ذلك الحين ولا مجلس المحافظة ، للإفراج عنه او العفو او حتى تهريبهِ من السجن [ رغم إدعاءات قائمة الحدباء التي كانت تقول بأن الاحزاب الكردية والبيشمركة يمارسون إنتهاك كافة القوانين في كل المجالات ] !.
هل تستطيع " قائمة الحدباء " ان تختار مُحافظاً او رئيساً لمجلس المحافظة ( ولِيَكن مؤيداً للحدباء ) ، كردياً او تركمانياً او مسيحياً او ايزيدياً ؟ مثلما فعلتْ " قائمة التحالف الكردستاني " سابقاً ؟!
- وسط الكم الهائل من التحديات الامنية في الموصل من 2003 / 2008 ، حيث كانت قاعدةً للقاعدة والبعث الفاشي وعصابات دولة العراق الاسلامية ، قّدمتْ الاحزاب الكردستانية والبيشمركة ، تضحيات جسيمة في سبيل الإبقاء على الموصل وعدم سقوطها في ايدي الإرهابيين . خلال هذه السنوات المُضطربة ، حدثتْ أخطاء وتجاوزات وفساد ، تتحمل القوى الكردية جزءاً من المسؤولية فيها ، ولكن من غير الممكن الشطب على دورها الايجابي الشجاع في اصعب الظروف واخطرها .
- - " وقد ادى نجاح انتخابات كانون الثاني 2005 الى توليد ( صدمة وهلع ) بين اوساط السنة ، الذين بدأوا مذاك يعيدون النظر بموقفهم في ما يتعلق بالدعم الضمني او المباشر للتمرد ، مقابل منافع الانخراط في العملية السياسية . " ص 58 ديناميكيات النزاع في العراق / فريق أبحاث / معهد الدراسات الاستراتيجية .
- " تستفيد المجموعات السنية كلها من البنية التحتية المتمثلة بالمساجد والتكايا الصوفية التابعة للطريقة القادرية ، كما تستفيد من الشبكات القبلية العابرة للحدود ، والقريبة من سوريا والاردن والسعودية . وتبدو المجموعات الاسلامية على انها القائدة للتمرد ، الا ان قوة الدفع الاساسية هي كتلة النخب الايديولوجية البعثية المسندة بقوى المؤسسات البعثية السابقة . ...الخ " ص 57 ديناميكيات النزاع في العراق / فريق ابحاث / معهد الدراسات الاستراتيجية . بغداد – اربيل – بيروت .
- المَقطعَين السابقين ، يوضحان بجلاء ، ان " قوى المؤسسات البعثية السابقة " ، هي المُحرك الحقيقي لتوجهات قائمة الحدباء ، التي تفوح منها رائحة التصعيد والتعصب والشوفينية الكريهة !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل