أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الأول)














المزيد.....

الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الأول)


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2738 - 2009 / 8 / 14 - 06:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من أهمية ونجاعة العديد من الخطوات التي قطعها المغرب، خاصة في العقد الأخير من تاريخه المعاصر، وعلى الرغم من الحصول على مجموعة من المكتسبات الإيجابية، إن على مستوى التنمية أو التحديث أو الدمقرطة، والتي أفضت بالفاعلين ـ على اختلاف مشاربهم ـ إلى إطلاق ديناميات متعددة ومتنوعة وواعدة. بالرغم من كل ذلك، فإن حزب الأصالة والمعاصرة يسجل في وثيقة "مبادئ وتوجهات" بأن «أسباب القلق تبقى ماثلة، خاصة أمام بروز ظواهر جديدة، في عالم اليوم المتسارع التطور المتفاعل التأثير بشكل غير مسبوق.. من قبيل تنامي دعاوى الإقصاء والنزعات العنصرية ونزوعات الكراهية والتعصب والانغلاق واتساع دوائر التيئيس...»، كما أنه يستنتج بأن «وضعا حابلا بإمكانات تقدم حقيقية لبلادنا ومنذر في نفس الوقت بأخطار ماثلة تهدد بإضعاف وعرقلة كل المكتسبات، ليضع الجميع أمام مسئوليات تاريخية لا تدع مكانا لأنصاف الحلول والمواقف».

وبدل الانخراط في الغايات الكبرى والنبيلة للعمل السياسي، من أجل المساهمة في إرجاع الثقة والمصداقية للمشاركة السياسية لدى الكتلة الناخبة داخل مجتمعنا المغربي، عمد "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية بمكناس إلى إطلاق هجوم خطابي عنيف على حزب الأصالة والمعاصرة وأطره ومناضليه وعاطفيه، كشكل من أشكال تدبير الحزب لأزماته السياسية والتنظيمية، إثر انكشاف صورته الفعلية لدى الرأي العام الوطني والدولي، من خلال التدبير السيئ لبعض الجماعات المحلية من طرف أعضاء قياديين في "الحزب"، وكذا من خلال الاستقالات الكثيرة والواسعة النطاق من "الحزب الدعوي" في العديد من المناطق القروية والحضرية، كما عمل على إفراغ كل ما بجعبته السياسية/الدينية، كتعبير واضح عن نزوعات الكراهية تجاه الفاعلين السياسيين المنافسين له في الميدان، وعن ميول التعصب والانغلاق التي لا زالت متمكنة من نفوس قيادة هذا "الحزب الدعوي" قبل قواعده.

إن المنحى الحداثي الديمقراطي الذي تبناه حزب الأصالة والمعاصرة، وعبر عنه في وثيقة "مبادئ وتوجهات" «باعتماد الديمقراطية روحا وممارسة، والحداثة أفقا، مع الحرص على عمقه الأصيل»، ليضع هذا الحزب في قلب طاقات وقوى الحداثة والديمقراطية في بلادنا. وإذا كان حزب الأصالة والمعاصرة مستهدفا ـ اليوم ـ بالدرجة الأولى من طرف "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، كما اتضح ذلك من خلال الهجوم الخطابي والسياسي بمكناس، فالسبب في ذلك يرجع بالأساس إلى ذلك الوضوح القوي والمدوي في تعبير الحزب عن هذا المنحى الذي تبناه، وهو نفس السبب الذي جعل وسيجعل العديد من الأحزاب ذات نفس المنحى على الطرف النقيض من مشروع "الحزب الدعوي"، وسيجعلها ـ كما وقع في السابق ـ مستهدفة هي الأخرى من طرف كافة جماعات التيار السياسي/الديني، ومعنية بكل الأساليب التي تستخدمها، والمنافية لأخلاقيات التباري السياسي بين الأحزاب في المحطات السياسية البارزة.

وهذا الهجوم، من طرف "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، طرح أكثر من سؤال لدى الرأي العام، بل وحتى لدى العديد من منخرطي "الحزب الدعوي" نفسه وعاطفيه، عن مدى التزام أطره بـ"المنظومة الأخلاقية" في تصريف الخطاب السياسي، وعن "الحمولة الدينية" لمختلف النعوت والأوصاف الموجهة لأطر حزب الأصالة والمعاصرة، وعن "القيمة السياسية النوعية" لأسلوب تمييع المنافسة الشريفة بين الأحزاب، وعن "حدود التضليل السياسي" الممارس في التواصل مع الرأي العام المحلي والوطني، وعن مفهوم "الأصالة الدينية" و"الخصوصية الثقافية" الذي "يهدف" هذا "الحزب" إلى الدفاع عنه، وعن "التخلق بالأخلاق الكريمة مع الله ومع الناس" الذي يدعي أطره الاتصاف به، وعن "الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن" التي يزعمون أنها تشكل منطلقا لهم في التعامل مع المختلفين في الرأي، وعن "الإخلاص لله في الموقف والسلوك" الذي يتبجح به كل من استضل بمضلة هذا "الحزب الدعوي" في يوم من الأيام.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثان ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثال ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الراب ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخام ...
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين1
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة3
- أي أفق للمناهج والبرامج الدراسية؟
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين5
- حقوق الإنسان دعامة أساسية للإصلاح التربوي
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة1
- التربية على حقوق الإنسان1
- التربية على حقوق الإنسان (2)


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الأول)