أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم الثوري - الاقليات في العالم














المزيد.....

الاقليات في العالم


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمرد وفوضى أم تحرر وطني؟
ماحدث في اقليم تشينيانغ الصيني ، وقبله في سيرلانكا ضد حركة نمور التاميل ، وفي ايران وتركيا ضد الاكراد واسبانيا في الباسك وبريطانيا في بلفاست وغيرها من البلدان، يثبت بأن الأقليات في بلدانها ، لم تعد مشروعاً تحررياً ينال احترام العالم وتعاطفه ، بل صار ينظر اليه كحركات انفصالية غالبا ما تستخدم لإثارة الفوضى والاضطراب داخل بلدانها خدمة لإهداف دول أو جهات أخرى ووسائل ضغط سياسية.
تكون محصلاتها كارثية على الأقليات ذاتها التي لم تجني من وراء ذلك سوى دفع الاثمان- يستثنى من ذلك وضع فلسطين لخصوصيته التاريخية.

لا ولادة لبلدان جديدة على خارطة العالم ، ولا دعم واعتراف بكيانات تقيمها حركات انفصالية أيأ تكن دوافعها ومبرراتها ، هذا ماحدث لقبرص التركية التي عاد اليها حديث الإندماج مجدداً مع قبرص الأم بعد سنوات من القطيعة التي دعمتها تركيا لكنها بقيت معزولة دون اعتراف من احد رغم كل ما بذلته تركيا في هذا السبيل ، ذلك لأن تشجيع أيما أقلية على الإنفصال ،سيهدد بانتشار العدوى التي لن يسلم منها بلد على وجه الارض ، وسينتج عن ذلك سلسلة من الحروب لا تنتهي ، مما يهدد مصير البشرية كلها .
الحلّ الوحيد الممكن ، هو في دعم التطور الديمقراطي في البلدان التي تعاني فيها الأقليات من الإضطهاد ، كي تعامل من ثم ضمن حقوق المواطنة أسوة بغيرها .
أما الإضطرابات والمطالب مرتفعة السقوف ، فهي تتحرك في ظلِ ضعف الدول المركزية حيث تستفحل الآفات حتى تكاد تُزحزح أساسات ( دولة الأمة) في كثير من أمصار الدنيا هذا ما نراه اليوم قد تنامى بشكلٍ مضطرد ، دخل مرحلة تهديد الأوطان بانواع من التشرذمات التي تُعطل مسيرة التناغم الطبيعي بين البلدان ناهيك عن إعطاب عمليات البناء والإعمار فيما تسود القضايا الخلافية على الإستحقاقات الوطنية .
ومما ساعد في تنامي هذا المسلك ، هو تعاطي الدول الكبرى لغايات سياسية كأوراق ضاغطة على الدول ذات المراكز المتخلخلة لتوظيف ذلك في محصلة الدخول معها في شراكات باعتبارها الطرف الثالث الضامن لإعادة الأمور الى وضعها الطبيعي.
وما نراه في العراق ينطبق على ما تقدم ذكره باعتباره يمر بتجربة نـحو إقرار التعددية ومنح الأقليات ذات الاعراق والديانات المتعددة المزيد من الحقوق والإمتيازات التي حُرِم منها إبان النظام السابق بمركزيته الصارمة القائمة على مصادرة الآخر بحجة عدم تعريض أمن البلاد الى مخاطر تُفكك وحدته.
لكن بعد التحول عام2003 وتبدل الحكم الى التعددية وما رافق ذلك من الفوضى التي سادت نتيجة تفكك قوى المجتمع المدني وتحطيم القدرات الدفاعية والإقتصادية وتفكيك عوامل الدفع المركزي الساند الطبيعي للدولة ، ساعد قوى الإرهاب العالمي ومخابرات الدول بكل ما تمتلكه من قدرات توظيفية لخلخلة الوضع العراقي بدفع مجاميع التخريب بكل الوانها وأصنافها ،ساعد ذلك بعض التجمعات والأحزاب ذات الميولات العرقية والدينية الى تضخيم احجامها مستغلة ضعف الدولة المركزية المؤلفة اصلا من تركيبة طائفية حوت كل الوان الطيف العراقي ، ما جعل كل مكون يعمل من خلال الدولة لكسب مغانم أكبر ،مما انعكس سلبا على الاداء الحكومي المركزي حتى جاء اليوم الذي انفصل فيه الأقليم فعلا جراء البناءات المتراكمة لرجالات الأحزاب العاملين ضمن كيان الدولة مستغلين نفوذهم والأموال المرصودة لخدمة الصالح العام حتى صار المسؤول المحسوب على جهة سياسية معينة حين يمثل العراق في المحافل الدولية يُجير موقعه الرسمي لصالح جهته السياسية أكثر منه لمصلحة العراق والأبعد من ذلك غادر الحياء أشخاص رفيعو المستوى في قيادة الدولة حين يصرحون غير مبالين بموقعهم الرسمي، بل دمغهم الميل الغريزي جهة مكوناتهم العرقية والاثنية ،الى إرسال إشارات واضحة لحروب محتملة في بنيان وذهنية مثل هذا المسؤول الرفيع الذي انساه انتماؤه العرقي ، موقعه الرسمي؟
إن النشاط السياسي للأقليات مألوف نسبيا في كل دول العالم يعكس من جهة المنحى نـحو التعددية التي باتت تباشيرها تعصف بالمجتمعات والأمم ولكن ليس على حساب الدولة المركزية والا لكانت الفوضى وهذا ما نراه حتى في مجتمعات متطورة نسبيا ففي بريطانيا مثلا نرى أن الويلزيين والاسكندليين حصلوا على حكم ذاتي يكفل حقوقهم المشروعة دون المساس بمركزية الدولة ، صحيح أن التخلي عن هوية الأقلية لصالح هوية الاغلبية كان امراً شائعا خلال القرن الماضي ، لكن الأقليات اليوم باتت تتمسك بهويتها على ان لا تستشري وتتمرد مستغلة ضعف الدول مما يُمهد لحروب مستعرة لا تحصد فيها الأقليات حقوقها المشروعة ضمن تحديدها السكاني والجغرفي وهذا يعيدها الى المربع الأول بعيدا عن لغة العقل والرضا بما هو ممكن.




#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليل الدمعة الساكبة
- غِبارٌ العراق والوجوه الغابرة
- تفهامية المقهى المحاصر عابر في التيه
- حوار مع حيوان زاحف
- حين يوظف المال لا حين توظف المبادىء
- حوار مع حذاء قديم
- العراق سينهض من جديد في حاضرة التاريخ
- البيت بيت ابونا والغربة يحكمونا
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح8
- من اين
- متى ياتي البحر الى العراق
- وصية مهرب الحدود
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح6
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح5
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح4
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح3
- حوار مع اشباح تترصدني
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح القسم الثاني
- حوار مع حمار
- القبح ومدلولات الجمال في القبيح


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم الثوري - الاقليات في العالم