أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - يا مباحثَ بلدنا، أحبيِّنا














المزيد.....

يا مباحثَ بلدنا، أحبيِّنا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 05:09
المحور: حقوق الانسان
    


نشرَ الزميلُ إبراهيم أحمد بلاغًا في موقع "اليوم السابع"، أصِفُه بالموجع. ليس موجعًا في المستوى العاطفيّ، بل في مستوى جرح كبرياء المواطن المصريّ، والفاعلُ، جهازُ المباحث المصريّة! بلاغٌ تقدّمت به أسرةُ "فاتن رضا عبد الرحمن" إلى النائب العام في مصر يطلبون فيه أن تتساوى حقوقُ المواطنةِ المغدورة المصرية "فاتن"، بحقوق المواطنة اللبنانية المغدورة "سوزان تميم"، لدى المباحث المصرية. فاتن سيدة مصرية قتلها زوجُها الإماراتيّ قبل أربعة شهور داخل منزله بمصر الجديدة. مزّق جسدَها ووزّعَ أشلاءه على صناديق القمامة، ثم فرَّ من مصر. ذهب مُحتميًّا بثروته ومكانته لدى بلاده ربما. أو ربما، وهنا الوجعُ، محتميًا بكثرة تعداد المصريين جدًّا حتى بات نقصانُ فردٍ أو مليون فردٍ قد لا يحرِّك الأجهزةَ الأمنية المصرية، كما يليقُ بها أن تتحركَ في مثل هكذا واقعة. قال شقيقُ القتيلة "محمد رضا عبد الرحمن" لليوم السابع، إن ثمة تعتيمًا غامضًا وغيرَ مبرَّر مورس على تحريّات القضية، إن كان ثمة تحريات، بما في ذلك تقرير الطبيب الشرعي الذي يدين القاتل بشكل مباشر! وطالب بتفسير لذلك من النائب العام رأسًا. لصالح مَن يتم حجب معلومات قد تفيدُ في سيْر القضية والإيقاع بالإماراتيّ الهارب زاهق الروح المصرية؟! لا تعنيني الجنسياتُ هنا. فالروح عند ربِّها واحدةٌ سواءً كانت من الهند أو السند، لكن حزني يأتي من مكان آخر. هل لي أن أتخابثَ وأقولَ إن حظَّ الفتاة تعسٌ لأنها قُتلت "هنا"، ولم تُقتل في الإمارات؟ ألو كان قُدِّر لها أن تُزهَقَ روحُها في "دبي" مثلا، لكانت الأجهزةُ الأمنيةُ الإماراتيةُ "النشطة" قد أوقعتْ بالقاتل في يوم أو بعض يوم كما حدث في قضية سوزان تميم؟ هل قتلى الإمارات محظوظون، مهما كانت جنسياتُهم أو جنسياتُ قاتليهم، فيما قتلى مصرَ شهداءُ مُشتّتةٌ دماؤهم بين القبائل والبلاد؟ إن كان لا عدلَ ثمة بين الأحياء، أفليس من بعضِ عدلٍ يُرتجى للموتى؟
تأملوا معي هذه العبارة التي وردت على لسان شقيق المهدور دمُها: "يبدو أننا كمصريين غدونا مواطنين بلا ثمن أمام الفرد الأجنبيّ الذي نقاتل لكي نأخذ له حقه، حتى لو تمَّ قتلُه خارج بلادنا. أما نحن فلا أحد يتحرك من أجلنا، ولا نطلب سوى التحرك بنفس النشاط والسرعة، التي تمَّت في قضية سوزان تميم."
تأملوا العبارةَ ثانيةً جيدًا ثم احزنوا مثلي، لا على فاتن القتيلة وحسب، بل دعونا نحزن على أنفسنا جميعًا. أنْ نسارعَ لأخذ حق قتيل أجنبيّ اِشْتُبِه في أن يدًا مصرية قد قتلته؛ هذا جيدٌ وعادلٌ وجميل. ولكن هذا الجميل والجيد لم يُجِب عن سؤالنا بعد: ماذا عنّا نحن المصريين؟ مَن سيأخذُ لنا حقَّنا من قاتلينا؟ هل كان على أسرة القتيلة أن تستدعي مباحث بلدية دبيّ لعمل تحريات حول مقتل الابنة المصرية؟ سؤالٌ أطرحُه مع أسرة القتيلة على النائب العام، وإلى أجهزة مباحث بلادي الحبيبة مصر. لا نوّد أن نكون مثل الأم التي تحاول أن تُظهر للناس مدى موضوعيتها وحيادها وعدلها، فتصفعُ أبناءَها وتدلِّلُ أطفالَ الجيران. كل ما نرجوه هو عدم الكيل بمكيالين. حتى لا يجيء يومٌ حزين، (وقد حلَّ اليوم)، يطالبُ فيه مواطنٌ مصريّ أن تحبَّه بلدُه فقط مثلما تحب أبناءَ البلدان الأخرى! وهي مفارقة مُرّةٌ لا شك. وفي الأخير، من هانَ على بلاده، هانَ على كلِّ الدنيا، ومَن عزَّ على أرضه، كان عزيزًا في كافة أرجاء الأرض. -



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أستطيعُ، والناسُ تحبُّني
- الفِتْنةُ ليست دائمًا أشدَّ من القتل!
- للجريدةِ مآربُ أخرى
- لغةٌ -قايلة- للسقوط
- حتى الضفدع!
- أوباما، وغرفةُ الجلوس
- أجملُ قارئ في العالم
- فلتقصّ الشريطَ تلك السيدة!
- مقابر جماعية للمصريين
- ردُّ الأشياءِ إلى أسمائها الأولى
- المواطَنة ودرس الفلسفة
- هذا شابٌ من جيلي
- مصر
- سألتُ الأستاذَ: لمَن نكتب؟
- وأكره اللي يقول: آمين!
- الغُوْلَة
- -شباب يفرح القلب-
- بل قولوا إنّا شبابٌ صغار!
- إنهم يذبحون الأخضرَ
- مصرُ التي خاطرهم


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - يا مباحثَ بلدنا، أحبيِّنا