أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد البشيتي - يوم اسْتُعيدت -السيادة العراقية-!














المزيد.....

يوم اسْتُعيدت -السيادة العراقية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحتاج الحكومة العراقية، ورئيسها نوري المالكي على وجه الخصوص، إلى تضخيم المعاني "الإيجابية"، على افتراض وجودها، لانسحاب القوات الأمريكية من العاصمة بغداد وسائر المدن العراقية، ونقل السلطة أو السيادة الأمنية إلى الجيش وقوى الأمن العراقية، مع تكثيف الجهود الإعلامية العراقية الرسمية لتصوير تنفيذ هذا الجزء من "اتفاقية الانسحاب" على أنه حدث تاريخي، أو منعطف كبير في تاريخ العراق الحديث، من خلال اختلاق مزيد من المعاني الكبيرة له.

ولقد قرَّرت حكومة المالكي جعل يوم الثلاثين من حزيران من كل عام عيداً قومياً، يُحْتَفَل فيه بما أسمته "يوم السيادة العراقية"، تاركةً مواطنيها يتكهنون بالتسمية التي يمكن أن تطلقها الحكومة ذاتها، أو غيرها، على اليوم الذي تنسحب فيه القوات الأمريكية من كل العراق، عملاً بالاتفاقية ذاتها، والتي نصَّت على اكتمال هذا الانسحاب نهاية عام 2011.

الرئيس السابق للجنة العقوبات ضد العراق التابعة للأمم المتحدة تونو أيتل أخذ على الحكومة العراقية (وهو على ما أرى مُحِقٌّ في مأخذه) وصفها انسحاب القوات الأمريكية من المدن بأنَّه "انتصار (انتصار لمن؟ وعلى من؟)"، وجعلها يوم الثلاثين من حزيران عيداً قومياً، مشكِّكاً في أن يعرف العراق استقراراً أمنياً بعد هذا الانسحاب، وفي تمتُّع الجيش وقوى الأمن العراقية بما يكفي من الثقة الشعبية.

"اليوم التالي"، أي الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، هو الذي ستُخْتَبَر فيه قدرة الحكومة العراقية على ممارسة سيادتها الأمنية حيث انسحبت القوات الأمريكية؛ ونحن نعرف أنَّ الولايات المتحدة، في عهد إدارة الرئيس بوش، قد قرَّرت قبول هذا الانسحاب مستذرعةً بأنَّ الجيش وقوى الأمن العراقية، التي عملت على إنشائها وإعدادها وتدريبها وتجهيزها وتسليحها، أصبحت قادرة (ولو ليس بنسبة 100 في المئة) على تولِّي "الملف الأمني"، ومساعدة القوات الأمريكية، بالتالي، على الخروج من "مدن الموت" بالنسبة إليها.

تلك الذريعة هي التي ستكون، من الآن وصاعداً، محلَّ اختبار حقيقي وحاسم، فالقول باكتمال القدرات الأمنية لحكومة المالكي سيظلُّ فرضية لم تَثْبُت صحَّتها بعد، ولن تَثْبُت إلاَّ إذا أثبتت الحكومة العراقية، من الآن وحتى حلول موعد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق، أنَّها تستطيع ممارسة سيادتها الأمنية في العاصمة وسائر المدن من غير أن تُظْهِر حاجة قوية أو دائمة إلى الاستعانة بقوات التدخُّل السريع الأمريكية، المتركِّزة الآن في ثكنات وقواعد عسكرية في خارج، أو في محيط، العاصمة والمدن العراقية الأخرى.

نقول ذلك ونحن نعلم أنَّ حكومة المالكي يستبدُّ بها الآن الميل إلى المكابرة، فأعمال العنف والقلاقل والاضطِّرابات الأمنية يمكن تتسع وتزداد حيث تولَّت تلك الحكومة "الملف الأمني"؛ ولكن قوَّة ميل الحكومة العراقية إلى المكابرة يمكن أن تجعلها أكثر تردداً في طلب مساعدة عسكرية وأمنية أمريكية مباشرة ، قد تكون هي في أمسِّ الحاجة إليها.

ولا شكَّ في أنَّ كثيراً من أعمال العنف، التي رأيناها تزداد وتتسع سريعاً مع اقتراب موعد الانسحاب من المدن، يمكن نسبه إلى نزاع المصالح الشخصية والفئوية في داخل الائتلاف الحاكم نفسه، وإلى قوى محلية وإقليمية لها مصلحة في أن تلعب ورقة الاضطراب الأمني؛ ولكن من غير أن تُظْهِر نفسها على أنَّها متورِّطة في إحداث هذا الاضطراب وتغذيته، والذي جُلُّه يستهدف إشاعة أجواء الحرب الأهلية القذرة بين السنة والشيعة من عرب العراق.

وغني عن البيان أنَّ استفحال الفساد في داخل الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية العراقية (والذي هو فساد يضرب جذوره عميقاً في السياسة) سيُفْقِد تلك الأجهزة والمؤسسات كثيراً من قدراتها الأمنية والعسكرية الافتراضية، أو الظاهرية، وسيُشدِّد الحاجة، بالتالي، لدى الحكومة العراقية إلى "الجار العسكري الأمريكي"، وإلى الإبقاء على تلك الثكنات والقواعد العسكرية الأمريكية "جاراً" طويا الأمد.

ويكفي أن تترتَّب على الانسحاب العسكري الأمريكي من بغداد وسائر المدن العراقية تلك العواقب الأمنية حتى يتبخَّر كثيرٌ من معاني السيادة من "يوم السيادة العراقية"، وكأنَّ القوات الأمريكية لم تخرج من المدن، وتتركز في ثكنات وقواعد تقع في خارجها ومحيطها، أي في الجزء الأكبر من الأراضي العراقية والذي لم "ينعم" بعد بالسيادة العراقية، إلاَّ لتؤدِّي عمل قوَّة تدخُّل سريع، تتوفَّر، في استمرار، على درء المخاطر عن السيادة الأمنية العراقية حيث انسحبت.

وإنِّي لأشكُّ كثيراً في القدرة السياسية (والأخلاقية) لحكومة المالكي على أن تؤسِّس لها من النفوذ بين العراقيين (من مواطنين وقوى سياسية ومسلحة) ما يسمح لها بأن تغرس الأمن (في العاصمة والمدن) في تربة سياسية ملائمة، فيتراجع كثيراً منسوب أعمال العنف، وتضعف مع تراجعه الحاجة إلى طلب مساعدة أمنية وعسكرية من ذلك "الجار" ، الذي بفضل ذلك ينتفي كثير من الذرائع لإطالة أمد وجوده وبقائه حيث هو الآن.

بقي أن نقول إنَّ "يوم السيادة العراقية" انطوى على كثير من المعاني "غير المستحبة"، أي التي لا تستحبها حكومة المالكي، وضربت، بالتالي، صفحاً عنها، فالزمن الطويل الذي انقضى قبل الثلاثين من حزيران 2009 لم يكن، وما كان ممكناً أن يكون، بحسب المنطق ذاته، زمناً للسيادة العراقية، وإنْ وُلِدت فيه وترعرعت حكومة المالكي، وإنْ شَهِد فيه العراق "انتخابات حرَّة ديمقراطية"، وإنْ كُتِب فيه، وأُقِرَّ، "الدستور العراقي"!

كل تلك "المآثر"، وغيرها، لم تأتِ من "فراغ"، وإنَّما من "زمن غياب وانتفاء السيادة"، فَلْنَنْتَظِر رؤية ما سيأتي به "الزمن الجديد".. "زمن عودة السيادة العراقية"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رِفْقاً بالنواب!
- -المبادرة العربية- عندما تُهْدَم بأيدي العرب!
- في ثقافة -التطبيع الثقافي-!
- هل من متجرِّعٍ ثانٍ ل -السُمِّ- في إيران؟!
- -خطاب- يُزيل حتى البُقَع العنيدة من الأوهام!
- العالم يحبل بأزمة غذاء جديدة!
- تداول السلطة.. إيرانياً!
- -الدولة اليهودية- و-دولة أندورا الفلسطينية-!
- أعراسنا الانتخابية!
- -حلُّ الدولتين- أم -حلُّ الدولة الثالثة النافلة-؟!
- ما معنى -نقطة التحوُّل 3-؟
- هذا المسخ لمفهوم -الأكثرية-!
- فكرة قريع!
- أعْتَرِف بإسرائيل على أنَّها -دولة يهودية صهيونية فاشية-!
- تناقض -النظام الديمقراطي- في لبنان!
- .. ونحن أيضاً عقبة في طرق السلام!
- لو كان الفساد رجلاً..!
- في -فوضى الفتاوى-.. كاد يُحرَّم الحلال ويُحلَّل الحرام!
- ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!
- -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد البشيتي - يوم اسْتُعيدت -السيادة العراقية-!