أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - بين طريقين














المزيد.....

بين طريقين


بان ضياء حبيب الخيالي

الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 09:03
المحور: الادب والفن
    



بكلمات من طبيب كان يقتضى انه نطاسي حاذق، ذات صباح شباطي بارد،صرخت رعبا حمامات روحي الوادعة ورفرفت سابحة في بحور سماوات بعيدة تاركة أشجاري خرساء ....تائهة بينما الظلام كان يستشري معربدا في روحي متحديا قوانين ارض مازال الصباح ينشر ألويته على أديمها.
أجبرني رعد الكلمات أن أسير في طريق موحش حالك بغلالتي الرقيقة كأنني أسير في نومي....اقطع الطريق ويقطعني ...أنا والصمت والمجهول
علمت وأنا أضع قدمي بأول خطوة على الطريق إن هناك طريقين لابد أن تكون فيهما وحيدا دون صحبة مهما كان عدد من حولك من البشر ...أحدهما يجلبك لمدائن الحياة والآخر يأخذك عنها ..
فكرت وأنا اخطر في حلكة وصمت كائنات الطريق إن الموت قد يكون محض فكرة ....محض أسطورة تنال من أفراحنا لكنه قد يكون الوجه الآخر لسعادات لم نعرفها في تلك المدينة المتوسطة نفقي الولادة والموت،وأنا ارحل في طريقي صادقت ليلي فوجدته أروع من أن يكون حقيقة وجدت نبتة صغيرة ماتت وحيدة على رصيف الطريق فامتشقتها ورسمت لطريقي نجوما فأومضت في قلبي أما نبتتي الصغيرة فقد قبلت أوراقها اليابسة فاستحالت شفتي بها نورا....وحين كانت تزعق من حولي أشباح كئيبة علمت أنها تبكي وحدتها ...غنيت لها أغنية النور ورغم إني رددتها دون أن افقه معانيها إلا إنني حاولت الإحساس بالنور بشدة رغم حدة الظلام
فتجمعت الأشباح حولي مستأنسة ربت على قلوبها الفزعة فلم تعد تولول .
كان الخوف الذي تحول لمارد في قلبي مترددا حين دعوته ليبحر معي في صمت الليل ووعدته إنني سأهبه القدرة على أن يتسمع لموسيقاه الخفية حينها تحول لطفل ينشد الدف فهدهدته في حجري حتى غفى غفوة افتقدها منذ ملايين السنين ربما منذ أول نبضة تكّت في رحم الخليقة قررت وأنا أسير أن ارتضي غضاضة الطين سأبحر في مسامات أمي لأنتج أشجارا خضراء أعيش في قداحها الطازج ....وقد أعيد ا لرحيل في قلوب طيور زرقاء لأصقاع جديدة ألامسها بأناملي فاسكب روحي فيها أو أغرقها بنور عيني فترتوي مغرقة إياي في بحور حب رائقة ....
قررت أن أبحر بعيدا بشراع بنفسجي نحو شفق جديد وشموس لا تغيب نحو أضواء مدينة تعيش في ظلمة العقول التي لا تدرك الطريق إليها بجندول ازرق أجول في حواريها أحيك لبحورها أللآلي وارتدي نجوم ليلها أساورا لجيدي ....سأبحر ببعضي ويبقى بعضي هنا لا لن يكسرني السير وحيدة في طريق مظلم ....سأحاول أن اصنع النور بيدي أما الفراق فقد يكون أول خطوة في طريق لقاء لا نهائي ...وحينما وصلت لموضعي هذا في الطريق غفوت ....
لكنني استفقت على صوت طبيب حاذق آخر شدني من معصمي مخرجا إياي من كرنفال الظلمة وإذا أنا ارحل من جديد ورغما عني أيضا مودعة كل أشباحي الصديقة ملقية الخوف من حجري لينهض مفزوعا يناظرني بنظرة رعب متسائلة ....لا أعلم لم أحسست حينها إنني خذلت عالمي الآخر ، وألفيت الطريق الذي كان فاتحا ذراعيه على مصراعيها يلفضني غالقا أبوابه ومنسحبا في ذلة وخنوع لكنني لمحت في عينيه عند انسحابه ما يذكرني إنني له وان طال الزمن .نعم قد يكون الموت محض أسطورة خوف تنال من أفراح الحياة و صحيح إنني في طريقي لاكتشاف طريق الأمل حاولت أن اسحق الموت واقلل من شأنه لكنني وجدت في أول مواجهة لي معه أن الاستهانة وتناسي وجود أشياء حقيقية الوجود هو محض تضييع أحمق للوقت والجهد فقررت أن اسحب فكرتي الجديدة على كل شيء الموت ،الحب، الحياة ،... وكل شيء...علمت أننا يجب أن نتعايش مع كل الحقائق بسلام وان نستمتع بأوقات السكينة التي سيجلبها حتما لأرواحنا ذاك السلام فقد نكون قد اجتزنا عتبة الطريق دون أن نعلم أو إننا مازلنا في ربعه الأول ما لذي يهم ...أين سنصل....؟ ما نهاية الطريق....؟ نحن نعلم ....فقط لنحيا الحياة محتفظين بهمتنا لأخر خطوة....!
أما أنا فأرى نوافذ حياة جديدة فتحت مصا ريعها لي.... أشجاري ممتلئة بالهديل ....أحب الحياة واشتاق الموت فكلاهما يولد من رحم الآخر لكن أكثر ما أعجب له إني لم اعد أخشى الظلام فالنور بات يملأ قلبي..............



#بان_ضياء_حبيب_الخيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمل ابيض...!
- لو ...عاد ينصفنا النهار ....!
- شرفتي والقمر
- همسات شهرزاد
- القربان
- خطوط في لوحة سوداء
- مخلوقة من طين...!
- هل أفتح الابواب للعيد...؟
- ألملم النجوم...!
- صندوق من خشب الصندل ....
- قلب جبلي الأخضر...!
- القصة خون /الجزء الثاني
- القصة خون /الجزء الأول
- مدينة من جليد...!
- ديرة الفرح ...موخان جغان..!
- أناجي القمر...!
- إنتخبوني
- رحيل ساندريلا
- يوميات زوجة شرقية
- كل عيد ونحن معاً


المزيد.....




- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - بين طريقين