أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - قلب جبلي الأخضر...!















المزيد.....

قلب جبلي الأخضر...!


بان ضياء حبيب الخيالي

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


تتساقط أوراق الشجر تهوى الرحيل مع الخريف ...ربما هو الخوف من الشتاء الآتي....؟...تتمايل تدور ...تتهامس تتجمع ثم ترحل في أسراب ،تتساقط الأيام من عمري تهوى الرحيل إلى العدم ... ربما خوفا ًمن شتاء الروح ...تتمايل الذكريات في البوم الصور تتجمع لتهجم جحافلا ًتقطع الأنفاس في صدري ....فرحا وحزنا و....شوقا لأيام غابرة...
تتساقط قطرات المطر تتساقط ندف الثلج من السماء ،تهب للأرض اللهفة للحياة بعد عطش الصيف الطويل لتثري التربة اليائسة التي تركها الخريف جدباء لتنتظر الآتي ربيعا أو صيفا لا يهم ....هو أمل بالحياة .تتساقط النجوم شهبا تحتضن أديم الأرض شوقا ويحترق الضعيف في عناق هناك في السد يم ...تحيا الأرض.... وتموت الشهب عند اللقاء ....إذا ً لابد من خسائر بعد اللقاء فهي قوانين الحياة .تتساقط الدموع عند الفراق ويتشظى القلب متساقطا نحو الفراغ ...حينها ربما يقف الزمن تتباطئ الثواني لكن الأرض الأم تبقى تدور لم تقف يوما حدادا لأحد ...أتنسى أم أطفالها ...أتستمر الحياة بعدهم...؟ ....حتما نعم... لكن بصورة أخرى !كل نهايات الأشياء تحمل في جعبتها وهي راحلة لنا بدايات جديدة ....ونحن نبكي على ما رحل ...لنتلفت حولنا فقد يكون الراحلون ما زالوا حولنا ....لم نبصرهم لأنهم معنا بصورة جديدة.
هل الرحيل بديهية من قوانين الحياة .....يبدو انه نعم لكنني لست متأكدة.قد يكون تحولا للمادة كما يقول علماء الفيزياء......!
تتساقط دموع الأطفال في بلدي تتساقط أجسادهم الرقيقة دونما رمشه عين من مآقي الزمن المتحجرة ...تتساقط أسراب فراشات ملونة حين تعانق اللهب ...لم ّ َتهوى الغضاضة الرحيل ..؟
هي الأرض الأم تحتضن الجميع وتظل تدور تعصر مكائنها الجبارة القلوب لتحيلها أشجارا تمنح الحياة مرة أخرى...للطيور والأزهار .و بعطر زهرة مرة... رأيت قلبا لطفل ...ومرة في جنح طير وجدت ترنيمة عاشق ...أخبرتهم ...ولم يصدقني أحد ....!
ساعة الحائط دقت الصدى يتردد...يذكرني بالغياب .......تكتكتها تشبه صوت مطر ينقر على زجاج النافذة ترى هل افتح نافذتي للمطر .... طال غيابه وهو ربما حن لدفء المنازل ،لكنني أخاف أن يعود ليسلمني لسنين الجدب ............حين يهوى الرحيل !
تزور مخيلتي أحيانا أحلام سرقتها الأيام مني لتحشد جيشا من ثمانية وعشرين حرفا تتبادل تنظيم صفوفها صارخة بأناشيد رهيبة مرسلة تقاريرها العسكرية تأمر بجلد قلبي تأمر بكهربة عقلي ....ليتناثر قلبي شظايا كلمات تملئ أوراقا تفترش أرض غرفتي ...تكنسها الرياح.... لتضيع....... أو لأضيع أنا ...لا فرق !
ساعة الحائط مازالت تدق الصدى يملأ روحي الخاوية انظر من نافذتي فإذا بأسراب السنونو ترحل للبعيد أنظر لمرآتي يجيبني العدم .....أتلفت لأراني على جنح سنونو يرمح راحلا نحو القمر .....ليتني ذهبت معي ..............!
هو البرد يحط كطائر الرخ.... هرب الدفء ....ربما تعب من البقاء بين من لا يعيره اهتماما . يتملكني البرد في ساحة المدينة الجرداء تمثال ثلج أنا...... صماء عمياء مشلولة حتى تنفسي خضع لقوانين السبات التي وضعها ملوك المدينة أنا أملك كما يملك الجميع(جميع العبيد) القدرة على حجب السحب لتفتر عن الشمس الذهبية لكنني أخشى التساقط ....أخشى أن تتساقط ندف أشلائي كلما بزغت شمس الحقيقة ، المشكلة بأبنائي قطع أشلائي، كيف أحسر الغيوم وامنع الضباب من أن يموه الحقيقة .....? هل أنير الشمس لأذوب ....؟أتحول من كيان لندف ..؟ وما نهاية التجزؤ....؟ أراني سأختفي .......!.دعوا الشمس يا جماعة فالحقيقة ستجعلنا نختلف أكثر ...ليبقى الجليد عالمنا يا أخوتي لنهتف للضباب لتحتضن البرد ما دام يشل قدرتنا على التفكيرلنبقى نرتجف في أماكننا معا ً ولنلعن الشمس إلى الأبد لنبقى متماسكين .............ولكن...أهو الحل يا أخوتي؟..........عجبا ًلمن ينظر ولا يبصر.........!
تتهاوى أحيانا صروح كبيرة تسقط ردما في مساحات عقلي... لعظام لم يعودوا كذلك أو لمشاريع نهوض لم تعد كذلك ...ربما من الخطأ أن نكون أحكاما ثابتة ...خوفا من الزلازل .....!
تتهاوى حمم ينفثها بركان... تنين أعرفه يقبع في قلب الجبل الأخضر ....... الجبل أخضر شامخ بارد الأعصاب بل إن قمته مكسوة كل أيام العام بالثلوج والحمم تغلي وتمور ينفثها التنين ألأهوج .....ترى منذ متى كان يغلي جبلي الأخضر ......ما أشبه الجبل بالإنسان ...!
تتهادى أمواج رقيقة في بحيرة رقراقة صافية، الفيروز فيها يحاكي فيروز السماء أحدهما استعار الزرقة من الآخر ربما وتلك النوارس التي تتهادى على سطح الفيروز..تبدو كقطع النور .... قاربي يتأرجح طربا لترانيم نسيم عابث أمسك قيثاري لأعزف المطر والشمس الذهبية تنثر الذهب على صفحة الفيروز ....مهلا أرى طحالب ممزقه ترتفع بدوامات نحو السطح .....من مزقها ...؟انظر نحو عمق الموجة ....دوامات وصخب ضجيج وصراخ دوامات غاضبة تقتلع غابات غارقة كانت في الفيروز لتحيلها محض وريقات يابسة تطير هنا وهناك....... أقفز نحو الصدق لأبقى أسافر في الفيروز في عالم صادق .. صوت قيثار يترنم اسمعه...يتسلل في الفيروز ترى من الذي يداعب الأوتار ....أهو قلبي؟.....ويعود السكون ....تصفر الريح تجيب حفيف الشجر .... قد ترفض الرياح أحيانا ً اصطحاب أوراق الخريف.. ..تتراكم الأوراق في الساحات حين تبارحها الرياح تلملم أشلائها بسكينة وخنوع وعالم الجفاف يخشخش في الأرجاء ....يرقص مع سيمفونية الصمت والرحيل...هل تعاني أوراق الخريف من الم الهجر .؟
تتراكم الأيام فوق عمري لأبقى أتنفس الركام والصدأ ....لو رفضت البقاء ساكنة تحت الركام لو صرخت يوما بين جدراني ...سيتراكم الصدى ..يرتفع عاليا نحو القمم المكسوة بالثلوج ومن هناك نحو النجوم نحو مدارات الفضاء المظلمة يرتطم بالنجوم الصماء فيهطل حمما فيظن الجميع أن السماء تبكي شهبا .....!
الوحدة أحيانا قوة للذات تجعل النجوم والهواء النقي والضي والعطور تتكدس في الروح . لنصبح أكسيراً من نور ....أحيانا أغوص في وحدتي ...حين أحاول ترميم جروح اكتسبها في طريقي
أغلق أبوابي وأنكفئ مستدعية شموسي ،نجومي ،وفراشاتي ...أكدسها في روحي ...ولوهلة اسرق أنفاسي بوهن فالصراع بين الخير والشر محتدم ...وحين ينتهي وقت الترميم ..أفتح روحي شبابيك للآخرين ...بداخلي يتراقص كل ركام الكون...بحبور...قد لا انسى فأنا بشر لكني أتجاوز لأحيا من جديد ...نخلق من طين كلنا ........ لكني أضن أن طيني به معدن الحديد....!
أحيانا يغريني قلمي أن أرحل بمغامرة جريئة معه أطوف بها كسندبادة نحو أصقاع بعيدة..... محبرتي مملؤة شذرات أصطادها بصنارة الصيد وأرميها على أرصفة من ورق ...اسماك ذهبية تخرج من أفواهها نافورات قوس قرح شربته حين غطس في البحور ......المعول في يدي يزيل الركام يخرجه من روحي ............سأبني حياتي الجديدة بيدي ...أصنع شمسي ..وأحيك نجومي .... معولي بيدي وأرضي الخضراء واسعة رحبة قد تصبح دواخلنا عوالم كاملة لو أردنا .... البحر رائع تصب فيه شلالات من نور.......تُرى إلى أين ....يذهب البحر؟.....هو يذهب بعيدا يتمشى في كل الأرض ... هو متصل بالسماء عند الأفق ....يسكن كل الأشجار ..... ولكني اتسائل دوما ً بأمل : ـ
هل يمكن أن يسكن يوما في قلب جبلي الأخضر .....!
....تمت....



#بان_ضياء_حبيب_الخيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة خون /الجزء الثاني
- القصة خون /الجزء الأول
- مدينة من جليد...!
- ديرة الفرح ...موخان جغان..!
- أناجي القمر...!
- إنتخبوني
- رحيل ساندريلا
- يوميات زوجة شرقية
- كل عيد ونحن معاً
- مات في العراق
- في قاع النيجر
- نظريات عالمة جديدة/الحلقة الثالثة/وجود زنابق الماء في منطقة ...
- نتف من قصة لؤلؤة الميناء
- نظريات عالمه جديدة/الحلقة الثانية/لغز ارتفاع درجات الحرارة ف ...
- نظريات عالمة جديدة...الحلقة الأولى...لماذا لون الشفق؟


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - قلب جبلي الأخضر...!