أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - نظريات عالمة جديدة/الحلقة الثالثة/وجود زنابق الماء في منطقة جبلية















المزيد.....

نظريات عالمة جديدة/الحلقة الثالثة/وجود زنابق الماء في منطقة جبلية


بان ضياء حبيب الخيالي

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 06:22
المحور: الادب والفن
    


كان وميض الشرارة الأولى الذي قدح في مخيلتي دافعاً إياي لطرح هذا الموضوع على طاولة المناقشة في مؤسستنا الوطنية للبحث العلمي هو خبر تناقلته وكالات الأنباء العالمية ناقلة إياه عن لسان أحد علماء النبات عن اكتشافه لوجود نوع منقرض من نبات الزنبق المائي ذي الأوراق الشمعية المتلألئة نابتاً بشموخ وثقه في تربة متصخرة عند سفح جبل قنديل.........انتهى الخبر......
عقدت مؤسستنا اجتماعاتها بعد إن طرحت الموضوع على طاولة المناقشة لنخرج منه بقرار تشكيل بعثة استقصاء وبحث لتلك الظاهرة مكونة من مختص بعالم النبات, عالم جيولوجيا, طبيب بشري و.................أنا طبعاً مستصحبين معنا بعض الفنيين وأجهزة البحث خاصتنا وصلنا الموقع في وقت مبكرٍ من النهار فاستقبلنا المنظر التالي:
جبلٌ بنيٌ أشم تختفي قمته الشامخة البيضاء متوارية بين الغيوم تنحدر منها برشاقة أشرطة بيضاء تمتد إلى منتصف الطريق بين القمة والسفح ماهي إلا بقايا ثلوج نسيت الشمس أن تذيبها في بداية مشروعها لصيفٍ جديد........................................
وكان موضوع بحثنا نبات زنبق الماء ينتصب أمامنا بثقة ورشاقة مورقاً متلألئ الخضرة ممتلئاً بزنابق الماء البيضاء ـالشمعية التي كانت تبزغ من بين خضرة الأوراق كقطع النور مترعة بالرطوبة والشبع وكأن النبتة اقتلعت توا ًمن وسط أحد الأنهار وانتصبت أمامنا هازئة بعقولنا وبكل سنين دراستنا فهذا النوع من الزنابق المائية لا يمكن ولا بأي حال أن ينبت في منطقة تربتها شديدة الجفاف تميل إلى أن تكون متصخرة تقريباً........................... اقتربنا بمكبراتنا ,مجاهرنا,أجهزة المسح الجيوفيزيائي لنفحص نبتتنا فوجدنا ما يلي : ـ
نبتة شجيرية أوراقها مفلطحة عروقها ناتئة قليلا خضرتها داكنة مفرطة في التزهير أزهارها ترسل عبقا يملأ الفضاء المحيط أما عن طبقة الشمع التي تغلفها فهي تحيلها لنبتة من ضّي وكأنها تستقي من ضوء القمر فيموج النور حولها بهالة بديعة تتكسر على أطرافها نتف من قوس قزح.
وبينما نحن نغرق في دهشتنا وإذا جهاز المسح الجيولوجي يشير إلى وجود منطقة عند جذور النبتة المسافرة في الأرض تختلف كثافتها عن التربة وهنا أسرع الفنيون بالحفر بهمة أعلى ووجيب القلوب يتصاعد وكلنا يتساءل بصمت عن سّر تلك الطبقة الكثيفة وأمام دهشتنا وتحولنا من علماء نجباء إلى محض بحارين بؤساء نصارع الأمواج في محيط العلم المتلاطم متخبطين على غير هدى...... برز أمامنا هيكل عظمي بشري يستلقي نائماً بدعة وراحة في تلك التربة المتصخرة من سفح الجبل والعجيب فيما رأيناه هوان النبتة تحيط جذورها بذاك الهيكل كأنها مجدولة حوله بشكل سرير............. اقتربنا مقرفصين ومحلقين حول تلك اللوحة الخرافية التي نراها ومدّ طبيب البعثة بيده نحو الهيكل متفحصاً إياه فقرر انه لشاب متوسط الطول في العشرينات من العمر توفي قبل ما يقارب خمس وعشرين سنه كانت الجثة عليها بقايا ملابس تحيط الهيكل الرابض كالنور في وسطها أما المفاجأة الصارخة التي ألجمت ألسنتنا فهي وجود القلب سليماً نابضاً في وسط القفص الصدري يضخ ماءاً سلسبيلا كالنور لجذور نبتة الزنبق التي تزدهي منتشية راضية ممتلئة بالشبع............................................................
وكان السكون الذي يسبق العاصفة حيث أن المناقشة استعرت بين الاختصاصين لتأويل الظاهرة................أما أنا فلم أكن أستطيع لنظري تحويلا عن ذاك القلب النابض بدعة ونشاط
مرسلاً فيض نور يتلألأ وبينما أنا مأخوذة بما أرى وإذا بشيء يلمع في بقايا جيب فوق القلب يصرخ بي...................يجرني للبعيد.................يزرعني في صور قديمة ........ مخزونة هناك في أحد زوايا ذاكرتي...................... فانحنيت بلهفة لألمس ما يشد نظري بسلاسل من فولاذ........................................
الإهداء: ــ

إلى كل من يسقي زنابق الماء في سفح جبل قنديل والى كل من يسقي زنابق الماء في كل أنحاء الأرض وبالأخص إلى عائلة البطل* العم سمير عبد الحسن والى كل أبطال قصتي الحقيقيين ............................. واليكم سادتي شرح النظرية : ـ
كنت طفلة صغيرة حين حدث ما حدث..........لم أكن أعي كل ما يدور حولي لكن الله عزّ وجل وهبني هبة عظيمة...عينين لماحتين مرفقتين بملف للخزن فكل الصور التي مرّت بي في طفولتي بقيت مخزونة في ذاك الملف حتى كبرت فوجدت شعبة المعالجة في عقلي قد ترجمت تلك الصور لقصص سأرويها لكم تباعاً ...........من ذاكرتي ............أومن خيالي ......... الله أعلم وليعذرني أبطال قصصي الحقيقيين إذا كان هناك تحريف في الأحداث والحقائق فهو مرّة متَعَمَدٌ مني ومرّة لا يقع اللوم فيه عليّ وإنما على تلك الخلايا الرمادية التي تكون قسم المعالجة في عقلي فهي التي ماانفكت تنسج من تلك الصور المخزونة ما سأرويه لكم تباعاً ...................

في زقاق واحد كان بيتينا .........
أنا كنت إحدى طفلتين وحيدتين لوالدّي..........طفلة بجدائل وشرائط ورديه أقصى أحلام طفولتي هو أن ألعب كل يومي دون انقطاع في أطراف حديقتنا المترامية مع بيوت النمل أو أن اجلس مقرفصة إلى جانب شجرة السرو التي أسميتها "ثريا" واتخذتها صديقة طفولتي لأبوح لها بهموم عمري الصغيرة أو أن نلعب أنا وأختي في بيت خيالي اتخذناه لنا في الحديقة بين شجرتي رمان متجاورتين كنا نأوي إليه حين تعنفنا والدتي لأمر ما أو حين تجتاحنا خيالات طفولتنا لتحيلنا إلى
امرأتين مسنتين تعانيان من الصمم وآلام المفاصل تتزاوران تشربا الشاي مع بعضهما وكنا نحصل في آخر نهارنا يومياً على نصيبنا اليومي من الزجر والتأنيب من والدتي التي تجد دوماً بيت الرمانتين مكتظا بأواني مطبخها الممتلئة بالحصى والتراب وملاعقها الفضية وأطقم الشاي الروسية المذهبة التي يحلو لنا أن نخلط بها ماء نذيب به طباشيراً ملوناً لنعطي انطباعاً حقيقياً لحفلات الشاي التي نقيمها لصديقاتنا .
أما هو فكان جارنا لم يكن اكبر منا بكثير ربما هي خمسة عشر سنة أو دون لكننا كنا نعتقدهُ اكبر من ذلك بكثير حتى إنني كنت أراه طويلاً جداً وفي الحقيقة انه كان متوسط الطول ......طيب القلب هادئ السحنة ...........لين النظرات تميزه تلك البسمة الأزلية التي ترتسم على شفاهه دوماً فهي الرفيق الدائم لصمته وحديثه.
كان أطفال الزقاق كلهم يحبونه كان هو بابا نؤ يل شارعنا جيوبه تمتلئ دوماً بالحلويات التي يوزعها على كل من يصادفه من أطفال الشارع ..................................................
أما بالنسبة لي أنا وأختي فقد كان لنا بمثابة الأخ الحافظ...........الحامي لنا من المشاكسين من أطفال الجيران.
هوا لعم الغالي سمير عبد الحسن/أبو صابرين...................
كان زقاقنا يموج بالحياة في فترة العطلة الصيفية حيث يمتلئ الشارع بأطفال كل البيوت في العصا ري بين راكبين لدراجاتهم الهوائية أو متزحلقين بأحذية مدولبة ,وكان هناك موسم نحبه لكنه يملؤنا بالألم والوحدة هو موسم الطيارات الورقية ...........ففي وقت ما ترى كل أولاد الزقاق يتراكضون ساحبين خيوطا ًتجر في السماء طائرات ورقية ملونه يتبارون في من يجعلها تحلق أعلى واضعين لها ذيولاً طويلة وزينة مبالغٌ بها....
أما نحن (أنا وأختي) فكنا محض بنتين دون أخٍ ذكر وكان صنع طائرة ورقية شيء أكبر من إمكانيتنا كبنتين..........أما صديقاتنا في الزقاق فكنّ يتباهين أمامنا بطائراتهنّ التي يصنعها لهنّ أخوتهن الذكور.................
في يوم ما كان العمُ سمير ماراً من شارعنا كعادته مرحاً يغني الحياة يلاعب هذا يداعب ذاك يشوط الكرة من أحدهم حيناً من أحدهم ويعود يمشي مبتسماً متذكراً أنه أصبح شاباً في العشرينات ولم يعد طفلاً.......... وكنا أنا وأختي نجلس بصمت وحزن على الرصيف أمام باب الدار نراقب الطيارات الجميلة وهي ترفرف في السماء.
وعندما وصل ألينا العم سمير قرفص أمامنا متسائلاً: ـ
ـ ها يا حلوتيَّ أين طائرتكما؟
فأجابتهُ أختي ( أم لسان) شارحه له كل الموضوع بالتفصيل وبسرعة بأننا محض بنتين لا نملك تقنية صنع طائره وإننا حزينتين لأن أمل وراقيه وغادة يلعبن متباهيات أمامنا بطائراتهن!!!!!!!
فابتسم طيب القلب ودخل منزلهم ليخرج بعد فترة قصيرة ومعه لنا أجمل طائرة ورقية طارت في سماء الزقاق..............!
هكذا كان .........هكذا أذكره.......حانياً.......... حامياً............ أخاً للجميع..................
وذات يوم كنت أشتري قدح مثلجات من دكان في رأس شارعنا فوجدته يجلس مكتئبا مهموما
على دكه أمام الدكان تلكأت ناظرة إليه بخجل فقد كنت طفلة خجول لا أبادر بالكلام أو السلام حتى
يبدأ به الآخرون أو على الأقل أن يلتفتوا ناظرين إلي لأسلم عليهم لكن العم العزيز كان ساهماً ينظر إلى الفراغ على غير عادته مما دفعني أن اكسر قاعدتي مقتربة منه حاملة بيدي قدح (الأزبري) متسائلة عن ما به ,وقفزت الابتسامة سريعاً إلى وجهه مخترقة ًسحبَ الكآبة التي
أغرقت سحنته منذ قليل وأجابني انه حزين لأنه سيسافر قريباً للبعيد وانه قد لا يرانا أنا وأختي لفترة طويلة.
وصعق الخبر طفولتي فقد كان الحامي الذي سيتركنا لأول مرّة.......... وبين خجلي وألمي مددت له يدي بقدح مثلجاتي قائلة له بسذاجة: ـ
ـ خذ يا عمُ لا تحزن ولا ترحل!
فابتسم بحنو رابتاً على رأسي الصغير شِاكراً ًلي كرمي الحاتمي............. مستديراً وهو يودعني نحو الطريق المفتوح فاستوقفته مستجمعة شجاعة طارئة ألمت بي ومددت يدي في جيبي مخرجةً ميداليتي الصغيرة التي كنت أحبها وهي عبارة عن حلقة فضية تتصل بسلسلة محبوكة الصنع تنتهي بخارطة صغيرة فضية للعراق مقدمة إياها له فأطرق قليلا ثم رفع إلي عينين ممتلئتين بالدهشة والحنان رافعا ًيدي الصغيرة مقبلاً إياها هي والخارطة وتمتم بصوت تخنقه العبرات وهو يبتعد واضعا هديتي في جيب قميصه : ـ
ـ مقبولة منك يا طفلتي الغالية.
وأسرع مبتعدا ًًفي الطريق.................
ذاك كان آخر عهدي به...............هيكل شامخ يمشي في طريق أوله أنا وقدح مثلجاتي.......وأخره........................لا أعلم...............................
.......................................................................................................
نسيت أن اذكر لكم إن ما وجدته يلمع في بقايا قميص الهيكل العظمي هو حلقة فضيه تتصل بسلسلة محبوكة أعرفها تنتهي بخارطة فضية صغيرة للعراق.....................................
أراهن أنكم فهمتم نص نظريتي دون حاجة لتفسير أكثر أما عن المتشككين بصحة نظريتي فهذه دعوة لهم مني للمشاركة معي في فريق بحثي القادم حيث وصلني الخبر التالي: ـ
ظهور نباتات الزنبق المائي في أطراف صحراء النجف.
وأنا أزمع أنها نبتت فوق مقبرة جماعية تظم كوكبة أخرى من سقاة.......... زنابق الماء.....................

* سمير عبد الحسن ( أبو صابرين )..... الشهيد البطل في معركة بشتاشان



#بان_ضياء_حبيب_الخيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتف من قصة لؤلؤة الميناء
- نظريات عالمه جديدة/الحلقة الثانية/لغز ارتفاع درجات الحرارة ف ...
- نظريات عالمة جديدة...الحلقة الأولى...لماذا لون الشفق؟


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - نظريات عالمة جديدة/الحلقة الثالثة/وجود زنابق الماء في منطقة جبلية