أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - رحيل ساندريلا















المزيد.....

رحيل ساندريلا


بان ضياء حبيب الخيالي

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 05:58
المحور: الادب والفن
    


أحببتك كل الحب عندما تنازلت عن عرشك المتعالي لتدخل عالمي المتواضع عالم النجوم المطلة من شقوق جدران الأكواخ الدافئة عالم البحار اللامتناهية عالم السماء المتربعة في الروح والأقمار التي تستقي النور من عيني ....نزعت تاجك المرصع بالماس القاسي البارد وألبستك تاجا ًمن ورود حقلي الأخضر..... حين أصبحت لي.....بدت لي كل نجومي تلتمس الالق من بريق عينيك .....كل البحار قطرة من حنانك كل الطيور الراجعة لأعشاشها مثلت ذرة من شوقي إليك ملكتني أنا وعالمي حين خلعت صنادلك المترفة وركضت حافيا ً معي في شواطئ السعادة غرسنا براعم حبنا في الرمال فأحالتها لجنة الخلد....................... وانتهى عهد الأحلام بأن توجتني ملكة في قصورك الفارهة زاعماً أن المرأة هي التي يجب أن تتبع الرجل نحو عالمة لا العكس تبعتك دون اقتناع.....الحب أمرني فأطعت . وهناك...... لم أعد أنا لم أعد أعرف من أنا. جدائلي الحرة دوما ً مكبلة منظمة لا يسمح لها بالتحرك ولا بالتنفس تشدها دبابيسك المرصعة بالجواهر تعيق الحياة فيها....تحرمها من أثيريها .....خيوط الشمس التي كانت تتخللها و...نسيمات الفجر المحمل بالندى .......
ملابسي الفاخرة هنا تعيق دورتي الدموية ليست كغلالتي التي جبلت من حنان الطبيعة الأم وضيّ أقماري السعيدة لم أجد نفسي في قصورك الباردة ...قلاعك الجليدية بعد دفئ موقدي المتواضع في كوخي الصغير .أنا هناك فقط أراقص الشموس حتى في زمن الجليد أطير مزقزقة بين جدران لم تحجبني يوما ً عن ملايين الأميال من الخضرة الداكنة التي تحيط بي...الطبيعة كلها تنشد أنشودة الفرح .جداولي الرقراقة....تهدر بالحياة زقزقة العصافير تناجي حفيف أوراق الشجر ....وصوت الريح سيمفونيتي التي تأخذني لعالم لامرئ من السحر والموسيقى....والجمال
في قاعات قصرك المرمرية كان الصمت صنو الموت .....شيء يجرح إنسانيتي. كانت الضحكات الجوفاء التي يطلقها الساهرون وهم يتملقون المرايا....الثريات....الرياش وكرسي العرش لا تحتوي أي ميزة من ميزات الفرح كانت محض قهقهات فارغة يطلقها محترفي تمثيل.أزاهير الربيع كانت تحتضر في باقات مجدولة في مزهريات كأنها شواهد قبور تمضغ جثث دفنت بصورة جماعية يحيط بها صدى نحيب ينعي طيوراً راحلة ....جداولاً صديقة وشموساً آفلة.
الموسيقى في قاعاتكم تزعق كأنها تصرخ من ألم ....ثم تعود لتهدأ كأنها تولول من فقد شيء ما .....رونق ما....ربما.....أما الراقصين فهم يتمايلون كأنهم جبال تهتز.....تئن وتدور وظلمة حالكة تنطلق من أنوار القاعات تملأ الروح باكتئاب كل شيء حولي كزلزال يوشك أن يطيح بكل شيء
وأنت..........من أنت هنا؟؟؟؟؟؟
نظراتك مهتزة....ليس فيها تلك القوة التي رفعتني للسماء السابعة.....خطواتك حائرة كلماتك منمقة ليست على سجيتها كما كانت قبلا....ً لا اعلم أأنت تحاول إرضائي...؟؟؟؟ أم أنك ترضي من حولي!!!! أم ماذ؟؟؟..............لم أكن أنا ولم تكن أنت.....لا لست أنت من أحببت .......
في لحظة استوعبت بحزن واقعي ......واقع أن بساتيني الوارفة تحترق والغربان تزعق محيطة بي من كل جانب واقع إنني لست معك في عش السعادة بل نحن معا ًفي مجثم الأفاعي .....في مسرح للتمثيل....خرجت لشرفة القصر التمس النقاء الذي بقي في البعيد.لأجد أشجار الربيع في حديقتكم ذاوية تمد أذرعها المرتعشة لتخنق فرحي في صدري وتفوح بشماتة حول أحواض الأزاهير رائحة عطور فرنسية ........تبوغ جزر نائية فاخرة لتجعل الأزهار تطأطئ خجلا ً وتمسك عن بث عطورها لتصبح زهورا ًدون حياة.فجأة دقت ساعة حائط عملاقة تذكرني بما سيرحل مني إن بقيت هنا وسقطت فئران تركض مرتعبة هاربة من الثواني تطوعت لتعلمني بجهة الرحيل ......ركضت ....ركضت ...ركضت.وبدأت وأنا أركض استرجع نفسي سقطت الدبابيس الماسية في شعري انتزعتها نسائم الطريق الصديقة لتترك شعري ثائرا حرا ً. رحلت مركبة الأحلام الذهبية التي رحلت بي إلى النجوم في زمن الحب تاركة محلها محض يقطينة متهرئة مسكينة تتربع أمامي في وسط الطريق الذي تحفة وتحوطني فيه الفئران الهاربة من سطوة الزمن ودقات ساعة الحائط.تمسكت بفردتي حذائي حتى لاتسقط إحداها على السلالم ساحبة إياي نحو الضياع من جديد.بينما تساقطت ملابسي الفاخرة التي أحاطت مني الجسد في زمن اللاحب وبقيت بملابسي أنا أعدو في شوارع خلفية تلتقط نظراتي المتعبة منظر بقايا طيور برية تربعت على موائدكم الفخمة وهي تقبع مكسورة مرمية على مزابل تحجبكم عنها أسواركم العالية طيور كانت ترفرف بسعادة قرب السماء كانت لكم محض ترف ، شيء يضاف للموائد الفاخرة لايمسة جائع هو فقط وضع ليرمى بعد ذلك في مزابلكم .
أنا فرحة لخلاصي حزينة لفقدان صورتك التي أشعت كالنور يوما ً في خيالي المتوحد أطفأها ظلام أنبعث من شموع القاعات .في شيء يمنعني من أن التفت لأرى هل أنك تتبعني ربما ...أم أنني أسير وحدي في غاباتي التي ترتشف خطواتي الراجعة بغبطة........أنت ألقي الكاذب الذي اجتاح قلبي لوهلات ....أيهمني ألان أن تلحق بي ؟......لااعلم سألت نفسي ولم أهتم بإجابتها.....بعد أن شوهت صورتك الجديدة الممتلئة بالوهن صورتك القوية التي كانت تجتاح أسرابي الوادعة راحلة بها نحو سماء زرقاء لم تعد أنت الذي لففتني بعشقك برداء من ياسمين ونور لم أهرب لأنني أخاف أن تسقط أرديتي عند الساعة الثانية عشر كما اعتقدت لكنني هربت عندما جرفك برد القصور أحالك لمارد مترفع مرائي ....بل أنا أشك ألان حتى في أنك أحببتني أنا قد أكون محض صورة كانت في خيالك زمنا ًحاولت إسقاط إحداثياتها على أوراقي لتحصل على شيء أقرب للواقع منه للخيال.أنا آسفة لك بصدق فعالمك شائكا يكره الحرير.أما أنا فهناك عالمي أزرع الورود أصادق الأشجار أعدو مع الريح والأطياراللنا لي صديق والشموس أحلى رفيق جداولي الرقراقة سترحل بنفسي المثقلة نحو السماء السابعة من جديد ......هناك سأعود أنا.
لن أعرف برد القصور، لن أجربه ثانية، لن ألبس فراء ثعالب برية كانت في يوم ما تدور تلاعب النسيم في حقول خضراء آسفة أيضا ً ! لأنني لم أكمل دور سندريلا !!................فهوايتي لم تكن التمثيل أبدا ً



#بان_ضياء_حبيب_الخيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات زوجة شرقية
- كل عيد ونحن معاً
- مات في العراق
- في قاع النيجر
- نظريات عالمة جديدة/الحلقة الثالثة/وجود زنابق الماء في منطقة ...
- نتف من قصة لؤلؤة الميناء
- نظريات عالمه جديدة/الحلقة الثانية/لغز ارتفاع درجات الحرارة ف ...
- نظريات عالمة جديدة...الحلقة الأولى...لماذا لون الشفق؟


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - رحيل ساندريلا