أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - هششش ..لا تثر الضجة في المكان














المزيد.....

هششش ..لا تثر الضجة في المكان


طارق العربي

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


*1*
هششش ثمة رجل آخر في غرفتها ، لا تثر الضجة في المكان .امشي على رؤوس أصابعك ، تجاوز غرفتها ولا تسترق السمع ، اخفض صوت الكمبيوتر لكي لا تعرف انك موجود ، عليك أن تعتاد الأمر ، سريرها ليس لك وحدك ، إن الأمر أشبه بهذه الشقة التي تتشاركون في دفع أجرها ، أو بأرض تحرثها أنت وأخوك ، عليك تقبل الأمر .
لماذا لا تأتي أنت الأخر بامرأة أخرى للشقة ، الفتاة التي تعمل معك في المكتب مثلا ، أو أي سيدة أخرى تلتقطها من الحانة القريبة أو من أي حانة أخرى في دبي. هكذا تذهب وتقول لها أريدك لهذه الليلة فقط ، أريدك لأغيظ صديقتي التي تشاركني السكن ، أنا أكيد أنها ستقبل .

*2*
لبيروت وجهان / وجه لحيفا ، هل يا صديقتي لدبي وجه آخر يشبه حيفا أو يشبه صوتك ربما ، أسبق أن قلت لك أن صوتك يشبه هذه المدينة ، لا ادري لماذا انت بالتحديد صوتك يشبه لعنة المدينة / ولا ادري كيف نكون أنا و أنت فلسطينيان/ كيف نكون أنا وأنت فلسطينيان و أنت ولدت في بيروت وأنا في نابلس لكننا نحمل هوية واحدة" فلسطينية لعينة " كيف تحملين جنسية بلاد لم تولد فيها ، أنا لا أريد التكلم عن حق العودة اجل هو حق مقدس ، لكن يكف تكوني فلسطينية في الحنين فقط وفي صور لطابو قديم جدا ، كيف نحمل ذات الهوية ! ومن ثم صديقتي إن الأمر معقد جدا ولدت ببيروت ، وأنت الآن في دبي وتكتبين لحيفا / يا الهي كم المشكلة معقدة ربما تحتاج إلى عالم اجتماع بارع ليحلل أبعادها لا إلى شاعر/ صديقتي ما هو الفلسطيني لأني أخشى انه بعد ستين أخرى لن نعرف ما هو الفلسطيني



*3*
يقتلني فراغ غرفتك هناك ، يقتلني وقع خطاك و أنت تمشين بشوارع دبي هل تفكرين بشوارع نابلس بالشجر المهمل على الأرصفة ، أظنك تنهين يوم عملك في السادسة وتمشين إلى اقرب مطعم تتناولين وجبة سريعة ستكونين محظوظة جدا إن كانت الوجبة من الأرز والفاصوليا ربما ، تصلين غرفتك في السابع والنصف ترتاحين قليلا، ومن ثم ترتكبين جرم الكتابة لحيفا إن أتاك الوحي أو تخرجين لأصدقاء فرضهم هذا الاغتراب / لكن لماذا لا اكتب سيناريو آخر لك عكس ما أراه/ مثلا ، انك سعيدة بدبي ، تحبين الطعام الهندي ، وترتيب غرفتك مرة كل أسبوع ، وانه لديك عشاق كثر، عامل النظافة ، ناطور المبنى ، زميلك في المكتب ، شاب الديلبفري ، أنا لا اعرف لم أظن انك بائسة ، تجلسين طوال النهار في مكتب مكيف ، ترسمين ابتسامة زائفة لمديرك ولأصدقاء المكتب الذين بلا ملامح ، ولا تفتقدي برتقال حيفا ولا رائحتها ، أنت لم تولد هناك ، /أفتقد أهلي طارق/ ، لكن أظنك قمت بترتيب الموضوع نصف ساعة كل يوم للأهل " أسعار المكالمات من هناك لبيروت معقولة "، ولا يربكك الغياب يربكك عدم انتظاري لك بالغرفة


*4*
صديقي الذي سافر إلى دبي ،منذ سنة عاد وتزوج / هو تقليدي جدا في الحقيقة لا ادري إن كان تقليديا ولا اعرف معنى تقليدي لكني اشعر بحياته ، أربع سنوات للجامعة ، سنة لجمع مهر العروس / سنة أخرى لتكاليف العرس / وسنوات لبناء البيت ومساعدة الأهل وتامين مستقبل الأولاد / بعد شهر من سفر صديقي " صرت اسأل أين حياة صديقي .
صديقتي الأخرى عاد مهندس ما من دبي وخطبها بقي لأسبوعين في البلاد لأجلها ، وعاد لدبي / لم يعرفها من قبل ولم يراها "أمه اختارتها" هي قالت أن أمه كانت أستاذتها للغة العربية في المدرسة وكانت تخطط لزواجها من ابنها من "أيام ما كانت " تلميذة ترتدي المريول الأخضر ، كانت سعيدة بالموبايل الذي يحفظ أغاني فيروز والثوب الجديد الذي اشتراه لها ،"وطبخ عمتها "حماتها "على شرفها .
بعد أسبوعين أخذت تسألني صديقتي " كيف قبلت أنا لم اعرفه ... كيف سنتزوج

*5*
المرأة التي كانت ترتدي الأسود العاري قبل قليل ، قالت لي أنها تفكر في الهروب ، أن تترك أطفالها دون غداء وتهرب ،تترك لهم نصف يوم غير مملوء .. و تبحث هي عن حياة أخرى ، ربما تسد ذاك الفراغ الكبير الذي نسميه حياة!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هرمجدون
- اماكن الحب والموت
- لا شي للدهشة
- إضاءات أخرى لتِشرين
- ثُلاثِيةُ الأَرض والمنفَى والوَجَع
- هنا والوَقتُ عَكَس حَيفَا
- أُحُبكَ بَعِيداً
- بيادر..إلى محمود درويش وكفى
- رَسَائِلْ مِنْ مُشاةِ الجَنَازَةْ
- عَنْ اللَيلْ
- مَنْ يَحمِينِيْ مِنْ ذَاكِرَتِيْ فِيكْ
- عن حصار المدينة
- إلِِى ثَائِرْ العَرِبِيْ بَعدَ النَفيْ
- بينَ قَذِيفَتينْ
- حَيفَا .. ظِلُ الله فَوقَ البَحرْ
- عن الجَمِيلاتِ أَكْتُبْ
- عشرون شظية في غزة
- بَلْسَممُ عِصْيَانِِ
- إنَمَا لِوجْهِ الله تَعَالْى أُعَرِيْكمْ
- لا تَقْلَقِي


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - هششش ..لا تثر الضجة في المكان