أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - رَسَائِلْ مِنْ مُشاةِ الجَنَازَةْ















المزيد.....

رَسَائِلْ مِنْ مُشاةِ الجَنَازَةْ


طارق العربي

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 05:40
المحور: الادب والفن
    


إِليهِ دُونَ ذكرِ اسمه...فللأسماء حُرمتهَا .تَمَامَاً كَمَا الأَشهر الحُرم عِندَ رب السمَاءْ ، للأَسمَاء أَسرَارَهَاْ /خَيبَاتهَا / أُحزانُهَا / انكسارَاتِهَا التي لا يعرفها احد / للأسمَاء كَمَا المدن أَبوابٌ من فَرح وَحُزنْ لا يعَرفُ سِرها الا عَاشِق صُوفِي تَوحَدَ مع الحبْ ذَابَ مَع السَّمَاء / الأسمَاء هُنَا كَمَا المُدنْ ..تَحتَفظُ بِبِهجَتِهَا لِيوم عِيدٍ او عُرسْ ...لها أَمس وَحَاضِرٌ ومُستَقَبلٌ يِخطُفهُ الرَصَاصْ
..
..
..

رَسَائِلْ مِنْ مُشاةِ الجَنَازَةْ

الرِسَالَةْ الأُولِىْ


كَانَّ صَدِيقِيْ يَمشِيْ وعَينَهُ عَلَى النَّعشْ
والنَعشُ لف بِعلَمٍ أَلوانهُ أَربعَةْ " أَحمَرٌ/ أَسوَد /أَبيض/ وأَخضَرْ
وصَاحِبُ النَعشُ صَدِيق نَعرِفَهُ بما يكفي لان نموت بعده شوقا له
تَقَاسمَنَا مَعَهُ خُبز الفَرَاغْ فِي الجَامِعَةْ
كُنَا نُزعج السَّمَاءْ والنِسَاءْ بتسكعنا في الساحَاتِ / كنُا نَشتَري سَجَائِر "الفَرط"
نَقَتِسمَهَا كَمَا نَقتِسم عُشب الأًَحَلامْ /نُدَخِنهَا كَمَا يُدخَن الاحتِلالُ أَعمَارَنَاْ
ونَذهَبُ إِلى المُحاضَراتْ ..نُزعِجُ الزملاء والأساتِذَة بِحُضورنَا ..لا نتعب من الجدال ..إِلا أَن هُو تَعِب مِنَا ..نُجَادِل بِحجةٍ ودُونَها ..كنا نقول الفِكرة ْونَهربْ
للأُفقِ البَعيدْ... للمستقبل القريب / أحلام ما قبل الزواج بقليل .أحلام ما بعد التََخَرجْ بقليل / الجميلة التي تنتظرنا خَارج الصَفْ/ المدن التي تنتظر جنوننا /المَصروفِ الأُسبُوعِيْ الذِي تَأخَر هذا الأُسبُوعْ ..لنستدين من احد الرفاق ..لمِوعِد سَدَادٍ مُؤجَل إلى حِينِ مَيسرَةْ / فِي الجَنَازةْ أَقسمَ صَدِيقِيْ - أَنهُ رأى طيف صاحب النعش صديقنا يَهمِسْ
قُل للأُستَاذِ " أَيمَنْ نزال "_" أني سأَغِيبُ عن محاضرة الغد لأجلٍ غَير مُسمَىْ_
...
" الرِسَالةْ الثَانِيةْ "

عَلى بَابِ المَشفَى / اعنِي قربَ ثَلاجَةِ المَوتَىْ / من الجهَةِ اليمنَى للمَشفَىْ
الرِفاقُ كُلهم تَجمعُواْ هُنَاك..أَحمَدْ .وعَليْ ..وادواردْ المَسيِحيْ .و هَاشِمْ
بحثت عن نفسي وسط الرِفَاقْ . .. لَم أُبصرهَا ولم أُبصر الرِفاقْ ..عرفتهم من الشهقاتْ ..كَانُوا يَشهقُونْ الفَقدْ /وحدي وادوارد رحنا نبحث عَن مُدير المَشفَىْ
لان الشهيد قال ذات نُكتَة...ان مت لا تضعوني بِثَلاجَةِ المَوتَىْ
..
..
..
الرِسَالة الثَالِثَةْ

أَثَنَاءْ التَشيِيِعْ بحثت عَن مُقَاومٍ واحِدْ يُطلق الرَصَاصْ العَبثِي
تَحية لنعش الشهيد لمَ أَجِدْ..رحت انا وصديقيْ نَرشقُ الحجارة الى السماَءٍِ
احتجَاجَا وغَضَب ْ
..

الرِسَالةْ الرَابِعَةْ

أثناء الدّفنْ ..هَربتُ وصَديقِيْ مِن حَقيقةِ المَوتْ
للمَوتِ وَجه بِارد كَالثلجْ ...قُلتُ لِصَدِيقِيْ
في السنوات الثَمَاني الَماضِيةْ كم جنازة كَفنَتكْ .
قال _كَفنيْ هُو ألا يكفِيْ
قُلتُ ..كَمن يُبدعُ فْي الفقدِ أشكالا للحَياةْ
في الجنازة الأٌولَىْ ... تَعودتُ الفقَدْ / في الثانية مرنت نفسي على الغِيابِ أَكثَرْ
في الثالثة..لم أَعد أُصلِيْ
...

الرِسالةْ الخَامِسةْ

حِينَ خَرجتُ فِي الجَنَازَة الأُولَىْ ...لم يكن فيها نعشٌ او جثمان
كُنتُ فِي الثَانويْة العَامَةْ ..في الشهر الثَانِيْ مِن السنَة ْ الثانية للانِتفَاضَةْ
والجنازة ..كانت لصدِيق قَضى فِي تَفجِيرٍ عَبثِيْ احتفظت اسرائيل بجثته عقابا ..يومها
خَرج الالفأ طَالِب مِن مَدرستَينْ / في الجَنازَةْ الاخيرة لَم يَخرُجْ الا صحب الشهيد
و أَهلهُ ... قلت بنفسي "ربما أهل مدينتي اعتادوا الموَت ْ

....
الرِسالةْ السادِسةْ

قَبلَ المَوت بِمَوتْ .صَاحِبُ النّعشْ اتصل بأمه فِيْ عمَانْ
" أَنَا بِخيرْ.. _أقصد هو بِخيرْ _ منذ أسبوعين انتَظم دَوامِي الجَامِعيْ
"لا يَنقصنِيْ شَيءْ إلا رُؤيَتِكْ ..وأغلق جَوالُهُ ..
وهمس بِبكاء طفل اشتاق خبز أمه ..كنت أريد أن أقول لها أنا تَعبِتْ "
أنا أَقول عن تِلكَ المنتظرة أن يعود لها بشهادة فعاد بنِعَشْ
...
الرسالة السّابِعةْ
قَبل حَسمِ الأمرْ والخُروجِ في الجَناَزةْ ..كُنتُ و َصدِيقَتِيْ
على " ال فيس بوك " ...حِينَ همَمَتُ بالخُروجْ قلت لها
" عندي مِشوار ضَرورِيْ " ولا ادري لماذا لم أقل لها
انا خَارِجٌ لجنازة !!!
...

الرِسَالة الثَامِنةْ

ذَاتَ نِقَاش..قَال أَحدُهمْ " أن الحقيقة الوَحيدَة بَهذهِ الحيَاة
الولادةْ والمَوتْ ..أَثنَاء التَشيِيعْ اكتشفتُ حقيقة ثَالِثَةْ
أن حَياتنَا "أقصد حياة الفلسطيني "ما بين الولادَة والمَوتْ
تَنتَهي كَعلبْ السرِدينْ للجنودْ على حَاجز حِوارَةْ ...
أَوْ لغداء عمل يجمع مدامْ ساركوزي ورِئيسهُا ومحمُود عَباسْ
_فمتهندسهاش وترستكهاش يا ريس " الطبخة جاهزة "_

...
الرِسالة التَاسعِة

في الجنازة ..قَال لي صَدِيقِيْ " بعد الدَفنْ تَجمعُ حُضوركْ
كَما سَأجمَع حُضورِيْ من خَلايَاكْ ونمضِيْ ...
_قُلتُ إِلى أَينْ ..
قال ..انتَظر عَقد عَملٍ فِي الخَليجْ ..وأنت ماذا عنك أنت
قلتْ ..سَأنَتظِركم لتعودوا ..سأرقص للمِقَابِرْ حتى يخرج
أصحاب القبًور مِن صَمتِهَا وتعودوا
...
الرسِالة العَاشِرةْ

أثَنَاء اِفترَاقِي عَن صَديقِي وَسط المَديِنةْ
سرت وحدي ..بَائِع الخضرةْ الذي أراه كُل يَومْ
في طَريقي إلى وسط المَدِينةْ في كانه
مَا زال يلح علي في كتابة تقرير عن غَلاءْ الأسعَار
"ياخي الدِيزل فَضح عَرضنَا ..كيلو الخبز بخمسة شيكل ...كيلو الرز بتمنية شيكل
اكتب ياخي اكتب عني احكي عنا انو " بحكي هيك " !!!
في الطَريق إلى وَسطِ المَدينَةْ .. وجدَت عَروساً تَخرج مِن بيَت للتَجمِيلْ / وأب يَحمِل ُ الخضار والفَواكِه والخُبز إِلى أَطفَالهِ فرح بما فِي يَداه غَير مبِالٍ بغلائها/ وطفل يبيعُ البراد غَير مُبالي بَحر الشَمسْ
/ ثلاث جميلات يخرجن من مقهَى اليَاسمَينْ غير مباليات بعيونِ المَارةْ / وَجدتُ النَاس كُل النَاس يركضُون كمَا الحياة مُسرعِينْ بَحثَاً عَن حَياةْ لا يبصرهَاْ الغُزاةْ
يبدعون من الموت أشكالاً للحياةْ

طارق العربي



#طارق_العربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَنْ اللَيلْ
- مَنْ يَحمِينِيْ مِنْ ذَاكِرَتِيْ فِيكْ
- عن حصار المدينة
- إلِِى ثَائِرْ العَرِبِيْ بَعدَ النَفيْ
- بينَ قَذِيفَتينْ
- حَيفَا .. ظِلُ الله فَوقَ البَحرْ
- عن الجَمِيلاتِ أَكْتُبْ
- عشرون شظية في غزة
- بَلْسَممُ عِصْيَانِِ
- إنَمَا لِوجْهِ الله تَعَالْى أُعَرِيْكمْ
- لا تَقْلَقِي
- إِيَّاكِ وَالاقْتِرَاْبُ مِنْه .ُ..
- عَنْ أَصَابِعِيْ إِذْنْ...قُوْمِِيْ
- إلى شاعرة الخطاب السادس
- مِنْ مُفكرة عَاشِق ٌ دمشقي
- إِبْتَعِدِي يَْا صَغِيْرة
- سَيِّدَةَ البَرِيْدْ
- الى شاعرة -الخطاب الرابع-
- رسالة مجنونة الى مجنون ليلى - أيمن صفوان-
- اعترافات رجل لا يجيد الاعتراف


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - رَسَائِلْ مِنْ مُشاةِ الجَنَازَةْ