أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي فودة - فتح باقية فينا كبقاء الأرض والسماء















المزيد.....

فتح باقية فينا كبقاء الأرض والسماء


سامي فودة

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 01:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


لن يحيدَ فينا الموت عنكِ يا سيدتي . لن يقتلوا نبض أنفاس الفتح فينا يا ديمومتي. لن يخمدوا صرخات أجنة أرحام أبناء الفتح في بطون أمهاتهم يا عزيزتي . فمهما غيروا وبدلوا من ألوان جلد ثوبنا وكسروا مفاصل عظام عظامنا وسلخوا الجلد عن لحم لحمنا.فهذا الظلم هو أكبر انتصارا لنا. إن بطشهم والتمادي في قتلنا استيقظوا فينا ضمائر كانت حاضرة وغائبة بيننا .ونفخوا الروح وحرَكوا الإحساس الذي غاب عن الضمير والعقل والوعي أكثر من سنة في حياتنا. وهذا هو ما قلناه إن قوى البطش أضافت شيئا جديدا لنا .فلن يثنينا الموت عن فتحنا. فعزيمة وإصرار على البقاء والصمود كلما زاد البطش والظلم بنا. بزغ فجرٌ بيومٍ جديد وتوج لنا مولودٌ فتحاوي عتيد كطائر فينيق الفتح ينهض دائما بكل قوة لا تليد. أنتي يا سيدتي مازلتي ساكنة في أعماق قلوبنا هيهات هيهات أن يقتلوا فينا حلم أحلامنا. حلم من سبقونا في النضال ونالوا الشهادة من رفاق وأخوة كانوا ومازالوا في وجداننا . ستبقى الفتح فينا كبقاء الأرض والسماء ولن يحيد فينا الموت عنها مهما قالوا عنها كل السفهاء. فهذه هي أمي التي وجدت لتكون وتبقى أشرف وأنبل ظاهرة في تاريخ الأمهات. هي أمي التي أنجبتنا وأرضعتـنـا وأنشأتـنـا وعلمتـنـا كيف نكتب حروف التاريخ ونمارس أشكال النضال العمل الثوري بكل اقتدار بعيداً عن التشويه أو الاحتقار وكيف نقاتل من سلب أرضنا واغتصب وطنـنا وقهر شعبنا .علمتنا كيف الأصول أن نصون ولا نتاجر بدم غيرينا مهما يكون.علمتنا أن الصدق والأمانة هو شرف تأدية هذه الرسالة.علمتنا كيف نبقى على العهد والقسم ولا نخون من أعطينا له الأمن والأمان والأمانة. نحب ولا نكره نسامح ولا نحقد نقبل ولا نرفض نعفوا ولا نقتل .علمتنا كيف نمارس السياسية وديمقراطية الحوار والقبول بالشراكة في بناء هذا الوطن فغير ذلك فهو عار . علمتنا كيف نكون شموع وجسور تمر الأجيال من فوق أجسادنا بكل سرور. آه أنتي يا سيدتي بعطائك وعنفوانك فجرتي أحاسيس كل الملايين. ورسمتي مستقبل شعبكِ نحو النصر المبين .فعززتي من هوية وجودكِ ومكنتي من بقاء صمودكِ . كما علمتينا أن يكون يوم ذكرى انطلاقتك هو يوم تجديد البيعة والوفاء لك وإحياء عظماء شهداء وأسرى ثورتك . علمتينا أن نشر الشعوذة والدجل والتكفير والتخوين والتضليل ونشر الخرافات وتجهيل الآخرين واللعب على أوتار من يكسب الدين أم المرتدين .فهذا ليس من فكر وأدبيات نهج حركتنا الفتحاوية . فيا سيدتي جهلا ما بعده جهل وظلاماً ما بعده ظلام فنحن لنا الطيب فالحلال والحرام بين فنحن ليس لنا ثقافة في علم فقه الإجرام. فهذه فتحنا لنا باقية بدماء كل الشهداء وتضحيات ألاف كل الأوفياء. أنتي حقاً يا سيدتي فقد أنذرتـيِ نفسكِ وكنت خير سفيرة وطليعة ورائدة في نضال أمتكٍ. فعلى الجميع أن يلتزم ويقف عند حدوده والكف عن الغوغائية ويعرف من هو قبل كل شئ ويوزن نفسه جيداً ويسأل من أين تم استنساخه و يقرأ التاريخ حينها بتمعن ويعيد حساباته ألف مرة ويفهم بأن حركة فتح عاصية على الانكسار وباقية شامخة رغم كل المتخاذلين والمتآمرين .فمهما حاولوا الغوغائيين الرداحين الذين هم على شكل خفافيش الظلام المتساقطين في وحل المستنقعات . أن ينالوا من حركة فتح وأبنائها فهم واهمون فلن ينالوا من هذه الحركة العملاقة معنوياً أو مادياً . فهذه الحركة الفتحاوية وجدت بدماء آلاف الشهداء وتضحيات آلاف العظماء وجدت هذه الحركة لتبقى شامخة بشموخ شعبها وتضحيات أبنائها .فإن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة .هذه هي حركة فتح وسر عظمة صمودها وبقائها .فسألوا من باع أنفسهم وأغرتهم نزوات الأنظمة وخدعتهم أموالهم ونفوذ كراسيهم من قبلكم عبر التاريخ إن كنتم أنتم متناسيين فكان مصير من قبلكم ومصيركم سيكون مثلهم هو مزابل التاريخ والارتماء في أحضان حاويات القذارة في عواصم أسيادكم .فقد استطاعت حركة فتح بكل جدارة وعقلانية منذ انطلاقتها من تحديد مواصفات كيان كينونتها في شكل بناء هيكلها التنظيمي والحركي لها وذلك ليكون وجودها هو بمثابة الرد الحاسم والقاطع على حالة الضياع والتشرد والتشرذم الذي أصاب الشعب الفلسطينـي خاصة والأمة العربية عامة من فقدان الوطن والكرامة هذه الحركة التي جسَدت كل معاني التضحية والصمود في إثبات الوجود الفلسطينـي وتعزيز إرادته وتمتين صلابته أمام كل التحديات المحدقة به. فبوعي وحكمة قادتها لقد تمكنت من تجنب كل المؤامرات التي نصبت لها عبر مشوارها النضالي الطويل الملغم بحقول من الألغام فهذه هي أيضاً سر عظمة بقاء وجود حركة فتح وصمودها وتجدرها في هذه الأرض وتمسكها بأبناء شعبها منذ انطلاقتها حتى يومنا هذا فهذه هي من أحدى مميزات التي ميزتها عن باقي حركات التحرر في العالم. فقد اتسمت حركة فتح بالواقعية والمرونة والشفافية والوضوح وقد تجلى ذلك أيضا بتتويج هذه القيادة الفتحاوية الأصيلة التي كانت ومازالت لها تاريخ وباع طويل فقد استطاعت هذه القيادة أن تمتلك زمام الأمور وتقود العمل السياسي والعسكري والتنظيمي بحنكة عالية وقدرة فائقة على إدارة دفة الأمور وتجنب الأزمات التي كانت تواجه الحركة حيث تعاملت حركة فتح مع كل متغير ومستجد على الساحة بكل عقلانية ووعي وحكمة. فلقد امتلكتِ أنتي يا أمي الرؤية الثاقبة وقراءة الواقع العربي والدولي وأدركتي طبيعة المرحلة الراهنة والصراع القائم فيما بيننا بين حركة فتح وبين صعاليك اغتصبوا أرضنا. أنتي التي سطرتي أروع الملاحم البطولية وأنبل آيات الصمود والتصدي في كل الميادين. وأفشلتي كل مخططات وسياسات الاحتواء والتهويد وكان شعارك دائما وابدأ منذ انطلاقتك مرفوعا أمام القاصي والداني لا وألف لا لسياسية التبعية والتركيع والخضوع وهذا كان واضحا من خلال أدبياتك الحركية يا سيدتي ... فتكالب عليك كل المأجورين المرتزقة من أطراف تابعة لأجندات خارجية بعيدة كل البعد عن مصالحنا الوطنية فكل محاولاتهم باءت بالفشل ومهما حاولوا من اجثتات م- ت- ف وإبعاد حركة فتح القائدة والرائدة أم الجماهير عن المسيرة السياسية إلا أن حركة فتح فقد تمكنت من المحافظة على قوتها وعنفوانها وعافيتها وقدرتها على البقاء والصمود فالفتح فينا باقية كبقاء الأرض والسماء لن يحيدنا عنها الموت مهما فعلوا كل الجبناء .












#سامي_فودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة أعزب
- إني اشتقتُ إليكِ يا سيدتي
- فتح والانتماء الفتحاوي
- قرار فتحاوي!!الاستنساخ الآدمي مرفوض
- المؤتمر الحركي العام لفتح نعمة أم نقمة
- طرق ووسائل إفشال عملية الاغتيال
- كيفية عملية الاغتيال
- بيوت من طين وعقول من عجين حماس بغيبوبة ليوم الدين
- فتح وعظمة أسطورة بقائها
- فتح وخروجها من النفق المظلم
- حماس وانقلابها الجديد على الرياضة بجباليا
- فتح الفكر والتأطير التنظيمي !!!
- اغتيال المقاتل الفلسطيني..هدف مشروع في قاموس العدو!!1
- الأمن والأمان فوق صفيح ساخن في غزة
- صراع البقاء بين أحفاد هتلر!! والمعتقلين الشرفاء ؟؟
- في ذكراك أمير الشهداء ..تحمر الورود
- عملاء في مواخير العار
- تناول عقار السكوت
- انقطاع التيار الكهرباء في غزة!! وابتزاز المواطن
- سيدي الرئيس!! غزة في كفن الموت..؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي فودة - فتح باقية فينا كبقاء الأرض والسماء