أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي فودة - صراع البقاء بين أحفاد هتلر!! والمعتقلين الشرفاء ؟؟















المزيد.....

صراع البقاء بين أحفاد هتلر!! والمعتقلين الشرفاء ؟؟


سامي فودة

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 08:52
المحور: القضية الفلسطينية
    



لابد أن نستذكر من هم علينا حقاً دينيا وأخلاقيا ووطنيا.. بأن نحيـى ذكراهم.. ذكرى الأسير الفلسطينـي كل يوم يمر من حياتنا ولا نكتفي بالتضامن معهم بتاريخ السابع عشر من نيسان من كل عام. ذكري يوم الأسير الفلسطيني لبضع سويعات فقط . تدور بعض هذه التنظيمات المأفونة التي تتاجر بحياة المعتقلين لكسب مناصرين لها فقط لأغير بحلقة مفرغة في شوارع الوطن.وتقوم وسائل الإعلام المجيرة لها بدورها بنقل تلك هذه المشاهد بثواني معدودة من حياة رجال عظماء خيرة وصفوة أبناء شعبنا . أفنوا حياتهم قربانا لأجل وطنهم وشعبهم .فهذا عيب علي من يمارس هذه الألاعيب .فلابد لنا أن نكرس حياتنا ووقتنا لهم كل يوم من أجل مناصرتهم ورفع قضيتهم وصرختهم عبر وسائل الإعلام والفضايات الفلسطينية. أفضل بألف مرة وأشرف من الردح والتخوين والتكفير والإساءة بحق دماء الشهداء وتضحيات ألاف هؤلاء الأوفياء.. فأن الحديث عن حياة المعتقلين الفلسطينيين البواسل القابعين خلف قضبان الأسر والمغيبين في غياهب السجون فهم شهداء مع وقف التنفيذ. لابد لنا أن نقف بكل شموخ وننحنـي لهم اكبارا واجلالا لهؤلاء الصابرين الثابتين داخل أسوار الأسر..فأنهم يخوضون أشرس معركة في حياتهم . وأن صراعهم أمر حتمي هو البقاء أو الفناء مع إدارة مصلحة السجون . فمن أجل قضية عادلة هي قضية فلسطين وإيمانهم الحتمي بالنصر الأكيد علي عدوهم . فلا يعلو عليهم أي شرف رفيع ..فهو شرف لي ولغيري أن أكتب عنهم وأذكرهم وأتابعهم لأني أحس بإحساسهم فهذا أقل شيء ممكن أن أقدمه لهم ..رغم ظلم السجان . لهذا فقد اتسمت الظروف الحياتية في السجون والمعتقلات بعدم الاستقرار. فقوانين الصراع والمدافعة،عن البقاء أو الفناء تتحكم في مجريات الأمور داخل أسوارها، والمدافعة بـين المجتمع الاعتقالي الذي يناضل من أجل البقاء والحياة الكريمة العزيزة وبين إدارة المعتقلات التي تعمل على تحطيم كل أسباب الصمود والثبات في نفوس المعتقليـن هي أهم ما يميز حياتها اليومية. ففي الوقت الذي ينظر فيه المعتقلون، إلى أنفسهم نظرة افتخار، وشموخ واعتزاز، فهم يؤدون رسالة مقدسة عظيمة، في الدفاع عن وطنهم، وشعبهم،أمام ابتلاع الأراضي وتقطيعها وتهويد القدس وبناء الاستيطان والقتل والتهجير القصري بحق أبنائها، فأنهم يقدمون في سبيل هذه الغاية النبيلة القلب والأرواح والعمر ويستصغرون في سبيل ذلك، شتى أنواع المعاناة. علما أن السجانين داخل السجون ينظرون إلى المعتقليـن ، نظرة عداء وصغار، فالمعتقل يمثل في رأي إدارة السجون ما هو إلا مخرب وقاتل ومجرم يستحق أشد أنواع العذاب بل حتى في رأيهم لا يستحق الحياة . مما جعلهم يتفننون في ابتكار صور لا حصر لها، من التضييق والتعذيب والتنكيل بالمجتمع الاعتقالي هذه هي حقيقة العلاقة القائمة بين تجمعين متناقضين في الأهداف والغايات . لا يـجمعهم أي قاسم مشترك سوى الوجود في حيز واحد من الزمان والمكان، واضطرارهم للتعامل مع بعضهم البعض، المعتقلون بحكم سلطة الاحتلال والسجانون بحكم الوظيفة والعمل . هذا الواقع يختلف اختلافاً كبيراً عن واقع السجون في كثير من أنحاء الأرض . فرسالة السجن هي رسالة إنسانية إصلاحية وما العقوبة التي يقضيها المعتقل إلا جزءاً من هذه الرسالة، أما في سجون الاحتلال النازي وأمثالها فهي مختلفة تماماً، فالسجن فيها للانتقام وتدمير المعتقلين نفسياً و جسدياً . في محاولة مكشوفة للقضاء على روح المقاومة والعزيمة في نفوس الشعب الفلسطيني عامة والمعتقلين على وجه الخصوص . والمعركة تستعر بين قوتين غير متكافئتين . فالمعتقلون لا يملكون من أسباب القوة شيئاً عدا إيمانهم بحقهم وتصميمهم على تحقيق أهدافهم . وأملهم في التحرير والخلاص من عدوهم . وإدارة المعتقل تملك كل أسباب القوة، من ضرب وتنكيل وحرمان من الزيارة ، وعزلهم بشكل انفرادي وسحب كل الانجازات التي توفرت بسلاح الإضراب عن الطعام( الأمعاء الخاوية ) ولا حصر لها. وحرمانهم من الطعام والشراب وحتى الهـواء ،وكذلك يمنعوا المعتقلين من الخروج للفسحة في ساحة الفورة كعقاب لهم . هذا الواقع غير المتكافئ جعل الحياة الاعتقالية غير مستقرة على حال. فكل من قطبي المعركة يعمل على تـأكيد سيطرته على المعتقل وتحقيق أهدافه. فكل طرف يتربص بالآخر وينتظر الفرصة السانحة.. ليبدأ معركة تكتيكية محدودة تمكنه من التقدم لتحقيق هدف المعركة الإستراتيجية .وتارة يخوض المجتمع. الاعتقالي معركة حامية الوطيس من أجل قطعة من الخبز أو حفنة من الماء أو قليل من الهواء النقي . وتارة من أجل الدواء وأحياناً يخوضون معارك ضارية من أجل تأكيد سلطتهم الثقافية والتنظيمية داخل المعتقل . إن الحياة الاعتقالية تتسم بعدم الثبات، والتحول والتبدل .وذلك بسبب عدد من العوامل منها الواقع السياسي الذي يؤثر أيضاً على هذه العلاقة، فمثلاً تتحسن الظروف عند المبادرات السياسية السلمية وتسوء عند فشل هذه الجهود وتغير الأحوال السياسية. داخل المعتقلات . والإعلام اليهودي من إذاعة وتلفاز وجرائد وما يقوم به من تحريض لإدارة المعتقلات ضد المعتقلين. كما تتأثر الحياة داخل المعتقلات بالجهود الإنسانية التي تقوم بها المنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر. وان العوامل المؤثرة في استقرار الحياة الاعتقالية، تماسك المجتمع الاعتقالي تماسكاً تنظيمياً وأمنياً، وعدم وجود خلافات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة داخل المعتقل الواحد أو خارجه. وظروف الأسر صعبة جدا للغاية، علما أن المعتقلون خاضوا نضالات جبارة وسقط الشهيد تلو الشهيد من أجل تأمين الظروف المعيشية اللائقة بالإنسان، ولا يزالون يناضلون من أجل ذلك إن إدارة المعتقلات، لا تألوا جهداً في استخدام لقمة عيش المعتقلين وغذائهم كوسيلة من وسائل السيطرة والهيمنة لتركيعهم وابتزازهم . إن فلسفة إدارة المعتقلات في حرمان المعتقلين من ابسط حقوقهم هو توضيحهًا للتهديدات المتكررة بالتوقف عن تقديم مستلزمات حياة الأسر ، وكثيراً ما كانت إدارة السجون تردد"إننا نطعمكم لتستطيعوا تحمل الضرب والتعذيب، ولا نطعمكم لتعيشوا بصحة جيدة، بل لنقتل فيكم الصحة والمقاومة، إن الأيدي التي جاءت لتقتل عليها ألا تستفيد من الطعام الجيد، من جاء ليقتل لا يستحق الحياة، ولا طعام من أجل الحياة، بل من أجل العذاب والموت البطيء، لن نكافئكم على عملكم بطعام جيد، الكلاب أفضل منكم وغير ذلك من المقولات بالحقد والانتقام والمهانة. وعلى الرغم من هذه الروح التي ميزت تعامل إدارة المعتقلات اليهودية إلا أن المتتبع لأحوال المعتقلين المعيشية يلاحظ بلا شك، أن الظروف المعيشية قد تحسنت باضطراد مع مرور الزمن، وذلك بفضل سلاح المعتقلين الاستراتيجي وهو الإضراب عن الطعام، وما تبعه من تضحيات وشهداء يمكننا أن نميز اختلافاً في مستوى الحياة المعيشية في أكثر من فترة زمنية. ففي الأيام الأولى للاحتلال اليهودي لقطاع غزة والضفة الغربية، لم يعان المعتقلون الفلسطينيون من سوء الطعام المقدم وقلته، وذلك لأن إدارة المعتقلات كانت تسمح بإدخال المواد الغذائية عن طريق أهالي المعتقلين والصليب الأحمر الدولي مما كان يتيح للمعتقلين طعاماً متنوعاً وذا قيمة غذائية جيدة. ولكن هذا الأمر لم يدم طويلا..ومازالوا المعتقلين الأشاوس في صراع مع إدارة سجون النازية ليس من اجل البقاء فقط بل من أجل الحرية والتحرر من اسر السجان وتحرير الوطن من دنس المحتلين ...
ً



#سامي_فودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكراك أمير الشهداء ..تحمر الورود
- عملاء في مواخير العار
- تناول عقار السكوت
- انقطاع التيار الكهرباء في غزة!! وابتزاز المواطن
- سيدي الرئيس!! غزة في كفن الموت..؟
- أضمر ماذا تمخض عن قمة قطر!!!القريبة من عشائر الغجر


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي فودة - صراع البقاء بين أحفاد هتلر!! والمعتقلين الشرفاء ؟؟