أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إنتصرنا في كل المعارك














المزيد.....

إنتصرنا في كل المعارك


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


نحن منتصرون في كل المعارك , ولكن حتى هذه اللحظة لم ننتصر على أنفسنا .
هذه ظاهرة ألاحظها منذ كنت ُ طالباً في المدرسة , فلم أدرس في المدرسة عن معركة واحدة هزم بها العرب , فقد إنتصر الملك التبع على كسرى الفرس , وإنتصر الزير المهلهل على بني بكر , وإنتصر العبسيون على الذييانيين , وإنتصر الشاعر الملك إمرأ القيس على أعدائه , حتى يومنا هذا لم أقرأ معركة واحدة هزمنا بها .
وإنتصرنا على الروم وإنتصرنا على الأمريكان وعلى الطليان وانتصرنا على كل الناس ولكننا لم ننتصر على أنفسنا .
من وأنا في المدرسة طالب وإلى اليوم لم أسمع عن معركة هزمنا بها , وهذه ظاهرة غريبة , فغيرنا دائماً (دايمن ) مهزومون ونحن المنتصرون , حتى في الآداب فآدابنا أفضل الآداب ولغتنا أفضل اللغات وهي مقدسة باركها الله ويتحدث بها يوم القيامة أهل الجنة .

إنتصرنا في كل المعارك , في ال 67وفي حرب الكرامة وفي حرب الخليج الأولى والثانية, إنتصرنا على أعدائنا وتركناهم في سيناء يرجوننا أن لا نلقي بهم للأسماك الجائعة في البحر الأحمر , فقد عرفوا أنهم مهزومون وأن السمك جائع جداً , والنية لدينا لم تتغير قط.

إنتصرنا في حرب لبنان وفي حرب الشوارع وفي حماة 1980-1981يوم إنتصر بعضنا البعض على البعض الآخر , حملنا رؤوس أعدائنا وطفنا بها في خليج العقبة , وحملنا بطون أعدائنا وفريناها وجلسنا عليها ومن ثم إتخذناها مماسح لأقدامنا .
ولطالما أننا إنتصرنا في كل هذه المعارك , فما بالنا ما زلنا نحلم بالحياة الكريمة وبالحرية وبالتعددية وبالديموقراطية وبحقوق الإنسان , يبدو أننا إنتصرنا على كل أولئك ولكننا لم ننتصر على أنفسنا .
إنتصرنا في فنون الحب وتعددنا في الأزواج وضربنا سياجاً من الطوب واللبن الأبيض جداراً سميكاً لكي لا تفكر بناتنا في الخروج ليلاً للتنزه.

ما زالت قضايانا عالقة إلى اليوم , المرأة والحرية والوردة والرومنسية والتعددية الفكرية كلها قضايا ما زالت إلى اليوم عالقة .

طالما أننا إنتصرنا على إسرائيل في مزارع شبعا, فما هو السر أو ما هو التفسير المنطقي لوجود إسرائيل في مزارع شبعا , ولطالما أننا إنتصرنا على إسرائيل في غزة ولم يحقق الجيش الإسرائيلي أهدافه فما هو التفسير المنطقي والعقلاني للوضع البائس في غزة .؟

نحن منتصرون في كل المعارك , ولم نهزم ولا في أي معركة ودائما[ً أعداؤنا ينتظرون منا أن نسمح لهم بدخول جنة الله , ولكن هيهات أن نسمح لهم لأنهم مهزومون وأعداء لله .
كل الشعوب لها أعداء طبيعيون , والعدو الطبيعي للإشتراكية هي الرأسمالية والعدو الطبيعي لليبرالية هي الإشتركية , ولكن نحن من هم أعداؤنا ؟
الظاهر أن أعداءنا هم أعداء الله , فكل الناس بنظرنا ليسوا عدوينا بل هم أعداء الله , ونحن أصفياء الله وأصحابه وخلانه , وغيرنا لا يحبه الله وهو عدو لله , ولطالما أن غيرنا أعداء الله فلماذا تقدموا علينا في ميادين السباق , وفي كل شبر من أصقاع الأرض.؟
إنتصرنا كثيرأ يوم إعتقلنا وما زلنا نطارد المثقفين ونزيد من حجم تعاسة الشعوب العربية , فهذه ميادين لا يسبقنا فيها أحد , فلا يوجد نظام في العالم بمستوى أنظمة القهر العربية للمواطن العربي , حتى أنه يخاف من خياله .

إنتصرنا في كل المعارك يوم ولدنا ويوم كتبنا ويوم قرأنا ويوم كنا وما زلنا في الساحة لوحدنا .
إذا كنا قد إنتصرنا في كل المعارك ؟ فلماذا نحن هكذا ؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة
- اللغة والتنمية الشاملة
- أتمناها بحضني وحشايا في حشاها
- إنفلونزا العشق
- يا الله لا اتنجح إولادي
- مقال باللهجه العاميه
- شاعر ما حدى شاعر معه
- رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي
- صباح الخير يا نائمة في عمان
- حبيبي ساكن بالسيده وانا ساكن بالحسين
- مؤتمر طبي فضيع


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إنتصرنا في كل المعارك