أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 1-2














المزيد.....

العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 1-2


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2661 - 2009 / 5 / 29 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا تفعل لو كنت مستغرقا في متابعة فيلم "أكشن" (أو مباراة كرة قدم حاسمة، حسب تفضيلاتك) وفي ذروة احتدام موقف درامي (أو مع انفراد لاعب مهاجم بالمرمى) سأل شخص يجلس بجانبك عما إذا كانت لمبات النجفة "مسمار أم قلاووظ؟" وما هو حالك إذا التفت إليه بعض الجالسين، وانشغلوا بالتخمين ردا على سؤاله؟ إذاً، ماذا ستفعل لو ـ لا قدر الله ـ شبت النيران في بيتك وشرع أهل البيت في محاولات إطفاء النيران، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من متاع وأحياء، وتدخل بعض الجيران لتقديم يد العون، ثم فجأة سأل أحدهم عما إذا كانت الثلاجة "ألماني أم تقفيل صيني؟" وانبرى البعض للإجابة، ثم ثار جدل عن مزايا وعيوب كل من النوعين، وتطور الجدل إلى خلاف في الرأي تفرغوا لحسمه، وتركوا البيت وأهله وسط الحريق؟
شيء يشبه هذا ولكن بصورة أفدح، يجري في تناول بعضنا لما نعيشه من أوضاع حياتية كارثية اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا. فوسط أوضاع متردية لم يعد من الممكن إصلاحها في ظل نظام مسئول عن تكريسها؛ ومع تزايد اقتناع الناس بضرورة العمل على تغيير هذا النظام بالكامل، تجد من يخرجون علينا لمعايرة الفئات التي رفعت مطالب اقتصادية فئوية، بل أن بعضهم كتب أن هؤلاء تحركهم بطونهم وكان الأولى بهم أن يطالبوا بتغيير رموز النظام السياسي أولا لضمان الديمقراطية! ورغم تهافت هذه الدعاوى التي يدعمها في الأساس أناس يتجاهلون أن المواطن الجائع، المسلوبة حقوقه في الوظيفة والسكن والعلاج والتعليم، لن يكون مباليا بصندوق الانتخابات. ومن ثم، فهؤلاء ليست لديهم خلافات حقيقية مع هذا النظام، بما يمثله من هضم حقوق الفقراء لصالح ثلة من المنتفعين، ومن تبعية للخارج أضاعت سيادة البلاد وهيبتها وسمحت بنهب ثرواتها. وهم يصرون على دفعنا إلى تكرار تجربة الثورة البرتقالية وشقيقتها القرنفلية، رغم أن الواقع أكد أن نتيجة مثل هذه الثورات (راجعوا الوضع في أوكرانيا وجورجيا على سبيل المثال) لم تكن سوى الإطاحة بشخص ديكتاتور حليف لموسكو، ليحل محله ديكتاتور أكثر فسادا واستبدادا ولكنه هذه المرة عميل لواشنطن. ولعل هذا ما يفسر الإصرار على تشتيت جهود القوى المطالبة بالتغيير في مصر على النحو الذي شهدناه في اضطراب الكثير من برامج دعاة التغيير، واتسام أغلبها بطابع العجلة الذي يضر أكثر مما ينفع. فبينما تحقق الاحتجاجات العمالية والفلاحية والمهنية والطلابية نجاحات جزئية، تُراكِم ـ تدريجيا ـ خبرات نضالية، يفترض أن تشكل بدأب مع طول النفس وعيا شعبيا أعمق، بضرورة أن يكون التغيير جذريا محققا للمطالب الشعبية الجماعية؛ إذا بصيحات متعجلة تطالب بإضراب عام أو عصيان مدني شامل، تكون نتييجته في أغلب الأحوال بضع وقفات احتجاجية تضم بضع مئات من النشطاء، وتفتقر إلى وجود جماهيري يتناسب مع ملايين الساخطين في مصر. وهي ليست سوى دعوات للقفز في الهواء، تمثل لأصحابها ومن يشجعونهم ـ لغرض في نفس يعقوب ـ "فوضى خلاقة"، بينما هي في الحقيقة فوضى مدمرة، تصرف المقهورين الطامحين للتغيير، عن الطريق الصحيح. وتعلمنا دروس التاريخ القريب، أن ديكتاتور إندونيسيا السابق "سوهارتو" جثم على صدر شعبه 33 عاما عاث فيها فسادا واستبدادا بمعاونة أسرته، وظل يواجه الاحتجاجات الشعبية المتواصلة، مدعوما بالمخابرات الأمريكية التي كانت تمده بأسماء المناضلين ضد حكمه ومكنته من إعدام عشرات الآلاف. ولكن عندما لاحت بوادر النهاية، وشاخ العميل المستبد وأصبح ورقة محروقة تكلف رعاتها أكثر مما تفيدهم، قالت له مادلين أولبرايت "عليك أن ترحل كأي جنتلمان!". وبعد الإطاحة به، قال أحد حيتان الاستثمار، وطيد الصلة باحتكارات الأمريكية "كان لابد أن نجري تغييرا من أعلى حتى لا يحدث تغيير من أسفل!". وتؤكد الأحداث التي تمر بها مصر أن هذا ما يحلم به البعض؛ "تغيير من أعلى" يحول دون أن تسفر الاحتجاجات الشعبية عن نظام وطني شعبي ديمقراطي بحق، لا يقبل التبعية ولا يتلقى أوامر من الخارج، ولا يسمح بنهب ثروات بلاده.
ومع إصرار البعض على فكرة تغيير الوجوه ـ مع الإبقاء على جوهر النظام ـ تثور سيناريوهات أخرى من حين لآخر تشتت الجهود، وتحول دون توحيد القبضات الغاضبة في قبضة واحدة قوية، توجه لهذا النظام المتهالك لتخلعه من جذوره.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية البديل.. أعز ما تملك
- إلا أزهار البساتين!
- احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز
- انتبهوا.. إنهم يسرقون الحلم!
- هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة
- أزمة .. وتعدي 22
- أزمة .. وتعدي 1-2
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 1-2