أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - قبل البكاء على لبن يسكب














المزيد.....

قبل البكاء على لبن يسكب


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 07:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال سابق، قلنا إن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى من المدنيين على مسمع ومرأى من الجميع، يقتضي سعيا من كافة الأطراف، الفلسطينية والعربية والدولية، لصد العدوان أولا وتقديم المساعدات للأشقاء في غزة. وحذرنا من تضييع الوقت في تبادل الاتهامات بالمسئولية عن الدم المراق. غير أن السعي لصد العدوان، ينبغي أن يواكبه وعي دقيق بالغرض الحقيقي من العدوان، وبحث سبل إحباطه على وجه السرعة، وإلا فلن يفيد الندم.
فلم يعد سرا ما أعلنه مسئولون صهاينة منذ النكبة الأولى عن جعل فلسطين دولة خالصة لليهود، ولم يخف العديد منهم إصرارهم على ترحيل جميع العرب من البلاد، منذ حديث شارون عن "الترانسفير" عندما قاد عصابات المجرمين لتنفيذ مذبحة قبية عام 1951 ، مرورا بالإصرار على اقتران اسم إسرائيل بتعبير"الدولة اليهودية" في الوثائق الرسمية الدولية، رغم ما في ذلك من عنصرية بينة قبلتها الدوائر الدولية، وحتى تسيبي ليفني عندما أعلنت قبل أسابيع أن على العرب أن يجدوا لأنفسهم مكانا آخر للعيش خارج إسرائيل. ورغم اعتذرا الأخيرة عما أسمته زلة لسان، إلا أنها لا تختلف في شيء عن "زلة لسان" مزعومة أخرى عندما أطلق بوش على احتلال قوات بلاده للعراق اسم الحرب الصليبية، فكلاهما زلة لسان متعمدة تهدف لإيصال رسالة!.
ويثبت أعداؤنا حتى الآن تفوقهم في الإصرار على تحقيق الهدف، منذ جاء تيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية العالمية إلى مصر أواخر القرن التاسع عشر وناشد أغنياء اليهود المصريين مساعدته في الحصول على تنازل الخديو عباس حلمي الثاني عن سيناء لتكون وطنا قوميا لليهود؛ كما سعى أعضاء من حركة الصهيونية العالمية لشراء أراض من أهالي رفح لإقامة مستعمرة لهم ، وفق ما ذكره المؤرخ الشامي نعوم شقير ـ الذي عمل في قلم المخابرات البريطانية في مصر ـ في كتابه "تاريخ سينا القديم والحديث وجغرافيتها".

وقبل سنوات تسرب تقرير من الخارجية الأمريكية يدعو إلى أن تتنازل مصر عن 1600كيلومترا من سيناء لتوطين فلسطينيين وضم هذه الأرض لغزة عوضا عما سيقتطعه الكيان الصهيوني من القطاع ولاستيعاب التكدس السكاني. وتحدثني نفسي ـالأمارة بالسوءـ أن تسريب هذا التقرير لا يختلف كثيرا عن زلتي لسان كل من بوش وليفني، في كونه إما يهدف لإيصال رسالة، أو جس النبض، أو أنه تمهيد نفسي لما يجري تنفيذه على خطوات.
ولم تهتم وسائل الإعلام كثيرا، بما تم خلال الأسبوع الماضي من مقابلات أجرتها لجنة حكومية من أوروبا والولايات المتحدة وكندا في مخيم "الوليد" للاجئين الفلسطينيين بصحراء الأنبار بهدف نقل جميع اللاجئين قرب الحدود العراقية ـ السورية إلى عددٍ من البلدان في مقدمتها السويد والنرويج وكندا والولايات المتحدة.
وقال لاجئون في المخيم إن اللجنة طلبت من سكانه التوقيع على تخليهم عن حق العودة إلى ممتلكاتهم التي طرودا منها علم 1948، وأن نقلهم إلى هذه البلدان هو "إعادة توطين" وليس عملية نقل للاجئين فلسطينيين لأسباب إنسانية.
ورغم تمسك الكثيرين من الفلسطينيين بحق العودة، واحتفاظ معظم الأسر بمفاتيح منازلها التي هجرتها عام 48، إلا أن الأمر بات بمرور الوقت أشبه بحلم رومانسي خيالي؛ فالغالبية العظمى ممن هجروا بيوتهم قبل ستين عاما غادروا الحياة الدنيا، ومعظم الفلسطينيين الذين يعيشون منذ ذلك الوقت في المهجر هم ثلاثة أجيال ولدت خارج الوطن ولم تره لكنها تحمله حلما في القلوب. غير أن الواقع العملي يقول إن معظم الأسر ـ حتى لا أتهم بالتعميم ـ التي رتبت حياتها عبر ثلاثة أجيال ولدت ونشأت وتعلمت والتحقت بوظائف في بلدان المهجر المتقدمة واكتسبت جنسيتها وثقافتها وأصبحت جميع ذكرياتها فيها، من الصعب عليها العودة إلى بلد من بلدان العالم النامي، لا يملكون فيه فعليا سوى ما قرأوه في كتب التاريخ وحكايات الأّجداد! وأمامنا أمثلة من مصريين وعرب غيرهم هاجروا قبل عقود إلى بلدان متقدمة، وتكيف معظمهم مع حياته الجديدة وصار يشعر بالغربة عندما يعود في زيارة أوجبتها مصلحة عابرة، أو حنين عابر لمسقط رأسه.
ولاشك أن العدوان على غزة حلقة من حلقات سلسلة تصفية القضية بتفريغ فلسطين من أهلها الحقيقيين واستمرار مخطط التوسع الصهيوني من "الفرات إلى النيل". ونذكر جميعا حمى شراء الأراضي والعقارات التي استشرت في العراق بعد الاحتلال لصالح إسرائيليين، وما نشر عن مطالبة إسرائيليين من أصل عراقي بأراض يدعون ملكيتها، بعدما نهبت آلاف من الوثائق والمستندات ـ إثر الاحتلال مباشرة ـ تؤكد بيع أجدادهم لهذه الأراضي. ويندرج في نفس السلسة الإصرار على ضم الجولان مع رفض حق العودة للفلسطينيين. وبالرغم من إدراك هذه المخاطر، إلا أن غريزة البقاء تدفع الكثيرين إلى الفرار أمام الخطر، وهو ما ينذر بتفريغ القطاع ونجاح المخطط الصهيوني ـ لا قدر الله ـ الذي تسانده بلا حدود الإدارة الأمريكية الحالية. ولعلنا نذكر تحذير الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قبل عام، من أن إدارة بوش تسعى لتصفية القضية الفلسطينية قبل رحيلها، وأن هذه التصفية ستكون عبر إعادة هيكلة إقليمية تدفع ثمنها إلى جانب الفلسطينيين كل من مصر وسوريا والأردن. وكان هيكل دقيقا عندما ذكر أنه يتحدث ليس بوصفه محللا سياسيا، وإنما بصفته "مخبرا صحفيا" أي أن ما يقوله ليس استنتاجا وإنما معلومات، تؤكدها شواهد يوما بعد يوم.
إن صد العدوان وتحقيق استقرار أهالي غزة على أرضهم يجب أن يواكبه سيادة مصرية كاملة على سيناء، وإعادة النظر في أي اتفاقيات تنتقص من هذه السيادة. فضلا عن ربط سكانها بالوطن الأم، وكفانا ما سكب من لبن لن يجدي عليه بكاء.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!
- الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!
- أزهي عصور الفساد
- متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-
- مولد.. وصاحبه غايب
- متى يعلنون الحداد العام؟
- كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات
- دعوها تشربه!


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - قبل البكاء على لبن يسكب