أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - الآن، وليس غدا














المزيد.....

الآن، وليس غدا


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بفمي ماء، وهل ينطق من في فيه ماء؟ حتى كتابة هذه السطور بلغ شهداء عشرة أيام من العدوان على قطاع غزة 550 شهيدا والجرحى 2700، تفرقت دماؤهم بين أطراف عديدة؛ فالجميع جناة، إما بالعدوان أو التواطؤ أو الانقسام أو الصمت.. دماء الشهداء وأنات الجرحى وآلام الجوعى ورعب الأطفال وهلع الأمهات، أجل وأعظم من أي كتابات تصور أو تحلل، تدين أو تبرر، ترصد أو تتنبأ. وهذا بالتحديد ما يجعل المرء يتردد في الكتابة، ففي ظل القصف والاجتياح الذي يحصد حياة المئات لا يصح لمن يجلس في حجرة مكتبه الدافئة الآمنة أن يزايد على من يواجهون الموت بصدورهم وأطفالهم. ويصبح من السخف أن يتبادل الجميع الاتهامات بدلا من أن توحد الجهود لوقف العدوان أولا.
ومنذ اليوم الأول، انشغل الجميع في تبادل الاتهامات، وكتب البعض منددا بحركة حماس المتهمة بخرق الهدنة ـ رغم أنه لم تكن هناك هدنة من جانب الصهاينة ولا يحزنون، فلم يحدث إنهاء للحصار وفق شروط الهدنة، وخرقت القوات الصهيونية الهدنة مرارا بقتل مدنيين فلسطينيين لم يكن آخرها قصف خريجي كلية الشرطة في حفل تخرجهم ـ ومع اختلافنا مع نهج حماس وقياداتها، إلا أن هذا ليس وقته، فالعدوان يحصد أرواح الأشقاء!
وانبرى كثيرون يكيلون اتهامات لمصر، تجاوزت الهجوم على حكومتها ـ التي لا يعنيها المصريون أصلا حتى يتوقع منها الاهتمام بالفلسطينيين ـ إلى سب الشعب المصري يوجه عام في مظاهرات منظمة، بعضها في دول نعرف جيدا أنها لا تسمح بالتظاهر إلا بتوجيهات رسمية، فضلا عن حملات "الردح" التي انهالت على المصريين في مختلف مواقع الانترنت، متناسين أن الشعب المصري أكثر الشعوب العربية ارتباطا بالقضية الفلسطينية، حتى أن الكثيرين لفت نظرهم التناقض بين الإقبال على التظاهر بعشرات الآلاف في المدن المصرية عندما يتعلق الأمر بحدث فلسطيني، مع ضآلة المشاركة الشعبية في الاحتجاجات المتعلقة بهموم شعبية محلية أو اقتصادية أو فئوية. واختزل البعض القضية الفلسطينية في معبر رفح، ووصل الأمر بقادة من حماس وأنصارهم إلى الحديث عن عدوان ثلاثي (إسرائيلي، مصري، فتحاوي) على غزة! رغم أنه ليس لأحدهم أن يزايد على موقف المعارضة المصرية بمعظم تياراتها التي اتفقت ـ رغم اختلاافات كثيرة بينها ـ على إدانة مواقف حكومتها المتخاذلة التي تراجعت بدور مصر من فاعل إقليمي قوي إلى متهم بالسعي لنقل مياه النيل إلى الدولة الصهيونية، ثم التورط ـ الذي أدانه حكم قضائي مصري ـ في بيع الغاز للأعداء، حتى أصبحت الشقيقة الكبرى مجرد وسيط بين القادة الفلسطينيين والدولة الصهيونية، ثم بين الفرقاء الفلسطينيين، وهو الدور الذي تفقده الآن مع تراجع مصداقيتها وبروز الدور التركي وأطراف عربية أخرى تسعى لسرقة الكاميرا وتبحث عن دور يمنحها تواجدا على الخريطة السياسية الدولية. ويعلم الجميع أنه ما من مظاهرة خرجت في مصر منذ توقيع كامب ديفيد إلا وكانت الدعوة لطرد السفير الإسرائيلي أهم شعاراتها. غير أن الوقت أيضا ليس مناسبا لحساب الحكومة المصرية، أو المزايدين الإقليميين، فهو أيضا ليس وقته، والعدوان يحصد أرواح الأشقاء!
ثم هذا الجدل الدائر حول معبر رفح وما إذا كان من الواجب فتحه لإدخال مواد الإغاثة ونقل الجرحى فقط، أو فتحه بصورة كاملة وبلا ضوابط بما يهدد بإخلاء قطاع غزة من أهله وتحقيق هدف إسرائيل بتحويل سيناء إلى وطن بديل لهم، أو كما تردد مرارا وأكده مؤخرا في الواشنطن بوست "جون بولتون"سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة، عن فشل خيار الدولتين، وضرورة ضم قطاع غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن، على التوالي، مع تقديم دعم مالي وسياسي للدولتين من الدول العربية والغربية. إلا أن هذا الجدل واستمرار استنزال اللعنات على المصريين، وإهانة العلم المصري والسفارات المصرية، وما يعانيه المصريون العاملون في مختلف الدول العربية من استفزازات وإهانات مختلف الأشقاء، لن يسفر في النهاية إلا عن نجاح سياسة "فرق تسد" وتراجع عدد المصريين المهمومين بالقضايا العربية، وتصاعد الدعاوى الداعية للفرعونية والبعد عن أي تقارب مع العرب. وهذا كذلك ليس وقته!
الوقت الآن فقط ـ فضلا عن تكاتف الجميع.. أكرر الجميع، من أجل توصيل المساعدات ومواد الإغاثة ونقل الجرحى ـ لتوحيد الصفوف لصد العدوان ووقف نزيف الدم الفلسطيني، عبر التحرك الجاد بلا مزايدات. ليس مطلوب حرب عسكرية تكون نتيجتها خسارة المزيد من الأراضي، وإنما الضغط على المعتدين والمطالبة بمحاكمتهم دوليا، وطرد السفير الإسرائيلي ـ فلا يصح أن تتحرك موريتانيا وتستدعي سفيرها ويطالب برلمانها بقطع العلاقات ولا تفعلها مصرـ والتهديد، على الأقل، بإعادة النظر في اتفاقية السلام المنفرد، وتفعيل سلاح المقاطعة لكل من يدعم المعتدين.
مطلوب تحرك لإنقاذ دماء الأشقاء، وكرامتنا، وأيضا أمننا القومي.. فإسرائيل يا سادة، تسعى حثيثا لتحقيق حلمها "من الفرات إلى النيل"، وشرعت منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في إيجاد موضع قدم لها على الفرات، ولن تتوقف ـ طواعية ـ عن السير قدما نحو النيل. ولاشك أن مخطط تهجير أهل غزة إلى سيناء خطوة في هذا السبيل. وهكذا يصبح حماية أهل غزة وتحقيق استقرارهم على أرضهم شرطا أساسيا لحماية الأمن القومي المصري، يستحق التحرك بسرعة، فضياع الوقت في مهاترات لن يؤدي ـ كالعادة ـ إلا إلى نجاح الصهاينة في فرض التغيير على الأرض ثم تكريسه كأمر واقع.. تذكروا أننا قبل ثلاثة عقود كنا نطالب بتحرير "كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر"، ثم تراجع الحلم ليصبح"العودة إلى حدود 4 يونيو 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس"، ثم "غزة وأريحا أولا".. وأرجو ألا يأتي اليوم ـ لا قدر الله ـ الذي نطالب فيه باسترداد الأراضي شرق النيل. وحتى لا يتحقق هذا الكابوس المشئوم، يجب صد العدوان ـ الآن وليس غدا ـ ثم يحين وقت الحساب بعدها.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!
- الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!
- أزهي عصور الفساد
- متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-
- مولد.. وصاحبه غايب
- متى يعلنون الحداد العام؟
- كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات
- دعوها تشربه!
- فقع المرارة.. في ثقافة ركوب العبارة


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - الآن، وليس غدا