أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات














المزيد.....

كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أتابع تطورات حادثة دير "أبو فانا"، بعدما تبين أن القضية ليست فتنة طائفية، وإنما صراع على أرض الدولة بين الدير وبين مجموعة من البدو.. هي أرض الدولة إذا! والدير وضع يده عليها ـ مثلما يحدث على مر السنين من أفراد وهيئات يضعون أيديهم على أراضي الدولة وينتهي الأمر بتوفيق الأوضاع ـ على نحو ما ـ وإلى هنا والأمر يتعلق بنزاع على الأراضي يمكن حله، بصورة أو آخرى، دون إيقاظ لفتنة لم تعد نائمة على أي حال!.
لكن الفضية لم تقتصرعلى صراع على ملكية أراض.. فأثناء الأحداث قتل بدويا وتعرض ثلاثة من الرهبان للخطف والتعذيب.. أين ذهب حقهم كمواطنين مصريين من حقهم أن ينعموا بالأمن والأمان في بلدهم؟ توقف الحديث عنهم! ويبدو أن في الأمر تسوية ما تقضي بمنح الدير مساحة من أراضي الدولة وترضية البدو بطريقة أو أخرى، على أن يصمت الجميع عن حق ثلاثة مواطنين تعرضوا للخطف والتعذيب واسرة القتيل.. أمر أشبه بقعدات المصاطب، لا علاقة له بهيبة الدولة ولا مسئوليتها عن أمن مواطنيها..
أضع نفسي ـ أو أيا من اقاربي ـ مكان هؤلاء المصريين، فأشعر بالظلم، وأجد من الجور أن يتم إجبارهم على التخلي عن الحق، حتى لو كان بالإحراج، وبمباركة الكنيسة. فالكنيسة ـ يا سادة ـ ليس من حقها أن تتخلى عن حقوق مواطنين أو تدفعهم للتخلي عن حقوقهم!. ولعلي أتحدث بلسان المواطن المصري بعيدا عن الانتماء الديني أو الطائفي. كيف تقبل نخوتنا ما تعرض له ثلاثة من إخوتنا المصريين من خطف وتعذيب؟ وأين هي هيبة الدولة؟ وأين واجيها في حماية مواطنيها؟
ويخطئ كل الخطأ من يظن أن تجاهل هذه الواقعة وتناسيها حتى تمر الأزمة يمكن أن ينزع فتيل الفتنة ـ التي لم تعد نائمة على أي حال ـ وحتى لو تنازل الرهبان عن حقهم مضحين بهذا الحق في سبيل تسوية المشكلة، فلن بغفر كثير من المسيحيين، ولن بتناسوا هذه التجربة التي تضاف إلى غيرها من تجارب تذخر بها ذاكرة من يشعرون بالاضطهاد. كما لاأستطيع ـ كمصرية ـ وغيري كثيرون، تناسي هذه الحادثة التي تضاف إلى سجل طويل من أحداث أثبتت فيها الدولة هوان شأن المواطن لديها، وانعدام إحساسها بكرامة المصريين، حتى تجرأ بعض "الأشقاء" على التنكيل بكرامة مصريين عاملين لديهم، وتكررت في أكثر من مناسبة، وفي أكثر من بلد "شقيق" عبارة "ما نالكم هنا ليس أقظع مما يجري في بلدكم"، وقالها صحفي "شقيق" في مقالة عصماء رفضا لاحتجاج المصريين على حادثة تعذيب عاملين في يلاده " إن سعر المواطن المصري بالنسبة لحكومة بلاده لايزيد عن سعر غسالة ملابس كورية الصنع"!.
لايختلف ماتعرض له هؤلاء المواطنين المصريين الثلاثة عما تعرض له صحفي شريف من خطف ومهانة تركه عاريا في الصحراء، ولا عن حادثة التحرش بزميلات صحفيات أثناء وقفة احتجاجية على سلم نقابتهن، كما لا يختلف عن حوادث اغتيال كرامة المصريين في أقسام الشرطة، ولا الصمت على حقوق مواطنينا العاملين في البلدان الشقيقة عندما يدوس الأشقاء على كرامتهم.. إذا كان ذنب هؤلاء جميعا في رقبة حكومة أهانت شعبها واسترخصت كرامة مواطنيها، فهو بالمقام الأول في رقبتنا جميعا عندما نسكت عن حق مواطن واحد تعرض للمهانة على أرض وطنه ولم نفزع لنجدته. والكرامة الإنسانية كل لايتجزأ ولا يمكن تصنيفه أو إعطاءه معدلات وفقا لانتماء ديني أو مذهبي أو عرقي. ومن تهون لديه كرامة اخوته في الوطن يكون هو نفسه شحصا فاقد الكرامة ولا يستحق الاحترام.
إن التهاون في حق هؤلاء المواطنين الثلاثة والتعمية عليه هو بذاته ما يزيد فتيل الفتنة ـ التي لم تعد نائمة ـ اشتعالا؛ فإذا كان المجني عليهم صمتوا ـ أو أصمتوا ـ عن حقهم، ولا يوجد من يستطيع أن يتهمهم بإشعال الفتنة سواء داخليا أو بالاستقواء بالمحافل الدولية، فإن عدم نيلهم لحقهم سيكون مجالا خصبا يقتات عليه من يريدون الشر لهذا الوطن، يتيح لهم تصعيد الشعور بالاضطهاد والاحتجاج بين أقاربهم وإخوتهم في الداخل والخارج، ويمنحهم فرصة سائغة أخرى ـ تصاف لسابقات ـ تدعم أصوات المطالبين بالتدخل الخارجي.
الوسيلة الوحيدة لصد الفتنة وردع المتصيدين في الماء ـ الذي تعكر فعلاـ لايكون بمنطق أن نكفي على الخبر "ماجور" ونتظاهر بأن شيئا لم يحدث، وإنما بمواجهة الأمر بصدق، وصيانة هيبة الدولة برد حق الرهبان الثلاثة لقطع الطريق على مستغلي الفرص. فلا شك أننا بتنا جميعا ندرك مدى غباء النعامة عندما تخفي رأسها الصغير في الرمال غير منتبهة أن الجزء الأكبر ـ والفاضح ـ من جسمها مازال ظاهرا للعيان.







#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوها تشربه!
- فقع المرارة.. في ثقافة ركوب العبارة
- إنهم يسرقون التاريخ
- الحركة الطلابية المصرية.. أمس واليوم
- -الضنا- الغالي
- غزة قبل عشر سنوات
- مثلما النسمة من بردى!
- رحلة لأسوان
- شريفة!
- توأمي الضاحك
- فعلتها طهران!
- الوطن ليس أغنية !
- الوطن ليس أغنية!
- عبارات سيئة السمعة
- لم نكن مخطئين.. والتاريخ يشهد
- الديون.. وكوابيس التاريخ
- المصريون.. وأيديهم الناعمة
- عندما تفضل واشنطن الاقتصاد الموجه
- ثروتنا البشرية.. إلى أين؟
- إسكان الشباب وبيع العقارات للأجانب.. والأمن القومي


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات