أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - فعلتها طهران!















المزيد.....

فعلتها طهران!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا التحذير من أطماع إيران وتجاهل الأطماع الأمريصهيونية؟
فعلها الإيرانيون! هكذا ردد لسان حال كل من يتابع لعبة "توم وجيري" بين واشنطن وطهرن. فمنذ أيام صدر تقرير عن 16 وكالة استخبارات أميركية أفاد بأن إيران علقت منذ 2003 جهودها لامتلاك السلاح النووي. ولقي التقرير ـ بالطبع ـ ترحيبا إيرانيا فقال منوشهر متكي، وزير الخارجية، إن بلاده ترحب بأية دولة تصحح موقفها بشأن برنامج إيران النووي، بغض النظر عن الدوافع التي حملتها على اتخاذ ذلك الموقف. كما قال علاء الدين بروجاردي رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني: "لم يكن لدى الأميركيين أي خيار سوى الاعتراف بحقيقة البرنامج النووي الإيراني، كما يفعل المجتمع الدولي، وأعتقد أن التقرير مهم، وبصدوره يضعف موقف اللوبي الصهيوني الذي يحاول تضخيم حجم البرنامج النووي".

نزاهة البرادعي
والمعروف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرضت فعلا لجولتين من عقوبات مجلس الأمن الدولي بسبب رفضها وقف تخصيب اليورانيوم متمسكة بما تعتبره حقا لها في الحصول على وسائل الطاقة لأسباب سلمية تتعلق بتوليد الكهرباء؛ بينما دأبت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على اتهام إيران بمحاولة تطوير قنابل نووية تحت ستار مدني. وكان إصرار واشنطن على اتهاماتها لإيران إلى حد حذر فيه الرئيس الأمريكي من أن البرنامج النووي الإيراني يهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة، ولوح ومعه أكثر من مسئول أمريكي إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيراني؛ كان هذا الإصرار مستغربا خاصة مع تأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن إيران لا تشكل تهديدا وشيكا!. بل أن الأمر وصل بالبعض إلى التشكيك في تقارير الوكالة حتى أن مسئولين إسرائيليين شككوا في نزاهة محمد البرادعي رئيس الوكالة الحاصل على جائزة نوبل للسلام، ودعوا إلى إزاحته من منصبه. وما أن أعلن التقرير الأمريكي حتى صرحت المتحدثة الرسمية باسم الوكالة "لإذاعة سوا" بأن البرادعي لاحظ أن "تقرير الاستخبارات الأميركية ينسجم مع البيانات التي ظلت الوكالة تصدرها على مدى السنوات القليلة الماضية، والتي كانت تشير على الدوام بأنه لا يوجد لدى الوكالة أدلة ملموسة على وجود برنامج نووي مستمر أو مرافق نووية لم يتم الإعلان عنها في إيران".

إنقاذ ماء الوجه
ومثل تقرير المخابرات الأمريكية انتصارا ـ على نحو ما ـ للإرادة الإيرانية، مثلما أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد. فيبدو أن البعض في واشنطن تعلم من درس كذبة أسلحة الدمار الشامل التي أغرقت الولايات المتحدة في أوحال المستنقع العراقي؛ وقرر عدم مواصلة الكذبة مع إيران، التي تختلف من نواح كثيرة عن تجربة العراق. ففي الحرب ضد العراق، كانت الدعاية الأمريكية نجحت في تكوين تحالف دولي مساند للولايات المتحدة مكنتها من اتخاذ قرار غزو العراق غير ملقية بالا لمعارضة رأي العام العالمي؛ بينما في الحالة العراقية لا يبدو أن واشنطن ستجد مساندة دولية مماثلة. فقطبان مهمان مثل روسيا والصين لن يقبلا بوقوع عمل عسكري ضد طهران، إما لأسباب تتعلق بمصالح اقتصادية مباشرة لهما مع الدولة الإسلامية، أو لرفض تكريس الوجود الأمريكي على مقربة من حدودهما. كما أن حلفاء واشنطن في غزو العراق لا يشعر معظمهم أن إيران تشكل تهديدا رئيسيا ومباشرا له، فبدا الموقف من إيران أشبه بصراع أمريكي/ إيراني أكثر منه بين إيران والمجتمع الدولي. أضف إلى ذلك، أن سقوط بغداد كان متوقعا إلى حد بعيد نظرا لسوء أوضاع العراقيين بعد 13 عاما من الحصار الاقتصادي الذي فت في عضد العراقيين وأدمى إرادتهم، فضلا عن تراجع ثقتهم في قيادتهم. أما في إيران، فالوضع الاقتصادي يختلف إلى حد بعيد، كما أن القيادة الإيرانية مازالت تحظى بقبول شعبي واسع النطاق.
وعلى الرغم من أن التقرير الأمريكي أشار ـ في محاولة يبدو أنها للاحتفاظ بحق الرجعة ـ إلى أن إيران ربما تكون قادرة بين عامي 2010 و2015 على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع الأسلحة النووية. إلا أن متكي رأى أن " الأمريكيين أثاروا هذا الادعاء لإنقاذ ماء وجههم ونحن نأمل في أن يصلوا إلى المرحلة التي لا يذكرون فيها أي شيء بدون دليل أو تبرير". بل أن المسئولين الإيرانيين وجدوا في المسألة فرصة اهتبلوها للنيل من خصومهم الأمريكيين. حيث اتهموا الولايات المتحدة رسميا بالتجسس على البرنامج النووي لبلادهم. وطبقا لما ذكرته وكالة إنباء ( إيرنا) الرسمية، قال متكي قال إن تقرير المخابرات الأمريكية حول قضية إيران النووية الذي صدر أوائل الأسبوع الحالي أوضح " إنهم) الأمريكيين) حصلوا على معلومات من خلال قمر صناعي للتجسس وأنشطة تجسس." ونقلت الوكالة عن متكي قوله إن " وزارة الخارجية أرسلت في نفس يوم صدور التقرير خطابا إلى السفارة السويسرية في طهران باعتبارها راعية للمصالح الأمريكية وطالبت بتقديم توضيحات إزاء التجسس الأمريكي على قضية إيران النووية". ويجد أن نشير هنا إلى أن صحيفة (واشنطن بوست ) أشارت إلى أن المعلومات الجديدة تضمنت اعتراض المحادثات الهاتفية بين القادة العسكريين الإيرانيين . .

درس في الدبلوماسية
وهكذا تواصل الدبلوماسية الإيرانية إلقاء الدروس في كيفية تحقيق الأهداف دون تنازلات جوهرية عن الحقوق وعن الكرامة. فبينما لا تتوانى دول أخرى عن تقديم التنازل تلو الآخر عن حقوق مؤكدة، رغبة في الحصول على شهادة حسن سير وسلوك من المجتمع الدولي. وفي حين بلع البعض طعم أهمية الرضوخ لمطالب الكبار في هذا المجتمع التي أطلقوا عليها "الشرعية الدولية"، كشفت طهران اللثام عن حقيقة هذه الشرعية فظهرت على حقيقتها: ليست سوى "فزاعة" لإجبار أصحاب الحقوق على التنازل عنها لصالح ما أسموه بالاستقرار العالمي!. ويؤكد الدرس الإيراني مرة أخرى، حقيقة أن "البقاء للأقوى"، لكن مع تعريف أدق لمن هو الأقوى. فالأقوى هو صاحب الحق الذي لا يتنازل عنه، ويجيد في نفس الوقت اللعب بما لديه من أوراق. ولن يكون قويا أبدا من يقر ببساطة أن 99 في المائة من أوراق اللعبة في أيدي الأعداء، ليتخذ من ذلك حجة تبرر له الاستسلام والتنازل، مهونا من جميع إمكاناته ومن فرص إعداد العدة للوصول إلى الحق المشروع.
لقد أدركت إيران حقها في الحصول على التكنولوجيا النووية، فسخرت أولا جميع قدراتها العلمية والمادية للمضي في برنامجها. ثم أدركت ضرورة الاعتماد على حلفاء أقوياء، فلم تتوان عن مد جسور الصداقة والمصالح الاقتصادية مع كل من روسيا والصين. ورغم ما يشهده محيطها الإقليمي من شحن ضدها ـ باستخدام النعرات الطائفية حينا والخلافات الحدودية مع جيرانها والتضخيم في نواياها التوسعية في معظم الأحيان ـ للتخويف من امتلاكها برنامج قوي يتيح لها سيادة إقليمية؛ إلا أنها لا تألو جهدا في محاولات مد جسور الصداقة مع جيرانها. ولم يفت طهران أيضا الاستفادة من نقاط ضعف خصومها، فلم تترك فرصة لمضايقتهم من أفغانستان للعراق وصولا إلى لبنان وفلسطين. كما لم تغفل عن استخدام السلاح الاقتصادي، فها هي تعلن مؤخرا توقفها عن بيع نفطها بالدولار الأمريكي، وقصر تعاملها على اليورو الأوروبي؛ وهو تحول وإن حاول البعض تخفيف تأثيره على العملة الأمريكية استنادا على أن تسعير النفط إنما يتم بالدولار في الأساس، إلا أنه سيقلل ـ ولو إلى حد ما ـ من الطلب على العملة الأمريكية، ويشجع آخرين على التهديد باتباع نفس النهج في حالة التعرض لضغوط أمريكية.

لي الذراع
وهكذا يتبين إلى أي حد كانت غفلة وسذاجة ـ إذا افترضنا حسن الظن ـ أولئك الذين يراهنون على كسب رضا الكبار، مهما كانت التنازلات، أملا في الوصول إلى الفتات من حقوقهم. فقد ثبت بالدليل القاطع أنه في عالم السياسة الدولية لا يتنازل مغتصب عما اغتصبه إلا بلي الذراع؛ ولا يحقق طرف مصالحه إلا بالصمود في اختبار القوى. وهاهي الولايات المتحدة بدورها تسعى لملاحقة إيران في صراع كسب النقاط، فإذا بالمسئولين الأمريكيين يعلنون علن نيتهم استمالة القبائل والعشائر الأفغانية، وتقديم المساعدات لهم لكسبهم إلى صف محاربة ما يسميه الإعلام الأمريكي بالإرهاب. وها هي تبدي تفهما، بل وتعرض مساندة لحق بلدان عربية في الحصول على الطاقة النووية، وفي الصدارة منها مصر والخليج. كما نجحت واشنطن مؤخرا في عقد صفقة بيع أسلحة أمريكية لبلدان الخليج قيمتها عشرة مليارات دولار؛ وتسعى جاهدة لإقناع الخليجيين بأهمية الانضمام إلى نظام دفاع صاروخي ـ أسوة بنظام دفاع صاروخي مثبت في أوروبا يستكمل بحلول عام 2011، ويهدف إلي حماية أسلحة وقواعد أمريكية وحليفة ضد تهديدات عدوانية ناشئة من الشرق الأوسط، وفقا لما يعلنه الأمريكيون ـ بحجة حماية عرب الخليج من تهديدات إيرانية محتملة؛ وهو ما يجدد في الأذهان أيضا التساؤل حول عمليات التخويف التي تتفنن الولايات المتحدة في القيام بها لتسويق الأسلحة الأمريكية وإغراء الخليجيين بشرائها تارة لاتقاء شر صدام حسين وتارة أخرى لمواجهة تهديد إيراني محتمل.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن معظم بلدان لخليج ـ إن لم يكن جميعه ـ بات يتخوف بالفعل من وقوع مغامرة عسكرية أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، يكون الغارم فيها أهل الخليج العربي بوجه خاص والمحيط العربي كله بوجه عام. ولا شك أن مغامرة كهذه لن تكون ميسرة مع لجوء الإيرانيين إلى نشر منشآتهم النووية في مختلف أنحاء بلادهم، مما يصعب إصابتها في ضربة قوية سريعة، فضلا عن وقوف كل من الصين وروسيا ـ وربما كوريا الشمالية ـ على أهبة الاستعداد للتدخل.

خطوة إيجابية
وتأتي المبادرة الخليجية الأخيرة بدعوة الرئيس الإيراني لحضور المؤتمر الثامن عشر لمجلس التعاون الخليجي، في إطار محاولات دول الخليج لطمأنة إيران من ناحية إلى أنها لن تكون شريكا في أي اعتداء عسكري إليها، و إبداء لرغبة حقيقية في حل الصراع الأمريكي الإيراني سلميا على نحو يجنب دول الخليج العربي الوقوع في مرمى الضربات "من وإلى". ورغم أن الرئيس الإيراني تعمد عدم الإشارة إلى الخلافات بين طهران والإمارات على الجزر الثلاث المتنازع عليها بينهما، كما أنه لم يتورع عن وصف الخليج بالخليج "الفارسي" أكثر من مرة في تصريحاته؛ الأمر الذي يشكل حساسية كبيرة لدى بلدان الخليج العربية، إلا أنه من الواضح أن القادة الخليجيين يبدو أنهم فضلوا التعالي على مثل هذه الأمور سعيا لتحقيق ما هو أهم.
ومنذ أيام، أعلنت مصر أنها ستوفد مسئولا إلى طهران لبحث إمكانية استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ قرابة 30 عاما. ومن المعروف أن بعض وزراء الخارجية المصريين زار طهران خلال السنوات الماضية للمشاركة في مؤتمرات واجتماعات إقليمية أو دولية، كما استقبلت القاهرة أكثر من مرة مسئولين إيرانيين من بينهم وزراء خارجية، إلا أنها لم تبادر من قبل إلى إرسال أي موفد رسمي إلى طهران للبحث في العلاقات الثنائية وسبل استئنافها.
وبصرف النظر عن كون هذه التحركات الأخيرة، نتيجة مساع إيرانية حثيثة لتأمين علاقات أفضل مع محيطها الإقليمي؛ فهي من ناحية أخرى خطوة إيجابية من الطرف العربي يجب تشجيعها والبناء عليها لتحقيق قدر معقول من التوازن في العلاقات العربية الدولية. فليس من المقبول أن يستمر التجاهل العربي لإيران كقوة إقليمية لا يستهان بها. وليس من العقل أو المنطق أن يستمر تخويفنا من السلاح النووي الإيراني بينما يجري التهوين من خطر السلاح النووي الإسرائيلي القابع على حدودنا (لاحظ ما رددته وكالات الأنباء مؤخرا من أخبار عن تشققات في مفاعل ديمونة وما ينطوي عليه ذلك من أخطار بيئية محتمل على مختلف المحيط العربي حتى في حالة تراجع التهديد العسكري). ويبدو تهافت التلويح بالخلاف الطائفي أو المذهبي بين معظم البلدان العربية وبين إيران التي تعلن نفسها إسلامية، كما لو كانت الوحدة الدينية والمذهبية متحققة بالكامل بيننا وبين إسرائيل ـ التي تصر على تسمية نفسها بالدولة اليهودية في تعمد عنصري للدمج بين الديانة والقومية ـ ولا يصح بالطبع التركيز على المطامع الإقليمية الإيرانية غير المعلنة بينما حلم "إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل" شعارا معلنا يعلو أبواب الكنيست الإسرائيلي، والشواهد على الجهود الحثيثة لتحقيقه صارت ماثلة للعيان منذ سقطت بغداد، وتوغل رجال الموساد في العراق، ينهبون متحفه ويزورون تاريخها، ويعيثون شراء لأراضي العراقيين. فإذا كان هناك من يصرون على ضرورة إقامة علاقات طبيعية مع كيان مغتصب لأراض عربية، ومازال يوغل كل يوم حتى هذه اللحظة في الدماء العربية؛ ألم يكن من الأولى بحث سبل تطبيع العلاقات مع دولة كان بيننا وبينها علاقات تاريخية ضاربة في عمق التاريخ؟ وكانت لها مواقف داعمة للقضايا العربية؟.
لقد أعلن الأمريكيون عن ملاحقتهم لما أسموه "محور الشر"، المتمثل في العراق وكوريا الشمالية وإيران؛ وها هم أجهزوا على قدرات العراق، ويسيرون في جهودهم لاحتواء كوريا الشمالية مستغلين ضعف قدراتها الاقتصادية وحاجتها للدعم الاقتصادي، ولم يتبق أمامهم سوى إيران صامدة في وجه السيطرة الأمريكية على الإقليم. كما يذكر التاريخ أن منطقتنا الجغرافية كانت تتمتع بحماية ثلاث قوى عسكرية كبيرة؛ مصر والعراق وإيران. وهاهم نجحوا ـ إلى حين كما نتمنى ـ في تقليم أظافر مصر عسكريا، وتهميش دورها الإقليمي سياسيا بعدما أعلنت إيمانها لمقولة أن 99 في المائة من أوراق اللعبة في أيدي القطب الأوحد، واستنام القوم إلى هذه الحجة بدعوى عدم القدرة على الخروج عن الشرعية الدولية ومناطحة الكبار. كما نجحوا في القضاء على العراق كقوة إقليمية كان يحسب لها حساب. ولم يعد أمام الاستعمار الأمريكي من قوة إقليمية تعطل فرض سيطرته الكاملة على الإقليم سوى إيران. أليس من حسن الفطن أن نسعى لعقد علاقة مصالح مع الدولة القوية داخل إقليمنا لموازنة خطر ابتلاعنا بالكامل من قبل الأطماع الأمريكية والصهيونية؟. كما أن نجاح إيران في فرض أحقيتها في مواصلة برنامجها النووي يؤمن لدول أخرى في المنطقة؛ وفي الصدارة منها مصر، فرص المطالبة بأن تحذو حذوها وتفرض أحقيتها في الحصول على التكنولوجيا النووية، حتى لا تظل إسرائيل وحدها الدولة النووية التي لا يستطيع أحد المطالبة بإخضاعها لتفتيش دولي، مهما كان الأخطار العسكرية والبيئية التي تهدد بها المنطقة.
لغة المصالح
لقد آن الأوان لندرك خطورة وضع جميع أوراقنا في سلة واشنطن، التي لم تترك فرصة إلا ونبهتنا ـ في صلف ـ إلى أولوية مصالحها ومصالح أصدقائها الصهاينة على كل اعتبارات حقوقنا المشروعة ومصالحنا القومية وحقنا في الحياة الكريمة؛ تمتعا بمواردنا الاقتصادية دون نهب. فالوقت لم يفت بعد لأن نعلن أن لدينا أيضا مصالح يجب أن تكون لها أولوية، وأن هذه المصالح تقتضي منا تنويع تحالفاتنا وعدم قصرها على الطرف الأمريكي وحده. وأن ندرك أنه إذا كان لإيران أطماع إقليمية فللأمريكان والصهاينة أطماع إقليمية أشد خطرا وفتكا. ولعلنا نتذكر أن جهود الأمريكان والصهاينة لإعاقة أي تقارب بين إيران والدول العربية لا تصب سوى في مصلحة الطامعين الأساسيين في استقلالنا السياسي وسيادتنا على مواردنا. فعندما بدت بوادر تقارب مصري إيراني من قبل، سرعان ما أعلن عن كشف قضية تجسس لصالح إيران ـ بطلها جرى تجنيده في فلسطين! ـ ثم توقفت بعدها محاولات التقارب. رغم أن كشف قضايا تخابر أخرى وجواسيس لصالح إسرائيل لم يكف لإسكات الأصوات الناعقة كل يوم بتسريع وتيرة التطبيع مع الدولة الصهيونية. لا بد أن يعلم أولئك الذين يصدعوننا ليل نهار أن أمريكا دولة ذات مصالح ومن حقها أن تسعى لتحقيق مصالحها؛ أن لنا أيضا مصالح في عدم وضع مستقبلنا وسيادتنا ومواردنا في السلة الأمريكية الصهيونية، ومن حقنا أيضا أن نسعى لتحقيق مصالحنا عبر تنويع تحالفاتنا.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن ليس أغنية !
- الوطن ليس أغنية!
- عبارات سيئة السمعة
- لم نكن مخطئين.. والتاريخ يشهد
- الديون.. وكوابيس التاريخ
- المصريون.. وأيديهم الناعمة
- عندما تفضل واشنطن الاقتصاد الموجه
- ثروتنا البشرية.. إلى أين؟
- إسكان الشباب وبيع العقارات للأجانب.. والأمن القومي
- موسم الهجوم على أوبك
- التحرير الاقتصادي الحقيقي الذي ننشده
- دروس الغزو الصيني للاقتصاد المصري
- العروبة بين الأغنيات والمصالح المادية
- خطر يهدد البشرية ونحن نيام
- الفتنة لم تعد نائمة..
- البديل البوليفاري ..والوصفة السحرية
- بين نقص الغذاء وتلوثه أي غد ننتظر؟
- دع الشعارات.. وابحث عن النفط
- العنف المسلح يكشف وجها آخر للديمقراطية الأمريكية
- العراق الذبيح على درب الآلام


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - فعلتها طهران!