أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - دع الشعارات.. وابحث عن النفط















المزيد.....

دع الشعارات.. وابحث عن النفط


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن شعار "ابحث عن المرأة" الذي صكه قبل أكثر من قرنين نابليون بونابرت، ويحلو للكثيرين الاستشهاد به في معرض السعي لحل الألغاز، خاصة في مجال الجرائم، آن له أن ينسحب ليترك مكانه شعارا آخر، أكثر عصرية، وأكثر صلاحية للإمساك بخيوط ما يحلو للبعض اعتباره ألغازا في عالم المشكلات الدولية المعاصرة؛ أقصد بالتحديد شعار "ابحث عن النفط". فبعدما أصبح من الواضح لكل ذي عينين دور الأطماع الاستعمارية لنهب الثروات الطبيعية في منطقتا ـ وفي الصدارة منها النفط بالتحديد ـ وبعدما تهاوت كل الأقنعة التي تم بها تبرير الحرب في أفغانستان واحتلال العراق، ظهر الوجه الحقيقي لهذه الحرب الذي كان يدركه الكثيرون منا من الوهلة الأولى، غير أن البعض حرص على تصديق ـ أو ربما لحسابات في ذهنه تظاهر بتصديق ـ الدعايات التي رددتها أبواق تهلل للاحتلال وتسعى لتجميل وجهه القبيح.. غير أن البعض يتجاهلون الحقيقة التي أكدها الاريخ وأكدتها خبرات البشر "تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكنك لاتستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت".

ومن العراق، الذي أكد تقرير أشرنا إليه في مقال سابق، وهو تقرير "مخططات الخام.. نهب ثروة العراق النفطية" الذي أصدرته جمعية "بلاتفورم" لدراسة الآثار الاجتماعية والبيئية للنفط، وهي جمعية خيرية مقرها لندن. حيث توقع التقرير أن تنهب شركات بترول كبرى مليارات الدولارات من العراق وتسيطر على حقول نفطه "ما لم يكن للمواطن العراقي العادي دور أكبر في تقرير كيفية استغلال ثروات البلاد". الأمر التي تؤكد التطورات مصداقيته يوما إثر يوم.؛ ربما لايكون مستغربا للكثيرين تقرير صحيفة معاريف أشار إلى دور لهذا السائل الأسود الذي حول إلى نقمة على أصحابه، في الاعتداء الإسرائيلي على لبنان. كما تفوح رائحة "النفط" أيضا من صراعات في السودان من الجنوب إلى دارفور ، والبقية تأتي. ويبدو أنه يعيش في كوكبنا قوى يصيبها السعار كلما شمت رائح نفط، فإذا بها، وقد جن جنونها بفعل سعار الطمع، تسارع إلى إشاعة الفتن والحروب ولا يهدئ من سعارها رائحة الموت والخراب التي تفوح أينما حلت هذه القوى.

"صرة" نفطية
فمنذ فترة، اهتمت وسائل الإعلام العالمية بما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلا عن تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي، عن الرسالة السرية التي تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، لدعوة إسرائيل إلى توسيع نطاق حربها على لبنان في يوليو الماضي لتصل إلى جتياح دمشق وإسقاط السوري؛ وبينما انشغل كثير من المحللين العرب في الهجوم على حزب الله باعتباره المتسبب في الاعتداء الصهيوني على لبنان بعد أسره جنديين من جنود "العدو"؛ وانشغل آخرون بتبرير موقف حزب الله، لم يهتم الكثيرون بما تردد من أن هذا الاعتداء كان معدا له بالفعل من قبل، ورحبت به قوى دولية مهمة لأسباب نفطية. ولم يصدر حتى الآن نفيا لا من الحكومة الفرنسية ولا من الجانب الإسرائيلي لهذا التقرير الذي نشرته صحيفة لها وزنها في المجتمع الإسرائيلي ونقلته عن إذاعة عسكرية رسمية. الأمر الذي دفع البعض ومنهم الكاتب الكندي ميشال شودوفسكي لاعتبار أن الاعتداء على لبنان ماهو إلا حربا خطط لها قبل أعوام وأتخذ قرار تنفيذها قبل عام وسميت في أبريل 2006 بخطة حرب الأسابيع الثلاثة، وهي حلقة جديدة من حروب الأنابيب التي بدأت في كوسوفو وتواصلت في أفغانستان والعراق. ولم يكن الجديد هذه المرة سوى أن ساحة لبنانية وظهور فاعل جديد في الساحة هو الرئيس الفرنسي.

وبعيدا عن الاتهامات والتراشقات بين الأخوة الفرقاء في لبنان حول سيادة الدولة اللبنانية، والمحكمة الدولية، وحقوق المقاومة وواجباتها، وانتصاراتها وخيباتها، ولغز اغتيال رفيق الحريري وما تبعه من اغتيالات؛ ربط محللون عسكريون واقتصاديون بين الاعتداء الإسرائيلي، وبين خطة أمريكية بريطانية فرنسية تهدف إلى مد خط أنابيب نفط وغاز بين ميناء جيهان التركي وميناء حيفا المحتل تحت مياه البحر المتوسط، قرب الشواطئ السورية واللبنانية؛ ثم إلى إيلات فعسقلان عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن خلال الخطة الأصلية التي تعمل على تطبيقها الولايات المتحدة وحلفائها لمد خط أنابيب النفط العملاق الذي يبدأ من باكو في أذربيجان إلى ميناء جيها التركي للالتفاف على سيطرة روسيا على طرق نقل النفط والغاز من بحر قزوين إلى الأسواق الأوروبية، فضلا عن أنه ـ حسبما يقول موقع "جاز آند أويل" الشهير،يوفر منفذا لنفط وغاز بحر قزوين عبر البحر الأحمر لناقلات النفط الهندية . ومن ثم، تطمع إسرائيل في إطار مساعيهالاعتلاءمكانة متفردة في مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، أو في صيغة معدلة " الشرق الأوسط الجديد"، إلى أن تصبح "صرة" لتجارة النفط والغاز؛ تتحكم في أسعارهما وخطوط نقلهما. ويؤكد هذا الطموح موقع "ابيس" الإليكتروني التابع وزارة الخارجية الإسرائيلية أن إعادة بناء مكانة إستراتيجية لإسرائيل في المصالح الغربية العليا، يتوقف على تحولها إلى لاعب إستراتيجي في سوق الطاقة، وهو ما يؤكده أيضا موقع "أب ديت ديفنس" التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، الذي يحدد دور إسرائيل الاستراتيجي بعد حرب العراق في حماية أنابيب نفط وغاز بحر قزوين عبر القواعد الخاصة في أذربيجان والتعاون العسكري مع تركيا، على أن تكون حصة إسرائيل هي خط أنابيب جيهان حيفا إيلات عسقلان.

ليست مصادفة
ولا شك أنها لم تكن مصادفة أن يواكب افتتاح الخط في ميناء جيهان التركي في 13 يوليو اليوم الثاني للعدوان الإسرائيلي على لبنان بحضور حمدي جيلر وزير البترول التركي وبصحبته بنيامين أليعاز على رأس وفد إسرائيلي. والمعروف أن الحصة الأكبر في هذا المشروع ذهبت إلى شركتي "بريتيش بتروليوم" و شيفرون الأمريكية، التي يشارك في ملكيتها بوش الأب والابن، غير أن الرئيس الفرنسي، وفق تقارير وتحليلات عديدة حرص على ضمان حصة لشركة "توتال " الفرنسية؛ ولم يبخل في سبيل ذلك، بمساعيه لضمان حصول المشروع على تمويل من البنك الأوروبي للاستثمار، فضلا عن تقديم الضمانات الأمنية والسياسية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ويؤكد موقع "جلوبال ريسيرش" على أن إدارة هذا الخط توزعت بين شركة توتال الفرنسية وشفرون الأميركية وبقيادة برتش بترلويوم البريطانية، كما يكشف عن دور إسرائيل في توفير الحماية لهذا الخط كشرط للشروع ببنائه، وذلك عبر تدمير حزب الله وتوجيه ضربة قوية للجيش السوري، مشيرا إلى إجتماعين عقدا لهذا الغرض الأول في ديسمبر 2005 لوضع الخطط الخاصة لهذه الحرب ،وحضره كبار الضباط الأمريكيين والإسرائيليين، والثاني عقد في أبريل 2006 في أنقرة جرى خلاله التوقيع بالأحرف الأولى على المشروع بعدما أبلغت إسرائيل شركاءها استعدادها لبدء الحرب . ويذكر هنا، أن أن شركة "توتال" فشلت في الحصول على مناقصة التنقيب عن البترول في سوريا، الأمر الذي يعتبره محللون من بين الأسباب التي أثارت ثائرة الرئيس الفرنسي عل النظام السوري، وسعيه لتضييق الخناق عليه والتحريض على الإطاحة به؛ خاصة وأن هناك من المراقبين من يرى العلاقة بين شيراك وشركة توتال مشابهة لعلاقة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بشركة هاليبرتون التي خططت لحرب العراق، وعلاقة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس بشركة شيفرون ودورها في حرب أفغانستان.

الماء أهم
وإذا انتقلنا إلى السودان، سنلحظ أن الحكومة السودانية مازالت تشجع عمليات التنقيب داخل منطقة دارفور، وقد أرست الحكومة مؤخراثلاثة امتيازات نفطية في المنطقة. رغم ما أثاره ذلك من احتجاجات زعماء المتمردين في منطقة ساخنة شهدت مقتل 200 ألف شخص خلال ثلاث سنوات من القتال. ومنذ اكتشاف النفط في السبعينيات، أصبح السودان واحدا من المنتجين المهمين في أفريقيا. غير أن معظم الإنتاج الحالي ـ الذي يقدر بنحو 6 مليارات دولار سنويا ـ يتركز في الجنوب، وقد أتاحت اتفاقية السلام التي وقعت عام 2005 مع المتمردين السابقين في الجنوب، للسودانيين في الجنوب الحق في الانفصال عن بقية البلاد في 2011 مع السيطرة على حصة كبيرة من الإنتاج النفطي. ولعل هذا ما يدفع البعض للاعتقاد أن تشجيع عمليات التنقيب في السودان ربما تساعد ـ على العكس من المفهوم السائد ـ في التقريب بين جميع الأطراف. فيما يرى محللون وخبراء في التنمية البشرية أن اكتشاف النفط في دارفور ربما يجلب التنمية والاستثمار إلى المنطقة، غير أن محاولات البحث عن النفط حاليا ربما تفاقم الصراع في منطقة تمزقها الحرب بالفعل. ويرى زعماء المتمردين ضرورة إرجاء التنقيب عن البترول إلى حين توقيع اتفاق سلام بين جميع الأطراف وعودة الاستقرار. ويؤكد هذا الرأي قول زعيم أحد فصائل المتمردين في دارفور في حديث لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية "نريد الماء الآن، وليس النفط، يمكننا الحديث عن هذه المسائل بعدما يتحقق السلام".
ولعلنا لم ننس بعد درس تيمور الشرقية، حيث كان بيتر جالبرايت الذي تولى إدارة الحكومة الانتقالية في تيمور الشرقية ، منذ انفصالها عن إندونيسيا في ديسمبر 2001 وحتى أغسطس 2002 ، وراء ضم المناطق الغنية بالنفط والغاز الطبيعي في بحر تيمور إلى الدولة المستقلة حديثا.وبيتر جالبرايت هو نفسه الذي تولى الدعوة الحثيثة لإقامة حكومة كردية مستقلة في شمال العراق يربطها ببغداد نظام فيدرالي. وهو يدعو لتكرار نفس تجربته مع تيمور الشرقية من خلال تحقيق سيطرة الأكراد على نفط كركوك عبر استفتاء لتقرير المصير ينتهي بإقامة كركوك دولة مستقلة. الأمر الذي يصب في النهاية في مصلحة شركات النفط الغربية والأمريكية العملاقة.
وهذه الأمثلة ليست سوى "غيض من فيض"كما يقولون، لكنها كفيلة بأن تجعلنا نتمسك بشعار "ابحث عن النفط" كشعار لحل ألغاز المرحلة، دون أن نبالي بمن يتهموننا بالتهمة المبتذلة الجاهزة وهي أننا من أنصار نظرية المؤامرة.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف المسلح يكشف وجها آخر للديمقراطية الأمريكية
- العراق الذبيح على درب الآلام
- هل يصلح الاقتصاديون ما أفسده الساسة؟
- نجيد إطلاق المبادرات ونفشل في مواصلتها
- عندما تتخلى الدولة عن الرعاية ويختفي الدور الاجتماعي لرأس ال ...
- ..إلا طعام الفقراء!
- ..شاهد من أهلها
- الذهب الأسود الإثيوبي والذهب الأبيض المصري
- زيارة بوتين.. وفرصة لعلاقات متكافئة مع الكبار
- تركمانباشي ..ديكتاتور تغافلت عنه واشنطن
- هل اتخذت مكانك في الطابور؟
- بينوشيه.. رجل زعم السيطرة على أوراق الشجر
- ليس دفاعا عن الوزير.. لكن رفضا لاحتكار الدين
- تأملات في مسألة طرح ورقتي نقد جديدتين ..سقى الله أيام -أم مئ ...
- بعد تساقط الأقنعة تباعا.. الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكي ...
- بعد تساقط الأقنعة تباعا.. الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكي ...
- بعد تساقط الأقنعة تباعا.. الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكي ...
- الفساد.. غول يتهدد الأخضر واليابس
- مطلوب وقفة من القانونيين والمجتمع المدني العربي
- البابا.. وسيناريو الإلهاء المتعمد


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - دع الشعارات.. وابحث عن النفط