أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - بص.. شوف العصفورة!














المزيد.....

بص.. شوف العصفورة!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تفحصت وجوه الأشخاص في صور نقلتها وكالات الأنباء لما أطلقت عليه "مظاهرات طائفية بشرق القاهرة".. عشرات من البسطاء والصبية ينهالون قذفا بالحجارة في هستيريا واضحة.. وانتقلت عيناي إلى سطور الخبر الذي يقول أن عددا من المسلمين اتجهوا بعد "أدائهم صلاة العشاء"! إلى مبنى ـ حوله بعض المسيحيين إلى مكان لأداء شعائر العبادة الكنسية ـ وهتفوا: "الله أكبر.. الله أكبر"، و"الصحافة فين.. الكنيسة أهي".
ونقلت جريدة "الأخبار" عن مصادر في وزارة الداخلية أن عضوا بجماعة الإخوان "حث مصلين بعد صلاتي المغرب والعشاء على الاحتشاد لمنع إقامة الكنيسة". غير أن مصدرا مسئولا في الجماعة نفى لموقع "العربية نت" صحة ما نشرته الأخبار وقال إن "الإخواني المتهم بإثارة الفتنة في الأحداث الأخيرة كان يحث على بناء الكنيسة بشكل رسمي وقانوني، ولم يقف ضد بنائها عكس ما تصورته الأجهزة الأمنية". .. وهنا أشعر بالعجز، لأن المساحة المسموح بها لمقالي لن تكفي كل علامات التعجب التي تتقافز في الذهن!.
أخذت أنقل البصر بين الخبر كما ورد في الصحف والمواقع الإليكترونية، وبين صور الأشخاص المشاركين في الأحداث.. شباب وصبية في ملابس رثة، لا ينبئ مظهرهم عن مستوى وعي يختلف عن أولئك الذين ينخرطون في مشاجرات حامية قد تنتهي بالقتل، بسبب تعصب هستيري لأحد أندية كرة القدم! ولا تدل سيماهم على حياة كريمة تليق بآدميين!.. كما لا يختلف أي منهم عن ذلك البائس الذي أقدم ـ مغيب الوعي بغسيل مخ أجراه له من لا يريدون خيرا لهذا الوطن ـ على طعن أديبنا الراحل نجيب محفوظ، مقتنعا أنه إنما يذود بذلك عن الدين، وينال رضا الله ونعيمه في الآخرة بعدما لاقاه من ذل في الدنيا !
وبصرف النظر عما ستكشفه التحقيقات، لا أعتقد أن أيا من هؤلاء المهمشين، فاقدي الوعي بضغط حياة غير آدمية، هو الفاعل الحقيقي لهذا الجرم.. فلو سألت أحدهم عما سيضيره ـ شخصيا ـ أو يؤذي عقيدته، لو أقام المسيحيون كنيسة، أو عشرا أو حتى عشرة ملايين، لن تجد لديه جوابا يقنعه شخصيا!.
كما لن يستطيع أحد منهم أن يرد على تعجبك من أن يخرج الناس من صلاة في مسجد ـ المفترض أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ـ ليعيثوا تخريبا في ممتلكات الناس، وفي دور عبادة يذكر فيها اسم الله!
تمنيت لو استطعت الحديث إلى بعضهم، لأرى كيف يؤمن بأن دينه هو دين الحق بينما يتعامل معه كما لو كان معتقدا ضعيفا، هشا، لن يستطيع الصمود أمام معتقدات الآخرين؟ وكيف يؤمن أنه يدين بدين العدل بينما ينكر على شركاء الوطن نفس الحق في التعبد وفق ما يعتقدون؟ وكيف يدلل على أن دينه يدعو للرحمة والتسامح بينما يخرج من صلاته ليرهب الآخرين ويحول بينهم وبين عبادة الله على النحو الذي يرضي عقولهم ويريح أفئدتهم؟.
غير أنني وجدت طرفا آخر لديه رد جاهز، هو ذلك المصدر الإخواني الذي قال لموقع العربية نت إن "غضب الأهالي مبعثه إقامة شعائر كنسية بشكل سري في بناية مجاورة للمسجد، أما لو بنيت كنيسة بشكل رسمي فسيكون الأمر واضحا للجميع ولا يستطيع أحد أن يقترب منهم" .. ياسلام! ، ولم يجد أحدهم الجرأة ليقول لهذا المصدر: وانت مالك يا أخي؟.. وهل تقبل أنت أن تجبرك السلطات على أخذ تصريح لأداء شعائر عبادتك؟ وهل هناك تصريح رسمي بما نراه في كل مصلحة حكومية، وفي كل موقع عمل، عندما يفترش المسلمون الطرقات ويسدونها في وجه أصحاب المصالح عندما تحين أوقات الصلاة؟ أوعندما يحلو للبعض فرش الحصر للصلاة خارج المساجد ويقطعون طرق العبور على المارة يوم الجمعة، بينما تعاني مساجد قريبة من قلة عدد المصلين؟.. هل يستطيع أحد أن ينبس ببنت شفه، معترضا على تعطيل مصالح الناس، أو إعاقة سير الآخرين؟.. ولماذا لم نر هذه الحمية والغيرة على"الشكل الرسمي" عندما كشف التحقيق حول تجارة الأعضاء ـ الذي سجلت به جريدة "البديل" انفرادا ـ عن تورط مستشفى يدعي لنفسه صفة "إسلامي" في هذه التجارة غير المشروعة؟.. ومن أصلا نصبك أنت أو غيرك للتفتيش عن مدى التزام الآخرين بالإجراءات الرسمية؟
يوما إثر يوم، يتضح أكثر فأكثر أن من يستدرجون لإشعال الحرائق الطائفية، والاعتداء على المصلين المسيحيين كما حدث قبل عامين في احدى قرى الجيزة، وفي عرب المطرية قبل أيام، وفي غيرها من الحوادث المماثلة، ليسوا سوى الأدوات، أو الدمى التي تحركها أصابع تدرك تماما ما تريد، وتستهدف القضاء على هذا الوطن.. فلا تتورع عن استغلال آلام الفقراء، وطاقات السخط المتنامية لدى المظلومين وسط واقع لا يوفر لهم أدنى الاحتياجات الآدمية. وتسهم عمليات غسيل المخ المتواصلة ـ بما قد تحتويه من وعود بمكافآت في الآخرة للمعذبين في الدنيا ـ في دفع هؤلاء المهمشين لتوجيه غضبهم نحو الاتجاه الخاطئ.. نحو شركائهم من المظلومين في هذا الوطن، بدلا من توجيهها نخو ظالميهم!.
ويواصل المغرضون إشعال الحرائق في أحشاء الوطن، رغبة في تمزيقه أشلاء؛ أحيانا بالوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، أو بين المسلمين والبهائيين، ثم بين المسيحيين وبعضهم البعض عبر ترسيم أسقف من خارج الحدود ليشق صف الكنيسة الأرثوذكسية، أو بين المسلمين وبعضهم البعض عبر افتعال معارك بين السنة والشيعة...إلخ.
ومن ناحية أخرى، يبدو أن الحكومة يسعدها إلهاء الناس في معارك تلفت أنظارهم إلى الاتجاه الخاطئ، على طريقة "بص شوف العصفورة"!، بينما تجري على قدم وساق عمليات الإجهاز على ما تبقى لهذا البلد من ثروة وموارد وحضارة وثقافة.. وكرامة!
• ألا رحم الله شوقي القائل "مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا"!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!
- الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!
- أزهي عصور الفساد
- متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-
- مولد.. وصاحبه غايب
- متى يعلنون الحداد العام؟
- كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات
- دعوها تشربه!
- فقع المرارة.. في ثقافة ركوب العبارة
- إنهم يسرقون التاريخ
- الحركة الطلابية المصرية.. أمس واليوم
- -الضنا- الغالي
- غزة قبل عشر سنوات
- مثلما النسمة من بردى!
- رحلة لأسوان
- شريفة!


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - بص.. شوف العصفورة!