أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إكرام يوسف - -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر














المزيد.....

-كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2459 - 2008 / 11 / 8 - 06:19
المحور: المجتمع المدني
    


سبحان الله!.. يبدو أن هناك من لا تغمض لهم جفون إذا أحس المصريون بلحظة فرح!.. ويسارعون لسد كل ثغرة يمكن أن ينفذ منها أي بصيص أمل. ففي غمرة فرحنا بالحكم التاريخي الذي حصلت عليه نهى رشدي ضد مجرم أدانته المحكمة في قضية تحرض، جاء من يحاول تلطيخ الحكم وإثارة زوابع وهمية حوله لإرهاب أي فتاة اعتبرت نهى مثلا يحتذى لاحترام كرامة المرأة.
فبعد صدور الحكم لاحظت أن زميلاتي وبناتي سواء في الجريدة التي أعمل بها أو في محيط السكن أو المعارف، اعتبرن الحكم انتصارا شخصيا لكل منهن، وحكت لي كثيرات مواقف تعرضن لها أو تعرضت لها إحدى معارفهن، ولسان حال كل منهن يقول "لن أتردد بعد ذلك، وسأفعل مثلما فعلت نهى"..
وإذا بمن يأتي ليضرب "كرسيا في الكلوب" للتعتيم على فرحة اقتنصها المصريون من زمن الأحزان.. "سيدة" لاحظناها جميعا بعد صدور الحكم، تزاحم لتخترق حشود الأصدقاء المحيطين بنهى، حتى تطل برأسها أمام كاميرات التصوير و "تحشر" نفسها بأي طريقة في أي حديث يوجه لنهى لتقول للمذيع أنها محاميتها التي حصلت لها على الحكم!.. وبقدر ما كان يبدو على نهى ومحاميها "الحقيقي" الإجهاد والزهد في الكلام، بقدر ما كانت شهوة هذه المحامية للحديث والظهور واضحة للعيان..
علمت بعد ذلك أن " السيدة "صاحبة جمعية مغمورة لحقوق الإنسان، حضرت مع جمعيات أخرى ـ لها باع في هذا المجال ـ جلسة المحاكمة تضامنا.. ولأن أصحاب الجمعيات والمراكز الأخرى لم يكن همهم الظهور الإعلامي، لم نشهد منهم من يزاحم نهى لسرقة الكاميرا أو المايكروفونات، ولايفرضون أنفسهم على وسائل الإعلام "غتاتة"!.. وتقول نهى في حديث لقناة "نايل لايف": "كنت كلما دعوت المحامي الذي تولى قضيتي منذ البداية وبذل الجهود عبر أربعة شهور حتى حصلنا على الحكم، أجده زاهدا في الظهور متعللا بأنه كسب قضية وانتهى الأمر.. وعليه أن يلتفت لقضايا أخرى تخص موكلين آخرين.. بينما تصر هذه المحامية التي حضرت فقط الجلسة ولم أرها إلا مصادفة قبل أيام من المحاكمة في برنامج تليفزيوني، على المزاحمة والاتصال بوسائل الإعلام المختلفة حتي يستضيفوها، فأدركت أنها لاتهدف إلا للدعاية لمكتبها".. وبعد ثلاث مقابلات أجرتها محطات تليفزيونية مع نهى ومحاميها الفعلي، غضبت تلك المحامية لتجاهلها.. أو كما تقول هي بنفسها في حوار مع صحيفة "الأسبوع" ـ عدد الأول من نوفمبر ـ " بعد الجلسة، تعمدت نهى إقصائي وتغيرت معاملتها"!.. فاشتعلت نيران الانتقام في صدر المحامية .. وأعمت بصيرتها ..وراحت تتخبط في أقاويل تهدف للإساءة إلى سمعة نهى، فلم تسئ إلا لنفسها، وانقلب السحر على الساحر!.. فتارة تقول أن نهى تحمل جواز سفر إسرائيلي، سعيا لإثارة ردود فعل عنصرية (الحقوا يامصريين البنت الإسرائيلية اللي حتسجن مصري!).. وترد نهى أنها ولدت وترتبت وسط أسرة أمها المصرية، وتحمل وثيقة لجوء من وزارة الداخلية في مصر ـ أظهرتها لوسائل الإعلام ـ يحمل مثلها والدها الذي لم يسافر إلى فلسطين منذ ميلاده قبل ستين عاما.. وأنها ولدت في ليبيا ـ وليس في يافا كما تقول المدعية بالباطل ـ مثلها مثل مصريين كثيرين ولدوا حارج الوطن عندما كان الوالد في إعارة، وعادت إلى مصر وهي في الثالثة من عمرها لتلتحق بمراحل التعليم المختلفة حتى تخرجت في جامعة القاهرة، ولم تغادرها إلا في منحة لدراسة الإخراج في فرنسا.. ولم تخف نهى هويتها أبدا، كل ما في الأمر أن أحدا لم يسألها عن إظهار وثيقة هويتها عند الحديث لوسائل الإعلام ، فلم يكن هناك مناسبة تفتعلها لذكر تفاصيل لاتهم أحدا.
وحاولت المحامية المغمورة أيضا إثارة الرأي العام بادعاء أن نهى مصرة على طلب التعويض من المجرم "الفقير"، بينما لم تنتبه وسط نيران حريقها، إلى أن أول تصريح قالته الفتاة لوسائل الإعلام عقب الجلسة مباشرة أنها ستتنازل عن التعويض لأنها أخذت حقها من المجرم بسجنه، ولن تعاقب أهله الذين سيتورطون في دفع قيمة التعويض!
وفي غمار اضطرابها، حاولت المحامية النيل من زميلها المحامي الشاب الذي حصل على الحكم التاريخي، فتعمدت أن توضح أكثر من مرة أنه محامي ابتدائي ، وليس "محامي استئناف" مثلها!.. وهو أمر مضحك بالفعل، لأن حصوله على حكم تاريخي مع حداثة سنه، أمر يحسب له لا عليه.. وكونها محامية استئناف ليس فضلا لها، إلا بأنها ولدت قبل المحامي الشاب بنحو عشرين عاما أو أكثر، وهذا ليس ذنبه!.. فكما نعلم، أن الانتقال من محامي الابتدائي إلى الاستئناف لايكون بناء على "شطارة" .. وإنما هي سنوات يقضيها المحامي في كل درجة ينتقل بعدها "بفعل السن".. إلى الدرجة الأعلى.
وكانت صحف عديدة غربية دأبت منذ واقعتي تحرش جماعي حدثت أولاها قبل عامين أمام دار للسينما، ومثيلتها في المهندسين قبل شهور، على وصم مصر باعتبارها مجتمعا يتسامح مع قضايا التحرش بالنساء، اتساقا مع الصورة النمطية القائلة إن العرب لا يحترمون المرأة ولا يحسبون لكرامتها أي اعتبار، ويعتبرونها مصدرا لكل خطايا المجتمع! وسمعنا عن تحذيرات لكل من تفكر في زيارة مصر مما هدد بالتأثير على سمعة البلاد وحركة السياحة إليها، وجاء صدور هذا الحكم أملا في تغيير هذه الأفكار الخارجية، كما بث روح الاطمئنان بين فتياتنا في الداخل.. ونشرت صحق أن وزير السياحة يبحث تكريم نهى لأن قضيتها أكدت أن مصر ستبقى بلد الأمان لقاصديها.. فمن الذي يحاول الإساءة لسمعة مصر إذا؟
أخيرا.. يطن في رأسي تساؤل.. هل مازالت هذه المحامية تأمل أن تثق فيها الجهات المانحة للتمويل الأجنبي، ليتدفق التمويل على مركزها الحقوقي، بعدما دفعتها عصبيتها واندفاعها للتصرف بعنصرية، ومحاولة تشويه سمعة فتاة "حرة" لإصرارها على معاقبة من اعتدى على كرامتها؟ ..
قديما قالوا: "الغرض مرض"..






#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!
- الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!
- أزهي عصور الفساد
- متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-
- مولد.. وصاحبه غايب
- متى يعلنون الحداد العام؟
- كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات
- دعوها تشربه!
- فقع المرارة.. في ثقافة ركوب العبارة
- إنهم يسرقون التاريخ
- الحركة الطلابية المصرية.. أمس واليوم
- -الضنا- الغالي
- غزة قبل عشر سنوات
- مثلما النسمة من بردى!
- رحلة لأسوان
- شريفة!
- توأمي الضاحك
- فعلتها طهران!
- الوطن ليس أغنية !


المزيد.....




- الجزائر: حان الوقت لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة
- أكسيونوف يؤكد اعتقال كافة المجموعات التخريبية التي تم كشفها ...
- فاقمت معاناة النازحين.. مغردون يتفاعلون مع السيول التي ضربت ...
- ليكن صمود الأسرى وصمود الشعب الفلسطيني نموذجنا في معارك شعبن ...
- ممثل الرئيس الفلسطيني بالأمم المتحدة: كيف يضر الاعتراف بدولت ...
- إسرائيل أمام مجلس الأمن: إذا اعتُمد قرار بمنح فلسطين عضوية ك ...
- بعثة فلسطين بالأمم المتحدة: نيلنا العضوية الكاملة يحمي مسار ...
- فلسطين تطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف العملية الإسر ...
- اعتقال 40 فلسطينيا بالضفة وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
- مفوض الأونروا: موظفونا الذين اعتقلتهم إسرائيل تحدثوا عن فظائ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إكرام يوسف - -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر