أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إكرام يوسف - الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!














المزيد.....

الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 08:20
المحور: المجتمع المدني
    


في مقال سابق بعنوان "مولد وصاحبه غايب"، تحدثنا عن تصدي مجموعة من شرفاء النخبة المثقفة لقضايا تهم الجماهير، وكيف أن هؤلاء الشرفاء يدفعون ـ برضاء تام ـ ثمن هذا التصدي، سواء من أرزاقهم أو حرياتهم.. وهو ما يحدث ـ كثيرا للأسف ـ بمعزل عن القطاع الأغلب من هذه الجماهير المغيبة بفعل الصراع علي لقمة العيش.. وضربنا لذلك مثلا بقضية خصخصة التأميم الصحي التي تصدي لها نخبة من شرفاء هذا الوطن، بكل ما يملكون من جهد، فنظموا الوقفات الاحتجاجية، ودبجوا المقالات، ورفعوا دعوي قضائية، كللت بانتصار ـ أولي ـ عندما أصدرت محكمة القضاء الإداري في الشهر الماضي قرارا بوقف تنفيذ قرار رئيس الوزراء بإنشاء الشركة المصرية القابضة للرعاية الصحية التي تنتقل إليها كل ممتلكات وأصول التأمين الصحي.. وهو انتصار بلا شك لفتية آمنوا بوطنهم وبحق الفقراء في الحياة الكريمة، فكونوا جماعة "الحق في الصحة" من عدد من النشطاء وجمعيات المجتمع الدولي.. وكان لقرار المحكمة مغزاه الذي يدعو للتفاؤل وسط حمي بيع مقدرات هذا الوطن، وتخلي الدولة عن واجباتها الاجتماعية، حيث نص القرارعلي أن "الرعاية الصحية ليست مجالا للاستثمار والمساومة والاحتكار" و "أن الاتجاه للاقتصاد الحر لا ينبغي أن يسلب حق المواطن في الرعاية الصحية عن طريق الدولة".. وإن كان هذا الانتصار غير نهائي لأن القرار ـ ببساطة ـ حكم في الشق المستعجل القاضي بوقف التنفيذ، أما الحكم النهائي فمازال أمامه وقت لأنه يصدرعن محكمة الموضوع بعد المرافعات.
وأشرت في مقالي إلي أن المؤسف، أن أصحاب الحق في الصحة.. والمنتفعين بالتأمين الصحي البالغ عددهم أكثر من 37 مليون مصري محدود الدخل، ربما لا يعرف أغلبهم أن قضية من هذا النوع تم رفعها لصالحهم.
وللأسف جاءت التطورات لتثبت صحة ما قلناه، فإذا بأحد أبرز المناهضين لمحاولات الحكومة حرمان المواطن الفقير من حقه في العلاج المجاني، يعاني الاضطهاد والعنت الإداري ويحارب في رزقه، دون أن يقف إلي جواره أولئك الذين يضطهد بسببهم.. حيث يواجه الدكتور محمد حسن خليل.. استشاري أمراض القلب بمستشفي مدينة نصر "عصا المعز" منذ تصدره مع زملائه لمحاولات حرمان الفقراء من حقهم في الحصول علي العلاج المجاني. وكما يقول البيان الذي أعده مجموعة من زملائه الأطباء بشأن الأمر الإداري الصادر بحرمانه من إجراء القساطر القلبية، يمثل هذا القرار"إساءة معنوية له فضلا عن الإضرار المادي بحرمانه من أكثر من ثلاثة أرباع دخله من المستشفي".
ويضيف البيان أن "الأمر الإداري يخلو من أي سبب مهني أو إداري يخص الدكتور محمد، فهو حاصل علي شهادة الطبيب المثالي من نقابة الأطباء العام الماضي، ولم يتم إجراء تحقيق أو توقيع جزاء إداري عليه لأي تقصير من أي نوع. ومن المعروف أنه معين بالمستشفي منذ سبعة عشر عاما ويعمل كاستشاري منذ عشر سنوات، وهو أحد مؤسسي القسم وسبق له إجراء آلاف القساطر القلبية وتركيب مئات الدعامات في القساطر العلاجية ومئات من منظمات ضربات القلب بأنواعها، كما أدخل فحوصات وأجهزة جديدة بالقسم ودرب عليها أجيالا من الأطباء. وقام الطبيب بالإشراف علي رسائل للماجستير والدكتوراه، وهو أحد مدربي الزمالة المصرية لأمراض القلب. كما أسس بالمستشفي عيادة لمتابعة وبرمجة منظمات ضربات القلب منذ ثماني سنوات، كانت العيادة الرابعة التي تؤسس بمصر".. ويالها من مسوغات تؤهل طبيبا كهذا للعقاب! غير أنه لم يعد أمرا مستغربا في ظروف كالتي نحياها.
لقد أظهرت الأزمة المالية العالمية الحالية، وما تنذر به من كوارث قادمة، مدي وحشية آليات الرأسمالية، ومدي كارثيتها علي مستقبل العالم كله؛ وكان المفترض أن يعتبر القائمون علي أمرنا مما يحدث، ويفيئون إلي الحق قبل خراب الأخضر واليابس بفضل تكالبهم علي لعق أحذية ارباب ما يسمي بالاقتصاد "الحر".. ألا تكفي هذه الأزمة وازعا يردعهم عن بيع آخر ما يملكه الفقراء: حقهم في العلاج بكرامة مقابل ما يستقطع من دخولهم المحدودة للتأمين الصحي؟.. ألا يؤكد ما يحدث حولنا علي صدق رؤية هؤلاء الذين يقاومون تبديد ممتلكات هذا الشعب، ومن أخطرها هيئة التأمين الصحي؟.. وألا يفيق البعض من عنادهم وغيهم، فيتركون لنا جذوة الأمل الباقية ولا يطفئونها بوأد أناس مازالوا يحملون بين ضلوعهم عشقا لهذا الوطن وأبنائه؟..
إن الدكتور محمد وأمثاله ممن لم يزالوا قابضين علي جمر مبادئهم، هم الأمل الباقي الذي يذكرنا دائما بأن مصر فعلا "ولادة" وأن هذا الشعب يستحق حياة أفضل مما يحياها.. فهل يترك المثقفون والحقوقيون ومنظمات المجتمع المدني الدكتور محمد حسن خليل يواجه وحده جبروت الظلم البيروقراطي لقاء دفاعه عن حق الفقراء؟.. وأخيرا.. متي يفيق هؤلاء الفقراء ليضعوا أيديهم بأيدي المدافعين عن حقوقهم؟.. أم أن السؤال يجب أن يكون معكوسا.. متي يدرك المناضلون المستعدون لبذل دمائهم ثمنا لغد أفضل، أن التغيير لايمكن أن يتحقق إلا بعد عمل جاد،مخلص، دءوب، وطويل النفس لتوعية الجماهير بكيفية السعي لنيل حقوقها بنفسها ـ وعبرنضالات متدرجة تأخذ في الحسبان عدم القفز علي وعي هذه الجماهير ـ بدلا من أن تنوب عنها نخبة صادقة مخلصة تتقد حماسا وعلي أهبة الاستعداد للاستشهاد دفاعا عن حقوق شعب لم يسمع عنها






#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزهي عصور الفساد
- متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-
- مولد.. وصاحبه غايب
- متى يعلنون الحداد العام؟
- كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات
- دعوها تشربه!
- فقع المرارة.. في ثقافة ركوب العبارة
- إنهم يسرقون التاريخ
- الحركة الطلابية المصرية.. أمس واليوم
- -الضنا- الغالي
- غزة قبل عشر سنوات
- مثلما النسمة من بردى!
- رحلة لأسوان
- شريفة!
- توأمي الضاحك
- فعلتها طهران!
- الوطن ليس أغنية !
- الوطن ليس أغنية!
- عبارات سيئة السمعة
- لم نكن مخطئين.. والتاريخ يشهد


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إكرام يوسف - الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!