أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - انتبهوا.. إنهم يسرقون الحلم!














المزيد.....

انتبهوا.. إنهم يسرقون الحلم!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخبرني شاب من أبنائنا الأنقياء، الذين لم تلوثهم بعد حسابات المكسب والخسارة، أن "بعض" أصدقائه من النشطاء المعارضين، تلقوا دعوات من مؤسسة أمريكية تسمى "فريدام هاوس" للحصول على دورات تدريبية في الإصلاح. وذكر الشاب أنه سمع بالصدفة عن أصدقاء وصلتهم هذه المنح لكنهم يعتبرونها سرا ولا يتحدثون عنها. وفي الأعوام القليلة الماضية،سمعنا عن حالات مماثلة تزايدت على نحو ملفت، يظهر فيها تعمد إغراء شباب المعارضين بمنح دراسية أو فرص عمل مغرية في بعض مؤسسات ما اصطلح على تسميته بـ "المجتمع المدني".. واستفحل الحال على نحو بات يستدعي انتباه من كل من يهمه مصلحة هذا الوطن.
ونعلم جميعا ما روجت له الإدارة الأمريكية السابقة، من ضرورة ضمان أمنها عبر نشر الديمقراطية في الدول "المعادية". وتبنت الوكالة الأمريكية للتنمية (إيد) هذا الموقف، فأصدرت في يناير 2003 تقريرا تحت عنوان "المساعدة الدولية باسم المصالحة الدولية"، الذي تحدث عن دعم برامج "الإصلاح" التي تطبقها المؤسسات غير الحكومية في البلدان المستهدفة. وشرح التقرير كيفية استغلال هذه المؤسسات، لفرض قيادات إصلاحية (وفق المصلحة الأمريكية)، موضحا أن " مساعدة كهذه تعد استثمارا لأجل المستقبل، عندما يسفر عن تغييرات سياسية تمنح السلطة الحقيقية للإصلاحيين." وهي في واقع الأمر ليست سوى محاولات لشراء ذمم المعارضين، أو غسل أدمغة الشباب لإلهائهم عن مطالب التغيير الحقيقية، والاستعاضة عنها بديكور إصلاحي يهدف لاستبدال حكام فاسدين وعملاء، بحكام آخرين لا يقلون فسادا ولا عمالة، لكنهم يتسترون وراء أقنعة براقة، سرعان ما ستنكشف ولكن بعد أن تكون الفأس وقعت في الرأس.
والطريف أن الولايات المتحدة لا تخفي مخططاتها بهذا الخصوص، ليس بداية من حديث كولن باول عن "إعادة رسم خريطة المنطقة"، ومشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي طرحه بيريز عام 1994 وتلقفته الإدارة الأمريكية لتروج له باسم "الشرق الأوسط الجديد" الذي تنتفي معه هوية العالم العربي والمواطن العربي والدول العربية، لتحل محلها هوية شرق أوسطية تضمن تكريس الوجود الصهيوني وهيمنته على المنطقة، مرورا بالدعوة إلى "الفوضى الخلاقة، وليس انتهاء بإعلان الخارجية الأمريكية عن مخصصات بعشرات الملايين من الدولارات لدعم وتمويل وسائل إعلام عربية بهدف تجميل الوجه الأمريكي القبيح. ورغم أن واشنطن لم تشغل نفسها بتبرير مخططاتها، فقد تولى عنها المهمة أصدقاؤها المحليون، محاولين الترويج لتقاطع، يزعمونه، بين المصالح الأمريكية ومصالحنا الديمقراطية!
وليست محاولات استقطاب أبنائنا النشطاء عبر إغرائهم بالمنح والسفريات بدعة جديدة ضمن وسائل الهيمنة الثقافية والسياسية. فهي تكرار لما تم في جورجيا 2003 من استقطاب مجموعات من الشباب تحت سن العشرين، وتمويل حركتهم "كاراما" والإنفاق على احتجاجاتهم واعتصاماتهم، لحين قيام ما أسموه "بالثورة القرنفلية"، وتنصيب ساكاشفيلي المرضي عنه أمريكيا، والذي كانت مؤسسة "المجتمع المفتوح" لصاحبها الملياردير جورج سورس ( وثيق الصلة بالمخابرات الأمريكية) تكفلت بتمويل دورة تدريبية له في بلجراد، لدراسة "كيفية إقامة ثورة مخملية". وهي تشبه ما وقع في صربيا ضد ميلوسيفيتش عام 2000 من حركة"أتبور" التي تلقى نشطاؤها أيضا دورات من أجل تكوين "أطر مستقبلية للثورة غير العنيفة" مدعومة أيضا من جورج سوروس.
وظهر اسم "سوروس" أيضا في دعم ما أطلق عليه "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا، التي نجحت في تنصيب "فيكتور يوشنكو"، الحائز على لقب "إصلاحي" ايضا وفق التعريف الأمريكي، وكان ضمن أعضاء المجلس الاستشاري لمنظمة "المركز الدولي للدراسات السياسية" الممولة من قبل الحكومة الأمريكية عبر "مبادرة التعاون بين بولندا وأمريكا وأوكرانيا"وهي مؤسسة تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية، وتشرف عليها مؤسسة "فريدوم هاوس"، التي تقدم المنح الآن لأبنائنا النشطاء!
ورغم أن التجربة أثبتت خطأ إطلاق لقب "ثورة" على ما حدث في أوكرانيا أو جورجيا، لأنها لم تسفر عن تغيير حقيقي، لصالح الشعبين، وإنما عن مجرد تغيير شخص الحاكم بشخص آخر حليف لواشنطن، سرعان ما كشفت الأحداث أنه ليس أقل فسادا من سابقه؛ إلا أننا مازلنا نسمع دفاعا مستميتا من البعض، وتبريرا لمد اليد خارج الحدود والحصول على تمويل أجنبي بدعوى الإصلاح! ولكنها في الحقيقة محاولة لخنق براعم الثورة الحقيقية، باستغلال معاناة شباب غاضب على ما يعانيه من أوضاع قاسية، ومحاولة سلب وعيه ، قبل أن ينضج ويهتدي لطريق التغيير الحقيقي.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة
- أزمة .. وتعدي 22
- أزمة .. وتعدي 1-2
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - انتبهوا.. إنهم يسرقون الحلم!