أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إكرام يوسف - أزمة .. وتعدي 1-2














المزيد.....

أزمة .. وتعدي 1-2


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 08:55
المحور: حقوق الانسان
    


بعد ثلاثة أعوام من البحث عن فرصة عمل باتت أبعد منالا من الجوزاء، ومحاولات مضنية لاكتساب مهارات جديدة، والحصول على دورات تأهيلية وتعليمية كلفت الأسرة ما ينوء بعبئه أولي العزم، عثر الشاب أخيرا على وظيفة..غمرت الفرحة الأهل والأصحاب، وكنت بالطبع أول الفرحين؛ على الأقل سأتخلص من عبء التعامل مع حالات التوتر والاكتئاب التي طالت سنوات، وأرهقت المحيطين به عصبيا وصحيا.. استبشرت الفتاة التي أحبها خيرا وباتت تحلم بعرس قريب، خاصة وأنها عثرت بدورها على وظيفة.. بدأ الاثنان يرتبان لما يمكن تدبيره من متطلبات البيت الصغير الذي حلما به.. مرت ثلاثة شهور كالحلم، وفجأة عاد للبيت وعلى محياه سمات لم أكن قد نسيتها بعد، نفس سمات الكآبة والإحباط .. هي الأزمة المالية العالمية، إذا، نالتنا بركاتها! وطالت مخالبها صاحب المحطة التليفزيونية الجديدة التي عمل بها ابني مهندسا للصوت، فاضطرته لتسريح اغلب العاملين بها، قبل أن يفكر في إغلاقها تماما.. ولم تمر أيام إلا وخطيبته تواجه نفس المصير.. هاتفت صديقا له، أطلب منه أن يحاول إخراجه من أحزانه، فضحك ضحكة مجلجلة وقال: الحال من بعضه، أنا أيضا في طريقي لفقدان عملي! .. أيام قليلة بعدها، وجاءني صوت صديق عبر التليفون من بلاد المهجر: أصل إلى القاهرة قريبا لأحاول البحث عن عمل بعدما تم تسريحي من شركة البترول العملاقة التي كنت أعمل بها. وعبر المسنجر أبلغني صديق يعمل في الخليج أن معظم المصريين يفكرون جيدا في العودة، بعضهم زادت عليه تكاليف المعيشة والبعض الآخر فصل من عمله، بعدما خسر أصحاب الأعمال ثروات ضخمة إما بسبب انهيار أسواق الأسهم العالمية أو تراجع أسعار البترول، فلم يجدوا أمامهم سوى تسريح العاملين لترشيد الإنفاق.
يا الله! منذ سنوات، بحت وأصوات العديد من المخلصين محذرة من يوم تعود فيه الطيور المهاجرة إلى حضن الوطن الذي لم يعد "وسيعا" مثلما وصفته قصيدة نجم! بعدما خنقه نظام تنافست حكوماته في ابتكار وسائل إفقار المصريين وإذلالهم، حتى فضل العديد منهم ـ وهم من كان يضرب بهم المثل في الالتصاق بالأرض ـ الرحيل بعيدا، بعضهم إلى بلاد الآخرين، وبعضهم اختار الرحيل من الحياة بالمرة؛ فانتحر يأسا. ولم يجد آخرون وسيلة للمواجهة قسوة العيش إلا عبر بيع ممتلكاته التي لا تتجاوز أعضاء جسده!
فماذا سيفعل حكامنا الآن وسط أزمة أربكت الأوضاع في العالم، ربما تدفع الكثيرين للعودة ليتنافسوا مع اخوتهم في الداخل على لقمة عيش شحيحةا؟ وأين هي فرص العيش الكريم المتاحة حتى يفيض منها ما ينفع القادمين في ظل حكومة تتباهى بتوفير فرص الاستثمار للأغنياء والأجانب، بينما نفضت يديها تماما من رعاية المحرومين؟ ولكنها تجد الجرأة لتدعي دون خجل أن الغرف من موارد البلاد بلا ضابط، وتقديم التسهيلات من دم الناس، وتيسير سبل الفساد والإفساد، سوف يوفر فرص العمل للفقراء! في حين أن الثابت أمامنا بمرور السنوات أن هذه التسهيلات المفرطة لم تثمر اقتصادا محترما يعتمد على صناعات منتجة تقيم أود البلاد وتحمي سيادتها، وإنما شركات همها الربح السريع، ويتربح أصحابها من نشر ثقافة الاستهلاك حتى بين من غير القادرين، فكانت النتيجة سيادة أنماط سلوك الخطف العشوائية، بكل ما تحمله من زيف وادعاء وانحطاط وفساد المترفين، الذين صارت رغباتهم وملذاتهم تزهق في سبيلها الأرواح كما ظهر في حوادث صارت تشكل ظاهرة. ولم يسفر تدليل الأثرياء عن خلق فرص عمل كما يدعون؛ فقلة المعروض من هذه الفرص مع زيادة العطشى للوظيفة دفعت أصحاب العمل للمزيد من التوحش وإذلال الراغبين في لقمة عيش شريفة، فتراجع حق العاملين في تحديد ساعات العمل وأصبحنا نرى وظائف يعمل فيها أبناؤنا عشر ساعات سبعة أيام أسبوعيا بلا راحة، وأصبح من حق أصحاب العمل الاستغناء عن العاملين حسب مزاجهم. بل أن صاحب العمل الذي يدير أكثر من نشاط لم يعد يجد صعوبة في أن يكلف العامل في أحد هذه الأنشطة بأعمال تخص نشاطا آخر دون أجر (حكت لي صديقة عن صاحب مدرسة في بلد شقيق كان يجبر المدرسين على العمل بعد ساعات الدراسة في فندق يملكه دون أجر إضافي، ولم أندهش، فقد شهدت وقائع مشابهة عندنا).
..وللحديث بقية



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!
- الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!
- أزهي عصور الفساد


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إكرام يوسف - أزمة .. وتعدي 1-2