أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - إلا أزهار البساتين!














المزيد.....

إلا أزهار البساتين!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طوال عقود من الاستبداد والفساد والإفساد، خلفت أوضاعا لا تليق بمصر ولا شعبها ولا تاريخها، أظهر رموز هذا النظام براعة في استخدام الخطاب المناسب لكل مرحلة. بداية من الخطاب الشعبوي الذي يغازل جماهير العمال والفلاحين، حتى تحول إلى نكتة لم يتبق منها إلا العبارة السخيفة في كل عيد عمال "المنحة ياريس!"، مرورا بالخطاب بادي زيف الشفقة على "محدودي الدخل"، وصولا إلى نزع قناع الشعبية تماما ـ ومعه برقع الحياء بالمرة!ـ والحديث عن "جذب الاستثمار الأجنبي" ولو على حساب قوت الفقراء. وبعدما كانت حكومات سابقة تتغنى بـ"صناعة كبرى، وملاعب خضرا، وأوبرا..."، ثم "تحقيق الرخاء لصالح كل مواطن على أرض مصر"، وصلنا إلى حكومة لا تشغل نفسها حتى بتبرير مواصلتها توريد الغاز إلى الأعداء، رغم صدور حكم قضائي بوقفه.
ولكن مصر ـ الحقيقية ـ لم تعدم على مدى تاريخها مناضلين شرفاء يحلمون لها ولأبنائهم بالحرية والعدل، دفعوا ثمن ذلك من حرياتهم وأرزاقهم، بل ودفع بعضهم حياته نفسها قربانا لهذا الحلم. غير أن استمرار القهر والقمع، نجح ـ إلى حين ـ فآثر البعض السلامة الفردية ملتحقين بقطار النظام، وانزوى البعض الآخر، إحباطا ويأسا ـ وصل بعدد منهم إلى منتهاه فتخلص من حياته بالانتحار ـ وقفز آخرون من السفينة إلى قوارب التمويل الأجنبي، أملا في تعويض بعض سنوات التضحيات.
غير أن المحروسة "ولَّادة" كما يقول العارفون. فما أن أخذ البعض يراهن على مواتها، حتى باغتت الجميع بمخاض يدوِّي في الأسماع ويبهر الأبصار، و"وقف الخلق ينظرون جميعا، كيف" تدب الحياة من جديد في الرحم الذي لم يفقد الخصوبة عبر آلاف السنين. وبدأنا نشهد حركات احتجاج تبشر بحراك سياسي جارف، تعلقت به آمال المقهورين في مصر وجاراتها. وكانت حركات التغيير؛ "كفاية" وأخواتها أولى علامات المخاض. ورغم استبشاري بمولد حركة كفاية وما أحدثته من تحريك لمياه الأمل الراكدة، إلا أنني ـ مثل كثيرين ـ تخوفت من حصر التغيير في شعار "لا للتمديد.. لا للتوريث" الذي يعني تغيير شخصين بالذات، بينما المطلوب تغيير نظام بأكمله ـ كان وبالا على هذا البلد ـ وليس هذين الشخصين، وأتباعهما، إلا أحدث إفرازاته. وكتبت يومها بعنوان "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا الغائبة" أقول ما يقوله كثيرون، من أن تغيير الوجوه ليس له سوى معنى واحد، هو في الحقيقة إطالة عمر النظام باستبدال ورقة محروقة بأوراق نصب جديدة. وأن هؤلاء الأشخاص لا يعتمدون في بقائهم إلا على قوى خارجية تضمن لهم دوام مقاعدهم ماداموا يحققون مصالحها وينفذون أجندتها. وعندما ينتهي دورهم، تستبدلهم "بأشخاص" جدد يضخون دماء جديدة في عروق النظام الجاثم على صدورنا. ومن ثم؛ هناك "لا" غائبة، ينبغي رفعها عاليا وهي "لا للتبعية والعمالة". وتأكدت من صدق ظني عندما خبا اللمعان الإعلامي للحركة التي تضم في قياداتها شرفاء لا غبار على وطنيتهم، بمجرد أن نظمت"كفاية" احتجاجات ضد الأطماع الأمريكية والصهيونية، ولم تعد تقصر هجومها على أشخاص، تمهد قوى الخارج لاستبدالهم بآخرين. وبدا الفارق ملحوظا بين الاستقبال الإعلامي الخارجي الذي حظيت به الحركة في بدايتها عندما كانت ترفع شعار تغيير الأشخاص، وبين التعتيم الذي لحقها بعد ظهور قيادات لها معروفين بعدائهم للاستعمار والعملاء.
وتكرر الأمر مع حركات جديدة: فرغم تنامي الاحتجاجات ضد النظام بين عمال مصانع نسيج المحلة وكفر الدوار، والمنصورة، وكفر الزيات، وعمال الأسمنت، والمطاحن، وحركات الاحتجاج الفلاحية في أكثر من موقع، وبطولات موظفي الضرائب العقارية، والمعلمين، والأطباء، والمهندسين، والمحامين، أساتذة الجامعات؛ تنسحب الأضواء عن هؤلاء وما يقدمونه من خبرات نضالية حقيقية، لتتركز على أبنائا من شباب الفيس بوك والمدونات!. ولاشك أن هؤلاء الأبناء يمثلون أملا يستحق الاحتفاء، لما أظهروه من حماس ووعي وانتماء، يتحدى تسطيح وجدان ووعي الشباب، الذي تقوده دون هوادة مؤسسات الدولة الإعلامية والثقافية. غير أن الاحتفاء بهم لا ينبغي أن ينسينا ضرورة الانتباه إلى أنهم بالفعل مستهدفون. وما الدعوات للسفر والمنح والدورات التدريبية الأجنبية التي تنهال على البعض منهم، إلا وسائل إغواء وتجنيد تستهدف غسيل أدمغتهم، وتوجيه بوصلتها في الاتجاه الخاطئ للتغيير، الذي يصب في مصلحة إطالة عمر النظام، مع تبديل الأشخاص و الأقنعة. ..أزهار البساتين.. انتم الأمل، فلا تسمحوا لهم بحرماننا منكم!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز
- انتبهوا.. إنهم يسرقون الحلم!
- هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة
- أزمة .. وتعدي 22
- أزمة .. وتعدي 1-2
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - إلا أزهار البساتين!