أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - العبور المستحيل














المزيد.....

العبور المستحيل


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 810 - 2004 / 4 / 20 - 07:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وحدهم المسلمون مصرون على إلحاق عربة الدين التي يركبونها بقطار الحضارة، فبالشريعة وحدها سينظِّمون شؤون الناس الذين يرون، ويسمعون، ويتفاعلون داخل بيوتهم مع منجزات الحضارة المدنية بعد أن اقتحمت المبتكرات التكنولوجية، السمعية منها، والبصرية، بيوت الجميع من غير استثناء.. وهكذا، تراهم لا يزالون يتسكعون على أرصفة المحطات الحضارية بانتظار قطار آخر مجهول يلمَّهم مع الشريعة التي يتأبطونها..! وبينما العالم من حولهم ينام، ويصحو على وقع الفتوحات العلمية المتلاحقة، نجدهم ينامون ويصحون على ذكريات فتوحاتهم التبشيرية الغابرة عساهم يعبرون من جديد على أعنِّة نفس الأحصنة..!
لم يحدث أن تخلى شعبٌ من الشعوب عن موروثه الديني غير أنَّ هذا الموروث، وبخاصة منذ ما بعد الثورة الأوروبية، لم يعد يقف حائلاً بين ورثته و إمكانية التطور الحضاري في كلِّ وجوهه، حيث عاد الدين في مجتمعات التطور المستمر، إلى حقله الطبيعي بحيث بات يشكل الملاذ الروحي لمعتنقيه وليس أكثر من .. وفي غير مكان من الكرة الأرضية نجد مثالاً على ما ندعيه وقد تكون تجربة اليابان، ومن بعدها دول النمور الأسيوية خير الأمثلة على ذلك.
وحدهم المسلمون مصرون على تأبط كافة موروثاتهم الدينية واعتمادها منهاجاً للعمل، وسبيلاً وحيداً للتواصل مع عالمٍ جديدٍ يتطلب وسائل مغايرة، ومناهج ملائمة، الأمر الذي أوصلهم إلى حالة من التصادم الدائم مع الآخرين وذلك نظراً للمسافة الحضارية التي باتت تفصلهم عنهم هذا أولا.. ثم لأنَّ الآخرين لا يرغبون في مرافقتهم إلى جنة الخلد على نفس الطريق.. ومن الطبيعي أن يكون لكلِّ إنسان الحق في اختيار جنته.. وفي اختيار الطريق الموصل إليها أيضاً..! [[ يمكن العودة إلى البيان الصادر عن الملتقى الإسلامي الذي عقد في دمشق أواسط نيسان الحالي ونشرته وكالة سانا الرسمية حيث ورد حرفياً: على المسلمين في كلِّ مكان التركيز على عالمية الإسلام و صلاحيته لكلِّ زمانٍ ومكان ]].. وهكذا لا يزال المسلمون يقبعون منذ مئات السنين في المربع الحضاري الأول يحلمون بالتعويض الذي سيلاقونه في عالم ما بعد الموت وهو عزائهم الوحيد في ظلِّ عدم نجدتهم وهم أحياء فوق الأرض رغم هزائمهم المتتالية عبر تاريخهم المديد التي تستوجب مدداً متواصلاً..! وإذا كان هذا التاريخ من الهزائم، وبخاصة تاريخهم الحديث، لم يكف للشروع في طرح بعض الأسئلة التي يعتبرونها محرَّمة، فإنَّ الألفية الجديدة لا توحي بغير الاستمرار على نفس الطريق لكنهم معزَّزين هذه المرة بسلاح الفتاوى الموروث الذي راحوا يستخدمونه بكثافة تتناسب طرداً مع عجزهم المتفاقم من جهة، ولانتهاء مفعوله بحكم انتهاء صلاحيته منذ زمنٍ طويل من جهة أخرى..! ولا أحد يدري كم يلزمهم من الوقت للاقتناع باستحالة خروجهم من المربع الذي يراوحون فيه من غير الخروج من تفاصيل الزمن الغابر هذا إذا ما أرادوا حقاً العبور إلى حضارة العصر الراهن..!؟
18/4/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن جدوى الكتابة
- صاحب الكلكة وربيع سورية
- ماهية الانتصار في الزمن الراهن
- المتاجرة لبنانية والتاجر ميخائيل عوض
- غباء القوة
- المراهنة الخاسرة
- التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج
- ميليشيا الصدر ووحوش الفلوجة وجهان لعملة واحدة
- حكايات سياسية من هذا الزمن بمناسبة الإفراج عن:محمد غانم _ 1 ...
- هلوسة سياسية
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة
- أسلحة الدمار الشامل
- السجن والوطن وما بينهما إلى: محمد غانم
- نعسانيات الأغا على الجزيرة
- عن الخطوط الحمراء
- الحرية أولاً وثانياً وأخيراً
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة والقومجيي ...


المزيد.....




- -ستكون نهاية حزينة للغاية-.. شاهد كيف هدد ترامب حماس أمام ال ...
- -إذلال- و-خيانة-.. اعتذار بنيامين نتنياهو من قطر يثير غضبا إ ...
- ترامب رئيساً لمجلس السلام في غزة.. فما هو دور توني بلير ونجي ...
- هل يتسبب سد النهضة في فيضانات بالسودان؟
- احتجاجات المغرب.. شباب جيل زد 212 يتحدثون لترندينغ
- مع بدء العام الدراسي في السودان: ملايين الأطفال خارج قاعات ا ...
- سكان غزة المنهكون يطالبون حماس بقبول خطة ترامب
- الإسرائيليون يعبرون عن الأمل بينما يكشف ترامب عن خطة السلام ...
- اختيار فتاة عمرها سنتان كإلهة حية جديدة في نيبال
- تهنئة في مؤتمره التاسع … حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأرد ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - العبور المستحيل