أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج















المزيد.....

التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 798 - 2004 / 4 / 8 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تدمِّر السلطة عوامل الممانعة الداخلية بفعل سياسات الإقصاء، والقمع، والانكفاء إلى ما يعزز الاستمرار المنفرد في الحكم والتحكم، يتقدم بنجاح دور العامل الخارجي..ولا معنى لكلِّ التوصيفات اللاحقة بغضِّ النظر عن المماحكات التي تعقب انكشاف فعالية الدور الخارجي من عدمه، وذلك في تحديد سياسة البلد الخارجية، والداخلية.. ولا شك أنَّ دور العامل الخارجي أصبح أمراً طبيعياً، بل محتَّماً في عالم اليوم..! هذا إذا لم نقل: أصبح مطلوباً في نظر الكثيرين..!
السلطة السورية التي كانت حتى الأمس تتغنى بالاستقرار الذي تنعم به سورية، دون أن تقول: إنَّ هذا الاستقرار ليس إلا نتيجة محتَّمة لإحكامها السيطرة على المجتمع من خلال هدر أموال طائلة من الدخل الوطني على عملية إنشاء عدد غير مبرر من أنواع، وأشكال الأجهزة الأمنية، وبما يكفي لجعل الفضاء السوري يمطر رعباً، وخوفاً على مدى ثلث قرنٍ تبخّرت خلاله الحركات النقابية العمالية، والطلابية وغيرهما .. هذه السلطة المطمئنة لوضع الداخل المستتبْ كلياً، انصرفت بكلِّ إمكاناتها إلى الإمساك ببعض الأوراق الخارجية بهدف تكريس دورها الإقليمي.. كالورقة الفلسطينية، والورقة اللبنانية وسواهما، غير مدركة لحقيقة أنَّ أي دور فعَّال، وراسخ، غير ممكن إذا كان وضع الداخل مهترىء واستثنائي كما هو وضع الداخل السوري على حقيقته.. وهكذا ، ما إن تغيرت بشكلٍ جوهري طبيعة، ووظيفة دور العامل الخارجي،بعد تفجيرات ابن لادن الشهيرة، حتى انكشف الداخل السوري الممَّوه عليه على حقيقته، الأمر الذي أودى بالسلطة إلى فقدان الأوراق الممسكة بها واحدة تلو الأخرى.. وما أعلنته السلطة بعد انكفائها إلى الداخل بخصوص التطوير، والتحديث ما هو إلا نتاج هذا الوضع السلطوي المأزوم لكن، كيف يصِّدق عاقل أنَّ الكسيح يمكن تطويره..أو تحديثه..!؟ نعم يمكن مساعدة الكسيح بكرسي المعاقين المتحرك ولكنه يظلُّ كسيحاً..! إنَّ البناء الآيل للسقوط، لا حلَّ له سوى أن يهدم ويعاد بناءه حسب آخر ابتكارات الهندسة الإنشائية.. وما عدا ذلك، ليس أكثر من اللعب في الوقت الضائع ليبقى الخاسر الأكبر في هذه اللعبة هو جيل الشباب الذي عليه الآن أن يبدأ في تحمل مسؤولية ما جناه الآباء .. لقد وصل الوضع الداخلي إلى نهاية النفق المسدود، وما على الذين لا يرون سوى الكراسي، والمواقع، سوى التفكير جيداً قبل الاستمرار في التعامي عن الحقائق.. إنَّ الخيارات المصيرية التي تواجه أي شعب، تستلزم العودة إليه على الفور لا بالتدريج..! ولا ينفع الكلام الفاضي (( بتاع السلطة وجبهتها وإعلامهما )) وأيضاً كلام بعض الكتاب المعروفين الذين يخونون تاريخهم، ويشرشحون رصيدهم فضائياً وأرضياً..! و نستطيع القول بثقة: إنَّ ذاك الإعلام منافقٌ ، وذاك الكلام انتهازي بامتياز..وهو بالإجمال كلام إعلام حيص بيص يضّر ولا ينفع في الأوقات الحرجة..! ومن غير هذه العودة الحميدة للناس، يبقى البلد بمن فيه، قيد التدمير شبه المنَّظم إلى أن يصبح النفق المسدود قبراً مظلماً ..! ومن الحقائق الجارحة أنَّ العدو المنتصر علينا دائماً، يرجع إلى مجتمعه في كلِّ شاردة وواردة، حتى فيما يخصُّ إدامة الاحتلال أو عدمه، يرجع إلى المجتمع : أولاً: لأنه مجتمع فيه تداول للسلطة من خلال صناديق الانتخابات التي لها قدرة المحاسبة السياسية المباشرة..وثانياً: حتى لا يأتي إلى أية مفاوضات على شاكلتنا المعيبة..!بينما المهزوم، الذي هو نحن بلا فخر، أي جنابنا السلطة التي عليها واجب الانسحاب من الميدان السياسي بعد هزائمها المتكررة، وذلك طبقاً للأعراف التاريخية العسكرية ، فإنها بدلا من ذلك، تستمر في إعطاء الدروس التربوية في علم الوطنية، على يد أساتذة مفلسون غالباً ما يثيرون السخط حيناً، والضحك معظم الأحيان ..وهم جميعا يتناسون، أنَّ لا شيء تذروه الرياح، وأنَّ تاريخهم بكلِّ تفاصيله، موثَّقٌ لا تقوى على تزويره كلُّ آليات مراكز الأبحاث المعتمدة عند الرفيق كيم ايل سونغ، أو المبتكرة محلياً .. قد يكون من الصائب توصيف الحالة هذه : بأنها انخلاعٌ ضميريٌ.. وتردٍ أخلاقي.. وعين ارتزاقية لا تشبع.. وحزمة من الأمراض المستنقعية السلطوية حيث لا دواء لها، ولا رادع، طالما ليست هناك صناديق انتخابات، وتداول للسلطة، وحرية صحافة ، و مؤسسات مجتمع مدني، ورأي عام.. وغير ذلك من مفردات الدولة الحقيقية التي لم يتعرف إليها الشعب السوري إلا لفترة وجيزة أواخر الأربعينات، وكانت وليداً حديث السن لم يكتمل نموه بسبب سلسلة الانقلابات العسكرية وإلى يومنا هذا..!
السلطة السورية اليوم، فاقدة لعوامل الممانعة كلياً، وهي مستمرة في خسران ما تبقى منها، وحتى لا يتهمنا كالعادة حراس الأمر الواقع من كتاب، وصحفجية بالمبالغة، وهي بالمناسبة تهمة محترمة قياساً لما ينتظره المعارض السياسي إذا ما وقع بين الأيدي الرحيمة..!لذلك نقول لهم: ليس أمام سلطتكم إلا الاستجابة للاستحقاقات الدولية، والإقليمية، والتكِّيف الملزم مع الاشتراطات، والمستجدات، وبخاصة الإقليمية منها.. وذلك لضمان الديمومة، والاستمرارية، كهدف لا يعلوه هدف آخر..! وكل ذلك سيكون بالضرورة، على حساب الشعب السوري ومستقبله بشكل عام، وقواه السياسية الحية بشكل خاص.. وسنذكِّر بعضنا في القريب العاجل..! ونعتقد أيضاً أنَّ أحزاب المعارضة، وأحزاب البين بين، ستواجه أياماً صعبة خلال مرحلة التكّيف تلك إذا ما استمرت بإبراز مواقفها العدائية المتأصلة للغرب عموماً.. وللولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.. ويبدو أنها مدركة لهذه المخاطر من واقع تناولها للحبوب المسكِّنة بكثرة هذه الأيام.. مما جعلها كالرجل المخبول الذي ضيِّع الطريق إلى بيته..!
إنَّ ما نودُّ توضيحه في هذه العجالة، بعد أن وصلتنا تعقيبات من بعض الأفاضل القراء، ولا أعرف كيف حدث بعض الالتباس هنا أو هناك، هو أنني من أشد الناس اقتناعاً بحتمية الاندماج ( أقصد البلاد ) في العالم، ومجاراة الشعوب الأخرى، والتفاعل المفتوح معها.. لكن على أن يكون هذا الاندماج، وتلك المجاراة نتاج، ومحصِّلة لسياسات تشاركيه وعبر صناديق الانتخابات الحقيقية، والشفافة، لا أن يكون بفعل عملية تكِّيف ( من تحت الطاولة ) كما هو حاصلٌ الآن..! وكما هو واضح لكل ذي بصرٍ وبصيرة..! إنَّ العزلة عن الآخر ولو كان شيطاناً، لم تعد ممكنة في عالم اليوم ..إنها ضربٌ من العبث بمصالح البلاد، و الناس ومستقبلهم.. ولا أعتقد أنَّ هناك من لا يزال يعيش مع هذا الوهم..! لقد أصبحت مصائر الشعوب متشابكة، ومتفاعلة ,ومتداخلة بحيث لا ينفع معها تقوقع ، ولا عزلة، ولا [ حجب ]..ومن الطبيعي أن يبقى هناك تابع ومتبوع، طالما بقيت هناك أنظمة خارجة على الشرعية الإنسانية.. تعنيها فقط، مصالحها الفئوية ، أو الحزبية.. أكثر مما تعنيها مصالح شعوبها، وبلدانها..!
30/3/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميليشيا الصدر ووحوش الفلوجة وجهان لعملة واحدة
- حكايات سياسية من هذا الزمن بمناسبة الإفراج عن:محمد غانم _ 1 ...
- هلوسة سياسية
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة
- أسلحة الدمار الشامل
- السجن والوطن وما بينهما إلى: محمد غانم
- نعسانيات الأغا على الجزيرة
- عن الخطوط الحمراء
- الحرية أولاً وثانياً وأخيراً
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة والقومجيي ...
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة
- صيف سوري ساخن وكوميديا العمالة
- ليلٌ ودماء في المملكة
- حزب (الفلوجة) مرة أخرى
- فانتازيا برلمانية سورية
- الديك وعلوش والخطاب الأحمر
- إلى الجحيم


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج