أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد نصره - هلوسة سياسية














المزيد.....

هلوسة سياسية


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 795 - 2004 / 4 / 5 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


لم أكن قد شاهدته من قبل..لذلك، حدَّقت إلى وجهه ملياً قبل أن أستجيب إلى عرضه، ومشيت إلى جانبه صامتاً.. كان حزينا متجهماً وحاضراً غائباً..كان يصلح للعب كلِّ الأدوار في كلِّ الأزمنة..في الفراغ من حولنا، انتصبت مرآة بحجم الكون لكن لم تكن تعكس غير صورتي متجاهلةً وجوده المتحرك..فوق الأرض من حولنا، تناثرت عشرات الزجاجات الفارغة، والكتب العتيقة، والأوراق البيضاء ..وأنا، في هذا اليوم الفلوجي، مكتئب، وخجول..! لذلك، لست مستعداً لمواجهة بطل صنديد من أبطالي الخارجين من الورق.. أولئك الأبطال الذين ما إن أنفخ فيهم روح الحياة حتى يتراكضون بين الكلمات، ويتعاركون فوق السطور، ويتقاذفون النقاط والحروف.. تماماً كالأبطال الذين يشبهونهم على الأرض..ومع ذلك ،ظلَّت الحياة حتى الأمس تمضي قدماً لا تنتظر المتفرجين الأوباش الذين لا يفعلون شيئاً مهما كان عدد الضحايا الذين يسقطون أمام أنظارهم..وهاأنذا أقع في كمينٍ نصبه بطلٌ طارئ راح يشتم أمي الفاضلة التي تسببت بمجيئي العكر إلى عالمه النظيف..لكن هذه المرة تمالكت نفسي.. وركلته على قفاه في لحظة شجاعة حقيقية نادراً ما أتاحتها نعمة الطوارئ البلدية .. ثمَّ أردفت قائلاً: انتظر وسترى يا ابن التي..لكنه اندفع نحوي فجأةً وهو يزِّمجر، ثمَّ ما لبث أن عوى في وجهي.. عوى وطال نباحه..طال.. حتى أدركت أنَّه يقول لي: (( ولاه..هل تعرف من أكون..!؟))..ثمَّ بعد ذلك هطلت المبادرات لإنقاذي من براثينه.. قال أخي( الزنكيل) المهاجر إلى بلدان النفط والفرنكات: لو كنت عاقلاً لعملت على سحبك……….لكنني قاطعته قائلاً: أنا لست دلواً..! فاكفهرَّ وجه أمُّ المهاجر وصاحت في وجهي: يا ليتني أنجبت أنصاف الليرات بدلا منك..ثمَّ بعد ذلك خلعوا عقلي، وأوثقوا رباطه، وركنوه أمانة لدى المختار.. وما لبثت أمُّ المهاجر أن صاحت بانشراح: أخيراً لقد استعاد الولد عقله..ومن يومها، أي بعد أن استعدت عقلي، اندفعت للإسهام في المسيرة النضالية بتاع حركة التحرر..وهذه المسيرة الخّلابة، حافلة بالكوبونات ، و الخيرات.. وهي لا تزال تواصل مواصلتها منذ أربعة ثلاثة عقود و(نيفتين).. وإذا ما اعترضها عكروت مدعوم على طريقة دعم الدقيق، والسكر، والزيت النباتي ،هذا الدعم الذي تتكرم به السلطة من طامورتها الخاصة لإطعام من جوعتهم مسبقاً كي يستحقوا لاحقاً الدعم والمكرمات.. نبق ( من ينبق نبقاً ) – يمكن الرجوع إلى قاموس الشيخ شخبوط- من بين الصفوف، فارسٌ مغوار ليضع العربة أمام الحمار فتنعدل المسيرة على الفور.. ويستقيم الوضع على أربعة.. وحدهم القرباط الملاعين يعكِّرون صفو المسيرة عند مفارق الطرقات وذلك، بعد أن تركوا طبولهم الكبيرة أمانة عند أحزاب التبولة، والمشاوي الذين يحملون على ظهورهم المحدودبة الأمة جمعاء وكلما فتح حزبٌ منها فمه صاح: الأمة.. الأمة.. فيسارع العابرون لوضع ليراتهم، أو دراهمهم،أو دنانيرهم، أو جنيهاتهم: في البرنيطة، أو القبعة، أو العترة ، أو الشماخ.. وهذا عائدٌ لمرجعية كلٍ حزب من أحزاب الأمة..والهلوسة ماضية في طريقها كما المسيرة المباركة نقطة فاستراحة.
../../…./



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة
- أسلحة الدمار الشامل
- السجن والوطن وما بينهما إلى: محمد غانم
- نعسانيات الأغا على الجزيرة
- عن الخطوط الحمراء
- الحرية أولاً وثانياً وأخيراً
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة والقومجيي ...
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة
- صيف سوري ساخن وكوميديا العمالة
- ليلٌ ودماء في المملكة
- حزب (الفلوجة) مرة أخرى
- فانتازيا برلمانية سورية
- الديك وعلوش والخطاب الأحمر
- إلى الجحيم
- تساؤلات مشروعة –4 – هل يوجد في سوري بديل..؟ - الأخير
- تساؤلات مشروعة –3-
- برامج للتشهير بالمجانين العرب فضائياً


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد نصره - هلوسة سياسية