أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - مقاطع من ليماسول- أوّلاً














المزيد.....

مقاطع من ليماسول- أوّلاً


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2635 - 2009 / 5 / 3 - 05:26
المحور: الادب والفن
    


إيفان
شاء القدر أن أتعارف مع إيفان في حديقة ليماسول*
المطلّة على المتوسط بظلال رومانسية
وأشجار يقضي الأطفال بينها أوقات لعب ومرح خلال عطلة المدارس الصيفية
حتى يحين دور الشباب في المساء ليمارسوا ضروباً مختلفة من العشق كلّاً بطريقته
كان إيفان وهو في العشرينيات من العمر يبحث عن مستأجر يناصفه إيجار شقته الغالي نسبيّاً
فاختارني من بين الذين استجابوا لعرضه
لم أكن أعرف سوى أحد أقربائه في العراق ممّن لهم في نفسي أثر طيّب
كان يتصيّد في مستنقعات العشق بائعات هوىً من جنسيّات مختلفة
لا يمضي أسبوع من دون رؤيته مختلياً في شقتنا مع إحداهنّ
على رغم تمسّكه بعلاقة حميمية مع صديقة له كانت تداوم على لقائه بانتظام-
يومَي عطلة نهاية الأسبوع
كانت مخلصة له وحبّها عميق
تعتني بالشقة عنايتها بمنزلها
تطبخ أشهى المأكولات ومنها الطعام الصيني الذي تذوقتُ المرّة الأولى من صنع يديها
لو أخبَرَها أحد بتصرّفاته وهي تدير ظهرها عائدة إلى محلّ عملها وإقامتها لما صدّقتْ ولو كان المُخبر من الملائكة
كانت الحديقة تعج بالمارّة ومنهم من يمارسون رياضة المشي
ومن بين آذان الشباب والصبايا تنبعث أصداء الموسيقى الهادئة منها والصاخبة
مرّ بنا أحد الشباب ماشياً بسرعة متسابقي الماراثون وهو عارٍ تقريباً
سلّم الشاب على إيفان برمشة عين
وقد لاحظ إيفان علامة دهشة في عينيّ فلم يستطع السيطرة على حاسّة الضحك
سألته ما الذي يُضحكك؟
قال وهو يرفع حاجبيَه مومئاً صوب الشاب: حلو!
قلت: لِمَ لا، لا يقتصر الجَمال على جنس ولاجنسيّة ولا طائفة
قال بصراحة ما معناه: مارستُ معه مرّة
قلت: أما كفتك النساء؟ قال: بلى، لكنّ الشاب استهواني أيضاً وهو يبحث عن فحول مثلي ومثل غيري
قلت: هل تشعر بنقص ما إمّا عدلت عن الممارسة معه؟ قال: لا أدري ولكنها نوبات
مرّت أسابيع أخَر فإذا بي أرى صديقته في أمسية ليست من أماسي يومَي العُطلة
تبكي بصوت عالٍ متهدّج،
ما أثار تنبّه نفر من المارّة لدرجة الإستغراب
كانت تشكو لي قرار إيفان بالتخلّي عنها
تحاول نزع اعتراف ما منّي حول شخصيّته ومسالكه وعبثيّته
لم أعترف لها بشيء،
لاحترام أواصر الثقة والأمانة ما بيني وبينه
حاولتُ من جهة أخرى تعزيتها
وألمحتُ بأنّ في رحم المستقبل ما هو خيرٌ من الماضي
كي أخفف من شقائها ومن جموح عواطفها
جلسَتْ خلفي في ذلك المساء وأنا أقود درّاجة ناريّة
أوصلتُها بصمت إلى شارع قريب من محلّ سُكناها
ودّعتها ثمّ عدتُ إلى شقتنا التي خيّم عليها منظر البؤس
إذ غادرتْها سحابة الوفاء وألق الإلتزام العاطفي
لم أخبر إيفان عمّا حدث
استجابة لطلبها وقد اعتبرتُها صديقة لا أكثر من هذا ولا أقلّ
أمّا إيفان فقد حال تركي قبرص دون تلقيّ خبراً من جهته
ولا سيّما بعد التمدد الحاصل في جسد الغربة
وامتداد إحداثيّات العبث
واتساع زمن المعاناة
وكم تمنيت أن أعرف محلّ إقامته اليوم
لكي أقوم بواجب بسيط تجاهه
أخبره في الأقلّ عن مشاعري إزاء عدوى الإرهاب المُدان منه وغير المُدان
المنتقل خصوصاً إلى العراق
سواءٌ من إيران أو من أفغانستان
طالت العدوى مثليّي الجنس الآمنين من غابر الزمان
وما أدرى صديقي ما جرائم الشرف
يقوم بها رجال لا ضمير فيهم ولا شرف
منهم من تستر على جريمته ومنهم من اعترف
تلك العدوى لم تقتصر على الإنسان
فقد طالت الحيوان
وقد بُدئ بممارسة الإرهاب ضدّه
سواءٌ أكان مُصاباً بداء الإنفلونزا أم بغيره
إنّ المجنيّ عليه هذه المرّة هو الخنزير
يستفيد الناس من لحومه وشحومه الكثير
ومن غدّة البنكرياس عنده يُستخرَج الإنسولين لعلاج داء السكري الخطير
هذا زمنٌ يقضي الإنسان المستكلب (أو المستذئب) فيه على طبيبه
وعلى معلّمه بل على أعزّ المقرّبين إليه
ويُلقي في القمامة (أو الشارع) بدوائه وبأغلى ما عنده

..............

* ليماسول أو ليماصول: Limassol or Lemesos, Greek: Λεμεσός
المدينة الثانية في قبرص بعد العاصمة نيقوسيا
بيت التكنولوجيا القبرصيّة
مركز ثقافي وحضاري وتراثي
أكبر مرفأ تجاري في المتوسط ومن أهمّ مرافقه السياحيّة
المزيد عنها في ويكيبيديا:
http://en.wikipedia.org/wiki/Limassol



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل مفتاح الأمل- رابعاً وأخيراً
- العمل مفتاح الأمل- ثالثاً
- العمل مفتاح الأمل- ثانياً
- العمل مفتاح الأمل- أوّلاً
- زيدوا من مواقفكم المُحَسّنة بدلاً من القرصنة
- حرية التعليق ومتنفس التصويت
- من وحي المقالة السابعة والسبعين في شأن عصبة مالك الحزين
- الجريء
- القضية الفلسطينية ممّا في ذاكرتي العراقية
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- ثالثاً
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- ثانياً
- الرِّدَّة- رَدّاً على البُرْدَة
- مقاطع من عودة الحذر
- عودة الحذر
- ذكر واحد يساوي أنثى واحدة فقط لا غير
- رفع الحصانة عن إبليس في قضية التضليل والتدليس
- الرِّحْلة المُرَقَّمَة 622 إلى القمَر
- الكشف الدقيق- ردّاً على تعليق
- إنصاف النصف الآخر
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - مقاطع من ليماسول- أوّلاً