زيدوا من مواقفكم المُحَسّنة بدلاً من القرصنة

رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 04:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يظن قراصنة الإسلاميّين بأن أسلوب القرصنة المحمدية تحت مسميّات الفتح والجهاد والتطهير وما شابه،
ابتداءاً بصدر الإسلام حتى اليوم
والذي عفا عليه الدهر
يمكن أن يستمرّ ويُكتَب له النجاح في كل زمان ومكان
بما أنه أسلوب قد نفع على غفلة الشعوب في زمن مضى-
زمن الغزو والنهب والسلب والسبي والإحتلال والتهجير والجزية وقتل المرتدّين بطرق وحشية
وتالياً محاولات التصدّي للمرتدّين عن الإسلام والتصدّي لإرساليّات التبشير بالدّين المسيحي والتعرّض النفسي والجسدي للمتنصّرين في دوائر (أمن) الدولة،
ذلك على أنّ جميع الجرائم المذكورة تتم بتشريع من السماء،
من إله جبّار متعالٍ على خلقه ومسيطر [أو مصيطر] ومنتقم وماكر ومذلّ وعزيز وحكيم...

والغريب في الأمر بل المستهجَن هو أنّ شيوخ المسلمين العلماء منهم والفقهاء لا يزالون يُضلّون الناس بمحاولات جديدة عبر الفضائيّات لتلطيف سيرة (الرسول الأعظم) ولا يزالون يقولون بقدسيّة الكتاب المنزّل عليه ومنع أيّة محاولة لنقده والطعن بصحّته على أنّه من المسلّمات والمقدَّسات وكأنّ النّاس نيام أو غافلون من جهة

ومن جهة أخرى يحاولون إضفاء صفات التلفيق والإسرائيليّات على ما ورد في كتب السيرة المحمّدية فحاول بعضهم تنقيتها من جديد
فنقلاً عن موقع العربية.نت: قام باحث إسلامي شهير بتجريد صحيحَي البخاري ومسلم من 653 حديثا مشكّكا في صحتها (وهو المصري جمال البنا- 84 عاماً- وهو الشقيق الأصغر لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا ونجل محقق الأحاديث النبوية عبد الرحمن البنا) معتبرا أنها غير مُلزمة لأحد. كما اعتبر أنه تجاوز بذلك عقبة الخوف من "التعرض لتنقية الصحيحين اللذين يُعَدّان أقدس كتابين عند المسلمين بعد القرآن"
وقال: إن حديثاً واحداً لم تشمله هذه العملية وهو "رضاع الكبير" الذي أحدث ضجة كبيرة في العام الماضي، عندما أصدر رئيس قسم الحديث السابق بجامعة الأزهر فتوى مستنداً عليه بجواز إرضاع زميلة العمل لزميلها لكي لا تصبح خلوتهما في المكتب غير محرمة!
وأوضح لـ"العربية.نت": إن ذلك لا يرجع لاعتبار الحديث صحيحاً، إنما من قبيل السهو والنسيان لكون عملية "التنقية" اعتمدت أصلاً على الأحاديث الواردة في "البخاري" باعتبارها جاءت أيضا في "مسلم" لكن هذا الحديث بالذات ورد في الأخير فقط، لكنه يأخذ نفس حكم الأحاديث المستبعدة.
وصدرت "تنقية" جمال البنا في 342 صفحة من القطع الكبير بعنوان "تجريد البخاري ومُسْلِم من الأحاديث التي لا تُلزم" ووصفها بأنها "كانت أملاً عزيزاً عبّر عنه الكثيرون ولكنْ لم يقم أحد بهذه المهمة"

ويعلم متابعو برامج التنقية المزعومة أنّ تركيا العلمانية- رسميّاً- قد خطت خطوات مميَّزة في إطار تنقية السيرة والأحاديث

مع ما تقدّم وبدلاً من أن يحاول المسلمون إجراء المزيد من التنقية والتصفية
وبدلاً من محاولات تكفير بعضهم بعضاً
وبدلاً من محاولة الردّ المنطقي على ما يُثار من تساؤلات ضد الإسلام
وبدلاً من اتباع مؤسسات الدولة الدينية (الإسلاميّة) سياسات بعيدة عن التطرّف والتعصّب والعنف
وبدلاً من ايقاف عمليّات الترصّد للفضائيّات التي تتناول الإسلام وإيقاف المحاولات الجارية لحجبها بالإضافة إلى اختراق المواقع الالكترونية؛
فإنهم لا يزالون يقومون بمحاولات متكرّرة لحجب فضائية الحياة من بعض دول شبه الجزيرة العربيّة- السعوديّة مثالاً-
وحجب موقع الحوار المتمدّن واللادينيين العرب وإسلام أكسبليند- بتأكيد إحدى السيّدات السعوديّات التي أرسلت لي رسالة قبل شهرين على بريدي الالكتروني-
لكنّ هذا الأسلوب الهمجي وبدائي التفكير لا ينفع إطلاقاً في الواقع الحالي
إذ قد فات على هؤلاء السّذج أنّ النّاس منذ زمن غير قصير قد بدأت بالإستفادة من خدمات التقدّم العلمي والتقني الحاصل في الدول المتقدمة
ولا سيما الخدمات المجانية منها أسوة بشعوب تلك الدول
بل زاد من فضول الناس إلى العلم وإلى البحث عن سائر مصادر المعرفة في عصر العولمة-
الذي اختزال العالم إلى قرية صغيرة معلومة المساحة وسائر الأبعاد

كما فاتهم أن من الممنوعات ما هو مرغوب ومقبول ومستساغ- كما هو شائع
وفاتهم تالياً أنّ التقنيات التي يحصلون عليها من (الكفّار) هي ذاتها الكفيلة بإحباط جميع محاولاتهم!

ولعلني هنا أتذكر جانباً من محاولات لصوص البنوك وقراصنة السفن؛
كلّما تفننوا في عمليّات السطو والقرصنة زادت وسائل الوقاية والتصدّي ليجدوا معوّقات جديدة...

أمّا قراصنة الفضائيّات والالكترونيّات الذين يحظون بمباركة شيوخ الإرهاب
فما عليهم- وبالأحرى على شيوخهم- إلا إعادة النظر في دينهم الذي سمح لهم بممارسة الشرّ بجميع وسائله وأشكاله
وليعلموا أنّ بالكيل الذي يكيلون يُكال لهم ولو بعد حين!

علماً أنّي أؤكد بهذه المقالة على الفصل في مواضيع الإسلام ما بين أحبّائنا- من المسلمين والمسْلمات- ممّن ورثوا الإسلام
وبين الإسلاميّين السّائرين في دروب الضلال وترهيب الشعوب.

والنصرة للمحبّة والسلام وحقوق الإنسان

#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل