أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ثائر الناشف - أباطيل ثقافة (المقاومة)














المزيد.....

أباطيل ثقافة (المقاومة)


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 07:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


السائر في أرجاء المدن السورية سيجد يافطات حمراء اللون تحمل عنواناً كبيراً في معناه ضئيلاً في مبناه ، عنوان : فلنعزز ثقافة " المقاومة" ، وعلى هذا العنوان يضيف أحد البسطاء الذي لا يجد ما يقتات عليه ، كيف سنعزز هذه الثقافة , أنعززها على طريقة شباب " باب الحارة" التي سحرت القلوب وسلبت العقول ، أم نعززها على طريقة خلايا " حزب الله" التي انكشفت عمالتها ؟.
وكأننا في عصر الستينات من القرن الماضي ، عصر العضلات المفتولة والحناجر الصداحة والشعارات البراقة ، وأيضاً عصر الهزائم المتتالية ، لا بل نحن في عصرنا هذا ، عصر ثقافة " المقاومة" ، بعدما كنا في عصر الصمود والتصدي والتحرير ، فعندما عجزنا عن إنجاز التحرير من البحر إلى النهر ، كان من الطبيعي أن نسير في ركب " المقاومة" ، حتى يذكرنا التاريخ ويسجلنا في سطوره ، هذا هو مفهوم " المقاومة" عند أصحاب هذا الخطاب وهذه الثقافة العرجاء ، والتي لا أساس لها إلا في علم الفيزياء .
فكيف يريدون جعلها ثقافة وهم أبعد ما يكونون عنها ، لن نحاجج أحداً ، لكن هل نصت أدبيات حزب البعث على " المقاومة" ؟ أليست بدعة إذن ؟ سيما وأن أدبيات البعث تدعو إلى الثورة التي انتهى مفعولها لا إلى " المقاومة" ، والتاريخ العربي مليء بالثورات حتى قبل وجود حزب البعث ، تاريخٌ شَهِدَ ثورات شعبية وليست ثورات أنظمة ، هدفها التحرر أولاً ، ولنا في ثورة سعد زغلول في مصر عام 1919 وثورة إبراهيم هنانو في سورية خير مثال .
ليس غريباً أن تنادي حماس وحزب الله بالمقاومة باعتبارهما تعلنان عن ذلك ، لكن الغريب في الأمر لجوءهما إلى هذا المصطلح الفضفاض ، مصطلح " المقاومة" ، ولجوء النظام السوري والإيراني في تبنيه ورفعه عالياً إلى مرتبة القداسة ، ربما نادتا " بالمقاومة" لأنها حمالة أوجه ، فمرة تكون " مقاومة" وأخرى تغدو مقاولة ، أي " مقاومة" العدو ومقاولة الصديق تارة ، و" مقاومة" الصديق ومقاولة العدو تارة أخرى ، وكأننا في جدل فلسفي غير منقطع .
كيف يمكن أن نعلل مناداة النظام السوري " بالمقاومة" والدعوة إلى جعلها ثقافة تتشربها الأجيال ، وماذا لو تضخمت ثقافة " المقاومة" عن الحد المعقول والمسموح به وطالبت هذه الأجيال " بالمقاومة" لتحرير الجولان ، من الواضح أنها لن تتضخم لأنها في الأساس مقاولة تسعى دائماً وأبداً إلى عقد الصفقات أحياناً وإلى التهدئة أحايين ، و إلا كيف يمكن أن تكون " مقاومة" ومفاوضات السلام جارية في السر والعلن ، وكيف ستقرأ إسرائيل التي لا يفوتها حرف واحد ، أن السلام لن يتحقق إلا " بالمقاومة" ، ماذا ستقول عنا ؟ ستقول قبل أن تهزئ منا ، لعبتكم لعبة قائمة على مبدأ التقية ، في الظاهر " مقاومة" وفي الباطن مقاولة ، وهي أي إسرائيل ، مستعدة للوجهين في أي زمان ومكان .
أخيراً بقي علينا أن نقول ، لطالما سئمت الشعوب أباطيل " المقاومة" وراحت بدلاً من ذلك ، تفتش عن ما يسد رمقها ، فإن المعنى الوحيد " للمقاومة" ، ليس المناورة أو المقامرة ولا حتى التقية ، بل إنه دليل إفلاس كبير واستعداد لطوفان عظيم ، لن تجدي معه الشعارات المستهلكة ولا الثقافات المسطحة .

http://thaaer-thaaeralnashef.blogspot.com/



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبي جلعاد شاليط
- حقائق استراتيجية إيران المرعبة
- زئبقية السلوك السوري
- بروفة سورية استعداداً للمحكمة
- الإسلاميون أنصار الديكتاتورية
- سورية قبل المصالحة وبعدها
- ((همجية)) رافسنجاني .. وسقطة طالباني
- الإرهاب العابر للعقول
- لماذا تغير النازيون ولم تتغير أميركا ؟ عسر التغيير في أميركا
- هويتنا ليست للهواية
- حقيقة الرسالة السعودية للأسد !
- بيروت - سورية ... وغزة - فلسطين
- دينامية التغيير في إسرائيل
- حماس : ثنائية المقاومة والمقاولة
- حزب (( خدا )) وبازار غزستان
- المصالحة العربية في ذمة (الممانعين)
- حماس : (( انتصار)) بحجم المأساة
- تحايل العرب على أنفسهم
- أيهما أخطر إيران أم إسرائيل؟
- إيران/ إسرائيل : حرب الرسائل الساخنة


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ثائر الناشف - أباطيل ثقافة (المقاومة)