أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود غازي سعدالدين - ال ..حجي ( عجيرش) وتوماس اديسون !!















المزيد.....

ال ..حجي ( عجيرش) وتوماس اديسون !!


محمود غازي سعدالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قرأت مقالة للأستاذ موفق الطاهر بعنوان (الفرق بين جهادنا وجهاد الكفار) جعلتني أسطرالمقال وماتحمله هذه السطور من معاني جميلة إلى الخوض ألى هذا الموضوع مرة أخرى متمنيا للكاتب عودة موفقة (مثل مايكولون الدنيا بخير) بوجود هذه ألأقلام الحرة التي تكشف زيف وبطلان الشعارات التي يروج لها فقهاؤنا ووعاظ السلاطين وماكناتهم ألأعلامية الضخمة التي تروج لثقافة التطرف والتهميش وإصدار فتاوي التكفير والقتل والتفخيخ.
تطرق الكاتب الفاضل إلى الفرق بين مايقوم به ألإنسان عموما في مجتمعات الدول المتقدمة من بناء للإنسان نفسه وبحوث علمية وتطور على كافة الصعد وبين مجتمعاتنا ألأسلامية الدكتاتورية خاصة التي تعاني من تردي في الواقع الإقتصادي والإجتماعي والديني .
ولعل غاية الكاتب وغايتي في هذه ألأسطر لاتختلفان في شيء فقد تطرق إلى مثال استحضره من حديث لوالده (الله يذكرة بالخير) في مجلس عزاء قال فيه (يعني أديسون العالم اللي سوى الكهرباء ولكن لم يكن يصلي ويصوم والذي خدم العالم والانسانية جمعاء يروح لجهنم وحجي عجيرش ذو اللحية العفنة يروح للجنة !!) .
ولم يقصد الكاتب هنا أنتقاد (الحجي عجيرش) بسبب لحيته العفنة في إشارة قد تكون إلى طول لحيته أومظهرها وقد يكون الإسم مجازيا , ولكن ماقصده ونقصده هي الثقافة التي يسير عليها مجتمعنا المتخلف بقيادة فقهاء مابرحوا يفتون بإدخال هذا ألإنسان الذي خدم الناس بإنسانيته وعمله الصالح ألى جهنم يصلاها سعيرا , ويدخلون المجرمين على غرار معاوية ويزيد والحجاج وصدام بل وحتى الزرقاوي للجنة , وكأنما مفاتيح الجنة والنار بأيديهم يدخلون هذا ويخرجون ذاك .
في مجتمعاتنا العديد من الوعاظ والمتفيقيهين (على غرارحجي عجيرش) الذي يجيدون عمليات غسيل الدماغ لشرائح المجتمع وليس بمعزل عن المؤسسة الحاكمة , قال لي أحدهم ( صدام يروح للجنة) فقلت وكيف سيدخل الجنة رغم كونه طاغية ومجرم بحق شعبه والإنسانية جمعاء ؟ فقال مادام هو مسلم وقد شهد الشهادتين وكان يقيم الصلاة !! فهو قد ضمن دخول للجنة بعد عقاب يسير من الله.
في مثال واقعي في مجتمعنا أستحضره هنا أن أحد المسلمين من جماعة حجي عجيرش قال لأحد ألأخوة اليزديين ( يا معود أتشهد وتروح للجنة) وكان صديقنا اليزيدي على قدر عال من الثقافة والعلم فقال له وماهي تلكما الشهادتان ؟ فقال له أن تنطق وتشهد بأن ( لا إله إلا الله وأن محمد رسوله) فقال له هل أذا نطقت بها هل أضمن بذلك دخولي الجنة قال ولكن أن تكون من قلبك !! فقال فوالله انني اعترف بأن لا إله إلا الله ومحمد رسوله ومن قرارة نفسي وقلبي وأنني يزيدي ولي عقيدتي الخاصة وأقررت ما تقرونه أنتم المسلمين بلساني وبقلبي ولكن لن ولا اريد أن أكون مسلما بنطقكم فقط للشهادة الشكلي وصومكم وصلاتكم كطقوس, وقد ضمنت دخول الجنة وانا يزيدي !!
نعم هذا الحكاية تسوقنا إلى تصريحات وخطب العديد من فقهاء ألإرهاب وبشكل علاني أن صدامآ هو شهيد ألأمة وسيدخل الجنان من أوسع أبوابها (باب الشهداء) وليرجع من يشكك في كلامي هذا ألى خطب القرضاوي والشيخ أحمد السيسي وعايض القرني ومفتي قناة المجد الفضائية عبدالعزيز الفوزان وو.. غيرهم الكثيرون ممن أفتوا ويفتون بأهوائهم وليس بعقولهم بإدخال القتلة والمجرمين والذباحين إلى الجنة لكلمات يرددونها ولحركات قد قاموا بها من قبيل الصلاة والصوم .
في كتاب العقائد ألإسلامية للسيد سابق يشير فيه إلى مجموعة من العلماء الغربيين الذين كان لهم الفضل في تقدم ركب الحضارة وماهية وطبيعة اعتقادهم جاء فيه (ومما يؤيد هذا مانشره الدكتور دينرت من بحث حلل فيه ألأراء الفلسفية لأكابر العلماء بقصد معرفة عقائدهم فتبين من خلال إستطلاع رأي 290 عالما التالي 242 عالم أقروا ايمانهم الكامل بالله و 28 لم يصلوا إلى عقيدة و 20 منهم لم يهتموا بالتفكير الديني نقلا عن مجلة ألأزهر الدكتور أحمد شلبي إنتهى ألإقتباس).
وقفت هنا عند هذه ألأسطر فالعلماء الذين استطلعت أرائهم لم يكونوا مسلمين ولم يكونوا ليصلوا ويصوموا (مجرد حركات وطقوس) ولكن غالبيتهم ذكروا أيمانهم (وليس أسلامهم) بالله والشريحة الباقية منهم ممن لم يصلوا إلى عقيدة ما برحوا يفتشون ويبحثون ماهية ألأيمان والقسم القليل الباقي لم يكترث بالتفكير الديني.
نقول هنا أنه هل من العقل والمنطق والعدل أن يدخل علماء من أمثال آينشتاين وجاليليو وسقراط وأديسون ولويس باستور وو.. والعديد ممن خدموا ولازالوا يخدمون ألإنسان وألإنسانية بإنجازاتهم العلمية وقد خصصوا جل تفكيرهم وحياتهم في سبيل خدمة جميع بني البشر دون النظر ألى عقيدة هذا أو ذاك أو شكله ولونه.
من الممكن أن لايتقبل المتشنجون والمتطرفون من الفقهاء هذا الكلام ولكن نقول المبدأ الذي عهدنا أنفسنا عليه (ولاتخشى في قول الحق لومة لائم) إن نصوص القران وجميع الكتب السماوية واضحة في بيان أن العمل الصالح والمعاملة الحسنة والعدالة مع بني البشر هو المعيار ألأول وألأخير لنظرية الثواب والعقاب .
هل من العدل أن الله الذي من أسمائه العدل والرحيم والرحمن أن يدخل النار عباده الذين خلقهم وقد خدموا الناس جميعا في نفس الوقت يدخل الجنة من أجرم بحق ألإنسان وسفك الدماء واهلك الحرث والنسل فجزاؤه أن يدخله الله جنات تجري من تحتها ألأنهار وهذا ما لاتعكسه جميع ألآيات الصريحة في القران (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) ( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) 0مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ).
آيات غاية في الوضوح ولكن يأبى فقهاؤنا إلا أن يحرفوا الكلم عن مواضعه ويبغونها عوجا , فسيأتي العديد من هؤلاء المتفيقيهين بآيات اخريات (متشابهة أو منسوخة) كما جاء في الاية (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ).
أي فتنة أكبر من تلك وقعت عبر ما نقرأه في تأريخ المسلمين من معارك وقتال بين الصحابة سببها تأويل المتاولين ونفاق المنافقين ولازالت فتنتهم قائمة إلى يومنا هذا وما نشهده من تفجيرات في العراق وباكستان والهند وبريطانيا والولايات المتحدة وأفغانستان يعكس ماوصل إليه المسلمون من ذوي العقول الصماء الذين لايكادون يفقهون قولا.
لقد حولت الدول المتقدمة والتي تتبنى الديمقراطية والعدالة وتطبيق القانون ومبدأ المساواة وحقوق ألإنسان بصورة عامة حولت مجتمعاتها وبيئتها إلى جنان عدن تحفظ فيها كرامة ألإنسان وحقوق المريض والضعيف والمعوق والمسن بالأضافة لما تشهده ونراه من تقدم عمراني وخدمي ,( ليرحم الله من يرحم الناس) فهم بالنهاية ذاهبون من جنة إلى جنة .

أما مجتمعاتنا فقد حولناها إلى واحات جهنم في ضل غياب القانون والديمقراطية الحقيقية وفي ضل غياب العدالة والمساواة وحقوق ألإنسان وفي ضل غياب الخدمات ,يأكل القوي منا الضعيف وتجد متعبدينا فقهاء وسلاطين يعبدون الله وينهبون عباده في نفس الوقت ( يحادعون الله والله خادعهم ) لتكون عاقبتنا أن نساق من جهنم إلى جهنم الكبرى نصلاها سعيرا .

محمود غازي سعدالدين
دهوك/العراق
البريد ألالكتروني
[email protected]



#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العد التنازلي لإنقراض البعث ..
- الدين داء ودواء..
- تحرير العراق آهات ونظرات وعبرات..
- المرأة (تطفيء) المرأة !!
- المرأة بين سندان المحرمات ومطرقة العشيرة (الجولة الثانية)
- المرأة بين سندان المحرمات ومطرقة العشيرة
- وجدت الاسلام ولم اجد المسلمين
- نظرية المؤامرة من عبدالله بن سبأ ألى صدام حسين
- مناسباتنا الدينية وعقولنا المتخلفة
- ألانسحاب ألامريكي مالنا وما علينا
- الدراما التركية ودور تركيا الجديد
- تحالف المنافقين من صدام الى البشير


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود غازي سعدالدين - ال ..حجي ( عجيرش) وتوماس اديسون !!