أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسام مطلق - بمناسبة الانتخابات الجزائرية : الجزائر وأزمة الهوية














المزيد.....

بمناسبة الانتخابات الجزائرية : الجزائر وأزمة الهوية


حسام مطلق

الحوار المتمدن-العدد: 2614 - 2009 / 4 / 12 - 10:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الحقيقة ان الازمة التي تواجهها الجزائر هي ازمة هوية, ليس بمعنى التشكيك بهوية الجزائر العربية, ولكن بمعنى التحولات الداخلية التي تطرأ على الذات الجمعية عبر دفاعها عن نفسها. يطرح هيجل حركة الصراع بين الاضاد والانتقال في ثالوثه من المباشرة الاولى الى الثانية التي ترفع المنظومة القيمية الى المرحلة الزمنية اللاحفة عبر وسيطين, هما عنصرا فعل الصيرورة. العنصران هما الامتصاص والالغاء. بغض النظر عن شكل الهوية التي يبدأ بها اي صراع فإن التغير عبر فعل الديالكتيك يضفي على الاحاد صفة جديدة. هو ليس بالضرورة يقود الى التغير النهائي, الا في حال الممانعة الشديدة, ولكنه بالضرورة لن يكون الاحاد الذي انطلقت منه الحركة. الجزائر خاضعت معركة الاستقلال عن فرنسا, وهذا حق, ولكنها, عبر ذاكرتها الجمعية, اغفلت فعل الامتصاص الذي تعرضت له هويتها من الاستعمار الفرنسي ومن الصراع مع فرنسا. في الحالة الفرنسية تلك الحيوية, اقصد الاستقبال القيمي, كانت نشطة, ودليل ان الجزائر لم تستقل, كما يروج المتطرفون العرب بمن فيهم الجزائريون, بفعل المقاومة الباسلة, وهذا ليس تقليلا من دورها, ولكن التاريخ علمنا ان خسارة صاحب القوة مردها الى انهيار داخلي لا الى قوة ارادة المقاومة. في الحالة الجزائرية لعب الليبراليون الفرنسيون دور احرار الجزائر وصارعوا من اجل حرية الجزائر وهم بخوضهم لهذا الصراع قدموا للامة الفرنسية الامتصاص الذي تحتاجه للاستمرار. لقد ساهموا في النقل القيمي الذي جعل الامة الفرنسية عظيمة اليوم حين حملوا لواء القيم الانسانية البعيدة عن الشيفونية والمعترفة بحق الانسان في الحرية والكرامة. لم يقصروا هذا الحق على المواطن الفرنسي, كما فعل جنديهم البونابرتي, والذي استمدت من اسمه كلمة شيفونية, بل قالوا بالحرية للانسان. في الحالة الجزائرية رفض الجزائريون وبمدى منقطع النظير التأثير الفرنسي على بلادهم, وهذا مفهوم عاطفيا في المرحلة الاولى من الاستقلال, ولكنه اصبح كارثيا في المرحلة التي تأكد فيها الاستقلال, ومن هنا صار بحثهم عن احياء الهوية التي بدأوا بها الصراع دون مراعاة للمتغيرات التي طرأت على تلك الهوية بفعل الامتصاص القيمي الذي حدث خلال الاستعمار الفرنسي بما فيه معركة الاستقلال. هذا الرفض هو ما ولد الانقسام, حيث صار التناقض شديدا بين الهوية القادمة من القرن الثامن عشر وبين الهوية المتعصرنة على الحرية والليبرالية. المشكلة التي تواجه القوميين العرب عموما تكمن هنا. انهم عاجزون عن تحديد شكل الهوية, عن تحديد الانجاز الحضاري المرحلي الذي يعرفون به الهوية, وهذا في علم النفس التحليلي يسمى تقزم الانا, ومن هذا التقزم لا يجدون سوى الانا العليا يستحضرون منها ما نقص في " اناهم " الحضارية المرحلية. والجزائر ليست استثناء في ذلك. الحقيقة ان النزعة الشيفونية التي ناضل الليبراليون الفرنسيون ضد اليمين الفرنسي وانقذوا بما اتهموا به من اعدائهم بالخيانة, انقذوا بلدهم , هو ما عجز يعجز عنه القوميون العرب . هناك هويات كثيرة داخل الهوية العربية, القصد بالمعنى الثقافي, وللاسف فإن الفزع من العجز الواضح امامهم هو ما يدفعهم الى رفض الاعتراف بتلك الهويات, طبعا البربرية والكردية والامازيغية وغيرها من الهويات العرقية المطموسة قسرا داخل الهوية العربية انما دلالة ما بعدها دلالة على مدى عمق ازمة الفكر القومي العربي. ففي وقت يطالبون فيه بالحرية وبحق تقرير المصير , وهو مطلب محق, يمارسون ازدواجية, يشتكون انهم ضحيتها من الغرب, حين ينكرون على تلك الاقليات العرقية وغيرها حقها في التمايز الثقافي. بنظرة بسيطة لقد صارت كل المعاني المتخلفة والرافضة للمدنية والحداثة هي التعبير عن الانتماء العروبي. انها دعوة كي تنقى العروبة من صفات الانتقاص في القيم الانسانية والخروج عن مضامينها الى الاقتداء بالحالات الانسانية الاكثر نضارة , طبعا احداها الليبرالية الفرنسية التي ساعدت, ان لم تكن مكنت, الجزائرين يوما من الاستقلال. لم يكن الفرنسيون الذين تظاهروا من اجل استقلال الجزائر خونة ولا جبناء ولكنهم بكل بساطة كانوا مناضلي حرية فلتكن لنا بهم اسوة حسنة ونلعن اننا لم نعد ابناء العرب القحطانيين ولا ابناء الاسلام المحمدي ولنقل اننا نمتلك اوطاننا بالشراكة مع الاخرين فما من امة نقية وما من ارض نقية والا اقمحنا انفسنا من حيث لا ندري في الفكرة الصهونية باعادة انتاجها بطابع عربي. اتمنى للجزائرين التوفيق والسلام ولكنني ارى انهم بعيدون عنه مالم يقم المثقفون منهم بمراجعة فلسفية لتاريخهم وهويتهم تستند الى قراءة عميقة لهيجل فالتاريخ الانساني بالعموم يسير نحو ما قال هذا الرجل فلم نهمله من حساباتنا.



#حسام_مطلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب في نتائج المنظمة العالمية للملكية الفكرية
- الأزمة الإقتصادية نتيجة لتراكم خطأ سياسي وليس إقتصادي
- ردا على اسعد الديري : العلمانية بين العقل الديكارتي والحيوي
- الغدر وطريق ورجلين
- أردوغان وبيريز : من اي زاوية يجب ان ننظر للمشهد
- نضال بالسوائل المنوية
- المثلية الجنسية – حدد جنسك ذاتيا – الجزء الثاني
- إدراك ما تحت شعوري : الغوص التأملي
- غباء أم لئم
- حوار مع جهلاء
- قراءة في وجود الله تجريديا
- نخوة الحذاء العربي
- تجارة الأوطان
- البقرة سبعة وثلاثون
- أبقار الشرق الأوسط والمربع الخشبي
- مشروع الأمة بين المفقود والموجود
- ذهنية المتذاكي
- لؤلؤة أو لولو كما تقولين
- إنفجار دمشق : الوطن بكروز دخان
- لماذا تفشل الليبرالية عربيا


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسام مطلق - بمناسبة الانتخابات الجزائرية : الجزائر وأزمة الهوية