حسام مطلق
الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 06:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كنت قد قدمت قبل عام ونيف ترجمة لجلمة أسئلة أعدتها الباحثة الإجتماعية " آنا ميلر " صاحبة كتاب " جنس الدماغ " كي يمكن للإنسان العادي غير المختص أن يقيم طريقة تفكيره ان كانت ذكروية أم أنثوية أم ذات طابع مثلي. وقد فاتني لاحقا ان افي بوعدي بتقديم الجزء الثاني , اي طريقة الحساب بعد الاجابة على الاسئلة كي تؤشر العلامة الى النتيجة. مساء امس وفي اجتماع لبعض الاصدقاء الالكترونيين تم خارج النطاق الالكتروني ذكرني بعضهم بتقصيري, وأنا هنا اصحح ما قصرت به. اود بداية ان اشير الى سوء فهم للترجمة, فقد اكتفيت بنقلها حرفيا دون تدخل, ليبدو لاحقا أن القارىء العربي هو أقرب إلى المثال الذي قدمه دريد لحام " عاش عود علم مرفوع سعسع ", هذا ما خلصت اليه من جملة رسائل وتعليقات وردت فورا من بعض من قرأوا الترجمة . فالعنوان الذي استخدمته للترجمة " حدد جنسك ذاتيا " فسر على انه دعوة لتبديل الميول الجنسية, بالرغم من ان الاشارة الى مصدر البحث كانت واضحة. فعنوان الكتاب المشار اليه اعلاه وحده كافي كي يوضح أن طريقة التفكير في مرات كثيرة تختلف عن الطبيعة الجسمانية المفترضة , وفي بعض الحالات يكون هذا دافع لتغير الميول الجنسية ولكنه لايعني بالضرورة ان من يفكر بطريقة انثوية لديه ميل الى اللواط ولا ان من تفكر بطريقة ذكورية هي ميالة للسحاق, فقد دلت بعض البيانات التي حصل عليها من مراجع طبية تخص السيدة مارغريت تاتشر انها تحمل جرعة زائدة من الهرمونات الذكرية. هذا يجعل منها امراة صلبة لا يجعل منها سحاقية الميول, وسوف أورد توضيح ادق في نهاية الترجمة عن اسقاط قمت به على عدد من الشخصيات التاريخية. طبعا يبقى الاساس العلمي ان الجنس يبدأ في الدماغ ولكن القضية اعقد من آلية التفكير, هي مرتبطة بشكل اكبر بالصور المختزنة والعناصر النفسية الكامنة من الطفولة, بالاضافة طبعا, الافراز الهرموني المحرك للنشاط الجنسي. دائما القصد من تقديم معلومة, خصوصا الترجمة, يكون تجاوز حالة الفشل الثقافي العربي, وقد استشهدت اكثر من مرة وفي اكثر من مقال, بأرقام تدفع الآخرين إلى اليأس ولكنها تدفعني الى ان اعمل على تجاوزها ولو بأسطر هنا وأخرى هناك.
اذن القصد من تقديم معلومة ما أو ترجمة ما هو تحريك شعور المتصفح كي يبحث عن مصدر هذه المعلومة ويحاول قراءته. ببساطة قدمت قبل اربع سنوات ترجمة بسيطة تلخص موضوع البحث الذي يتناوله كتاب بعنوان " لماذا لا يستمع الرجال ولماذا لا تحسن المرأة قراءة خارطة " الكتاب ترجم الى عشرات اللغات وكانت قد بيعت منه ثمانية ملايين نسخة حين وقع بيدي وقد وصل الي هدية من صديقة روسية ساعدها الكتاب على أن تفهم فروقات اساسية بين الرجل والمراة بغض النظر عن الحضارة والأصول الثقافية وانا بدروي اشكرها على تقدمتها تلك فقد كان الكتاب عونا كبيرا. الكتاب صار مؤخرا متاح في المكتبات العربية ولعل الترجمة فيه تكون افضل من التي اقدمها هنا, وهي تأتي على عجالة. السرد اعلاه كي اقول للمتصفح الكريم ان المعلومة التي قدمتها له تطلب وصولها للقارىء العربي اربع سنوات رغم أنها أساسا وصلتني متأخرة ثلاث سنوات, تاليا فلمن يريد ان يحصل على معلومات اكثر توسعا في موضوع هذه الترجمة الموضوعة بين أيدكم وفي الفروقات النفسية والذهنية والبيولوجية عموما بين المراة والرجل فأنا ادعوه الى اقتناء نسخة لما يحتويه الكتاب من مصادر معلومات مهمة. نصيحتي ان يحصل من الكتاب على الفكرة العامة ويستخدم اسماء المعاهد العلمية والجامعات المذكورة والباحثيين اللذين يستند إليهم الكاتبان في التوسع عبر الانترنيت فهذا وحده كافي بأن يصوغ لديه, في المحصلة, نظرة اجمالية, وذاتية الطابع, مستندة إلى اسس علمية وبحثية.
هنا الجزء الثاني المتعلق بطريقة حساب النتيجة :
تحليل نتيجة إجابتك:
الذكور عادة ما يسجلون نتائج نهائية بين ( 0-180).
الإناث عادة ما يسجلن نتائج نهائية بين ( 150-300).
الأدمغة الأكثر ذكورية تسجل عادة ما هو أقل من 150 درجة وكلما اقترب الرقم من الصفر دل على ذهنية أكثر ذكورية, وهو ما يعني ارتفاع نسبة الـ " تيستوسيترون " لديهم. هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر منطقية وجنوح نحو التحليل والمهارات المجدية و لديهم ميل للتنظيم. ( اضافة من المترجم : كل وفقا لمعدل ذكائه اساسا, اي بالمقارنة مع نفس المستوى من الطرف الآخر ). فلكما اقترب الرقم من الصفر كلما دل على قدرة تخطيط أعلى وقدرة على التعامل مع البيانات الورادة من الخارج تحليلا بدون ميل عاطفي وعكست وجود مهارات ذكروية في الشخصية. وهويعني ايضا ان هذا الشخص قد تلقى جرعات من الـ " تيستوسيترون " في مراحله التطورية الأولى ( إضافة من المترجم : بعض الأشخاص يحصلون بسبب خضوع الأم للعلاج أو بسبب خضوعهم كرضع أو كأطفال على نسبة من الـ " تيستوسيترون " تدفع إلى احداث تغيرات بنيوية في الجسم يبقى لها تاثير هام وحاسم حتى مع تقدم العمر ). إنخفاض المعدل لدى النساء قد يعكس ميل جنسية مثلية ( اضافة من المترجم : الفت نظرالقارىء الكريم إلى أن " قد " تعني الاحتمال لا الوجوب ). فالدماغ المعد بشكل انثوي من حيث آلية التفكير يسجل عادة ما يزيد عن 180 درجة. اذ كلما ارتفع الرقم كلما دل على انثوية اكبر في السلوك وهو يعكس في الحياة ميل للفن والإبداع وتقديرهما وهكذا نوع من الأشخاص يتخذون قراراتهم بناء على غريزية عالية وميل شديد للحدس رغم وهم يستطيعون التوصل للقرار حتى مع وجود معطيات قليلة من المعلومات عن الحادث الخارجي ( اضافة من المترجم : الاشارة هنا لا تعني ان النساء اكثر قدرة على اتخاذ قرار صائب برغم عدم توفر ما يكفي من المعلومات , بل إن الذهنية الأنثوية ميالة للاعتماد على الحدس على حساب المعطيات في آلية ادراة المحاكمة العقلية ) فهكذا نوع من الأشخاص يتخذون القرار بناء بصيرة أكثر من المعلومة وهم عادة خلاقون في ايجاد الحلول ( إضافة من المترجم : مرة اخرى كل وفقا لمستوى ذكائه قياسا بالطرف المقابل ).
اذا سجل الرجل أكثر من 180 فهناك فرصة كبيرة في ان تتحول ميوله الجنسية مع الايام الى المثلية.
أما الرجال اللذين يسجلون أقل من صفر أو النساء اللاتي يسجلن أكثر من 300 فهم نقيضين جذريين لا يجمع بينهم سوى أن كلا الفريقين يعيشان على نفس الكوكب.
النتائج بين 150 و 180يتمتع صاحبها بقابلية خاصة تسمح له باستحواذ كلا النموذجين في التفكير وفقا للحالة التي يتعاطى معها. فهولايبدي آلية واضحة في التفكير الذكوري ولا في التفكيرالأنثوي بل مرونة في التعامل مع الحالة وفقا لماهيتها, ويتميز بقدرة عالية على حل المشاكل وكفاءة نادرة في تقبل اصدقاء من الجنسيين معا.( اضافة من الكاتب : هذا لا يعني ان هذا الشخص لديه قدرة أكبر على تكوين الصداقات, بل قدرة أكبر على الا يشكل الجنس سببا في نشوء او منع حدوث الصداقة. اي انه قادر على تفهم مشاعر وطرف تفكير الرجل والمرأة وتبقى نقطة تكون الصداقة مرتبطة بالعناصر الاخرى للمحاكمة العقلية, أي العناصر غير الذهنية , كالميول النفسية والاهتمامات والسلوكيات العامة ). ( اضافة من المترجم : يمكنك عزيزي القارىء ان تعيد انتاج الاسئلة المطروحة في الترجمة التي وردت في العدد السابق وفقا للزمن التاريخي وتحاول استنباط الإجابة بناءعلى السيرة الذاتية للشخوص تلك الحقبة. شخصيا فعلت ذلك وقد وصلت إلى نتيجة مفادها أن عباقرة التغير الاجتماعي من امثال " سقراط – عيسى – محمد – غاندي " كانوا ممن تنطبق عليهم النتيجة الاخيرة . اي درجات تتراوح بين 150 و 180 . وربما مرد هذا الى ما يتطلبه الاستنباط الاجتماعي من توافر عنصر الحدس الأنثوي وكفاءة المستقبلات الأنثوية و القدرة العالية على استحضار المعلومة من فصي الدماغ معا ذهابا وايابا ,وهذه بدورها انثوية, امتزاجا مع القدرة العالية لدى الذهن الذكوري على التركيز والميل للانعزالية وغياب دورالعاطفة في القرار.على كل يمكن للقارىء العزيز ان يحلل الاسئلة التي طرحتها آنا ميلر بانها تبحث عن اجابة على ثلاث نقاط : 1- الحدس وشدته 2- مستقبلات الاشارات وكافائتها, اي البصر ودرجات الرؤيا البعيدة والعرضية بالاضافة الى الالوان وحدة السمع والتميز باللمس وغيره من الموصلات مع العالم الخارجي 3- آلية معالجة المعلومة وذلك في جزئين : الاول التخزين في الذاكرة والثاني في مقارنتها مع النماذج المتوافقة معها عند الاستحضار , وسوف اورد شرح بسيط عن عمل الذاكرة في نهاية النص حرصا على الفائدة وعدم التشتت ).
كيف تحتسب النتيجة :
اضرب مجموع المرات التي كانت اجابتك فيها بـ A بالرقم 10
اضرب مجموع المرات التي كانت اجابتك فيها بـ B بالرقم 5
اضر مجموع المرات التي كانت اجابتك فيها بـ C بالرقم ناقصا خمسة
في كل مرة لم توفق فيها في الاجابة لان السؤال ليس من روتين حايتك او امتنعت عن الاجابة لسبب ما كرر الحساب الاخير, اي اضرب المجموع بالرقم ناقصا خمسة.
الان اجمع النتيجة التي حصلت عليها وانظر النتاج وحدد جنسك الذهني ذاتيا.
توضيح عن الترجمة السابقة : ورد سابقا التالي "24 - هل من عادتك بعد النوم ان تستيقظ وتتناول طعام
أ- كلما احسست بالجوع. ب- غالبا ما تحس بالجوع ولكن ليس بشكل منتظم. ج- بشكل منتظم في نفس الوقت على الغالب.
والصحيح " أ – على مجازك ب- بناء على توقيت منتظم ولكن لديك القدرة على التاقلم ج في نفس الوقت كل يوم . وارجو تصحيح رقم 23 الى : حين تذهب للتسوق انت تميل الى : أ التسوق وفقا لاحتياجاتك الخاصة ب لديك تصورعام ولكن على التيسير تنفذ الشراء ج تقرأ الغلاف على المنتج وتقارن الاسعار.
تصحيح رقم 19 الشخصان طرفي العلاقة الغرامية كلاهما متزوج.
بقي ان اوضح ان بعض الاجوبة قد لا تعكس الميل الذهني الذكوري اوالانثوي لانها شديدة التعميم فعلى سبيل المثال حين يكون معدل التركيز عند الشخص مرتفع جدا, وهذه صفة ذكورية, فإنه يحتاج إلى ما يقرب من 28 ثانية كي يستعيد التركيز في السؤال المطروح عليه , وهذا يعني ان الاجابة عن الاتجاهات قد تتطلب بعض الوقت ولكن ليس بسبب ضعف القدرة على تحديد المكان الجغرافي,وهذه صفة انثوية, بل نتيجة لتضارب حاد بين نقطتين. على كل الباحثة آنا ميلر تقول ان هذه الاسئلة لا تغني عن المراجعة الدقيقة ولكنها تعطي تصور اوضح من الحالة السابقة لها, اي هي تقرب الشخص من معرفة ذاته ولكنها دائما تحتاج الى اعادة توليف وفقا للشخص نفسه وهنا يأتي دور المحلل النفسي أو الفرد نفسه ان كان له اطلاع كافي .
#حسام_مطلق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
