أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - فلترة الثقافة والمثقفين الأردنيين














المزيد.....

فلترة الثقافة والمثقفين الأردنيين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:49
المحور: كتابات ساخرة
    


أذكر مرة أنني قرأت قصة عن أحد الخلفاء المسلمين العرب الذين كانوا يحاسبون المثقفين على الإلحاد وإدعاآت النبوة , وقد جيء لأحدهم يوماً برجل إدعى النبوة , فلما مًثُلَ بين يدي السلطان قال له السلطان .
- لمن بعثت ؟
-لم أقرر أن أبعث لأحد لأن رجالك قبضوا عليَ قبل أن أبعث لأحد .
إنها عملية (الفلترة الثقافية الأردنية ) فالمثقفون مفلترون فلترة واضحة فهم يختفون بعد أو سنة تخرج , ومنهم من يسافر للخارج ولا يستطيع التفرغ للعمل الثقافي إلا بعد 30 عاماً .
إن هنالك عملية فلترة وتفكيك للمثقف الأردني , بحيث يصبح الشارع في كل عام خالياً من الثقافة والمثقفين , ومن السياسة ومن السياسيين .

وهذا جواب كافي وشافي , فالمثقفون في الدول العربية يقبض عليهم قبل أن يصلوا دعواتهم السياسية والثقافية ببعضها البعض , فالشيوعي في الأردن يقبض عليه ويسجن قبل أن يصل الحزب , واليساري الإجتماعي يقبض عليه قبل أن يصبح يسارياً , والرسول يقبض عليه وتصادر رسائله قبل أن تصل إلى ساعي البريد .
لقد قبض على صاحبنا قبل أن يتنبأ لأحد ,وكذلك الحراك السياسي مصاب بشلل لأن المثقف يطارد أو يبعثونه للعمل في الخارج قبل أن يقوم بتأليف أول كتاب ٍ له .


ومنذُ زمنٍ وأنا أسألُ نفسي نفس السوآل: لماذا لاتوجد في الأردن أهرامات فكرية , موسيقية , غنائية , أدبية , سياسية , مسرحية , صحفية , لماذا الأهرامات فقط في مصر , سوريا, بغداد...إلخ .

وتدخل القاهرة لترى الأهرامات الغنائية , أم كلثوم , عبد الحليم , فريد الأطرش , محرم فوآد, محمد فوزي , وأهرامات كتاب ومفكرين , سلامة موسى , دُريني خشبه, شبلي شميل , طه حسين ...إإسماعيل مظهر , العقاد ,إلخ.لماذا لا توجد في الأردن مثل تلك الأهرامات العالية , حتى ولا أهرامات صغيرة , هل العقلية الأردنية وطبيعة التضاريس لا تؤدي إلى ولادة فنانين مثل السوريين والمصريين ؟

يبدوا أن الموضوع أصلاً متعلق بالحراك السياسي والثقافي وهذا ما دفعني لكتابة مقالً من هذا النوع , فمنذ إسبوعٍ إتصل بي سياسي أردني بارز ومثقف يساري لا يشق له غبار وطلب مني الكتابة عن الحراك السياسي والثقافي في الأردن أو على الأقل في المنطقة التي أسكن بها أنا وهي محافظة (إربد) وصفنتُ!!..بيني وبين نفسي برهة وتذكرتُ قبل عشرة سنوات أو 11إحدى عشرسنة ِ كيف كان لي مجموعة من المثقفين في الجامعة جامعة اليرموك وكيف كنا نتحادثُ بالسياسة والثقافة , وكانت تلك مجموعة قوية جداً ولكن بعد فصلي أنا وبعد تخرجها هي إتجه كل واحد إلى عمله بعيداً عن الآخر حتى أن القضاءُ والقدر منعنا أن نلتقي ولو بالصدفة .
ولكن العلمانييون منهم ذهبوا إلى السعودية للعمل هنالك , وكان هذا صدفة من دون تخطيط مسبق , وكذلك الماركسي ذهب ليعمل بالسعودية وبالذات في مكة , والإسلامي السلفي الأصولي ذهب صدفة للعمل في البحرين الذي يواجه خطر المد الشيعي ..إلخ .

ولكن صدفة لم يلتق أحد بأحد , ولم يأذن القضاء والقدر لتنمية المواهب , حتى أن الموسيقي أصبح يعمل إمام مسجد وترك الموسيقا صدفة لأنها حرام .

المثقفون الأردنييون يموتون قبل أن يأذن الله لهم بالموت أو قبل أن يأتيهم عزرائيل , فمن المعروف علمياً أن المثقفين الأردنيين لا يعيشون طويلاً .
الحزبي في الوطن العربي وفي الأردن يصل إليه شيوخ الدعوة إلى منزله ويسحبونه إلى المسجد حياءاً منه ومن ثم يلتفون عليه بالمصالح المالية فإن إستجاب كان ذلك رزقاً ساقه الله إليه وإن لم يستجب كان قضاءاً وقدراً أن يعيش مهموماً ومديوناً .
إن الحراك السياسي والثقافي معدوم في الأردن لأن هنالك آلة إسمها (الفلتر) في الأردن تفلتر جميع المثقفين فلترة هوائية ومائية بحيث يصبح البلد في النهاية خالياً من الخريجين الجامعيين المثقفين.
إذن لو لم تكن هنالك آلة تفلتر الثقافة والمثقف في الأردن ؟ فما تفسيركم لخلو الشارع السياسي والثقافي من المبدعين ؟
إنها عملية فلترة أكثر تواضعاً من القرصنة .






#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن الغربي يحسد المواطن العربي
- لهجة القبائل العربية في المدن المصرية
- كلمة (ده) المصرية سريانية؟
- الهوية السريانية الضائعة
- الحفريات اللغوية السريانية في شمال الأردن
- مقطوعة أدبية سريانية مع بعض الكلمات السريانية الجديدة
- كلمات سريانية عامية, وبعض الكلمات الفارسية والتركية .
- إنشاء الله والحمد لله
- أنا الفانتازي
- لو دفع الآراميون السريانيون الجزية للمسلمين !
- اللغة العامية السريانية
- البلاطة الخضراء
- الفنان الأردني والتلفزيون
- ملاحظات على شخصية موسى اللاوي
- درس مهم في التوراة
- درس في التوراة
- من أين جاءت التوراة ؟ثلاث دروس في التوراة
- فلسفة الفلاحين
- فلسفة الصحراء
- فلسفة نهر الفرات


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - فلترة الثقافة والمثقفين الأردنيين