أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الهوية السريانية الضائعة














المزيد.....

الهوية السريانية الضائعة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 09:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السر الكبير الذي حير طه حسين والمستشرقين يكمن خلف ثقافة السريان , فهم وألحانهم والتي ما زالت شعبية , لربما هي الأصل للعروض العربي , فألحان السريان وأوزانهم كانت تقف على عدد المقاطع الصوتية , في لحن القرادي مثلاً وهو ما يعرف بالهوارة سبع مقاطع :

1 2 3 4 5 6 7

71 2 3 4 5 6 7


21 3 4 5 6

1 2 3 4 5 6

وهذا تطور إلى : مستفعلن مستفعلن مستفعلن .
وإلى : فعولن فعولن فعولن
وإلى : إلخ .
وأحياناً تتألف تلك الأوزان من 6 مقاطع في شطر كل بيت :الأوزان تعتمدُ على المقاطع الصوتية سواء أكانت طويلة أو قصيرة , يعني سواء أكانت من مقطع أو مقطعين , القصير والطويل .إن الأدب الجاهلي واوزانه من المؤكذ أنها مأخوذة عن السريان , فالحفاة العراة الذين لا يقرأون ولا يكتبون كيف نسجوا أدبهم بهذا الشكل الإحترافي من قواعد اللغة والموسيقا ؟؟؟!!!

إن السوآل الذي أجاب عليه طه حسين يوماً بقوله وإستنتاجه من أن الأدب والشعر العربي خصوصاً وضع بعد العصر الجاهلي , فيه اليوم كثير من الشك , والأصح أنه وضع فعلاً بالعصر الجاهلي ونقلت قواعده وأصوله من الأدب السرياني .إ

ن الكلمات السريانية إن لم تكن سريانية كما يتهمها البعض فإنها بإجماع الجميع ليست عربية .

هي ليست عربية في شيء , والبحور والعروض الشعرية التي نسبها الخليل بن أحمد الفراهيدي يوماً إلى مكة : بحيث أنه أكذ أن أصل التسمية من إسم مكة أو من إحدى ألقابها , هذا الكلام اليوم فيه كثير من الإستهجان , فالعروض هي الأوزان المتطورة عن القداس والكنائس , فالكهان هم أول من نظم الشعر والوزن في صلواتهم , ومن المعروف أن العرب كانت أمة وثنية فمن أين لهم أن يكتبوا الشعر في الكنائس طالما أنهم ما كانوا يملكون بيوت العبادة والكنائس ؟

والأصح أن الذين طوروا الشعر العربي هم أولئك العمالقة السريان الذين إنقرضوا أكثر من مرة وما زالت أنفاسهم نسمعها من بين شقوق البيوت ومن الحارات الشعبية .

ما زلنا نسمع أصوات الأغنيات الشعبية من الحواري , وما زالت آلاتهم التقليدية ومقاماتهم (الصبا) وإيقاعات الجوبي وغيرها تتردد على ألسنة المطربين الشعبيين , إن هذا الأدب الشعبي ليس شعبياً فحسب بل كانت له أصول وقواعد وهو ليس( نورمل جرمر) .إ

ن الشعر العربي تطور عن الأدب السرياني فمن هم أولئك السريانيون :السريانيون هم الذين إعتنقوا المسيحية وأصغوا للصوت القادم من السماء قائلاً أنا هو .

والذين بقوا على آراميتهم دعوا بالوثنيين.وتحدث السيد المسيح هذه اللغة كما تحدثها أهل : قانا ..وصور ...والناصرة ,....وبيت لحم.... وغور الأردن..والجليل ..وأعتنقوا المسيحية في القرن الأول للميلاد ...
والإ سكندر المقدوني أعلن نفسه ملكا على الشرق كله سنة 330 قبل الميلاد وبهذا كانت هذه البداية الأولى لتدخل الغرب بشؤون الشرق , وكان قبل ذلك يحارب السريان أيضاً مملكة الفرس والفراعنة , ولكنهم بالنهاية سقطوا على يد الإسكندر الذي لم يكتب حقاً لمملكته أن تزدهر وتنتعش , فتنازع قادته على الكعكة الشرقية وإنقسمت المنطقة إلى بطالسة وسلاجقة حيث إستقل كل والي بولايته .


وحين سقطت المملكة التدمرية في نهاية القرن الثالث للميلاد بكى الآراميون آخر معاقلهم , كما بكوها في (الرها) عاصمتهم والواقعة اليوم في التخوم التركية .

وأصبحوا منذ تلك اللحظة بلا وطن يحميهم حتى جاء الإسلام ؟؟وظنوا أن الإسلام سيحميهم ولكنهم سقطوا مرة أخرى وبقوا على هذه الحالة حتى الحرب العالمية الأولى حيث ذُبح بها ما يقرب من 250ألف سرياني على يد الأتراك , من هناك بدأ السريان بالرحيل والهرب والهجرة .وهذه اللهجة التي بين أيدينا هي لهجتهم .

هذه هي هويتهم الضائعة وألفت إنتباه السادة الكرام أن كلمات الحزن السريانية والألحان الحزينة هي التي ما زالت إلى اليوم شائعة بنسبة أكثر وأكبر من الكلمات المفرحة , فما زالت النساء تقوا : عزا : أزا , وتعني النار , وتقولها بصيغة ممدودة الأحرف واضعة يدها على خدها وعليها علامات الحيره.

إن النص الأدبي السالف الذكر (يوسف ) هو لهجة نبطية سريانية وهي نفسها التي تحدث بها السيد المسيح .

إن اللغة كائن حي يتطور ويكتسب المعارف من غيره ولديها إستعدادٌ للموت بفعل تطورها ولا توجد لغة خالة , وأكثر من 300 لهجة عالمية إنقرظت , بفعل التطور .

إن الأدب العربي الجاهلي المحكم اللغة قد تطور عن غيره من الآداب , ومن المحتمل جداً أن هجرة الفلاحين العكسية غلى مواقع البدو هي التي ساهمت بنقل اللغة للحجاز وتطورها على يد الدعاة المسيحيين المبشرين بقدوم الرب , والخلاص.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحفريات اللغوية السريانية في شمال الأردن
- مقطوعة أدبية سريانية مع بعض الكلمات السريانية الجديدة
- كلمات سريانية عامية, وبعض الكلمات الفارسية والتركية .
- إنشاء الله والحمد لله
- أنا الفانتازي
- لو دفع الآراميون السريانيون الجزية للمسلمين !
- اللغة العامية السريانية
- البلاطة الخضراء
- الفنان الأردني والتلفزيون
- ملاحظات على شخصية موسى اللاوي
- درس مهم في التوراة
- درس في التوراة
- من أين جاءت التوراة ؟ثلاث دروس في التوراة
- فلسفة الفلاحين
- فلسفة الصحراء
- فلسفة نهر الفرات
- فلسفةُ نهر النيل
- فلسفة نهر النيل
- سرُ أسرارِ اللهْ
- التعديل الوزاري الأردني


المزيد.....




- كاميرا ترصد مشهدًا مرعبًا.. سفينة أشباح في مياه ولاية واشنطن ...
- العثور على 43 طفلاً مفقودًا خلال عملية مداهمة.. وهذا ما يواج ...
- -استعرض قدرات تركيا والهدف منها-.. أردوغان يعلن بدء بناء حام ...
- فيديو منسوب لـ-قصف جوي على موقع حوثي في مكيراس- باليمن.. هذه ...
- سيناريو الهجوم الروسي: أين ستقع الضربة الأولى في أوروبا؟
- المجلس الأمني الإسرائيلي يصادق على إقامة 19 مستوطنة جديدة با ...
- فيديو جديد عن -مجمع الإمام علي- يزعم كشف قاعدة إيرانية -سرّي ...
- أمريكا تستولي على ناقلة نفط ثانية في الكاريبي.. وفنزويلا تصف ...
- ?دراسة: أعراض للاكتئاب ترفع خطر الإصابة بالخرف
- غانا تطالب أميركا بتسليمها وزيرا سابقا متهما بالفساد


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الهوية السريانية الضائعة