أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أنا الفانتازي














المزيد.....

أنا الفانتازي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 03:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بصراحه يا عمي : الناس وحياتها أثناء النهار تتشابه في كل شيء مع المرأة الجميلة التي ينظرون إليها بشوق ويلعنون تبرجها , وحين يخلون بأنفسهم يستمنون على ثيابهم , وكل حياتنا هكذا , نتصارع بين المعقول واللامعقول , فاللامعقولُ هي بالضبط الذي كانت عليه حياتنا كأفراد وجماعات , وكل شيء نتصوره ونتخيله ونريد ممارسته ونكفُ عنه لأنه غير معقول , كل هذا اللامعقول كان منذ زمن معقول جداً جداً

هم طوال الليل يستحمون بكلماتي , وفي الصباح يلعنونني ويسبونني ويلبسون ثيابهم المزيفة .

فحتى الكتابة الإفتراضية كتلك التي أمارسها أنا وأكتبها وتلعنها بعض الناس وتستهجنها بعض الناس هي ليست ميتافيزيقية , أو فانتازية , هي بالنسبة لهم فقط فانتازية وميتافيزيقية , ولكنها بالنسبة لثقافتي عادية جداً .

الآن شبعتُ من وهم الأخيلة الزائفة ورقابتي العقلية غائبة ومن المعقول أنا أكون أنا أنا , وأنا على إستعداد لولادة نص فانتازي واقعيبالنسبة لي , إنني أهرب من الواقع إلى المجهول .

في النظرة العقلانية إلى ذواتنا نشعر ُ وكأننا ملبدون بغيوم الثقافة التي إستعمرتنا طويلاً فتحولنا بموجب ثقافتنا إلى وحدة أو كتلة قانونية طبيعية أي خروج عنها يعتبرُ خروجاً عن المألوف بالرغم من أن الثقافة والقانون الطبيعي هو اللامألوف .

المألوف بالنسبة لإنسانيتنا هو أن نعيش بلا أنظمة أو قوانين تقهرنا فنحن الآن شعر عند كل وجبة ثقافية بعسر الهظم والإختيار والمعاناة فنحن كأفراد وكبشر نعاني من القوانين التي نضعها بأيدينا وعقولنا لأنها أولاً وأخيراً كانت تهدف إلى السيطرة على الضعفاء , ولكن بمحض الصدفة أصبحت هذه القوانين تقهر الأقوياء والضعفاء معاً .

إننا نتعلمها في المدارس والجامعات ومن ثم نتمنى الخروج عنها , ولأاننا لا نستطيع الخروج عنها في النهار وأثناء اليقضة لذلك نخرج عنها في فترة النوم والأحلام ,وأول ُ من قال بهذا هو فرويد , ولم يكن فرويد مخطئاً, بل إننا نتخيلُ أنفسنا أثناء النوم بأننا مثلاً أموت نتكلم ..أو بأننا نمارس الجنس مع المحارم ,,إننا نمارس كل الثقافات التي نتمنى إختراقها ولو كان فقط بيننا وبين أنفسنا .

الخيال ..الحلم ..التصور ..الفنتازيا ..كلها تعبرُ عن اللامألوف , في الشعر كما في الفن هنالك صورٌ غير مألوفة شياطين ٌ تخرج من الجنة أو تسكنها وملائكة تسكن النار , ربما هذا التصور صادرٌ عن أديب شاهد كثيرأ من المظلومين والأبرياء في السجون , وشاهد عقلاء يراجعون الأطباء النفسيون .

كما قلتُ لكم الناس ُ في النهار تسبني وتشتمني وفي المساء كعادتهم يعاودون الإستحمام بكلماتي حتى يتطهروا من دنس الثقافة , وهم الذين لا يشعرون بعسر الهظم حين يقرأون كلماتي فهي سهلة جداً وللغاية , وهم مفرطون جداً في البكاء حين يقرأون كتاباتي الساخرة , وفي الصباح يضحكون منها .أنا أحفر ُ بهم وكأنني أحملُ فأساً , وهم يطمرون ما أحاول أن أحفره بكلماتي , فكلماتي العظيمة يشتاقون إليها كما يشتاقون إلى خمرة الله يوم القيامة .

كلماتي تشعرهم أنهم ليسوا عاجزين فهم يستطيعون أن يفعلوا كل شيء وأن ينسوا كل شيء ما عدى شيئاً واحداً لا يستطيعون نسيانه وهو أنني أحبهم وهم يكرهونني .

أنا أرى في الليل دون أن أحمل مصباحاً أو دون أن أكبس كبسة الضوء الأبيض , وأراهم جميعاً أمامي وأحمل النير عنهم وأحمل عذاباتهم وإشتياقاتهم , وهم يحملون في وضح النهار المصابيح ومع ذلك لا يرونني .

أنا أطيرُ إليهم دون أجنحة ,وهم لا يستطيعون الطيران حتى وإن حملوا أجنحة كأجنحة الصقور والخفافيش والعصافير .

أنا بسرياليتي الحمقاء أتصور نفسي كيف أشاء , فأحياناً تطلع يداي من رأسي وأحياناً تخرج أرجلي من صدري وكثيراً ما كانت صورتي تشبهني , فأنا لست على إستعدادٍ لأغير من شكلي أو من جزئي الأمامي , والآن أشعر بأن قميصي تحت جلدي ألبسه , هذا هو أنا بسرياليتي الحمقاء .
أنا وإن غاب عقلي بقيت تصوراتي وتخيلاتي الفانتازية تكتب عن وجع المواطن العربي وتحتل الجزأ الأكبر في السينما والدراما العربية , فأـنا فانتازيٌ إلى حد اللارجعة, وأنا مجنون إلى حد اللا معقول , وأنا معقولٌ جداً إلى حد اللامجنون , وأنا موجودٌ جداً غلى حد اللاموجود.

أنا هنا على الطريق أتساقط كحبة تفاح بفعل جاذبية الحب التي بيني وبينكم , فأنتم القانون الثاني للجاذبية هذا القانون الذي لم يكتشفه بعد نيوتن و(النيوتونيون).

أنا أتخيلُ نفسي كيف أشاء وهم لا يستطيعون أن يتخيلوا أنفسهم فهم لم يعيشوا الواقع بعد لأنهم غير فانتازيين , وهم لم يعقلوا بعد لأنهم لم يجربوا بحياتهم الجنون ولا لمرة واحدة .
أنا طبيعي جداً لأنني جربتُ اللاطبيعي وأنا معقولٌ جداً لأنني عشت ُزمناً طويلا ً في اللامعقول .

فمعقولٌ جداً ..وما المانع من أن أكون معقولٌ جداً ..الليل ُ يشبه شعري الأسود ,هذا الشيب قد بدأ به يضهر مثل أعمدة النور في الشوارع المظلمة فبين كل عامود وعامود مسافة كيلو متر وكذلك الشعر الأبيض في رأسي , إنني أشبه حقاً اللامنتهي واللاضبابي ..واللاإنعاثي ..واللاجدوى ..إنني أحمق جداً أعيش ُ من أجل غيري من أجل أن يسعد غيري ..إنني أشبه الاشيء بل إنني أنا اللاشيء ,أنا اللاهناك واللاهنا ..واللا نحنُ واللا هم.

أنا ذلك الخيط الرفيع الذي ليس له ضل وأنا الهواء الذي ليس له رائحة مع أنه يحرك كل الأشياء , أنا هو لا بل أنا أنا فمن أنا يا ترى .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو دفع الآراميون السريانيون الجزية للمسلمين !
- اللغة العامية السريانية
- البلاطة الخضراء
- الفنان الأردني والتلفزيون
- ملاحظات على شخصية موسى اللاوي
- درس مهم في التوراة
- درس في التوراة
- من أين جاءت التوراة ؟ثلاث دروس في التوراة
- فلسفة الفلاحين
- فلسفة الصحراء
- فلسفة نهر الفرات
- فلسفةُ نهر النيل
- فلسفة نهر النيل
- سرُ أسرارِ اللهْ
- التعديل الوزاري الأردني
- أوقفوا بناء السدود المائية وحفر الآبار الإرتوازية
- يقولُ اليابا نييون: نحن لسنا عرباً!
- إنهض يا عبد الله
- سقوط الحضارة الإسلامية
- نعمة الله


المزيد.....




- يجبر ضحاياه على -إيذاء أنفسهم- أمام الكاميرات.. شاب أمريكي م ...
- مصر.. فيديو اعتداء على هرّة بسلاح أبيض يثير تفاعلا والأمن ير ...
- بكين تشهد فعالية -الفوج الخالد-
- الجيش الروسي يتصدى لهجوم أوكراني كبير بطائرات وزوارق مسيرة و ...
- الإمارات.. السجن 5 سنوات لرجل الأعمال الهندي -أبو صباح-
- السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام
- ياكوفينكو يوضح لماذا حاول الغرب استرضاء هتلر
- مقتل 19 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا وسط خان يونس
- عقيد أمريكي متقاعد: الغرب يؤجل هزيمة أوكرانيا المحتومة ويقضي ...
- يوم حرية الصحافة.. كيف يبدو واقع الصحفيين الليبيّين؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أنا الفانتازي