أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحاج - الرجل: ضحيته المرأة..














المزيد.....

الرجل: ضحيته المرأة..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2580 - 2009 / 3 / 9 - 10:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في يوم المرأة العالمي تتزاحم الصور والوقائع والشواهد اليومية الصارخة والمثيرة عن مدى العنف والظلم اللاحقين بالمرأة، على مدى القرون ولحد يومنا.

لقد سبق لنا التعريف بمجلد وثائقي فرنسي صدر قبل سنوات تحت عنوان "الكتاب الأسود عن المرأة"، حيث الشهادات عن أوضاع المرأة التي لا تطاق في مختلف البلدان والقارات مع اختلافات في الدرجات، وحيث نجد أبشع أنواع الظلم والتمييز في المجتمعات العربية والإسلامية، وبالأخص تلك الواقعة تحت كابوس الأنظمة الشمولية الإسلامية، بل أيضا أينما تطغي أنواع التعصب الديني الإسلامي في الشارع، أي في دول لا يحكمها الإسلام السياسي ولكن حكوماتها ترضخ لضغوط الإسلاميين في ميدان الأحوال الشخصية.

فلننظر إلى مأساة دارفور التي هي اليوم من محاور الاهتمام الدولي. إن عصابات الجنجويد البشيرية عملت وتعمل كل أنواع الجرائم بأهل دارفور، وخصوصا النساء، حيث اغتصابهن بالآلاف. لننظر كيف يقطع البشير اليوم الطعام والدواء عن مليوني شخص، غالبتهم أطفال ونساء، فلا يهتز الضمير العربي والإسلامي، إلا ما ندر، فتهب الجامعة والمؤتمر الإسلامي وما يدعى بالمؤتمر القومي لتقف مع الحاكم السوداني، متضامنة معه دون أية مبالاة إنسانيا بأكثر من ربع مليون قتيل، وعشرات آلاف الجرحى والنساء المغتصبات والمهجرين والفارين من الجحيم. أما رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، فلا يتردد عن شد الرحال للخرطوم ليعلن تضامنه، وليدين قرار المحكمة الجزائية الدولية باعتباره ضد الإسلام والمسلمين!! يظهر أن إيران تتوهم أن أحدا لا يعرف عما يدور داخل إيران نفسها من جرائم الباسيديج، ومطاردة النساء بوجه خاص، وتعريضهن للضرب والسجن، وحتى للإعدام أحيانا؛ وكل ذلك تطبيقا لذلك النوع من الدين الذي يدين به أمثال البشير وخامنئي والقاعدة والقرضاوي ومقتدى الصدر!

في العراق، يمر العام الدولي على المرأة العراقية وهي محرومة من حقوق وحرية كانت تتمتع بها حتى في أربعينات القرن الماضي.

لقد حصلت المرأة العراقية سابقا على كثير من الحقوق بفضل نضالهن ونضال الأحزاب والقوى الوطنية التقدمية والعلمانية، وتتوج ذلك بقانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959 في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، الذي حقق للمرأة ولأول مرة الكثير من الحقوق، ولكن المرأة تعرضت لسلسلة من المحن والآلام والظلم منذ نهاية السبعينات بسبب حملات القمع الوحشية، وثم حروب صدام المتتالية. المرأة هي التي تحملت النصيب الأكبر بسبب تلك السياسات والمغامرات، بفقدان الزوج أو الولد، والابن، وترمل مئات الآلاف منهن، وما حدث بعد حرب الكويت مما سمي ب"الحملة الإيمانية" وتعرض المرأة لأنواع جديدة من الاضطهاد، كانت من أكثرها وحشية جرائم فدائيي صدام بقطع رؤوس نساء واتهامهن زورا بالفاحشة، ثم تعليق رؤوسهن على عتبات دورهن.

والآن، كم من خطوات اتخذت بعد صدام لتصحيح تلك الأوضاع، والارتفاع بالمرأة ورفع المظالم عنها؟
إن ما تحقق هو القليل القليل، فقد فرضت المليشيات والقاعدة على المرأة، ومنذ اليوم الأول من التحرير، قيودا جديدة، ورغم أن الدستور يخصص للنائبات نسبة لا بأس به من المقاعد، ورغم تشكيل وزارة لشؤون المرأة، فإن الدستور استباح قانون الأحوال الشخصية السابق، وفرض أحكام الشريعة، كما دخلت البرلمان نسبة غير قليلة من نائبات يؤمن أن الرجل قوام على المرأة، وأن الحجاب فرض ديني حتى على الصغيرات؛ وبالمناسبة فقد جاء وزير التربية في العام الماضي لباريس ففرض الحجاب على التلميذات الصغيرات في المدرسة العراقية كأمر وزاري.
لقد لخصت السيدة الدملوجي أمس تلخيصا دقيقا لأحوال المرأة العراقية، وبينت أن وزارة شؤون المرأة لا تجد العون من الحكومة، لا ماليا ولا تشريعيا، وأن ثمة أوامر إدارية تتخذ لتزيد من سوء الوضع. أما الأرامل، فقد كتبنا مؤخرا عن مأساتهن المركبة والمضاعفة.

إن على السيد المالكي، كرئيس للوزراء، مسئولية خاصة لتعديل أوضاع المرأة رغم ضغوط الأحزاب الإسلامية التي تشكل الحكومة ومنها حزبه، وإن القوى الديمقراطية والوطنية المتفتحة لها مسؤوليتها هي الأخرى في الوقوف الحازم مع نضال الناشطات وتنظيماتهن.
إننا في هذه المناسبة نحيي المرأة العراقية، ونتمنى أن ترتفع عنها سيوف التمييز الديني والذكوري، وأن تمارس حقوقها بحرية، على الأقل كما كانت الأوضاع في الخمسينات، ولاسيما في عهد ثورة 14 تموز 1958.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسحاب الأميركي و-بركات- رفنسجاني!
- من لأرامل العراق؟!
- إيران لبريطانيا: -إما نقتل جنودكم أو دعونا وقنبلتنا-!
- شؤون عراقية وشجون..
- استحقاقات ما بعد الانتخابات ..
- الانتخابات واستخدام اسم مرجعية النجف
- أمير الدراجي... وداعاً
- العراق هو الذي أهين، لا شخص بوش ..
- السيادة المغبونة والمقايضات المشبوهة!
- متى نتعلم من تجاربنا؟!
- إنها لمستمرة: محنة المسيحيين العراقيين..
- موسم الرقص على طبول إيران!
- الحكومة العراقية ومظاهرة مقتدى الإيرانية
- أوقفوا المجازر الجديدة ضد المسيحيين في الموصل!
- مسيحي -أقلياتي- أستاذا في ثانوية النجف!
- عراق اليوم وعراق أمس، وما بينهما إيران!
- لكيلا ننسى سلمان شكر
- متاجرة رخيصة ونفاق مزمن!
- 11 سبتمبر في الانتخابات الأمريكية
- فضح التوسعية الإيرانية ودجل المحامين!


المزيد.....




- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...
- شون كومز.. مغني الراب الأمريكي الشهير واتهامات -الاغتصاب وال ...
- بصورة مع علم السعودية.. رومي القحطاني تعلن تمثيل المملكة بأو ...
- الشهادة السابعة من حملة #مش_طبيعة_المهنة
- لأول مرة.. سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحاج - الرجل: ضحيته المرأة..