أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله مشختى - لن يكون هناك حرب بين العرب والكرد بالفهم الذى تفهمه وتفسره الفضائيات وبعض الساسة















المزيد.....

لن يكون هناك حرب بين العرب والكرد بالفهم الذى تفهمه وتفسره الفضائيات وبعض الساسة


عبدالله مشختى

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 01:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثير فى الاونة الاخيرة تصريح للسيد رئيس حكومة اقليم كردستان حول المشاكل المعلقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان . زوبعة غير مبررة من قبل بعض الفضائيات العراقية والعربية وواخذ بعض الساسة والمثقفين الموضوع وكأنه حديث خطير وانها بمثابة شن حرب مع العرب واخذت تحمل على الجانب الكردىقضايا ومسائل كثيرة علما ان الحديث لم يكن بتلك الضخامة والحجم الذى اعطى له . فالمعروف عن تاريخ الدولة العراقية وماقبلها ايضا ان افضل العلاقات التى كانت تسود فى المنطقة هى العلاقات العربية الكردية ولاتزال سوى بعض الفتور والتصدع الذى اصاب هذه العلاقات فى السنوات الاخيرة ، بسبب بعض الممارسات والخطابات السياسية هنا وهناك وكانت بعض وسائل الاعلام العربية والساسة السبب الاول فى دفع الامور بهذا الاتجاه لان تأزم العلاقات العربية الكردية لا تفيد الا المتصيدين فى المياه العكرة مثل المروجين للحروب الطائفية والعرقية كونهم المستفيدين من الاوضاع الشاذة لممارسة تجارتهم وهم تجار حروب وازمات لبيع سلعهم والاثراء على حساب الام شعوبهم . ان تاريخ العراق لم يكن هادئا ابدا منذ تشكيل الدولة العراقية وتنصيب الملك فيصل بن حسين ملكا عليها فالازمات كانت متتابعة والحركات والانتفاضات الكردية كانت مستمرة ضد النظام الملكى وكان الجيش البريطانى بسلاحه انذاك تصفى تلك الحركات وتقمعها واستمرت فى العهد الجمهورى طيلة اربعين عاما الصراع والقتال بين الكرد والانظمة التى اخذت برقاب الحكم فى العراق ولكن لم يظهر يوما من الايام ان دخل الكرد او العرب فى اية معركة او قتال او حرب باسم حرب الكرد والعرب بل كان حربا مستمرا ضد انظمة حكم تقودها احزاب عربية ذات ايديولوجية عروبية قومية شوفينية لم تكن تقبل الاخر ولو كان على حق بل كانت تريد محو الكرد من الخارطة العراقية وتعريبهم كى يتناسوا لغتهم وثقافتهم مع العلم انهم كانوا على ادراك تام بانهم سيفشلون فى مبتغاهم . ولكنهم كانوا يتحركون وفق جداول ومخططات تأمرية ليس على الكرد وحدهم بل ضد العرب الذين لم يكونوا يسيرون الى جانبهم كانهم كانوا يعملون ضد حركة التاريخ .
خلال الاربعين سنة الماضية كانت العلاقات بين العرب والكرد علاقات اخوة ومواطنة ولم تكن تشوبها شائبة ما فرغم حالات القتال الدائر فى العقود الماضية بين الكرد والحكومات فلم تتأثر علاقات الشارع العربى الكردى بهذه الحروب سوى حالات تعصب قومى هنا وهناك من فئات من الجانبين كانت تحاول تحويل العلاقة الودية الى علاقات كراهية وحقد وبغضاء ولكنها بائت بالفشل كل تلك المحاولات وكان اشد من حاول تحويل مقاومة الكرد للنظام الى حرب عربية كردية كان النظام البائد ولكنه فشل رغم ما كان يملكه من امكانيات ووسائل تحت تصرفه . فالعلاقات العربية الكردية متجذرة فى ارض العراق وفى التاريخ ايضا لذلك من المستبعد جدا التفكير بحديث من هذا النوع . اما ما اتوقعه فهى حالات قد تحدث مثل ما حدث خلال الاعوام الاربعة الماضية من قتل للكرد فى الموصل وكركوك ومناطق اخرى ، او قيام قوات البيشمه ركة بتأدية واجبهم فى الدفاع عن الارض والحدود العراقية واقليم كردستان او بالمشاركة مع القوات العراقية فى التصدى للارهاب فهى حالات لا تعتبر حرب كردية عربية . ان الشارع الكردى والعربى قد استفاق وفهم كل اللعبات والمخططات التى حاكها وتحيكها القوى والانظمة التى لا تود الخير والامن والاستقرار والبناء والاعمار للعراق وامست اليوم على وعى كامل بكل الامور التى تراها من مصلحتهما المشتركة فى العراق ، والذى يتطلب من الجانبين زيادة التلاحم والتكاتف لتحقيق الاهداف التى تخدم مجموع الشعب العراقى بكل مكوناته الدينية والقومية .
لا يخفى على احد بانه فى كل الاقوام والجماعات هناك عنصريون وقومجيون وشوفينيون الى حد النخاع ولكن نسبتهم ليس بتلك الدرجة التى ستؤثر على الاوضاع وتجر الجانبين الى الحرب والقتال ، فهناك اليوم العلاقات الاجتماعية والمصاهرة وشراكة العيش بين الكرد والعرب فى العراق ولايمكن ان تذوب وتنصهر هذه العلاقات بتحرك فئة قومية عنصرية لا تكن الحب والود والانسانية لاى من الجانبين .
ان قسما من الفضائيات العربية والعراقية حاولت عبر شاشاتها اثارة الشارع العربى ضد الكرد من خلال بث برامج ولقاءات ومقابلات كان يمكن للمثقف الانسانى ان يشم منها رياح الاثارة ودفع الشارع باتجاه سلوك غير صائب . فى الوقت الذى يتطلب عمل هذه الفضائيات ان تكون فاعل خير ووسيلة لتقريب وجهات النظر المختلفة عليها وان تعمل وفق معيار شرف المهنة الصحافية التى لا تحاول اثارة النعرات والاحقاد بين ابناء الشعب الواحد ، بل مهمتها تقريب المسافات وتضييق الشروخ ان حدثت لا ان تطبل وتزمر لانفصال الكرد واثارة الشعب العربى على اخوتهم فى الوطن الواحد ولابد ان يكون هناك تدارك لمثل هذه الحالات من قبل الحكومة العراقية بالوقوف على ما تبثه هذه الفضائيات لا نقصد بعامل رقابة وسيطرة حكومية ولكن ان تكون هناك ضوابط بمحاسبة اية مؤسسة اعلامية تحاول اثارة الخلافات وتدعو الى استفزاز الشارع تجاه قضايا سياسية تختلف عليها اطراف الحركة السياسية فيما بينها .
وليكن الجميع على ثقة بانه لن يكون هناك حرب عربية كردية بالمعنى التى يثيرونها ان المشاكل بين الاطراف كثيرا ما تحدث بسبب نزاعات وقضايا مختلف عليها . نعم اذا لم تبادر الجهات الوطنية العراقية الى حل مشاكل قائمة على ارض الواقع قد تندلع مشاكل وقد تصل الى حد الاقتتال ولكن ليس بين العرب والكرد فى العراق ولكن بين سكان المناطق التى هى متأزمة ، ان انتظار الاطراف العراقية لمبادرات الامم المتحدة لحل المشاكل المعلقة مثل المادة 140 من الدستور ستؤدى الى خلق مشاكل وازمات لان الامم المتحدة غير معنية بقضايا داخلية للدول تحدث بين مكوناتها او انها ستعد خططها وبرامجها وفق الياتها المعروفة للجميع والتى تسير كمشية السلحفاة ، فى حين هذه المشكلة وغيرها من المشاكل المعلقة هى من صميم الشأن العراقى وعلى جميع الاطراف ترك الخلافات والمصالح الانية لكل طرف والنظر بمنظار الاطار العام للمصلحة الوطنية العراقية عبر الحوار والتفاهم وبالسبل الديمقراطية فلماذا سن الدستور واين ديمقراطيتنا وتوافقاتنا اليست هى القوى العراقية نفسها التى صاغت هذه الطرق والوسائل لادارة الدولة العراقية ، اليست هذه المؤسسات كلها اوجدت لحل المشاكل فاين تكمن وجودها اذن ، ان كانت كل هذه المؤسسات غيرفاعلة وكل مشكلة او ازمة حصلت نتوجه ونستعين بالامم التحدة والجامعة العربية والدول الاجنبية نتوسل اليها لتأتى وتحل لنا مشاكلنا التى نعجز عن حلها فاية حكومة واية مجالس للنواب ومؤسسات دستورية نملكها . اذا كانت الاطراف مختلفة ولا تتوصل الى نهاية لهذه المشاكل فلما لا تعود الى الشعب وتتيح الفرصة لمواطنى هذه المناطق كى يقرروا مصيرهم ونوع ادارتهم وارتباطاتهم بمن يريدون وفق الية صادقة ومبنية على الثقة التامة بان الكل هم يعملون لمصلحة العراق لاغير .





#عبدالله_مشختى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار التركى الكردى بداية جيدة لحوارات اخرى
- اقليم كردستان والانتخابات المقبلة
- ما اثر الانتخابات المحلية الجارية على الخارطة السياسية العرا ...
- تشافيز فاز فى السباق مع العرب
- المفارقات فى مواقف دول المنطقة من احداث غزة
- اين انتم يا معشر العرب من المجزرة الجديدة؟
- من المستفيد من معاداة المواقف السياسية الكردية؟
- لماذا الان مطالبة العراق بدفع تعويضات وديون حروب النظام السا ...
- هل تحولت الثقافة العراقية الى ثقافة للاحذية؟!!!!!!!!!!
- سبعة اعوام من التواصل للحوار المتمدن
- لا خيار للسلطتين الاتحادية والاقليم الا الاتفاق
- امرار الاتفاقية بين القبول والرفض العراقيين
- دعوات المالكى بين الجدية والدعاية الانتخابية
- على مجلس النواب محاسبة مثيرى الفتن والاحتقان العرقى والطائفى ...
- لايا استاذ سرمد عبدالكريم لا يصح اصدار الاحكام غيابيا
- انقذ اطفالنا يا دولة رئيس الحكومة العراقية
- العراقيون حتى فى الامور الدينية لا يتفقون
- تهميش دور الاقليات لا يخدم المسيرة الديمقراطية
- هل اجرم السيد مثال الالوسى لرفع الحصانة عنه؟
- راى فى الاتفاقية العراقية الامريكية


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة عندما شاهدت دمى تطفو في مسب ...
- شاهد: خامنئي يدلي بصوته في الجولة الثانية من انتخابات مجلس ا ...
- علاج جيني ينجح في إعادة السمع لطفلة مصابة بـ-صمم وراثي عميق- ...
- رحيل الكاتب العراقي باسم عبد الحميد حمودي
- حجب الأسلحة الذي فرضه بايدن على إسرائيل -قرار لا يمكن تفسيره ...
- أكسيوس: تقرير بلينكن إلى الكونغرس لن يتهم إسرائيل بانتهاك شر ...
- احتجاجات جامعات ألمانيا ضد حرب غزة.. نقد الاعتصامات وتحذير م ...
- ما حقيقة انتشار عصابات لتجارة الأعضاء تضم أطباء في مصر؟
- فوائد ومضار التعرض للشمس
- -نتائج ساحرة-.. -كوكب مدفون- في أعماق الأرض يكشف أسرار القمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله مشختى - لن يكون هناك حرب بين العرب والكرد بالفهم الذى تفهمه وتفسره الفضائيات وبعض الساسة